بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وآل محمد
الى أخواتي المشرفات طلب منكم لو سمحتم
أريد تفسير سورة الماعون ضروري
وشكراً
اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
تفسير سورة الماعون
المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء،تسبيحة الزهراء
-
- فــاطــمــي
- مشاركات: 3475
- اشترك في: الخميس يناير 21, 2010 7:31 am
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: اخواتي المشرفات
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد و عجل فرجهم و اهلك اعداءهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضل أخي الكريم
((أَرَأَيْتَ)) يا رسول الله أو أيها الرائي ((الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ)) أي بيوم القيامة، فإن "الدين" بمعنى الجزاء أو المراد بدين الإسلام، وهذا استفهام تعجبي، يعني كيف أنه يكذب مع كثرة الآيات الدالة على صحة الدين ووقوعه.
((فَذَلِكَ)) الإنسان المكذب بالدين هو ((الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)) "الدع" هو الدفع بشدة، أي يدفع اليتيم فلا يحسن إليه، فإن التكذيب بالدين يلازم الأعمال البشعة القاسية.
((وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)) أي لا يحث الناس على إطعام الفقراء الذين أسكنهم الفقر عن الحركة والعمل، و"الحض" وإن لم يكن واجباً - في غير مورد الأمر بالمعروف وما أشبه - إلا أن ذلك دليل القساوة ونضوب معين الفضيلة من القلب مما لا يكون إلا من ملازمات الكفر، وقد ورد أن بعض كفار قريش كان كذلك، إذا جاءه يتيم يطلب رفده طرده بقساوة، وهكذا كان بالنسبة إلى المساكين.
وإذا كان "دع اليتيم" و"عدم الحض على طعام المساكين" موجباً للذم والتوبيخ، فمن يعمل باسم الإسلام وهو بعيد عنه كان أولى بالذم والتوبيخ، إذ المنافق أسوء حالاً من الكافر ((فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ)).
((الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)) أي غافلون غير مبالين بها، إذ عدم المبالاة يلازم السهو.
((الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ)) فإذا صلوا صلوا للرياء لا لله سبحانه، وقال بعض: "إن المعنى إن لم يكن أحد لم يصلوا، وإن كان أحد صلوا ليراؤوه."
((وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُون)) وهو كل ما فيه منفعة للناس، أي يمنعون خيرهم ورفدهم، وذلك مما يلازم عدم الإيمان الراسخ في القلب.
تقريب القرآن إلى الأذهان
لآية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي
دمتم بخير
اللهم صل على محمد وآل محمد و عجل فرجهم و اهلك اعداءهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضل أخي الكريم
((أَرَأَيْتَ)) يا رسول الله أو أيها الرائي ((الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ)) أي بيوم القيامة، فإن "الدين" بمعنى الجزاء أو المراد بدين الإسلام، وهذا استفهام تعجبي، يعني كيف أنه يكذب مع كثرة الآيات الدالة على صحة الدين ووقوعه.
((فَذَلِكَ)) الإنسان المكذب بالدين هو ((الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ)) "الدع" هو الدفع بشدة، أي يدفع اليتيم فلا يحسن إليه، فإن التكذيب بالدين يلازم الأعمال البشعة القاسية.
((وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ)) أي لا يحث الناس على إطعام الفقراء الذين أسكنهم الفقر عن الحركة والعمل، و"الحض" وإن لم يكن واجباً - في غير مورد الأمر بالمعروف وما أشبه - إلا أن ذلك دليل القساوة ونضوب معين الفضيلة من القلب مما لا يكون إلا من ملازمات الكفر، وقد ورد أن بعض كفار قريش كان كذلك، إذا جاءه يتيم يطلب رفده طرده بقساوة، وهكذا كان بالنسبة إلى المساكين.
وإذا كان "دع اليتيم" و"عدم الحض على طعام المساكين" موجباً للذم والتوبيخ، فمن يعمل باسم الإسلام وهو بعيد عنه كان أولى بالذم والتوبيخ، إذ المنافق أسوء حالاً من الكافر ((فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ)).
((الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)) أي غافلون غير مبالين بها، إذ عدم المبالاة يلازم السهو.
((الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ)) فإذا صلوا صلوا للرياء لا لله سبحانه، وقال بعض: "إن المعنى إن لم يكن أحد لم يصلوا، وإن كان أحد صلوا ليراؤوه."
((وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُون)) وهو كل ما فيه منفعة للناس، أي يمنعون خيرهم ورفدهم، وذلك مما يلازم عدم الإيمان الراسخ في القلب.
تقريب القرآن إلى الأذهان
لآية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي
دمتم بخير
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 33196
- اشترك في: السبت أغسطس 15, 2009 6:47 pm
- مكان: قلب هجــر الحبيبة
Re: اخواتي المشرفات
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محتوى السّورة
هذه السّورة ـ على رأي أكثر المفسّرين ـ مكّية، ولحنها الذي يتحدث عن القيامة وأعمال منكري القيامة بمقاطع قصيرة وقارعة يويد ذلك.
