بعد ان عاد موسی(ع) غضبان أسفا إلى قومه سمع صياح القوم وهم يطوفون حول العجل. توقف القوم حين ظهر موسى وساد صمت. صرخ موسى يقول: " بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ "
ثم اتجه عليه السلام نحو اخيه هارون وألقى ألواح التوراة من يده على الأرض. مد موسى يديه وأمسك هارون من شعر رأسه وشعر لحيته وشده نحوه وهو يرتعش. قال موسى: " يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ". زاد الصمت عمقا بعد جملة موسى الغاضبة. وتحدث هارون إلى موسى: قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي
رجا منه أن يترك رأسه ولحيته. بحق انتمائهما لأم واحدة.
أفهمه أن الأمر ليس فيه عصيان له. وليس فيه رضا بموقف عبدة العجل. إنما خشي أن يتركهم ويمضي، فيسأله موسى كيف لم يبق فيهم وقد تركه موسى مسؤولا عنهم، وخشي لو قاومهم بعنف أن يثير بينهم قتالا فيسأله موسى كيف فرق بينهم ولم ينتظر عودته.
أفهم هارون أخاه موسى برفق ولين أن القوم استضعفوه، وكادوا يقتلونه حين قاومهم. رجا هارون من موسی أن يترك رأسه ولحيته حتى لا يشمت به الأعداء.
ترك موسی رأس اخيه ولحيته واستغفر الله له ولأخيه. ثم التفت لقومه وتساءل بصوت لم يزل يضطرب غضبا: " يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي".
عاد موسى يقول غاضبا أشد الغضب: " إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ ".
لم تكد الجبال تبتلع أصداء الصوت الغاضب حتى نكس القوم رءوسهم وأدركوا خطأهم.كان افتراؤهم واضحا على الحق الذي جاء به موسى. التفت موسى إلى السامري بعد حديثه مع هارون..
تحدث موسى إلى السامري وغضبه لم يهدأ بعد: " قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ قال السامري: بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ "
رأيت نبي الله وهو يركب فرسه فلا تضع قدمها على شيء إلا دبت فيه الحياة. " فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ "
لقد أخذت حفنة من التراب الذي سار عليه الرسول وألقيتها على الذهب. " فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي
هذا ما ساقتني نفسي إليه , لم يناقش موسى، عليه السلام السامري في ادعائه. إنما قذف في وجهه حكم الحق. قال موسى عليه السلام: " قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا.
فقد عاش السامري منبوذا محتقرا لا يلمس شيئا ولا يمس أحدا ولا يقترب منه مخلوق. هذه هي عقوبته في الدنيا، ويوم القيامة له عقوبة ثانية، اذ قال له موسی وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّنْ تُخْلَفَهُ.
نهض موسى بعد فراغه من السامري إلى العجل الذهبي وألقاه في النار. لم يكتف بصهره أمام عيون القوم المبهوتين، وإنما نسفه في البحر نسفا. تحول الإله المعبود أمام عيون المفتونين به إلى رماد يتطاير في البحر. ارتفع صوت موسى: " إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَكلَّ شَيْءٍ عِلْمًا" هذا هو إلهكم، وليس ذلك الصنم الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا..
من هدي الائمة (عليه السلام) ورد في كتاب (الإحتجاج) إنّ أمير المؤمنين علي(عليه السلام) لمّا فتح البصرة أحاط الناس به ـ وكان من بينهم «الحسن البصري» وقد جلبوا معهم ألواحاً يكتبون فيها ما يقوله أمير المؤمنين علي(عليه السلام)، فقال له أمير المؤمنين بأعلى صوته: «ما تصنع؟» قال: أكتب آثاركم لنحدّث بها بعدكم، فقال أمير المؤمنين: «أما إنّ لكلّ قوم سامرياً، وهذاسامري هذه الاُمّة! إلاّ أنّه لا يقول: لا مساس، ولكنّه يقول: لا قتال»
دروس وعبر إنّ موسى (عليه السلام)كان متيقّناً من براءة أخيه، إلاّ أنّه أراد أن يثبت أمرين من خلال محاكمة هارون. الأوّل: أراد أن يُفهم بني إسرائيل أنّهم قد ارتكبوا ذنباً عظيماً جدّاً، وأي ذنب؟! الذنب الذي ساق هارون الذيكان نبيّاً عظيماً إلى المحكمة، وبتلك الشدّة من المعاملة، أي إنّ المسألة لم تكن بتلك البساطة التيكان يتصوّرها بنو إسرائيل، فإنّ الانحراف عن التوحيد والرجوع إلى الشرك، وذلك بعدكلّ هذه التعليمات، وبعد رؤيةكلّ تلك المعجزات وآثار عظمة الحق، أمر لا يمكن تصديقه، ويجب الوقوف أمامه بكلّ حزم وشدّة.
الثّاني:هو أن تثبت للجميع براءة هارون من خلال التوضيحات التي يبديها، حتى لا يتّهموه فيما بعد بالتهاون في أداء رسالته.
وبعبارة أوضح: فإنّ موسى(عليه السلام) لو أبقى الذهب الذي استُعمل في صناعة العجل، أو قسّمه بين الناس بالسويّة، فربّما نظر إليه الجاهلون يوماً ما نظرة تقديس، وتحيا فيهم من جديد فكرة عبادة العجل، فيجب أن تتلف هذه المادّة الغالية الثمن فداءً لحفظ عقيدة الناس، وليس هناك اُسلوب آخر لذلك وبهذا فإنّ موسى بطريقته الحازمة وتعامله الجازم الذي إتّخذه مع السامري وعجله إستطاع أن يقطع مادّة عبادة العجل، وأن يمحو آثارها من العقول.
القصص الحق
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي الفاطمية العلوية وفقك الله و جزاك الله الف خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
ربي يعطيكم العافية أختي العزيزة على طرح تفصيلات القصة المباركة
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله قاصم الجبارين
مبيـر الظالمين مدرك الهاربين
نكال الظالمين صريـخ المستصرخيـن
موضع حاجات الطالبيـن معتمد المؤمنيـن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المنتجبين
بارك الله فيكم في ميزان حسناتكم يارب
جزيتم الف خير وقضى الله حاجاتكم بالدنيا والاخرة
اللهم صل على محمد وال محمد