بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص الحديث
قال الامام عليّ (عليه السلام): صاحب السلطان کراکب الأسد، يغبط بموقعه، وهو اعلم بوضعه.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم، يشير الی المقر بين من الرؤساء والملوک والسلطة، ويشبههم بمن يرکب الأسد وهو حيوان مفترس، حيث يغبطهم الناس علی موقعهم عند السلطان، ولکنهم – آي المقر بين من السلطان – هم أعرف بمنزلتهم الحقيقية حيث تقترن بالخوف من السلطان، وهو غير مأمون منه. حيث ينصرف وفق مزاجه المتعالی علی نحو ما سنوضح ذلک في الفقرة الآتية من الکلام.
الکلام المتقدم نور وبلاغة، انه نور حيث يحذرنا من الاقتراب من السلاطين، بصفتهم يتحسسون بالفوقية وبالعلو وبالزهد وبالنرجسية، وکم رأينا من الأشخاص والطوائف المتنوعة التي غدر بهم السلاطين، وعرضوهم للمحن بعد العز، وقد ورد في حديث آخر تحذير للاطباء ايضاً، حيث اوضح المعصومون عليهم السلام ان طبيب السلطان اذا اخطأ فهو عرضة للموت، واذا لم يخطئ فلا يقدّره السلطان، وهو تحذير بالغ الأهمية في الکشف عن الترکيبة النفسية للسلاطين.
بلاغة الحديث
واما کون الحديث المحذر من صاحب السلطان وتشبيهه براکب الاسد، وهو مغبوط ولکنه اعرف بموضعه، فانه حديث يطفح ببلاغته الفائقة، لأنه او لا يشبه صاحب الملوک براکب الاسد حيث يغبطه الناس، ومن البين ان راکب الاسد يحتل موقعا اجتماعياً مهما ولکنه محفوف في الوقت ذاته بالخطر، لان الأسد ليس حيوانا انيقا بل هو حيوان مفترس لا يؤمن جانبه، حيث يغدر براکبه ويمسح به الارض.
من هنا، فان صاحب السلطان الذي يغبط بموقعه يظل – من حيث المعرفة بمصيره البائس – اعرف بنفسه من الخطر الذي ينتظره، بينما يغفل الناس عن ذلک، واهمية هذا التشبيه من زاوية اخری هي: ملاحظة الجانب النفسي عند السلطان وصاحبه والناس، فالسلطان هو ترکيبة عدوانية، والاسد ترکيبة عدوانية، اما الناس فغافلون، واما صاحب السلطان، فغافل وواع في آن واحداً انه واع بموضعه وفرح به، ولکنه في الآن ذاته قلق، خائف، متوتر.
وهکذا نجد الامام علياً (عليه السلام) عندما يصوغ لنا الحديث المتقدم بهذا النمط من الصياغة، انما يدلّنا علی ما ينبغي ان نسلکه في تعاملنا الاجتماعي، انه يحذرنا من الاقتراب من السلاطين، وينبّهنا علی ضرورة الّا نغبط احداً بالموقع الدنيوي المتقدم.
*******
من برامج الإذاعة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص الحديث
قال الامام عليّ (عليه السلام): صاحب السلطان کراکب الأسد، يغبط بموقعه، وهو اعلم بوضعه.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم، يشير الی المقر بين من الرؤساء والملوک والسلطة، ويشبههم بمن يرکب الأسد وهو حيوان مفترس، حيث يغبطهم الناس علی موقعهم عند السلطان، ولکنهم – آي المقر بين من السلطان – هم أعرف بمنزلتهم الحقيقية حيث تقترن بالخوف من السلطان، وهو غير مأمون منه. حيث ينصرف وفق مزاجه المتعالی علی نحو ما سنوضح ذلک في الفقرة الآتية من الکلام.
الکلام المتقدم نور وبلاغة، انه نور حيث يحذرنا من الاقتراب من السلاطين، بصفتهم يتحسسون بالفوقية وبالعلو وبالزهد وبالنرجسية، وکم رأينا من الأشخاص والطوائف المتنوعة التي غدر بهم السلاطين، وعرضوهم للمحن بعد العز، وقد ورد في حديث آخر تحذير للاطباء ايضاً، حيث اوضح المعصومون عليهم السلام ان طبيب السلطان اذا اخطأ فهو عرضة للموت، واذا لم يخطئ فلا يقدّره السلطان، وهو تحذير بالغ الأهمية في الکشف عن الترکيبة النفسية للسلاطين.
بلاغة الحديث
واما کون الحديث المحذر من صاحب السلطان وتشبيهه براکب الاسد، وهو مغبوط ولکنه اعرف بموضعه، فانه حديث يطفح ببلاغته الفائقة، لأنه او لا يشبه صاحب الملوک براکب الاسد حيث يغبطه الناس، ومن البين ان راکب الاسد يحتل موقعا اجتماعياً مهما ولکنه محفوف في الوقت ذاته بالخطر، لان الأسد ليس حيوانا انيقا بل هو حيوان مفترس لا يؤمن جانبه، حيث يغدر براکبه ويمسح به الارض.
من هنا، فان صاحب السلطان الذي يغبط بموقعه يظل – من حيث المعرفة بمصيره البائس – اعرف بنفسه من الخطر الذي ينتظره، بينما يغفل الناس عن ذلک، واهمية هذا التشبيه من زاوية اخری هي: ملاحظة الجانب النفسي عند السلطان وصاحبه والناس، فالسلطان هو ترکيبة عدوانية، والاسد ترکيبة عدوانية، اما الناس فغافلون، واما صاحب السلطان، فغافل وواع في آن واحداً انه واع بموضعه وفرح به، ولکنه في الآن ذاته قلق، خائف، متوتر.
وهکذا نجد الامام علياً (عليه السلام) عندما يصوغ لنا الحديث المتقدم بهذا النمط من الصياغة، انما يدلّنا علی ما ينبغي ان نسلکه في تعاملنا الاجتماعي، انه يحذرنا من الاقتراب من السلاطين، وينبّهنا علی ضرورة الّا نغبط احداً بالموقع الدنيوي المتقدم.
*******
من برامج الإذاعة