السّورة بشكل عام تذكر صفات وأعمال منكري القيامة في خمس مراحل. فهؤلاء نتيجة لتكذيبهم بذلك اليوم، لا ينفقون في سبيل اللّه وعلى طريق مساعدة اليتامى والمساكين. ثمّ هم يتساهلون في الصلاة، ويعرضون عن مساعدة المحتاجين.
وفي سبب نزول السّورة قيل إنّها نزلت في «أبي سفيان» الذي كان ينحر في اليوم اثنين من الإبل ويطعم أصحابه، ولكن يتيماً جاءه يوماً يطلب منه شيئاً فضربه بعصاه وطرده.
وقيل: إنّها نزلت في «الوليد بن المغيرة»، وقيل: في «العاص بن وائل».
التّفسير
إنكار المعاد وآثاره المشؤومة:
هذه السّورة المباركة تبدأ بسؤال موجّه للنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عن الآثار المشؤومة لإنكار المعاد وتقول:
(أرأيت الذي يكذب بالدين).
وتجيب عن السؤال:
(فذلك الذي يدع اليتيم، ولا يحضّ على طعام المسكين)
«الدين» هنا «الجزاء» أو يوم الجزاء، وإنكار يوم الجزاء له عواقبه الوخيمة وانعكاسات على أعمال الإنسان. وفي هذه السّورة ذكرت خمسة آثار لهذا
[485]
الإنكار منها: «طرد اليتيم، وعدم الحثّ على إطعام المسكين». أي إنّ الشخص المنكر للمعاد لا يطعم المساكين، ولا يدعو الآخرين إلى إطعامهم.
واحتمل بعض أن يكون المقصود من الدين هنا القرآن أو الإسلام.
والمعنى الأوّل أنسب. ونظيره ورد في قوله تعالى: (كلاّ بل تكذبون بالدين)(1) وقوله سبحانه: (فما يكذّبك بعد بالدين)(2). وفي هذه الآيات ورد «الدين» بمعنى يوم الجزاء أيضاً بقرينة الآيات الأُخرى.
«يدع» أي يدفع دفعاً شديداً، ويطرد بخشونة.
و«يحضّ» أي يحرضّ ويرغب الآخرين على شيء، والحضّ مثل الحثّ، إلاّ أن الحث ـ كما يقول الراغب ـ يكون بسوق وسير، والحضّ لا يكون بذلك.
وصيغة المضارع في الفعلين (يدع) و(يحضّ) تدل على استمرارهم على مثل هذا العمل في حق الأيتام والمساكين.
ويلاحظ هنا بشأن الأيتام، أنّ العواطف الإنسانية تجاه هؤلاء أكثر أهمية من إطعامهم وإشباعهم. لأنّ آلام اليتيم تأتي من فقدانه مصدر العاطفة والغذاء الروحي والتغذية الجسمية تأتي في المرحلة التالية.
ومرّة اُخرى نرى القرآن يتحدث عن إطعام المساكين، وهو من أهم أعمال البرّ، وفي الآية إشارة إلى أنّك إذا لم تستطع إطعام المساكين، فشجّع الآخرين على ذلك.
الفاء في «فذلك» لها معنى السببية، وتعني أنّ التكذيب بالمعاد هو الذي يسبب هذه الإنحرافات. والحقّ أنّ المؤمن بالمعاد وبتلك المحكمة الإلهية الكبرى وبالحساب والجزاء يوم القيامة، إيماناً راسخاً تظهر عليه الآثار الإيجابية لهذا الإيمان في كلّ أعماله. ولكن فاقد الإيمان والمكذب بيوم الدين تظهر آثار
--------------------------------------------------------------------------------
1 ـ الإنفطار، الآية 9.
2 ـ التين، الآية 7.
[486]
التكذيب عليه متمثلة في الجرأة على ارتكاب الذنوب والجرائم بشكل محسوس.
ويتواصل وصف هؤلاء المكذبين بالدين فتقول الآيات التالية: (فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون).
لا يقيمون للصلاة وزناً، ولا يهتمون بأوقاتها، ولا يراعون أركانها وشروطها وآدابها.
«ساهون» من السهو، وهو في الأصل الخطأ الذي يصدر من الإنسان عن غفلة، سواء كان مقصراً في المقدمات أم لم يكن. في الحالة الاُولى لا يكون الساهي معذوراً، وفي الحالة الثّانية معذور. والمقصود في الآية السهو المقرون بالتقصير.
ويلاحظ أنّ الآية لم تقل «في صلاتهم ساهون»، لأنّ السهو في الصلاة يعرض لكلّ فرد، ولكنّها قالت: «عن صلاتهم ساهون». فهم يسهون عن الصلاة بأجمعها.
واضح أنّ هذه الحالة لو إتفق وقوعها مرّة أو مرات لأمكن أن يكون ذلك عن قصور. لكن الذي يسهو عن صلاته دائماً فهو المهمل لصلاته، لعدم إيمانه بها وإذا صلى أحياناً فلخوف من ألسن النّاس وأمثال ذلك.
