بسم فالق الحب والنوى بسم رب فاطمة الزهراء (ع)
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
هو والوحدة، هو والصمت، هو والظلام.. الظلام المطلَق المطبِق على كلّ شيء؛ لأنّه ـ أي مشهدي محمّد التُّرْك ـ كان داخلاً، سنوات طويلة ـ في ليل العمَى البهيم.
لا السماء الزرقاء، ولا البحر الموّاج، ولا جمال المروج والصحارى والجبال والحدائق.. ولا حتّى وجوه المعارف والأصدقاء وأفراد أسرته وزوجته، لها معنى بالقياس إليه. كان محمّد كظامئ في أرض قفراء لا يلوح فيها أمامه غير سراب كلّما جاءه لم يجده شيئاً. إنّه لا يستطيع رؤية نضارة الأزهار التي يبلغ عبيرُها أنفه في الأيّام الربيعيّة الرائقة وسط باحة الدار.. واأسفاه! كاد من فرط حزنه أن يثور. همّ أن يصرخ ليحطّم هذا الجدار الهائل الحائل بينه وبين العالَم.. لكنّ قدرته لم تُسعِفه على الصراخ.
* * *
منذ سنوات أعرف مشهدي محمّد التُّرك. كان يودّني، ويحضر معنا لصلاة الجماعة. لا أدري ما الذي حدث له فأُصيب بالعمى، وابتُلي بالفقر والفاقة. كثيراً ما كنت أراه في حضرة الإمام الرضا عليه السّلام يلامس مشبّك الضريح وهو يدور حوله في طواف. وكان لا يفتأ يرتّل شيئاً بصوت مسموع. ولم يكن خدّام الحضرة يعترضون على تراتيله الممتزجة بالبكاء؛ فإنّهم كانوا قد عَرَفوه وألِفوه. وظلّ على ذلك ـ كلّما دخل الحضرة ـ سنين بَلَغت سبعاً بطولها الطويل.
في يوم ما.. تناهى إلى سمعي أنّ الإمام الرضا عليه السّلام قد تفضّل على مشهدي محمّد بالشفاء. وبعد شهرين رأيته في شارع نَوّاب الصفوي عند باب الحضرة سليم العينين نظيف الوجه والهندام. وأبصرني.. فأقبل إليّ وسلّم بحرارة علَيّ. قال:
ـ أنا فداء جدّك الرضا! لم أرَك منذ سبع سنين!
قلت:
ـ مشهدي محمّد، لقد كنتَ كفيفاً لا تُبصر، فكيف عاد إليك البصر ؟
قال بلهجة تَندى بالشكر وعرفان الجميل:
ـ أنا فداء لجدّك الذي شفاني.
وشرع يحكي ما حدث:
* * *
رجعت عصر أحد الأيّام إلى الدار. وفي داخل الدار سمعت صوت بكاء زوجتي العَلَويّة. سألتُها:
ـ لِمَ تبكين ؟
لكنّها لم تُجِبني. ذهبتْ إلى المطبخ، وأحضرت فنجان شاي.. وهي ما تزال تبكي. وألححتُ عليها أن تخبرني بما يبكيها لم تُجِب.. وخرجت من الغرفة تبكي. لم أكن قد وجدتها على مثل هذا الحال من الاضطراب والنشيج منذ سبع سنوات.
قال الأولاد:
ـ تشاجَرَت امرأة صاحب الدار مع ماما.
ناديتُ العلويّة، فحضرت. سألتها:
ـ يا عَلَويّة، لماذا تشاجَرتِ اليوم ؟
قالت:
ـ لو كان الله يريدنا ويسمع دعاءنا لَما كنتُ مغمومة مهمومة هكذا، ولَما عَمِيتَ أنت، ولَما مَنّت علينا امرأة صاحب الدار، ولَما قالت: لو كنتم صالحين لَما جاءكم العمى والفقر!
ارتفع نحيبها، ولم تقل شيئاً آخر، وانتَحَت في زاوية مُختليةً بنفسها. أمّا أنا.. فقد دارت بيَ الأرض، وفقدتُ صوابي. فحملتُ عصاي، وقمت متعجّلاً لأخرج من الدار. تصايَحَ الأولاد:
ـ تعالَي يا ماما.. بابا يريد أن يخرج!
جاءتني العَلَويّة قائلة:
ـ لَم تشرب الشاي.. أين تذهب ؟!
قلت:
ـ لقد حملتُ السيف لمحاربة جدّك!! فإمّا أن أستردّ عينيّ، أو أُقتَل.. ولن تَرَيني بعدها أبداً!
وحاوَلَت المسكينة أن تمنعني من الذَّهاب، لكنّي كنت عازماً عزماً لا رجعة معه. تركتُ الدار وقصدت الحضرة بلا تردّد. وهناك أخذت أصيح وأنا أبكي:
ـ أريد عينَيّ!
ربّت أحد الخدم على كتفي، وقال:
ـ لا تَصِحْ هكذا. الوقت وقت الغروب.. أمَا تصلّي أنت ؟!
كنت واقفاً عند جهة الرأس قلت للخادم:
ـ وَجِّهْني إلى القِبلة.
صلّيتُ صلاة المغرب، ثمّ انخرطت في الاستغاثة والبكاء والعويل. من ورائي سمعتُ رجُلَين يتحدّثان عنّي. ذكرني أحدهما بسوء، قال:
ـ هذا الـ... لا يجيبه الإمام الرضا مهما علا صراخه!
