اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

تفسير الآية (68)من سورة يوسف

روضة تهتم بـ المعارف القرآنية، الفضائل، التفسير، القصص

المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء

صورة العضو الرمزية
عاشق أم البنين
فــاطــمــي
مشاركات: 3442
اشترك في: الخميس يناير 21, 2010 7:31 am

تفسير الآية (68)من سورة يوسف

مشاركة بواسطة عاشق أم البنين »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرج عنا بحقهم ياكريم

الى أخواتي المشرفات أريد تفسير الآية 68 من سورة يوسف


(وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)
صورة العضو الرمزية
جنة المتقين
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2842
اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 5:42 pm

Re: تفسير الآية (68)من سورة يوسف

مشاركة بواسطة جنة المتقين »

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم

الأخ الكريم عاشق أم البنين هذا ما وجدته على البحث السريع وإن شاء الله إن أردتم أكثر أبحث لكم,,
تفضل


الميزان في تفسير القرآن/العلامة محمد حسين الطباطبائي

قوله تعالى: «ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها» إلى آخر الآية.

الذي يعطيه سياق الآيات السابقة و اللاحقة و التدبر فيها - و الله أعلم - أن يكون المراد بدخولهم من حيث أمرهم أبوهم أنهم دخلوا مصر أو دار العزيز فيها من أبواب متفرقة كما أمرهم أبوهم حينما ودعوه للرحيل، وإنما اتخذ يعقوب (عليه السلام) هذا الأمر وسيلة لدفع ما تفرسه من نزول مصيبة بهم تفرق جمعهم وتنقص من عددهم كما أشير إليه في الآية السابقة لكن اتخاذ هذه الوسيلة وهي الدخول من حيث أمرهم أبوهم لم يكن ليدفع عنهم البلاء وكان قضاء الله سبحانه ماضيا فيهم وأخذ العزيز أخاهم من أبيهم لحديث سرقة الصواع وانفصل منهم كبيرهم فبقي في مصر وأدى ذلك إلى تفرق جمعهم و نقص عددهم فلم يغن يعقوب أو الدخول من حيث أمرهم من الله من شيء.

لكن الله سبحانه قضى بذلك حاجة في نفس يعقوب (عليه السلام) فإنه جعل هذا السبب الذي تخلف عن أمره وأدى إلى تفرق جمعهم و نقص عددهم بعينه سببا لوصول يعقوب إلى يوسف (عليه السلام) فإن يوسف أخذ أخاه إليه ورجع سائر الإخوة إلا كبيرهم إلى أبيهم ثم عادوا إلى يوسف يسترحمونه و يتذللون لعزته فعرفهم نفسه وأشخص أباه و أهله إلى مصر فاتصلوا به.

فقوله: «ما كان يغني عنهم من الله من شيء» أي لم يكن من شأن يعقوب أو هذا الأمر الذي اتخذه وسيلة لتخلصهم من هذه المصيبة النازلة أن يغني عنهم من الله شيئا البتة ويدفع عنهم ما قضى الله أن يفارق اثنان منهم جمعهم بل أخذ منهم واحد و فارقهم و لزم أرض مصر آخر وهو كبيرهم.

و قوله: «إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها» قيل: إن «إلا» بمعنى لكن أي لكن حاجة في نفس يعقوب قضاها الله فرد إليه ولده الذي فقده و هو يوسف.

ولا يبعد أن يكون «إلا» استثنائية فإن قوله: «ما كان يغني عنهم من الله من شيء» في معنى قولنا: لم ينفع هذا السبب يعقوب شيئا أو لم ينفعهم جميعا شيئا و لم يقض الله لهم جميعا به حاجة إلا حاجة في نفس يعقوب، و قوله: «قضاها» استئناف و جواب سؤال كان سائلا يسأل فيقول: ما ذا فعل بها؟ فأجيب بقوله: «قضاها».

وقوله: «وإنه لذو علم لما علمناه» الضمير ليعقوب أي إن يعقوب لذو علم بسبب ما علمناه من العلم أو بسبب تعليمنا إياه و ظاهر نسبة التعليم إليه تعالى أنه علم موهبي غير اكتسابي وقد تقدم أن إخلاص التوحيد يؤدي إلى مثل هذه العناية الإلهية، ويؤيد ذلك أيضا قوله تعالى بعده: «ولكن أكثر الناس لا يعلمون» إذ لو كان من العلم الاكتسابي الذي يحكم بالأسباب الظاهرية و يتوصل إليه من الطرق العادية المألوفة لعلمه الناس واهتدوا إليه.

والجملة: «وإنه لذو علم لما علمناه» إلخ، ثناء على يعقوب (عليه السلام)، و العلم الموهبي لا يضل في هدايته و لا يخطىء في إصابته و الكلام كما يفيده السياق يشير إلى ما تفرس له يعقوب (عليه السلام) من البلاء و توسل به من الوسيلة و حاجته في يوسف في نفسه لا ينساها و لا يزال يذكرها، فمن هذه الجهات يعلم أن في قوله: «وإنه لذو علم لما علمناه» إلخ، تصديقا ليعقوب (عليه السلام) فيما قاله لبنيه و تصويبا لما اتخذه من الوسيلة لحاجته بأمرهم بما أمر و توكله على الله فقضى الله له حاجة في نفسه.

هذا ما يعطيه التدبر في سياق الآيات و للمفسرين أقوال عجيبة في معنى الآية كقول بعضهم: إن المراد بقوله: «ما كان يغني عنهم - إلى قوله - قضاها» إنه لم يكن دخولهم كما أمرهم أبوهم يغني عنهم أو يدفع عنهم شيئا أراد الله إيقاعه بهم من حسد أو أصابه عين و كان يعقوب (عليه السلام) عالما بأن الحذر لا يدفع القدر و لكن كان ما قاله لبنيه حاجة في نفسه فقضى يعقوب تلك الحاجة أي أزال به اضطراب قلبه و أذهب به القلق عن نفسه.

و قول بعضهم: إن المعنى أن الله لو قدر أن تصيبهم العين لإصابتهم و هم متفرقون كما تصيبهم مجتمعين.

و قول بعضهم: إن معنى قوله: «وإنه لذو علم لما علمناه» إلخ إنه لذو يقين و معرفة بالله لأجل تعليمنا إياه و لكن أكثر الناس لا يعلمون مرتبته.

و قول بعضهم: إن اللام في «لما علمناه» للتقوية و المعنى أنه يعلم ما علمناه فيعمل به لأن من علم شيئا و هو لا يعمل به كان كمن لا يعلم.

إلى غير ذلك من أقاويلهم.
ليس أحب إلى الله من مؤمن تائب ,,, ومؤمنة تائبة
صورة العضو الرمزية
عاشق أم البنين
فــاطــمــي
مشاركات: 3442
اشترك في: الخميس يناير 21, 2010 7:31 am

Re: تفسير الآية (68)من سورة يوسف

مشاركة بواسطة عاشق أم البنين »

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرج عنا بحقهم ياكريم

شكراً لك أختي الكريمة على سرعة الرد
ويعطيك ألف عافية

العودة إلى ”روضــة الــنـفـحـات الـقـرآنـيـة“