إضافة لما ذكرناه من معاني لكلمة «ساهون» ذكر المفسّرون معاني اُخرى من ذلك تأخير الصلاة عن وقت فضيلتها. أو إشارة إلى المنافقين الذين ما كانوا يؤمنون بثواب الصلاة ولا بعقاب تركها. أو المقصود الذين يراؤون في صلاتهم (بينما جاء ذكر هذا المعنى في الآية التالية).
الجمع بين هذه التفاسير ممكن طبعاً، وإنّ كان التّفسير الأوّل أنسب.
على أي حال، حين يكون الساهون عن الصلاة مستحقين للويل، فما بالك بتاركي الصلاة؟!
الصفة الرابعة والخامسة للمكذبين بالدين تذكرها الآيتان الأخيرتان.
[487]
(الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون).
من المؤكّد أنّ أحد عوامل التظاهر والرياء عدم الإيمان بيوم القيامة، وعدم الإنشداء بطلب الثواب الإلهي. وإلاّ كيف يمكن للإنسان أن يترك مثوبة اللّه ويتجه إلى النّاس ليتزلف إليهم؟!
«الماعون» من «المَعن» وهو الشيء القليل. وكثير من المفسّرين قالوا إنّ المقصود من «الماعون» الاشياء البسيطة التي يستعيرها أو يقتنيها النّاس وخاصّة الجيران من بعضهم، مثل حفنة الملح، والماء، والنّار (الثقاب)، والأواني وأمثالها.
واضح أنّ الذي يبخل في إعطاء مثل هذه الاشياء إلى غيره إنسان دنيء عديم الإيمان. أي إنّه بخيل إلى درجة الإباء عن إعطاء مثل هذه الأشياء. بينما يمكن لهذه الأشياء البسيطة أن تسدّ الإحتياجات الكبيرة. ومنعها يؤدي إلى بروز مشاكل كثيرة في حياة الأفراد.
وقيل: إنّ الماعون يعني الزكاة. لأنّ الزكاة تشكل نسبة قليلة من أصل المال قد تبلغ عشرة بالمائة وأحياناً خمسة بالمائة وأحياناً اثنين ونصف بالمائة.
منع الزكاة طبعاً من أفظع السيئات، لأنّ الزكاة تحل كثيراً من مشاكل المجتمع الإقتصادية.
عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) في تفسير الماعون قال: «هو القرض يقرضه، والمتاع يعيره، والمعروف يصنعه»(1).
وفي رواية اُخرى عن الصادق(عليه السلام) فسّر الماعون بنفس المعنى السابق. فسأله سائل قال: لنا جيراناً إذا أعرناهم متاعاً كسروه وأفسدوه فعلينا جناح أن نمنعهم؟
فقال: «لا ليس عليكم جناح أن تمنعوهم إذا كانوا كذلك»(2).
--------------------------------------------------------------------------------
1 ـ الكافي، نقلاً عن نور الثقلين، ج5، ص679، الحديث18.
2 ـ المصدر السابق، الحديث 19.
[488]
وفي معنى الماعون ذكرت احتمالات اُخرى ذكر القرطبي منها اثني عشر رأياً يرجع كثير منها إلى معنى مشترك والمهم ما ذكرناه أعلاه.
ذكر هاتين الصفتين بشكل متوال (الرياء ومنع الماعون) كأنه إشارة إلى أن هؤلاء المكذبين بالدين يؤدون ما للّه بنية النّاس، وما للناس يمنعونه عنهم، ومن هنا لا يصيب أي ذي حقّ حقّه.
مسك الختام حديث عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من منع الماعون جاره منعه اللّه خيره يوم القيامة، ووكّله إلى نفسه، ومن وكّله إلى نفسه فما أسوأ حاله»؟!(1)
* * *
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل
الشَيخ نَاصِر مَكارم الشِيرازي
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محتوى السّورة
هذه السّورة ـ على رأي أكثر المفسّرين ـ مكّية، ولحنها الذي يتحدث عن القيامة وأعمال منكري القيامة بمقاطع قصيرة وقارعة يويد ذلك.
السّورة بشكل عام تذكر صفات وأعمال منكري القيامة في خمس مراحل. فهؤلاء نتيجة لتكذيبهم بذلك اليوم، لا ينفقون في سبيل اللّه وعلى طريق مساعدة اليتامى والمساكين. ثمّ هم يتساهلون في الصلاة، ويعرضون عن مساعدة المحتاجين.
وفي سبب نزول السّورة قيل إنّها نزلت في «أبي سفيان» الذي كان ينحر في اليوم اثنين من الإبل ويطعم أصحابه، ولكن يتيماً جاءه يوماً يطلب منه شيئاً فضربه بعصاه وطرده.
وقيل: إنّها نزلت في «الوليد بن المغيرة»، وقيل: في «العاص بن وائل».
التّفسير
إنكار المعاد وآثاره المشؤومة:
هذه السّورة المباركة تبدأ بسؤال موجّه للنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) عن الآثار المشؤومة لإنكار المعاد وتقول:
(أرأيت الذي يكذب بالدين).
وتجيب عن السؤال:
(فذلك الذي يدع اليتيم، ولا يحضّ على طعام المسكين)
«الدين» هنا «الجزاء» أو يوم الجزاء، وإنكار يوم الجزاء له عواقبه الوخيمة وانعكاسات على أعمال الإنسان. وفي هذه السّورة ذكرت خمسة آثار لهذا
[485]
الإنكار منها: «طرد اليتيم، وعدم الحثّ على إطعام المسكين». أي إنّ الشخص المنكر للمعاد لا يطعم المساكين، ولا يدعو الآخرين إلى إطعامهم.
واحتمل بعض أن يكون المقصود من الدين هنا القرآن أو الإسلام.
والمعنى الأوّل أنسب. ونظيره ورد في قوله تعالى: (كلاّ بل تكذبون بالدين)(1) وقوله سبحانه: (فما يكذّبك بعد بالدين)(2). وفي هذه الآيات ورد «الدين» بمعنى يوم الجزاء أيضاً بقرينة الآيات الأُخرى.
«يدع» أي يدفع دفعاً شديداً، ويطرد بخشونة.
و«يحضّ» أي يحرضّ ويرغب الآخرين على شيء، والحضّ مثل الحثّ، إلاّ أن الحث ـ كما يقول الراغب ـ يكون بسوق وسير، والحضّ لا يكون بذلك.
وصيغة المضارع في الفعلين (يدع) و(يحضّ) تدل على استمرارهم على مثل هذا العمل في حق الأيتام والمساكين.
ويلاحظ هنا بشأن الأيتام، أنّ العواطف الإنسانية تجاه هؤلاء أكثر أهمية من إطعامهم وإشباعهم. لأنّ آلام اليتيم تأتي من فقدانه مصدر العاطفة والغذاء الروحي والتغذية الجسمية تأتي في المرحلة التالية.
ومرّة اُخرى نرى القرآن يتحدث عن إطعام المساكين، وهو من أهم أعمال البرّ، وفي الآية إشارة إلى أنّك إذا لم تستطع إطعام المساكين، فشجّع الآخرين على ذلك.
الفاء في «فذلك» لها معنى السببية، وتعني أنّ التكذيب بالمعاد هو الذي يسبب هذه الإنحرافات. والحقّ أنّ المؤمن بالمعاد وبتلك المحكمة الإلهية الكبرى وبالحساب والجزاء يوم القيامة، إيماناً راسخاً تظهر عليه الآثار الإيجابية لهذا الإيمان في كلّ أعماله. ولكن فاقد الإيمان والمكذب بيوم الدين تظهر آثار
--------------------------------------------------------------------------------
1 ـ الإنفطار، الآية 9.
2 ـ التين، الآية 7.
[486]
التكذيب عليه متمثلة في الجرأة على ارتكاب الذنوب والجرائم بشكل محسوس.
ويتواصل وصف هؤلاء المكذبين بالدين فتقول الآيات التالية: (فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون).
لا يقيمون للصلاة وزناً، ولا يهتمون بأوقاتها، ولا يراعون أركانها وشروطها وآدابها.
«ساهون» من السهو، وهو في الأصل الخطأ الذي يصدر من الإنسان عن غفلة، سواء كان مقصراً في المقدمات أم لم يكن. في الحالة الاُولى لا يكون الساهي معذوراً، وفي الحالة الثّانية معذور. والمقصود في الآية السهو المقرون بالتقصير.
ويلاحظ أنّ الآية لم تقل «في صلاتهم ساهون»، لأنّ السهو في الصلاة يعرض لكلّ فرد، ولكنّها قالت: «عن صلاتهم ساهون». فهم يسهون عن الصلاة بأجمعها.
واضح أنّ هذه الحالة لو إتفق وقوعها مرّة أو مرات لأمكن أن يكون ذلك عن قصور. لكن الذي يسهو عن صلاته دائماً فهو المهمل لصلاته، لعدم إيمانه بها وإذا صلى أحياناً فلخوف من ألسن النّاس وأمثال ذلك.
إضافة لما ذكرناه من معاني لكلمة «ساهون» ذكر المفسّرون معاني اُخرى من ذلك تأخير الصلاة عن وقت فضيلتها. أو إشارة إلى المنافقين الذين ما كانوا يؤمنون بثواب الصلاة ولا بعقاب تركها. أو المقصود الذين يراؤون في صلاتهم (بينما جاء ذكر هذا المعنى في الآية التالية).
الجمع بين هذه التفاسير ممكن طبعاً، وإنّ كان التّفسير الأوّل أنسب.
على أي حال، حين يكون الساهون عن الصلاة مستحقين للويل، فما بالك بتاركي الصلاة؟!
الصفة الرابعة والخامسة للمكذبين بالدين تذكرها الآيتان الأخيرتان.
[487]
(الذين هم يراؤون ويمنعون الماعون).
من المؤكّد أنّ أحد عوامل التظاهر والرياء عدم الإيمان بيوم القيامة، وعدم الإنشداء بطلب الثواب الإلهي. وإلاّ كيف يمكن للإنسان أن يترك مثوبة اللّه ويتجه إلى النّاس ليتزلف إليهم؟!