طعنني كلامه في الصميم، وشعرت بالانكسار يحطّم قلبي. تقدّمت خطوات إلى الأمام لأبلغ الضريح الطاهر. أمسكت به بقوّة، ونطحت رأسي نطحاً عنيفاً.. حتّى أيقنت أنّ رأسي قد انكسر، وأخذني الضعف والانهيار. وسمعت مَن يقول لي:
ـ محمّد.. ماذا تقول ؟
سمعت هذا الصوت فجلست، لكنّي مرّة أخرى نطحت رأسي بالضريح بشدّة وأنا جالس. وكرّةً أخرى سمعت:
ـ محمّد.. ماذا تقول ؟ إن كنتَ تريد عينين فقد أعطيناك.
وقفتُ فَزِعاً من هذا الصوت ثمّ قعدت. وفجأة وَجَدتُني أرى ما حولي. الزائرون الذين يقرأون في كتاب الزيارة، والمصابيح المضاءة. ومن شدّة غبطتي ضربت رأسي مجدَّداً بالضريح، فهالَني أن أرى الضريح قد انشقّ، وأن أجد سيّداً واقفاً هناك.. ينظر إليّ بابتسام، وهو يقول:
ـ محمّد، محمّد.. ماذا تقول ؟ أردتَ عينين فأعطيناك.
فطنتُ إلى أنّ هذا السيّد كان أطول من الآخرين. كان ذا عينين وسيعتين وثياب بِيض، قد تحزّم بشالٍ أخضر، وبيده مسبحة تتلألأ. قال الإمام عليه السّلام:
ـ ماذ تقول ؟ ما الذي تريده ؟
أخذني العَجَب حين شاهدت الإمام؛ لأنّ الناس لم يتفطّنوا إلى محضره، وكأنّهم لم يَرَوه! وكلّما قال لي: « ماذا تريد ؟ » لم يخطر ببالي ما أطلبه.. حتّى قال لي:
ـ قل للعلويّة لا تبكي هكذا؛ فإنّ بكاءها يحرق قلبي.
قلت:
ـ العلويّة تتمنّى زيارة أختك في قم.
قال:
ـ تذهب.
ثمّ غاب عن نظري، ورأيت شقّ الضريح يلتئم.
* * *
وحينما نهضتُ واقفاً لاحظني الخادم مُبصِراً، فسأل:
ـ هل شُفيت ؟
قلت:
ـ نعم.
وما أن عرف الزائرون ما حدث حتّى انهالُوا علَيّ يقتطعون من ثيابي للبركة. وبعد معاناة شاقّة نجوت من الأيدي، ومضيت إلى موضع حافظ أحذية الزوّار، فأخذت حذائي وخرجت ذاهباً.
ولمّا بلغتُ الصحن التفتُّ إلى جهة الضريح المقدّس، وقلت:
ـ أعطيتَني عينين.. لكن ما أصنع بجوعي وجوع عيالي ؟!
وفجأة.. ظهرت أمامي يد لم أرَ صاحبها، فوضَعَت في كفّي شيئاً. ونظرتُ إلى هذا الشيء.. فوجدته عدداً من الأوراق النقديّة. ومن فوري قصدت السوق، فاشتريت خبزاً وما نحتاج إليه، وتوجّهت نحو الدار. وفي الطريق التقيت بأحد الجيران، قال:
ـ مشهدي: تمشي مسرعاً! هل أصبحت تبصر ؟!
قلت:
ـ نعم، شفاني الإمام الرضا عليه السّلام. إلى أين أنت ذاهب ؟
قال:
ـ أمّي مريضة، أذهب لآتي بطبيب.
قلت له:
ـ لا حاجة إلى الطبيب، لِتأكُلْ أمّك لقمة من هذا الخبز الذي هو عطيّة الإمام الرضا عليه السّلام.. تَعُد إليها العافية.
وبلغت الدار، فناولت العلويّة ما معي من الطعام. وكالعادة أحضرت لي الشاي. فالتفتُّ إلى الأولاد وقلت:
ـ إنّ إبريق الشاي يغلي!
سأل الأولاد باستغراب:
ـ وهل صرتَ ترى ؟!
قلت:
ـ إي.. يا بابا!
استطار الأولاد فرحاً، ونادوا أمّهم. وحكيتُ لهم كلّ ما كان. وكانت تلك ليلة في دارنا عجيبة. وفي صباح اليوم التالي سألت عن أمّ جارنا، فأُخبِرتُ أنّها قد أكلت بعد جهد شيئاً من الخبز، وهي الآن في صحة جيّدة.
لقد كان ما فعل الرضا عليه السّلام أكبر من ضعفي، وأكبر من سوء فعلي وإساءتي. وكان عطاؤه أكبر ممّا يخطر ببالنا نحن البشر. عطاياه تجيء طيّبة في أنسب الأوقات.. بغير منّة ولا إدلال. إنّه من أدب الرضا عليه السّلام.. الرضا المتخلّق ـ هو وآباؤه وأبناؤه الطاهرون ـ بأخلاق الله.
ترجمة وإعداد إبراهيم رفاعة من مجلّة الحرم
شبكة الامام الرضا (ع)
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور
السلام على سيدنا ومولانا ضامن الجنة ورحمة الله وبركاته
ربي يعطيكم العافية أختي العزيزة على طرح هذهِ الكرامة العظيمة
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
بسم فالق الحب والنوى بسم رب الزهراء (ع )
اللهم صل على محمد وآل محمد الغر الميامين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخواتي الفاطميات:
ناصرة الزهراء ،، حفيدة الرسول "ص"
مروركم الفاطمي اسعدني
لا عدمت طلتكم احبتي
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي عشقي جعفري آسال الله آن يوفقك لكل خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخواتي الفاطميات :
انوار فاطمة الزهراء ،، صرخة الزهراء
مروركم اسعدني
بارك الله فيكم
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة بارك الله تعالى بكم طرح رائع سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين