بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث:
قال النبي (ص) : مَن أحبّ أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى المتعلّمين ، فو الذي نفسي بيده ، ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم إلا كتب الله له بكلّ قدم عبادة سنة ، وبنى الله بكل قدم مدينة في الجنة ، ويمشي على الأرض وهي تستغفر له ، ويمسي ويصبح مغفورا له وشهدت الملائكة أنهم عتقاء الله من النار . ص184المصدر: منية المريد
الشرح:
يشير الحديث الشريف إلى فئة معينة من الناس يسميها المتعلمين و لم يتكلم عن من هم المتعلمون. هناك ثلاثة احتمالات في تعريف المتعلمين . الأول هو أن يكون المقصود متعلمي العلوم الدينية و يقوي هذا الإحتمال الوصف الراقي الذي يصف به الرسول المتعلمين. فمن الطبيعي أن تكون للذي يتعلم العلوم الفقهية له مكانة راقية في يوم الآخرة. الإحتمال الثاني هو أن يكون المقصود كل من يتعلم أي نوع من العلوم سواء فقهية أو غيره من العلوم التي تخدم البشرية عامةً. فقوة هذا الإحتمال بحقيقة دعم الدين التعلم بشكل عام فكان للإمام الصادق عليه السلام تلامذة مثلا في الكيمياء. أما الإحتمال الأخير هو تعلم تعاليم الدين الحنيف. نعرف بأن الدين هو مجموعة من التعاليم والإرشادات في تنظيم سلوك الإنسان للوصول إلى الكمال و هو العبادة الخالصة لله و اليقين التام. فمن يحاول أن يتعلم الدين بشكل عام و ليس فقط التفقه في العلوم الدينية فهو قد يكون من ضمن هذه الفئة السعيدة. و قوة الإحتمال بسبب عدم وجود أي شرط مذكور في الرواية على الفئة المتعلمة. فمن الطبيعي أن من يريد أن يتعلم الدين بمعنى آداب الدين و كيفية العمل بالأحكام ، هذا بنفسه يتضمن شرط الإخلاص لله تبارك و تعالى. فالذي يريد أن يسيء استخدام الدين لايريد أن يكون من المتعلمين بهذا الشكل بل مثلا يتفقه في الأحكام أو يدرس الدين من جوانب معينة و محدودة. النقطة الثانية في الحديث هو ذكر كلمة عتقاء الله من النار. و نعرف بأن العتيق هو من تخلص من العتق أو من سلطة شيء ما و حصل على الحرية. فهذا يعني أنه عتقاء الله من النار هم من يغفر الله لهم و ينجيهم من نار جهنم. فهذا ممكن تطبيقه على جميع الإحتمالات المذكورة في تحديد فئة المتعلمين. و المهم هو أنهم سوف يحصلون على مغفرة خاصة من ربهم بواسطة ماذكر في نهاية الحديث و هو كتابة هذا الكم الهائل من الحسنات لهذه الفئة لكل قدم لهم على الأرض. و الإختلاف الى باب العلم أو باب العالم هو التردد المستمر على بيت العالم لللإستزادة و الإستفادة من علمه النافع فكما يقول الحديث ان هذا التردد على بيت العالم فيه من الأجر الشيء الكثير حتى أن كل خطوة يخطوها المرء في هذا المجال يكتب له أجر عبادة سنة و يبنى له بكل قدم مدينة في الجنة و أظن أن فيها مبالغة كبيرة
مجلة العترة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث:
قال النبي (ص) : مَن أحبّ أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى المتعلّمين ، فو الذي نفسي بيده ، ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم إلا كتب الله له بكلّ قدم عبادة سنة ، وبنى الله بكل قدم مدينة في الجنة ، ويمشي على الأرض وهي تستغفر له ، ويمسي ويصبح مغفورا له وشهدت الملائكة أنهم عتقاء الله من النار . ص184المصدر: منية المريد
الشرح:
يشير الحديث الشريف إلى فئة معينة من الناس يسميها المتعلمين و لم يتكلم عن من هم المتعلمون. هناك ثلاثة احتمالات في تعريف المتعلمين . الأول هو أن يكون المقصود متعلمي العلوم الدينية و يقوي هذا الإحتمال الوصف الراقي الذي يصف به الرسول المتعلمين. فمن الطبيعي أن تكون للذي يتعلم العلوم الفقهية له مكانة راقية في يوم الآخرة. الإحتمال الثاني هو أن يكون المقصود كل من يتعلم أي نوع من العلوم سواء فقهية أو غيره من العلوم التي تخدم البشرية عامةً. فقوة هذا الإحتمال بحقيقة دعم الدين التعلم بشكل عام فكان للإمام الصادق عليه السلام تلامذة مثلا في الكيمياء. أما الإحتمال الأخير هو تعلم تعاليم الدين الحنيف. نعرف بأن الدين هو مجموعة من التعاليم والإرشادات في تنظيم سلوك الإنسان للوصول إلى الكمال و هو العبادة الخالصة لله و اليقين التام. فمن يحاول أن يتعلم الدين بشكل عام و ليس فقط التفقه في العلوم الدينية فهو قد يكون من ضمن هذه الفئة السعيدة. و قوة الإحتمال بسبب عدم وجود أي شرط مذكور في الرواية على الفئة المتعلمة. فمن الطبيعي أن من يريد أن يتعلم الدين بمعنى آداب الدين و كيفية العمل بالأحكام ، هذا بنفسه يتضمن شرط الإخلاص لله تبارك و تعالى. فالذي يريد أن يسيء استخدام الدين لايريد أن يكون من المتعلمين بهذا الشكل بل مثلا يتفقه في الأحكام أو يدرس الدين من جوانب معينة و محدودة. النقطة الثانية في الحديث هو ذكر كلمة عتقاء الله من النار. و نعرف بأن العتيق هو من تخلص من العتق أو من سلطة شيء ما و حصل على الحرية. فهذا يعني أنه عتقاء الله من النار هم من يغفر الله لهم و ينجيهم من نار جهنم. فهذا ممكن تطبيقه على جميع الإحتمالات المذكورة في تحديد فئة المتعلمين. و المهم هو أنهم سوف يحصلون على مغفرة خاصة من ربهم بواسطة ماذكر في نهاية الحديث و هو كتابة هذا الكم الهائل من الحسنات لهذه الفئة لكل قدم لهم على الأرض. و الإختلاف الى باب العلم أو باب العالم هو التردد المستمر على بيت العالم لللإستزادة و الإستفادة من علمه النافع فكما يقول الحديث ان هذا التردد على بيت العالم فيه من الأجر الشيء الكثير حتى أن كل خطوة يخطوها المرء في هذا المجال يكتب له أجر عبادة سنة و يبنى له بكل قدم مدينة في الجنة و أظن أن فيها مبالغة كبيرة
مجلة العترة