«الماعون» من «المَعن» وهو الشيء القليل. وكثير من المفسّرين قالوا إنّ المقصود من «الماعون» الاشياء البسيطة التي يستعيرها أو يقتنيها النّاس وخاصّة الجيران من بعضهم، مثل حفنة الملح، والماء، والنّار (الثقاب)، والأواني وأمثالها.
واضح أنّ الذي يبخل في إعطاء مثل هذه الاشياء إلى غيره إنسان دنيء عديم الإيمان. أي إنّه بخيل إلى درجة الإباء عن إعطاء مثل هذه الأشياء. بينما يمكن لهذه الأشياء البسيطة أن تسدّ الإحتياجات الكبيرة. ومنعها يؤدي إلى بروز مشاكل كثيرة في حياة الأفراد.
وقيل: إنّ الماعون يعني الزكاة. لأنّ الزكاة تشكل نسبة قليلة من أصل المال قد تبلغ عشرة بالمائة وأحياناً خمسة بالمائة وأحياناً اثنين ونصف بالمائة.
منع الزكاة طبعاً من أفظع السيئات، لأنّ الزكاة تحل كثيراً من مشاكل المجتمع الإقتصادية.
عن الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) في تفسير الماعون قال: «هو القرض يقرضه، والمتاع يعيره، والمعروف يصنعه»(1).
وفي رواية اُخرى عن الصادق(عليه السلام) فسّر الماعون بنفس المعنى السابق. فسأله سائل قال: لنا جيراناً إذا أعرناهم متاعاً كسروه وأفسدوه فعلينا جناح أن نمنعهم؟
فقال: «لا ليس عليكم جناح أن تمنعوهم إذا كانوا كذلك»(2).
--------------------------------------------------------------------------------
1 ـ الكافي، نقلاً عن نور الثقلين، ج5، ص679، الحديث18.
2 ـ المصدر السابق، الحديث 19.
[488]
وفي معنى الماعون ذكرت احتمالات اُخرى ذكر القرطبي منها اثني عشر رأياً يرجع كثير منها إلى معنى مشترك والمهم ما ذكرناه أعلاه.
ذكر هاتين الصفتين بشكل متوال (الرياء ومنع الماعون) كأنه إشارة إلى أن هؤلاء المكذبين بالدين يؤدون ما للّه بنية النّاس، وما للناس يمنعونه عنهم، ومن هنا لا يصيب أي ذي حقّ حقّه.
مسك الختام حديث عن رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «من منع الماعون جاره منعه اللّه خيره يوم القيامة، ووكّله إلى نفسه، ومن وكّله إلى نفسه فما أسوأ حاله»؟!(1)
* * *
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل
الشَيخ نَاصِر مَكارم الشِيرازي
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 26879
- اشترك في: الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:16 am
- مكان: بين الرياحين
Re: اخواتي المشرفات
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
تفضل أخي الكريم..
{ أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ * فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ * وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ * وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ }
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ } بالجزاء القمّي قال نزلت في أبي جهل وكفّار قريش.
{ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ } قال يدفعه يعني عن حقّه قيل كان ابو جهل وصياً ليتيم فجاءه عرياناً يسأله من مال نفسه فدفعه وابو سفيان نحر جزوراً فسأله يتيم لحماً فقراه بعصاه.
{ وَلاَ يَحُضُّ } ولا يرغب { عَلَى طَعامِ الْمِسْكِينِ } لعدم اعتقاده بالجزاء ولذلك رتّب الجملة على يكذّب بالفاء.
{ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ } الفاء جزائيّة يعني اذا كان عدم المبالاة باليتيم المسكين من تكذيب الدّين فالسّهو في الصلاة الّتي هي عماد الدّين والرّياء ومنع الزكاة احقّ بذلك ولهذا رتّب عليه الويل.
{ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } غافلون غير مبالين بها القمّي قال عني به تاركون لأنّ كلّ انسان يسهو في الصلاة.
وفي المجمع عن العيّاشي عن الصادق (عليه السلام) انّه سئل عن هذه الآية أهي وسوسة الشّيطان فقال لا كلّ احد يصيبه هذا ولكن ان يغفلها ويدع ان يصلّي في اول وقتها.
والقمّي عنه (عليه السلام) قال هو تأخير الصلاة عن اوّل وقتها لغير عذر.
وفي الخصال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ليس عمل احبّ الى الله عزّ وجلّ من الصلاة فلا يشغلنّكم عن اوقاتها شيء من امور الدّنيا فانّ الله عزّ وجلّ ذمّ اقواماً فقال الّذين هم عن صلاتهم ساهون يعني انّهم غافلون استهانوا بأوقاتها.
وفي المجمع عن الصادق (عليه السلام) قال هو التّرك لها والتواني عنها.
وفيه وفي الكافي عن الكاظم (عليه السلام) قال هو التّضييع.
{ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُنَ } النّاس بصلاتهم ليثنوا عليهم.
وفي المجمع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يريد بهم المنافقين الذين لا يرجون لها ثواباً ان صلّوا ولا يخافون عليها عقاباً ان تركوا فهم عنها غافلون حتّى يذهب وقتها فاذا كانوا مع المؤمنين صلّوها رياء واذا لم يكونوا معهم لم يصلوا وهو قوله الّذين هم يراؤون { وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } القمّي مثل السّراج والنّار والخمير واشباه ذلك ممّا يحتاج اليه الناس قال وهي في رواية اخرى الخمس والزكاة.
وفي المجمع عن عليّ والصادق (عليهما السلام) هو الزكاة المفروضة ومرفوعاً هو ما يتعاوره الناس بينهم من الدّلو والفأس وما لا يمنع كالماء والملح.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال هو القرض تقرضه والمعروف تصنعه ومتاع البيت تعيره ومنه الزكاة قيل انّ لنا جيراناً اذا اعرناهم متاعاً كسروه وافسدوه فعلينا جناح ان نمنعهم فقال لا ليس عليكم جناح ان تمنعوهم اذا كانوا كذلك.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر (عليه السلام) من قرأ سورة أرأيت الّذي يكذّب بالدّين في فرائضه ونوافله قبل الله صلاته وصيامه ولم يحاسبه بما كان منه في الحياة الدنيا.
الصافي في تفسير كلام الله الوافي للفيض الكاشاني
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
اللهم صل على محمد وآل محمد
تفضل أخي الكريم..
{ أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ * فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ * وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ * فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ * ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ * وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ }
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ } بالجزاء القمّي قال نزلت في أبي جهل وكفّار قريش.
{ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ } قال يدفعه يعني عن حقّه قيل كان ابو جهل وصياً ليتيم فجاءه عرياناً يسأله من مال نفسه فدفعه وابو سفيان نحر جزوراً فسأله يتيم لحماً فقراه بعصاه.
{ وَلاَ يَحُضُّ } ولا يرغب { عَلَى طَعامِ الْمِسْكِينِ } لعدم اعتقاده بالجزاء ولذلك رتّب الجملة على يكذّب بالفاء.
{ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ } الفاء جزائيّة يعني اذا كان عدم المبالاة باليتيم المسكين من تكذيب الدّين فالسّهو في الصلاة الّتي هي عماد الدّين والرّياء ومنع الزكاة احقّ بذلك ولهذا رتّب عليه الويل.
{ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ } غافلون غير مبالين بها القمّي قال عني به تاركون لأنّ كلّ انسان يسهو في الصلاة.
وفي المجمع عن العيّاشي عن الصادق (عليه السلام) انّه سئل عن هذه الآية أهي وسوسة الشّيطان فقال لا كلّ احد يصيبه هذا ولكن ان يغفلها ويدع ان يصلّي في اول وقتها.
والقمّي عنه (عليه السلام) قال هو تأخير الصلاة عن اوّل وقتها لغير عذر.
وفي الخصال عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ليس عمل احبّ الى الله عزّ وجلّ من الصلاة فلا يشغلنّكم عن اوقاتها شيء من امور الدّنيا فانّ الله عزّ وجلّ ذمّ اقواماً فقال الّذين هم عن صلاتهم ساهون يعني انّهم غافلون استهانوا بأوقاتها.
وفي المجمع عن الصادق (عليه السلام) قال هو التّرك لها والتواني عنها.
وفيه وفي الكافي عن الكاظم (عليه السلام) قال هو التّضييع.
{ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُنَ } النّاس بصلاتهم ليثنوا عليهم.
وفي المجمع عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يريد بهم المنافقين الذين لا يرجون لها ثواباً ان صلّوا ولا يخافون عليها عقاباً ان تركوا فهم عنها غافلون حتّى يذهب وقتها فاذا كانوا مع المؤمنين صلّوها رياء واذا لم يكونوا معهم لم يصلوا وهو قوله الّذين هم يراؤون { وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } القمّي مثل السّراج والنّار والخمير واشباه ذلك ممّا يحتاج اليه الناس قال وهي في رواية اخرى الخمس والزكاة.
وفي المجمع عن عليّ والصادق (عليهما السلام) هو الزكاة المفروضة ومرفوعاً هو ما يتعاوره الناس بينهم من الدّلو والفأس وما لا يمنع كالماء والملح.
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) قال هو القرض تقرضه والمعروف تصنعه ومتاع البيت تعيره ومنه الزكاة قيل انّ لنا جيراناً اذا اعرناهم متاعاً كسروه وافسدوه فعلينا جناح ان نمنعهم فقال لا ليس عليكم جناح ان تمنعوهم اذا كانوا كذلك.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر (عليه السلام) من قرأ سورة أرأيت الّذي يكذّب بالدّين في فرائضه ونوافله قبل الله صلاته وصيامه ولم يحاسبه بما كان منه في الحياة الدنيا.
