بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
ــ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في صفات العلمـاء
الأولى : الزهد في الدنيا بمعنى رفع العلقة القلبية عنها ، ولازمتها رفع العلقة الظاهرية.. لأن أقل مراتب العلم هو العلم بحقارة الدنيا وفنائها ، والعلم بجلالة الآخرة وبقائها ، وكذلك العلم بحقيقة أن الدنيا والآخرة ضرتان لا تجتمعان .. فلو لم يعرف الحقيقة الأولى فواحمقاه !.. وإن لم يعرف الحقيقة الثانية فوا كفراه!.. وإن لم يعرف الحقيقة الثالثة فوازندقتاه! .. وإذا عرف الحقائق الثلاثة ولكن لم يجد له سبيلا على نفسه ، فهو أسير شهواته ومثل هذه النفوس غير قابلة لأن تُعدّ في عداد العلماء.
ولنعم ما قال الشاعر :
وراعي الشاة يحمي الذئب عنها فكيف اذا الرعاء لها ذئاب
إن علامة هذه الملكة الشريفة هي : الاجتناب عن العلوم الدنيوية إلا بمقدار ما يتوقف عليه العلم الأخروى .
الثانية: الفرارمن الأمراء والحكام لا سيما السلاطين ، إذا كان التقرّب طلباً للجاه والمال.
نعم لو تمت الحجة فيما بينه وبين ربه ، واطمئن إلى أن هذه الخلطة والعشرة نافعة للدين ، ولإقامة الشرع المبين ، ومواجهة المبدعين ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما كان عليه الأئمة الهادين (ع) فهذا من خير الأعمال .. لكن هذا لا يتيسر إلا لمن يطمئن بعدم تأثير تصرفات الحكام في سلوكه ، والروايات شاهدة بأعلى صوتها على ذلك.. وهذه هي سيرة العلماء الأبرار .
الثالثة: أن يوافق قولُـه عملَه فلقـد روى عن الصادق (ع) في قوله تعالى : {إنما يخشى الله من عباده العلماء} . فاطر/28 .. يعني بالعلماء : من صدّق فعلُه قولَـه ، ومن لم يصدق فعلُه قولَه فليس بعالم.
الرابعة: أن يفرّ من الفتوى فراره من الأسد .. فلقد ورد أن أصحاب النبي (ص) كانوا لا يتقدمون في الجواب ، خوفاً من الوقوع في الخلاف.
وعليه أن يتحاشى الجدال والمناظرة ، لأن ذلك من أسباب الفتنة والخبائث ، كما تشهد به الأخبار.
الخامسة: أن يغلب عليه السكينة والحزن والوقار ، متجلياً فيه الخضـوع والخشوع ، بحيث يذكّر الله تعالى رؤيتُه ، ويشهد على علمِـه عملُه.. والشاهد على ذلك ما روى عن أمير المؤمنين (ع):
إن العلم ذو فضائل كثيرة .. إلى آخره . الكافي 1/48..
فعليك بالتأمل فيها ليكون نافعا لك إن شاء الله تعالى.
السادسة: أن يهتم بعلم الباطن ، ومراقبة القلب ، ومعرفة السلوك الأخروي .. فإن العلوم على قسمين: قسمٌ مدون في الكتب ، وقسمٌ منقوش في الصدور لا يمكن التعبير عنه بالألفاظ .. وليُعلم أن الفيوضات الغيبية ، إنما هي من القسم الثاني وبها تنكشف المعارف الحقة ، ويتحقق بها أصل الإنسانية ، ويصل العالم بها إلى مرحلة الكمال.
السابعة: أن يستفرغ وسعه في فهم الآيات والروايات ليكون ما فهمه - بنفسه - هو الحجة ما بينه وبين ربه ، لا تقليداً لما هو المسموع من الأقوال أو المدون في الكتب.. فكلام الغير كفعله ليس حجة على أحد ، ضرورة أنه لا عبرة بكلام غير من عصمه الله من الزلل ، ولعل إلى جملة ما ذُكر أشار النبي (ص) بعد تلاوته قوله تعالى :
{ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام } . الأنعام/125.. عندما سئل عن شرح الصدر قائلاً: التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والاستعداد للموت قبل نزوله . البحار 65/236..
فإن قلت أنك غير عامل بما تقول!.. قلت : نعم ، حقٌّ وصدقٌ .. أعاذنا الله من شر النفس وجمامها ، ووفقنا لما فيه خيرها وصلاحها ، لأن الحق مرّ والثبات عليه أمرّ ، وطريق تحصيله صعب وتلقيه أصعب ، فالنفوس تميل إلى ما هو في العمل أسهل ، والأبدان تنزع إلى ما هو للطبع أميل.
وبهذا تعرف - بقرينة المقابلة - وصف علماء السوء .. كما تعرف صفة الذين نصبوا أنفسهم في مقام الهداية والإرشاد.
بسم الله الرحمن الرحيم ..
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم ..
جزاك الله أخيتي جزاء المحسنين ع الطرح المبارك ..
دمتي بعين الله و عين المولى المفدى - عجل الله فرجه الشريف - ..
يا حسين
لو ذنوبي ادخلتني في جهنم سأنادي إنه عاد محرم فامهلوني كي اقيم اليوم مأتم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم الشريف
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أختي الكريمة
بارك الله فيكم
حفظكم المولى جل وعلا ورعاكم
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
"؟" الغالية نقاء فاطمة البتول "؟"
سلمت يداك على هذا الطرح الرائع
لا عدمنا جديدك
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور