اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
كان اللّه يسلك بالنبي (ص ) طريق المكارم :
روى الـشـريـف الـرضـي في ((نهج البلاغة )) عن علي (ع ) انه قال في وصف الرسول (ص ) : ((ولـقـد قرن اللّه به من لدن كان فطيما اعظم ملك من ملائكته , يسلك به طريق المكارم ومحاسن اخلاق العالم ليله ونهاره )) .
وروى ابـن ابي الحـديد في شرحه : ان بعض اصحاب الامام الباقر (ع ) ساله عن قول اللّه تعالى ( الا مـن ارتـضى من رسـول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا فقال (ع ) : يوكل اللّه تـعـالـى بـانـبـيـائه مـلائكـة يـحـصـون اعـمالهم , ويؤدون اليهم تبليغهم الرسالة , ووكل بـمحمدملكاعظيما منذ فصل عن الرضاع يرشده الى الخيرات ومكارم الاخلاق ,ويصده عن الشر ومساوئ الاخلاق
وروى الـطبري في تاريخه بسنده عن محمد بن الحنفية عن ابيه علي (ع )قال : سمعت رسول اللّه يقول : ما هممت بشي مما كان اهل الجاهلية يعملون به غير مرتين , كل ذلك يحول اللّه بيني وبين ما اريد من ذلك , ثم ما هممت بسؤ حتى اكرمني اللّه برسالته .
قـلـت لـيـلـة لـغلام مـن قريش كان يرعى معي باعلى مكة : لو ابصرت لي غنمي , حتى ادخل مكة فـاسمر بها كما يسمر الشباب فخرجت اريد ذلك ,حتى اذا جئت اول دار من دور مكة سـمـعت عزفا بالدف والمزامير , فقلت : ماهذا ؟ قالوا : هذا فلان تزوج ابنة فلان فجلست انظر الـيـهـم , فـضرب اللّه على اذني فنمت , فما ايقظني الا مس الشمس , فرجعت الى صاحبي , فقال : مافعلت ؟ فقلت : ما صنعت شيئا ثم اخبرته الخبر.
ثـم قـلت له ليلة اخرى مثل ذلـك , فقال : افعل فخرجت فسمعت حين دخلت مكة مثل ما سمعت حين دخلتها تلك الليلة , فجلست انظر , فضرب اللّه على اذني , فما ايقظني الا مس الشمس , فرجعت الى صاحبي فاخبرته الخبر ثم ما هممت بعدها بسؤ , حتى اكرمني اللّه برسالته .
وقـال ابـن اسـحاق : شب رسول اللّه ـ صلى اللّه عليه [ وآله ] وسلم ـواللّه تعالى يكلؤه ويحفطه ويحوطه من اقذار الجاهلية , لما يريد به من كرامة ورسالة , حتى بلغ ان كان رجلا , افضل قومه مـرؤة , واحـسـنـهم خلقا ,واكرمهم حسبا , واحسنهم جوارا , واعظمهم حلما , واصدقهم حديثا ,واعـظـمـهـم امانة حتى ما اسمه في قومه الا الامين , وابعدهم عن الفحش والاخلاق التي تدنس الرجال , تنزها وتكرما , جمع اللّه فيه كل ذلك
موسوعة التاريخ الإسلامي 1