الصافي في تفسير كلام الله الوافي للفيض الكاشاني
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2842
- اشترك في: الثلاثاء مارس 17, 2009 5:42 pm
Re: اخواتي المشرفات
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
الميزان في تفسير القرآن للعلامة محمد حسين الطباطبائي
بيان
وعيد لمن كان من المنتحلين بالدين متخلقا بأخلاق المنافقين كالسهو عن الصلاة و الرياء في الأعمال و منع الماعون مما لا يلائم التصديق بالجزاء.
و السورة تحتمل المكية و المدنية، و قيل: نصفها مكي و نصفها مدني.
قوله تعالى: «أ رأيت الذي يكذب بالدين» الرؤية تحتمل الرؤية البصرية و تحتمل أن تكون بمعنى المعرفة، و الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بما أنه سامع فيتوجه إلى كل سامع، و المراد بالدين الجزاء يوم الجزاء فالمكذب بالدين منكر المعاد و قيل المراد به الدين بمعنى الملة.
قوله تعالى: «فذلك الذي يدع اليتيم» الدع هو الرد بعنف و جفاء، و الفاء في «فذلك» لتوهم معنى الشرط و التقدير أ رأيت الذي يكذب بالجزاء فعرفته بصفاته اللازمة لتكذيبه فإن لم تعرفه فذلك الذي يرد اليتيم بعنف و يجفوه و لا يخاف عاقبة عمله السيىء و لو لم يكذب به لخافها و لو خافها لرحمه.
قوله تعالى: «و لا يحض على طعام المسكين» الحض الترغيب، و الكلام على تقدير مضاف أي لا يرغب الناس على إطعام طعام المسكين قيل: إن التعبير بالطعام دون الإطعام للإشعار بأن المسكين كأنه مالك لما يعطى له كما في قوله تعالى: «و في أموالهم حق للسائل و المحروم»: الذاريات: 19 و قيل: الطعام في الآية بمعنى الإطعام.
و التعبير بالحض دون الإطعام لأن الحض أعم من الحض العملي الذي يتحقق بالإطعام.
قوله تعالى: «فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون» أي غافلون لا يهتمون بها و لا يبالون أن تفوتهم بالكلية أو في بعض الأوقات أو تتأخر عن وقت فضيلتها و هكذا.
و في الآية تطبيق من يكذب بالدين على هؤلاء المصلين لمكان فاء التفريع و دلالة على أنهم لا يخلون من نفاق لأنهن يكذبون بالدين عملا و هم يتظاهرون بالإيمان.
قوله تعالى: «الذين هم يراءون» أي يأتون بالعبادات لمراءاة الناس فهم يعملون للناس لا لله تعالى.
قوله تعالى: «و يمنعون الماعون» الماعون كل ما يعين الغير في رفع حاجة من حوائج الحياة كالقرض تقرضه و المعروف تصنعه و متاع البيت تعيره و إلى هذا يرجع متفرقات ما فسر به في كلماتهم.
بحث روائي
في تفسير القمي،: في قوله تعالى: «أ رأيت الذي يكذب بالدين» قال: نزلت في أبي جهل و كفار قريش، و في قوله: «الذين هم عن صلاتهم ساهون» قال: عنى به تاركون لأن كل إنسان يسهو في الصلاة قال أبو عبد الله (عليه السلام): تأخير الصلاة عن أول وقتها لغير عذر.
و في الخصال، عن علي (عليه السلام) في حديث الأربعمائة قال: ليس عمل أحب إلى الله عز و جل من الصلاة فلا يشغلنكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا فإن الله عز و جل ذم أقواما فقال: «الذين هم عن صلاتهم ساهون» يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها.
و في الكافي، بإسناده عن محمد بن الفضيل قال: سألت عبدا صالحا (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: «الذين هم عن صلاتهم ساهون» قال هو التضييع.
أقول: و في هذه المضامين روايات أخر.
و في الدر المنثور، أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم و البيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب «الذين هم يراءون» قال: يراءون بصلاتهم.
و فيه، أخرج أبو نعيم و الديلمي و ابن عساكر عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله «و يمنعون الماعون» قال: ما تعاون الناس بينهم الفأس و القدر و الدلو و أشباهه.
و في الكافي، بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: و قوله عز و جل: «و يمنعون الماعون» هو القرض تقرضه و المعروف تصنعه و متاع البيت تعيره و منه الزكاة.
أقول: و تفسير الماعون بالزكاة مروي من طرق أهل السنة أيضا عن علي (عليه السلام) كما في الدر المنثور، و لفظه: الماعون الزكاة المفروضة يراءون بصلاتهم و يمنعون زكاتهم.
و في الدر المنثور، أخرج ابن قانع عن علي بن أبي طالب قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: المسلم أخو المسلم إذا لقيه حياه بالسلام و يرد عليه ما هو خير منه لا يمنع الماعون قلت: يا رسول الله ما الماعون؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الحجر و الحديد و الماء و أشباه ذلك.
أقول: و قد فسر (صلى الله عليه وآله وسلم) في رواية أخرى الحديد بقدور النحاس و حديد الفأس و الحجر بقدور الحجارة.
الميزان في تفسير القرآن للعلامة محمد حسين الطباطبائي
بيان
وعيد لمن كان من المنتحلين بالدين متخلقا بأخلاق المنافقين كالسهو عن الصلاة و الرياء في الأعمال و منع الماعون مما لا يلائم التصديق بالجزاء.
