بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
وثبتنا على ولايتهم ومحبتهم والبراءة من أعدائهم
تطل علينا ذكرى استشهاد مؤسس المذهب الشريف،
فماذا يريد منا الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام؟!
في ذكر الوصايا الأخيرة:
"دخلت على أم حميد أُعزّيها بأبي عبدالله (ع) فبكت وبكيت لبكائها، ثم قالت: يا أبا محمد!.. لو رأيت الصادق (ع) عند الموت لرأيت عجبا، فتح عينيه ثم قال: اجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة، قالت: فلم نترك أحدا إلا جمعناه، قالت: فنظر إليهم، ثم قال: "إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة"
نعم هذا هو حال الإمام الصادق عليه السلام في ساعات شهادته سلام الله عليه، حيث جمع أهله كلهم، ليخبرهم بآخر وصاياه، فكانت الوصية بالصلاة وعدم الاستخفاف بها..
وهذا التعبير كافٍ لكي لا يظن أحد أن الشفاعة متاحة لجميع المحبين بل مدعي الحب، لأن الحب يتبعه العمل بأوامر المحبوب، وأن الشفاعة لا تنال قسم وهو المستخف بصلاته..
قد نصلي ولكن نكون من هذا القسم المحروم من الشفاعة بشهادة صادق أهل البيت عليهم السلام، فقد يكون أحدنا كذلك حيث تمر عليه فترة طويلة لا تكاد ترى صلاة فجر واحدة واقعة في وقتها، بل كلها قضاء، فما العذر في ذلك؟
روي عن الصادق عليه السلام: (امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها، وإلى أسرارنا كيف حفظهم لها عند عدوّنا، وإلى أموالهم كيف مواساتهم لإخوانهم فيها).
إن كانت الصلاة عمود الدين، وصلاة الفجر هذه الفريضة المظلومة إحدى هذه الصلوات التي تمثل أساس الدين فإن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها، فما بالنا لا نراعي ذلك؟! والإنسان المؤمن لا يقدم مزاجه على أساسيات الشريعة، فلو كان أحد يحي لياليه بقراءة دعاء أبي حمزة مثلا، وختم أجزاء القرآن الكريم ولكنه يفوت صلاة الفجر!!.. فلا اعتبار كبير لهذا الإحياء.. ومن النصائح التي يُنصح بها للاستيقاظ لصلاة الفجر: النوم مبكراَ لمن يعلم بعدم قيامه إن نام متأخراً، وقراءة آخر آية من سورة الكهف، ووضع المنبه، والتسبيح بتسبيحات الزهراء عليها السلام قبل النوم..
وعندما تفوت الإنسان صلاة الفجر، فيقضيها وهو خجل من ربه، فمن الأفضل تأديباً للنفس أن يصوم ذلك اليوم إن أمكنه ذلك..
فما فائدة أن أكون في الصف الأول في موكب العزاء في ذكرى الإمام الصادق عليه السلام وأنا مستخف بصلاتي؟! ولم أعمل بوصاياه؟! أو أكون أو ممن حضر المأتم، أو صرخ: واإماماه، وأنا بعيد كل البعد عن أهداف الامام عليه السلام، خصوصاً في مسألة الصلاة التي أوصى بها قبل وفاته.. صلاة المحبين:
قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: (ليس منا من لم يصل صلاة الليل)
أي ليس من الجماعة المتميزة والقريبة منهم عليهم السلام، فالبعض لا يصلي هذه الصلاة العظيمة مطلقاً، والبعض يلتزم بها في ليالي القدر والبعض في طيلة ليالي شهر رمضان أو في حج أو عمرة أو زيارة..
ولكن لماذا لا نجعلها محطة يومية -ما أمكننا- نقف أمام الله سبحانه وتعالى طالبين المغفرة والعفو منه وفكاك رقابنا من النار، وإن لم يوفق المؤمن لإحدى عشرة ركعة فلا يفوت الثلاث ركعات وهي ركعتي الشفع وركعة الوتر ما أمكن، وإن غلبه النوم فلا يترك قضاء الصلاة طيلة النهار ولو بقضاء الثلاث ركعات.
