اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عادة الشاب عندما يريد الزواج يضع نصب عينيه بعض النقاط التي يحبذ توافرها في شريكة حياته كالايمان والأخلاق الطيبة والثقافة ونوعية الجمال أوالشكل وغير ذلك من نقاط يتصورها في ذهنه ليطبقها في الواقع
يقول سماحة آية الله الشيخ مكارم في كتابه نفحات القرآن عن الحور العين
يعتبر اختيار الزوجة الصالحة من اهم عوامل الراحة والسكينة والانس والحيوية في هذه الدنيا.
فـالـزوجـة الصالحة (وكذلك الامر بالنسبة للزوج الصالح ) تسهل على الزوج تحمل جميع مشاكل الحياة وصعوباتها وتعطي للحياة طعما خاصا مليئا بالمحبة والبهجة والسعادة .
وعلى العكس ـ في حالة عدم امتلاك زوجة او امتلاك الزوجة غيرالصالحة ـ فسوف تتبدل حلاوة الحياة وعذوبتها الى جحيم لايطاق حتى وان توفرت جميع اسباب الراحة .
وبتعبير آخر ان الزوجة الصالحة التي تتحلى بالفضائل الاخلاقية والخصال الحميدة لم تكن اساس اللذة الجسمانية فقط وانما تعتبر اساس اللذة الروحانية أيضاً.
فـلـيـس من قبيل المصادفة ان يركز القرآن الكريم ضمن عرضه لانواع النعم في الجنة على هذه المسالة , فقد عبر بتعابير عميقة المحتوى في هذاالمجال .
قـال تـعـالى في موضع : (ولهم فيها ازواج مطهرة ) وصف الازواج بكونها (مطهرة ) له مـفـهـوم جـامـع وشـامل , فكما يدل التعبيرعلى نقائها وصفائها من كل النقائص والاقذار الجسمية والـخـلقية , كذلك يشمل ايضا نزاهتها من العيوب والادران المعنوية والخلقية , ومن المعلوم ان اهم شرط في اختيار الزوجة هو طهارته.
ان تعبير ((مطهرة )) اكثر عمقا من تعبير طاهرة (فمطهرة ) تشير الى ان اللّه سبحانه وتعالى هو الذي طهرها ومن يطهره اللّه ويشهد على طهارته تكون حالته واضحة بينة .
وجـا نـفـس هذا المعنى في هذا الحديث (ازواج مطهرة من انواع الاقذاروالمكاره) انتهى
مسألة الشكل والجمال الظاهري قد يكون مطلب لبعض المؤمنين بتفاوت في درجة الإختيار بمعنى هناك تفاوت في نوعية الشكل المطلوب قد يركز عليه البعض دون البعض الآخر فهناك من يركز على الجمال الظاهري دون الباطني وغيره العكس يرجح الباطني أكثر وتهمه هذه الزاوية لأنها منطلق لحياة كريمة دائمة والبعض الآخر يطمح في الإثنين ان توافرا وكما يقولون زيادة الخير خيرين أما أصحاب النوع الأول فهم خاسرون نوعا ما
والثاني والثالث فهما إلى خير وأقرب للحياة الكريمة وفي نظري القاصر وفي أغلب الأحيان الفتاة تركز على المطلب الثاني بشكل أكبر وبهذا هي سهلت على نفسها العناء واختصرت الطريق على الجميع
لقد ذكر القرآن الكريم عن عدة مزايا في الحور العين ولماذا ركز على هذه المزايا الطيبة
وهل هما مطلب هنا في الدنيا قبل الآخرة.. الله أعلم!!
يقول سماحة آية الله في نفس السياق :000
لقد عـبـر الـقـرآن في عدة مواضع عن زوجات اهل الجنة بـ (الحور العين ) ,فقال تعالى في الاية 54 سـورة الـدخان : (وزوجناهم بحور عين ) وورد نفس هذاالتعبير في الاية 22 الطور وذهب الى ابـعد من ذلك في الاية 22 الواقعة : (وحورعين كامثال اللؤلؤ المكنون ) ((226)) وقال تعالى في الاية 72 الرحمن : (حور مقصورات في الخيام ).
وفـي الايـة 56 , 58 نقرا : (فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولاجان كانهن الياقوت والمرجان ).
((حور)) جمع (حورا) و ((احور)) , وعلى قول الكثير من ارباب اللغة والمفسرين (شدة بياض العين في شدة سوادها) وهذا غاية جمال العين ولعل السبب في ذكر القرآن لجمال العين هو ان اكثر جـمـال الانـسان في عينه , ولقد فسره البعض ببياض جميع الجسم لذا يطلق كلمة التحوير لعملية غـسـل الـملابس وتبييضها ويمكن الجمع بين المعنيين بانهم يتصفون ببياض الجسم وجمال العيون وسعته.
ومـن هذا الباب ايضا اطلق كلمة (الحواريون ) على اصحاب السيد المسيح (7) الذين كانوا يرتدون الملابس البيض.
امـا كـلـمـة ((عـيـن )) جمع ((اعين )) (على وزن افضل ) و ((عينا)) في الاصل بمعنى العين الـوسـيعة , وتطلق هذه الكلمة على المراة التي تمتلك عينين واسعتين جميلتين وجذابتين او الرجل كذلك .
ومـما تجدر الاشارة اليه ان كلمتي ((حور)) و ((عين )) تطلق على المذكروالمؤنث ايضا, لهذا فـهي تحمل مفهوما واسعا بحيث يشمل جميع الازواج في الجنة , زوجات للرجال المؤمنين , وازواج للنسا المؤمنات
يـلاحظ ان القرآن الكريم قد اكد على جمال العيون ـ وكما اشرنا ـ ان جمال الانسان يكون قبل كل شي وبعد كل شي في عينيه , فالعيون معيار جمال الجسم والروح .
(لـؤلـؤ): اي الـدر الـمصون المخزون في الصدف لم تمسه الايدي , والذي يكون لها صفا ورونقا خـاصا حين استخراجه من الصدف وتشبيه ((حور العين )) بـ (اللؤلؤ المكنون ) اشارة الى لطافتها وجمالها الخارق ومن الممكن ان يكون اشارة الى انها مستورة بشكل كامل عن انظار الاخرين , فلا يد مستها ولا عين وقعت عليه.
وقال بعض المفسرين ايضا بما ان (حور) مشتقة من مادة (حيرة ),فيكون مفهومها هو ان الحور العين من الجمال بحيث تتحير العين عن النظر اليه.
وبعدها امتدح اللّه (الحور العين ) بقوله : (خيرات حسان ) , اي نساء خيرات الاخلاق حسان الوجوه , وذكر صفة اخرى لهن وهي (مقصورات في الخيام ), قيل المقصور بمعنى المستور اي مستورات فـي القباب , وقيل مصونات محفوظات مخدرات لا يبتذلن , وقيل مقصورات اي قصرن على ازواجهن فقط دون غيرهم .
وقـيـل نـفـس الشي في تفسير قوله تعالى : (قاصرات الطرف ), وذلك لان ((طرف ))
على وزن (حـرف ) بمعنى (جفن العين ), لانها تطرف فينطبق عليها تارة وينفتح تارة , ويكون المعنى : قصرن طـرفـهـن عـلى ازواجهن لم يرون غيرهم وهذه اعظم صفة واكبر امتياز حيث لا ترى احسن من زوجها فليس لها اي علاقة بغيره .
ومـمـا تـجـدر الاشارة اليه ان كلمة ((الخيمة )) في اللغة العربية لاتنحصر بالخيمة المصنوعة من القماش , بل تطلق على كل بناية مدورة , حتى قال بعض ارباب اللغة : ((كل بناية بنيت من الحجر و وغـيـره هـي خيمة , وان الخيمة في الاصل حسب قول صاحب كتاب مقاييس اللغة بمعنى الاقامة والثبات )).
ويـسـتفاد من الروايات الاسلامية ان خيام الجنة وحكمها كسائر النعم الالهية الاخرى لايوجد اي شبه بينها وبين الخيام الدنيوية ,فبعضها قطع من اللؤلؤ.
وجـا في وصف آخر للحور العين في الاية 58 الرحمن حيث شبههن بالياقوت والمرجان : (كانهن الياقوت والمرجان ), اي هن على صفا ولون وتلالؤالياقوت وبياض وجمال المرجان .
ومن المعلوم انه اذا امتزج هذان اللونان مع بعضهما فيشكلان احلى الالوان واجمله.
نسألكم الدعاء
~~..~~
منقول