بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ فأثرن به نقعا ]
و لعل النقع : الغبار الغليظ الذي يشمل الارض ، ذلك لان أصل النقع - كما قيل - الغور في الماء او غور الماء - و لهذا يسمى الماء الراكد بالنقيع ، لانه يغور في الارض أو يغور فيه الغاطس ، قالوا : لذلك سمي الغبار نقيعا فكأنه يغور فيه الانسان .
و تساءلوا عن ضمير " به " أين مرجعه ، فقال البعض : انه يعود الى العدو المفهوم من العاديات ، و قال آخر : بل يعود الى المكان الذي تقع فيه المعركة ، و المفهوم من السياق ، و أظن انه يعود الى قوله " ضبحا " لأنه الأقرب ، وإذا نسب الىالزمان شيء كان أبلغ في معنى الشدة ، كما نقول يوم نحس أو يوم سعيد ، أي كله سعادة أو نحوسة .
بلى . قد أثارت الخيول نقعا جعل الصباح مغبرا .
[5] الغارة القاهرة هي التي تقع مفاجئة ، و صباحا ، و تبلغ أهدافها بسرعة خاطفة ، و هكذا كانت تلك الغارة التي اخترقت قلب العدو .
[ فوسطن به جمعا ]
يقال : وسطت القوم أي صرت في وسطهم ، و الجمع بمعنى : تجمع العدو ، وهو كناية عن قلب جيشهم ، و مركز قوتهم ، و ضمير " به " يعود الى العدو أو الى المكان أو الصباح حسبما سبق في الآية الماضية .
كان ذلك التأويل الأقرب الى ظاهر الآيات ، و هناك تأويل آخر ذكره طائفة من المفسرين ، حيث قالوا : تعني الآيات خيل الحجيج أو ابلهم ، حيث يفيضون الى عرفات ثم مزدلفة فمنى و يكون معنى الإيراء اشعال النيران لطعامهم ، و معنى الجمع : مزدلفة ، أما معنى المغيرات صبحا - حسب التفسير - فهي الإبل تدفع بركبانها يوم النحر من منى الى جمع ، و السنة إلا تدفع حتى تصبح .
و يبدو ان تأويل الآيات في الحج و مناسكه و مشاعره لا يتنافى مع تأويلها في الجهاد ، أليس الحج جهاد المستضعفين ؟ و يشبه مناسكهم و حركتهم ، و هكذا نجد الرواية التالية المأثورة عن الامام أمير المؤمنين - عليه السلام - تجمع بين التأويلين ، تدبر قليلا فيها :
روي سعيد بن جبير عن ابن عباس انه قال : بينما أنا في الحجر جالس ، اذ أتاني رجل فسأل عن " العاديات ضبحا " فقلت له : الخيل حين تغزو في سبيل الله ، ثم تأوي الى الليل ، فيضعون طعامهم ، و يورون نارهم ، فانفتل عني و ذهب الى علي بن أبي طالب عليه السلام - و هو تحت سقاية زمزم - فسأله عن " العاديات ضبحا " فقال : " سألت عنها أحدا قبلي " قال " نعم ، سألت عنها ابن عباس ، فقال : الخيل حين تغزو في سبيل الله ، قال : " فاذهب فادعه لي " فلما وقف على رأسه قال : " أتفتي الناس بما لا علم لك به ، و الله إن كانت لأول غزوة في الاسلام بدر ، وما كان معنا إلا فرسان : فرس للزبير ، و فرس للمقداد بن الأسود ، فكيف يكون العاديات الخيل ؟ بل العاديات ضبحا الإبل من عرفة الى المزدلفة ، ومن مزدلفة الى منى " قال ابن عباس: فرغبت عن قولي و رجعت الى الذي قاله علي (1) .
و يؤيد الجمع بين التأويلين ما جاء في سبب نزول السورة : أنه كان في سرية(1) نور الثقلين / ج 5 - ص 656 ، و نجد روايات مشابهة في سائر التفاسير . راجع تفسير القرطبي / ج 20 - ص 155 .
قادها الامام علي - عليه السلام - حيث أخبر جبرئيل - عليه السلام - النبي - صلى الله عليه وآله - : ان أهل وادي اليابس قد اجتمعوا في اثني عشر ألف فارس ، و تعاقدوا و تواثقوا ان لا يتخلف رجل عن رجل . و لا يخذل أحد أحدا حتى يقتلوا محمدا و عليا ، فبعث رسول الله اليهم بسرية يقودها أبو بكر في أربعة آلاف رجل ، فلما رأى بأسهم و بعد ديارهم لم يحاربهم ، فأرسل رسول الله عمرا بالمهمة ، فعاد هو الآخر لذات السبب ، فلما بعث اليهم عليا مشى اليهم من غير الجادة ، و أعنف في السير ، فما أحاط بأرضهم ، أغار عليهم صباحا وهم غافلون ، فلما يعلموا حتى وطأتهم الخيل ، و أقبل بالأسارى و الأموال الى رسول الله فنزلت السورة (1) .
[6] قسما بكل ذلك الايثار العظيم الذي يتجلى في معارك المجاهدين ، قسما بتلك القمم السامقة التي بلغوها بايمانهم و يقين قلوبهم : ان الانسان قد طبع علــى كفــران النعمة ، و لن يتسامى الى أفق الإيثار من دون جهاد نفسه و تزكيتها .
تفسير من هدى القرآن
السيد محمد تقي المدرسي
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة بارك الله تعالى بكم انتقاء رائع ومفيد سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي عزيزة الله وفقك الله و جزاك الله الف خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد