روي عن ابن الأثير في جامع الأصول ، من صحيح الترمذي ، عن عمران
بن الحصين ، قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جيشا واستعمل عليهم علي بن أبي طالب ،
فمضى في السرية ، فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعة من أصحاب
النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا : إذا لقينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخبرناه بما صنع علي ، وكان المسلمون
إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقام أحد الأربعة فقال : يا رسول الله ألم
تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا ؟ فأعرض عنه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم قام
الثاني فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته ، فأعرض
عنه ، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل إليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والغضب يعرف
من وجهه ، فقال : ما تريدون من علي ؟ ما تريدون من علي ؟ ما تريدون من علي ؟
إن عليا مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدي ( 2 ) .
وفيه أمور ينبغي التنبيه عليها :
أحدها : عرفان الغضب من وجهه ( صلى الله عليه وآله ) ، مع أن كلامهم انتساب ما زعموه منكرا
إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فبأي سبب حصل الغضب من مقالتهم ؟ مع أن ظاهر الحال
يقتضي بيان جواز ما فعله بلا غضب ، لأن اللايق بالأمة عرض من وقع في الغنيمة
وغيرها من أموال المؤمنين إذا ظنوا أنه لم يقع على وجه شرعي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
واللايق به بيان حكمه .
وثانيها : غاية الانكار من مقالتهم بتثليث قوله " ما تريدون من علي ؟ "
وثالثها : ذكر قوله ( صلى الله عليه وآله ) " إن عليا مني وأنا منه " مقارنا للتأكيد ب " إن " .
ورابعها : قوله " وهو ولي كل مؤمن بعدي " فلعل وجه الأولين أن ظهور جلالة
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومدائحه المشهورة ، كان كافيا في العلم بأنه لا يصدر منه قبيح ،
وعلى تقدير عدم علم بعضهم لضعف المدرك ، فلا أقل من تجويز عدم القباحة ، فلا
وجه لجزمهم بصدور منكر منه ، كما يدل تعبيرهم بقولهم " ألم تر إلى علي بن أبي
طالب صنع كذا ؟ " عليه ظاهرا ، ولعل هذا الغضب والإنكار منه ( صلى الله عليه وآله ) لأن منشأ
هذه الظنون : إما عداوة علي ( عليه السلام ) الدالة على النفاق كما يجئ ، أو قلة مبالاتهم بما
سمعوا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في شأنه ( عليه السلام ) الناشئة من ضعف الإسلام .
ولعل وجه الأخيرين تأكيد ما ظهر منه ( صلى الله عليه وآله ) سابقا ، لدلالتهما على صدور منكر
منه أصلا ، فلعله ( صلى الله عليه وآله ) استدل بكون علي ( عليه السلام ) منه وكونه ( صلى الله عليه وآله ) من علي ( عليه السلام ) على
المناسبة التامة النافية لجواز المنكر والخطأ ، تأكيدا للإنكار وتأسيسا لمنقبة زائدة على
ما ظهر من منزلته ( عليه السلام ) .
ويدل هذا الاختصاص على مزية لا يجوز معها تقدم أحد عليه ، وعلى كونه
صادقا في جميع الأقوال والأفعال التي منها دعوى الإمامة ، كما يدل عليها تأخره
عن البيعة مع اهتمامه التام في المسارعة إلى الخير .
وقريب منه في الدلالة على الأمر قوله ( صلى الله عليه وآله ) " وهو ولي كل مؤمن بعدي " مع
مزيد ، وهو أن الولاية هاهنا هي الأولوية بأمور المؤمنين ، كما يدل عليه السياق .
ويمكن أن يستدل بهذا الخبر بعد ما ظهر من دلالته على صدق الأقوال والأفعال
على تقدمه على عثمان بما ذكره في الشورى في مقام الاستدلال ، فيدل على تقدمه على
الكل لعدم القائل بالفصل ، وبما ذكرته في شرح حديث الغدير والمنزلة لا نحتاج
هاهنا إلى تفصيل زائد .
منقول من كتاب/سفينة النجاة/الشيخ محمد السراب التنكابني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة بارك الله تعالى بكم انتقاء جميل ومبارك سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار اللهم عجل لوليك الفرج
احسنتم جزاكم الله كل الخير على الموضوع القيم
اختي الكريمة
حفظكم الله وسدد خطاكم لكل خير
وَرَزَقَكُم الْلَّه الْصِّحَّه وَالْعَافِيَة
وَنُوْر الْلَّه قُلُوْبَكُم بِالْايْمَان بِحَق مُحَمَّد وَآَل مُحَمَّد
جعله الله في ميزان حسناتكم
دُمْتُم فِي حِفْظ وَرِعَايَة الْلَّه
اللهمصلعلىمحمدوآلمحمدالطيبينالطاهرينوعجلفرجوليهمياكريم,,
أختي الكريمة
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ على الطرح الطيب المبارك
في ميزان حسناتكِ إن شاء الله تعالى .
. اللهـمصـلعلـىمحمـدوآلمحمـد