بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص الحديث
قال الامام علي (عليه السَّلام):
الصدق لباس الدين.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم يتحدث عن الصدق، ويصوغه صورة بلاغية هي ما نطلق عليه مصطلح (الصورة التمثيلية) والدلالة لهذا الحديث تتمثل في ظاهرة (الصدق) اي: الكلام الواقعي قبالة الكلام غير الواقعي او ما يسمی بالكذب والحق ان دلالة الصدق ومقابله الكذب من الوضوح بمكان، بيد ان المطلوب هو ان نتبين اهمية الصدق من حيث صلته بالدين، وهذا ما يقتادنا الی التساؤل عن فلسفة الصدق، فنقول: ان النص ربط بين الصدق وبين اللباس، لباس الدين، وسنحدثك بعد قليل عن هذه الصورة البلاغية، ولكن الان نستهدف الحديث عن النكتة او الفلسفة الكامنة وراء الصدق وصلته بالدين. فماذا نستلهم؟
من الحقائق التي ينبغي علينا ان نلاحظها هي ان الصادق في كلامه يظل صادقا في دينه. كيف ذلك؟
الجواب: ان طرف الدين هو الله تعالی، اي عندما نمارس وظيفتنا العبادية التي خلقنا الله تعالی من أجلها: انما نتعامل مع الله تعالی ونتقرب بذلك دون ان نشرك أحدا في الممارسة العبادية. فاذا كان الله تعالی هو الطرف الذي نتعامل واياه: حينئذ فان التعامل المخلص لابد وان يتسم بالصدق وليس بالرياء أو الكسب الدنيوي، من هنا فإن التعامل مع الله تعالی ينبغي ان يتسم بصدق المشاعر والافكار والتأملات، فاذا كذب الانسان في علاقته مع الاخرين فهذا يعني ان لديه استعدادا للكذب في تعامله مع الله تعالی ايضاً، ولذلك ورد حديث يقول بما مؤداه: من صدق قوله زكا عمله، اي: عمله العبادي المتمخض لله تعالی، حيث يتزكی الانسان بعمله العبادي الصادق.
اذن الصدق في الكلام هو صدق في التعامل مع الله تعالی، بالنحو الذي اوضحناه، والان: لنتجه الی الزاوية البلاغية لحديث الامام (عليه السَّلام).
بلاغة الحديث
يقول الحديث: (الصدق لباس الدين). تری ما هي النكتة البلاغية وراء التمثيل او الاستعارة او الرمز للصدق بانه (لباس)؟ اللباس هو: المظهر الخارجي للانسان يتستر به، كما هو واضح، ويتقي به البرد والحر من جانب آخر، وهذا يعني: ان اللباس هو زينة وفائدة، ومن ثم فانه التعبير الخارجي للشخصية لذلك فان اعارة اللباس لظاهرة الصدق انما تعني ان اللباس المميز للشخصية انما هو: الساتر له من العيب، والنافع له من الاذی، وهذا هو عين الايمان او الدين الذي يعني: الإلتزام بمبادئ الله تعالی، حيث ان الالتزام هو: العمل بصدق مع الله تعالی، اي: ممارسة المبادئ التي رسمها الله تعالی للانسان متمثلة في الأحكام المعروفة من الوجوب والندب.
*******
من برامج الإذاعة
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص الحديث
قال الامام علي (عليه السَّلام):
الصدق لباس الدين.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم يتحدث عن الصدق، ويصوغه صورة بلاغية هي ما نطلق عليه مصطلح (الصورة التمثيلية) والدلالة لهذا الحديث تتمثل في ظاهرة (الصدق) اي: الكلام الواقعي قبالة الكلام غير الواقعي او ما يسمی بالكذب والحق ان دلالة الصدق ومقابله الكذب من الوضوح بمكان، بيد ان المطلوب هو ان نتبين اهمية الصدق من حيث صلته بالدين، وهذا ما يقتادنا الی التساؤل عن فلسفة الصدق، فنقول: ان النص ربط بين الصدق وبين اللباس، لباس الدين، وسنحدثك بعد قليل عن هذه الصورة البلاغية، ولكن الان نستهدف الحديث عن النكتة او الفلسفة الكامنة وراء الصدق وصلته بالدين. فماذا نستلهم؟
من الحقائق التي ينبغي علينا ان نلاحظها هي ان الصادق في كلامه يظل صادقا في دينه. كيف ذلك؟
الجواب: ان طرف الدين هو الله تعالی، اي عندما نمارس وظيفتنا العبادية التي خلقنا الله تعالی من أجلها: انما نتعامل مع الله تعالی ونتقرب بذلك دون ان نشرك أحدا في الممارسة العبادية. فاذا كان الله تعالی هو الطرف الذي نتعامل واياه: حينئذ فان التعامل المخلص لابد وان يتسم بالصدق وليس بالرياء أو الكسب الدنيوي، من هنا فإن التعامل مع الله تعالی ينبغي ان يتسم بصدق المشاعر والافكار والتأملات، فاذا كذب الانسان في علاقته مع الاخرين فهذا يعني ان لديه استعدادا للكذب في تعامله مع الله تعالی ايضاً، ولذلك ورد حديث يقول بما مؤداه: من صدق قوله زكا عمله، اي: عمله العبادي المتمخض لله تعالی، حيث يتزكی الانسان بعمله العبادي الصادق.
اذن الصدق في الكلام هو صدق في التعامل مع الله تعالی، بالنحو الذي اوضحناه، والان: لنتجه الی الزاوية البلاغية لحديث الامام (عليه السَّلام).
بلاغة الحديث
يقول الحديث: (الصدق لباس الدين). تری ما هي النكتة البلاغية وراء التمثيل او الاستعارة او الرمز للصدق بانه (لباس)؟ اللباس هو: المظهر الخارجي للانسان يتستر به، كما هو واضح، ويتقي به البرد والحر من جانب آخر، وهذا يعني: ان اللباس هو زينة وفائدة، ومن ثم فانه التعبير الخارجي للشخصية لذلك فان اعارة اللباس لظاهرة الصدق انما تعني ان اللباس المميز للشخصية انما هو: الساتر له من العيب، والنافع له من الاذی، وهذا هو عين الايمان او الدين الذي يعني: الإلتزام بمبادئ الله تعالی، حيث ان الالتزام هو: العمل بصدق مع الله تعالی، اي: ممارسة المبادئ التي رسمها الله تعالی للانسان متمثلة في الأحكام المعروفة من الوجوب والندب.
*******
من برامج الإذاعة
