بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حكاية هذه الحلقة ننقلها من الكتاب الموسوعي القيم العبقري الحسان في احوال صاحب الزمان الذي صنقه آية الله العالم الزاهد الشيخ علي اكبر النهاوندي (رضوان الله عليه).
وهي من الحكايات التي تناقلها عدة من الاخيار عن العبد الصالح الشيخ محمد الكوفي (قدس سره) وقد اوردها الشيخ النهاوندي في الصفحة 126 من الجزء الاول من موسوعته ننقلها ملخصة لكم، قال الشيخ التقي محمد الكوفي الشوشتري (رحمه الله): وفقني الله في سنة 1315 للهجرة لحج بيته الحرام برفقة والدي الجليل الشيخ محمد طاهر، وفي يوم الخامس عشر من شهر ذي الحجة التحقنا باحدى القوافل العائدة كانت تسمى (الطيادة) لسرعتها فاوصلتنا الى منطقة حائل، وفيها التحقنا بقافلة اخرى تسمى (صليب) لكي تعود بنا الى النجف الاشرف لكنها اوصلتنا الى مدينة السماوة، فاستاجرت دابة لكي توصل والدي الى النجف وركبت انا جملاً لأحد الجنازين كان يحمل عليه جنازة ينقلها لدفنها في وادي السلام في جوار مرقد امير المؤمنين (سلام الله عليه). ويتابع الشيخ محمد الكوفي نقل ما جرى قائلاً:سرنا على هذه الحالة حتى وصلنا نهر (عامورة) وكان يومها عريضاً يصعب على الدواب عبوره، فاعانني الجناز على سحب الجمل لعبور النهر ولكن الحيوان لم يستطع الحركة، رغم كل ما بذلناه، فتحيرت وقد حف بنا الخطر في تلك البادية، وضاق صدري فتوجهت الى القبلة مستغيثا ومتوسلاً الى الله ببقيته المهدي (ارواحنا فداه) وناجيته قائلاً: يا فارس الحجاز، يا ابا صالح ادركني، افلا تعيننا حتى نعلم ان لنا اماماً يرانا ويغيثنا. يقول الشيخ محمد الكوفي عما جرى بعد هذه الاستغاثة:اثر ذلك رأيت فجأة شخصين بالقرب منا احدهما شاب والآخر شيخ، فسلمت على الشاب وانا اتصوره بعض اهل النجف وسألته عن صاحبه فقال انه الخضر، ثم ابتسم وسألني عن سبب حزني فأخبرته فأقترب من الجمل فانتفض الحيوان قائماً فوضع يده عليه فهدأ ثم قال لي: أتريد شيئاً آخر؟ سيوصلك الجمل الى منزلك. فسألته عن مقصده؟
اجاب: نحن ذاهبون الى مقام الخضر.
وكان ثمة مزار معروف بهذا الاسم يقع شرق السماوة، فسألته: اين يمكنني ان اراك يا سيدي؟ اجاب: حيثما شئت. قلت:انا اسكن الكوفة. فقال:سأجي الى مسجد السهلة ثم غابا عن ناظري.
تابع الشيخ محمد الكوفي مع والده ورفيقه مسيرهم بالدابة والبعير وعبوا بهما النهر بسلام فوصلا قبيل الغروب الى خيام بعض اهل البادية فاستقبلنا شيخهم فسألنا عن مسيرنا فاخبرناه، فقال متعجباً: سبحان الله وكيف عبرتم النهر بهذه الدابة وهذا البعير في حين ان السفينة لو غرقت فيه لما بانت ساريتها!! ولذلك يسلك اهل السماوة طريقاً آخرا ابعد الى النجف الاشرف.
ثم وصلوا الى المنزل بسلام، وبقي الشوق يتأجج في قلب الشيخ محمد اياماً واياماً وهو يأمل في ان يرى تلك الطلعة الرشيدة مرة اخرى وهو يطيل التفكر في قوله (عليه السّلام) سأجي الى مسجد السهلة.
وذات ليلة كان الشيخ محمد مشغولاً بالتسبيحات في تعقيب صلاة العشاء، فشعر وكان هاتفاً يقول له ثلاث مرات: يا حاج محمد ان كنت تريد ان ترى صاحب الزمان فامض الى السهلة الآن.
لم يفكر الحاج محمد الكوفي ان الذهاب في مثل هذا الوقت المتأخر كان يومذاك مجازفة خاصة وان باب المسجد تكون مغلقة في ذلك الوقت لم يفكر الشيخ الشاب بكل ذلك، فقد دفعه شوقه الى الذهاب مسرعاً الى مسجد السهلة في تلك الساعة المتأخرة ولما وصل وجد باب المسجد مغلقاً، فوقف متحيراً يفكر في الهتاف الذي سمعه او شعر به فلم تمض الا هنيئة حتى رأى قادماً يتجه نحوه من جهة مسجد زيد ولما التقاه تابعه فلما وصلا الى الباب المقفل وضع يده عليه ونادى خضراً ففتح له الباب ودخل المسجد وتابعه الشيخ محمد فدخل المسجد وفاز ثانية بلقاء مولاه... ثم بقي في المسجد متهجداً شكراً لله على هذه النعمة وعندما جاء خادم المسجد في الصباح استغرب وجوده داخل المسجد الذي اقفل بنفسه في الليلة الماضية بابه ولم يكن الشيخ محمد الكوفي داخله فسأل الشيخ عن الذي فتح له الباب ... لكنه لم يستغرب هذه المرة انه لم يحصل من الشيخ الكوفي على الجواب الشافي!
*******
شمس خلف السحاب
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج نور الوجود
الغائب الموجود الإمام المقدس المهدي عليه السلام عج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(إلهي!.. رضا بقضائك، وتسليما لأمرك؛ لا معبود لي سواه)
أسأله تعالى أن يتقبل منكم هذا السير وأن يجعله عملاً صالحاً تقر به العيون
ودعوة مستجابة تسكن إليها القلوب
وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
دمتم برعاية الإمام المهدي المنتظر عليه السلام عج
خادمة العترة الطاهرة
تسبيحة الزهراء
(اللهم أفرغ علينا صبرًا و ثبت أقدامنا و انصرنا على القوم الكافرين)