اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
كل عام وآنتم بالف خير بمناسبة عيد الفطر السعيد
هناك عدة عوامل ركزت عليها النصوص الشريفة في معالجة علاقة النفس بالعبادة:
العامل الأول: تجديد الأوقات
ما هو المقصود بتجديد الأوقات؟
النفس تعيش أطوار مختلفة القرآن الكريم يقول : (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً )
(1) النفس بطبيعتها تعيش حركة تعيش تنقلا من طور إلى طور, ومن حالة إلى حالة تارة تكون النفس أمارة قال تعالى : (وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ)
(2) , وتارة تنقلب و تكون لوامة قال تعالى : (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ) (3) ,و تارة تكون منظرة و مخططة و هي الآية التي عبرت عنها بأنها النفس المطمئنة قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً ) (4) ,فالنفس لها حالات لها أطوار لها تقلبات مختلفة بما أن النفس تعيش أطوار مختلفة, و تقلبات مختلفة, نرى أن الحكمة الإلهية اقتضت أن تعيش النفس في ظروف مختلفة أيضا, هذه الفصول التي تمر علينا ,الإنسان يمر عليه فصل الشتاء, و فصل الربيع ,و فصل الصيف و فصل الخريف لماذا..!؟ لماذا تمر هذه الفصول الأربعة على الإنسان لماذا لا يعيش الإنسان في فصل واحد..!؟ لماذا تمر على الإنسان أوقات متباينة يمر عليه الليل ثم يمر عليه النهار و النهار ينقسم إلى ضحى و إلى ظهر ٍ و إلى عصر هذه الأوقات المختلفة و الفصول المختلفة..!؟ جعلها الله لكي تعيش النفس حركتها بما أن النفس متقلبة من طور إلى طور, ومن حالة إلى حالة ,فتحتاج أيضا إلى ظروف مختلفة تحتاج إلى أزمنة مختلفة, تحتاج إلى أوقات متغيرة ,لو عاشت النفس فصلا واحدا أو وقتا واحدا أو طريقة واحدة لانقرضت هذه النفس و ماتت هذه النفس من اجل أن تبقى حية متجددة مستمرة في عطائها و في فعاليتها جعلها الله في ظروف مختلفة جعلها الله في أوقات مختلفة كي يتجدد نشاطها, و تتجدد حركتها, و فعاليتها ,كما أن الله تعالى جعل للنفس ظروف مختلفة فتنتقل من صيف إلى شتاء من ربيع إلى خريف, من ليل إلى نهار, من شباب إلى كهولة ,و هكذا كي تبقى على فعاليتها و نشاطها ,كذلك الله جعل للعبادة أوقات مختلفة حتى تتجدد علاقة النفس بالعبادة لو أن الله جعل الوقت كله عبادة بطريقة واحدة لماتت النفس و ماتت علاقة النفس بالعبادة لكن الله حتى يجدد نشاط النفس و إقبالها على العبادة جعل للعبادة أوقات و جعل العبادة بأشكال مختلفة يأتي شهر رمضان له نوع من العبادة تأتي ليلة القدر لها نوع من العبادة ,يأتي يوم العيد له نوع آخر من العبادة ,يأتي يوم الغدير له نوع رابع من العبادة, أوقات مختلفة و أنواع مختلفة و طرق مختلفة للعبادة هذا التنويع في الأوقات, و التنويع في الطرق إنما هو لمعالجة هذه النفس و لكي تبقى النفس مقبلة متجددة متفاعلة مع العبادة التي خلقت لأجلها و التي هي الهدف من وجودها إذا العامل الأول من عوامل تغيير و تجديد العلاقة مع العبادة اختيار الأوقات المختلفة الإنسان يعبد الله هذا اليوم لأنه يوم جمعة بعبادة بنوع معين يأتي يوم الاثنين يستحب فيه الصوم يعبد الله بنوع آخر و هو عبادة الصوم يأتي شهر رمضان فيعبد الله بنوع ثالث يأتي أيام الحج فيعبد الله بنوع رابع و هو العبادة المتمثلة في مناسك الحج إذا اختيار الأوقات المختلفة عامل من عوامل نشاط النفس و تجديد علاقتها و رغبتها نحو العبادة هذا هو العامل الأول.
السيد منير الخباز
نسـآلكم الدعاء /:
دمتم بحب ورعاية الزهراء