فما قيمة هذه الدقائق المعدودة التي نقف فيها أمام الله عز وجل والتي قد نصرف أضعافها بعشرات المرات في أمور لا تستحق، فالبعض قد لا يصليها بحجة التزامه بالاستيقاظ باكراً لعمل أو دراسة أو ما شابه، والحال أنه في طول يومه يشتغل بالغث والسمين وإن أتى الدور على صلاة لا تزيد على الخمس دقائق -للشفع والوتر- تراه يتعذر بأعذار واهية..
وما قيمة هذه الدقائق أمام الثواب العظيم المعد لهذه الصلاة؟!
فإلى متى يظل المؤمن على مستواه العادي من الإيمان دون أن يتقدم ولا خطوة للأمام، فليبدأ من الثلاث ركعات، ولو على مستوى القضاء..
فلو نظرنا إلى ذاك الفقير الذي يستجدي الناس، تراه يمد يده لهم في أوقات ليله ونهاره طالباً لقمة من لقيمات الدنيا، وقد يحصل عليها وقد لا يحصل، ولكن عندما يصل الأمر إلى الآخرة وثواب الآخرة وإلى العلاقة مع رب العالمين حيث الثواب الأكيد والعظيم والجهد اليسير يكون حالنا كما تعبر الآية الكريمة: (مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً) سورة نوح
وطبعا كل ذلك بشرط أن لا تتعارض صلاة الليل مع صلاة الفجر، يقول أمير المؤمنين عليه السلام بهذا المضمون أنه لا قربة بالنوافل إذا أضرت بالفرائض، ولكنها لا تضر بالفريضة لمن استيقظ قبل أذان الفجر بدقائق ليصليها ثم يصلي الفجر بنافلتها..
قد يقرأ أحدنا أحاديث أهل البيت عليهم السلام في فضل ثواب صلاة الليل فترة قصيرة ثم يتركها، ولكن لو كانت هناك نية في النفس للتقرب من رب العالمين -ولوإجمالا- لما كان أثر هذه الأحاديث وقتيا.. فعن الإمام العسكري عليه السلام أنه قال: (إن الوصول إلى الله عز وجل سفرٌ لا يُدرك إلا بامتطاء الليل)
العمل اليسير ذو الثواب العظيم:روي عن الصادق عليه السلام: (من جدّد وضوءه لغير حدث، جدّد الله توبته من غير استغفار)
في هذا الحديث إشارة إلى الوضوء، فإن الوضوء ليس للصلاة الواجبة فقط، بل عند النوم وعند الطعام، والأفضل أن يكون المؤمن على طهارة دائماً ما أمكنه ذلك..
سلام من الله عليكم شيعتي:
روي عن الصادق عليه السلام: (يا خيثمة !.. أقرئ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله العظيم عزّ وجلّ، وأن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم فإنّ لقياهم حياة أمرنا، ثم رفع يده -عليه السلام- فقال: رحم الله امرأً أحيا أمرنا).
هذا المبحث والتنسيق لبعض الأخوة والأخوات
فجزاهم الله خيرا.. ونسألكم الدعاء
آخر تعديل بواسطة دعاء الكاظم (ع) في الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 8:46 am، تم التعديل مرة واحدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
نعزي صاحب العصر والزمان والامه الاسلامية وجميع الشيعة بوفاة الإمام جعفر الصادق سلام الله عليه..
رحم الله والديكم ..
وجعله في ميزان حسناتكم يارب ..
نسالكم الدعاء في طلب الذرية الصالحة .. لا تنسونا من خالص دعائكم يارب .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم و أهلك أعدائهم ..
السلام عليكم ..
بوركت جهودكم و جعله في ميزان حسناتكم ..و عظم الله لنا و لكم الأجر باستشهاد مولانا الإمام جعفر الصادق عليه السلام ...
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة بارك الله تعالى بكم طــرح رائع ونافع سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أختي الكريمة ,,دعاء الكاظم (ع)
جزاك الله كل خير على هذا الطرح القيم
عظم الله اجوركم ذكرى استشهاد الامام الصادق عليه السلام ..
موفقة لكل خير وتقبل الله اعمالكم بأحسن القبول ..
بحفظ الباري ..
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على الطرح الموضوع الرائع
جعلها الله من ميزان حسناتك
موفقين ان شاء الله