و السورة تحتمل المكية و المدنية، و قيل: نصفها مكي و نصفها مدني.
قوله تعالى: «أ رأيت الذي يكذب بالدين» الرؤية تحتمل الرؤية البصرية و تحتمل أن تكون بمعنى المعرفة، و الخطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بما أنه سامع فيتوجه إلى كل سامع، و المراد بالدين الجزاء يوم الجزاء فالمكذب بالدين منكر المعاد و قيل المراد به الدين بمعنى الملة.
قوله تعالى: «فذلك الذي يدع اليتيم» الدع هو الرد بعنف و جفاء، و الفاء في «فذلك» لتوهم معنى الشرط و التقدير أ رأيت الذي يكذب بالجزاء فعرفته بصفاته اللازمة لتكذيبه فإن لم تعرفه فذلك الذي يرد اليتيم بعنف و يجفوه و لا يخاف عاقبة عمله السيىء و لو لم يكذب به لخافها و لو خافها لرحمه.
قوله تعالى: «و لا يحض على طعام المسكين» الحض الترغيب، و الكلام على تقدير مضاف أي لا يرغب الناس على إطعام طعام المسكين قيل: إن التعبير بالطعام دون الإطعام للإشعار بأن المسكين كأنه مالك لما يعطى له كما في قوله تعالى: «و في أموالهم حق للسائل و المحروم»: الذاريات: 19 و قيل: الطعام في الآية بمعنى الإطعام.
و التعبير بالحض دون الإطعام لأن الحض أعم من الحض العملي الذي يتحقق بالإطعام.
قوله تعالى: «فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون» أي غافلون لا يهتمون بها و لا يبالون أن تفوتهم بالكلية أو في بعض الأوقات أو تتأخر عن وقت فضيلتها و هكذا.
و في الآية تطبيق من يكذب بالدين على هؤلاء المصلين لمكان فاء التفريع و دلالة على أنهم لا يخلون من نفاق لأنهن يكذبون بالدين عملا و هم يتظاهرون بالإيمان.
قوله تعالى: «الذين هم يراءون» أي يأتون بالعبادات لمراءاة الناس فهم يعملون للناس لا لله تعالى.
قوله تعالى: «و يمنعون الماعون» الماعون كل ما يعين الغير في رفع حاجة من حوائج الحياة كالقرض تقرضه و المعروف تصنعه و متاع البيت تعيره و إلى هذا يرجع متفرقات ما فسر به في كلماتهم.
بحث روائي
في تفسير القمي،: في قوله تعالى: «أ رأيت الذي يكذب بالدين» قال: نزلت في أبي جهل و كفار قريش، و في قوله: «الذين هم عن صلاتهم ساهون» قال: عنى به تاركون لأن كل إنسان يسهو في الصلاة قال أبو عبد الله (عليه السلام): تأخير الصلاة عن أول وقتها لغير عذر.
و في الخصال، عن علي (عليه السلام) في حديث الأربعمائة قال: ليس عمل أحب إلى الله عز و جل من الصلاة فلا يشغلنكم عن أوقاتها شيء من أمور الدنيا فإن الله عز و جل ذم أقواما فقال: «الذين هم عن صلاتهم ساهون» يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها.
و في الكافي، بإسناده عن محمد بن الفضيل قال: سألت عبدا صالحا (عليه السلام) عن قول الله عز و جل: «الذين هم عن صلاتهم ساهون» قال هو التضييع.
أقول: و في هذه المضامين روايات أخر.
و في الدر المنثور، أخرج ابن جرير و ابن أبي حاتم و البيهقي في سننه عن علي بن أبي طالب «الذين هم يراءون» قال: يراءون بصلاتهم.
و فيه، أخرج أبو نعيم و الديلمي و ابن عساكر عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله «و يمنعون الماعون» قال: ما تعاون الناس بينهم الفأس و القدر و الدلو و أشباهه.
و في الكافي، بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث قال: و قوله عز و جل: «و يمنعون الماعون» هو القرض تقرضه و المعروف تصنعه و متاع البيت تعيره و منه الزكاة.
أقول: و تفسير الماعون بالزكاة مروي من طرق أهل السنة أيضا عن علي (عليه السلام) كما في الدر المنثور، و لفظه: الماعون الزكاة المفروضة يراءون بصلاتهم و يمنعون زكاتهم.
و في الدر المنثور، أخرج ابن قانع عن علي بن أبي طالب قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: المسلم أخو المسلم إذا لقيه حياه بالسلام و يرد عليه ما هو خير منه لا يمنع الماعون قلت: يا رسول الله ما الماعون؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الحجر و الحديد و الماء و أشباه ذلك.
أقول: و قد فسر (صلى الله عليه وآله وسلم) في رواية أخرى الحديد بقدور النحاس و حديد الفأس و الحجر بقدور الحجارة.
ليس أحب إلى الله من مؤمن تائب ,,, ومؤمنة تائبة