حيث ذكر أنّ ما قصد من التأويل فيهما ليس إلاّ ما شاع استخدامه عند محقّقي الصوفية والعارفين من أهل الله، فيكون هذا البيان شاهداً قويّاً وسنداً متيناً على ضرورة أن يتمّ التعاطي مع النصّ القرآني من خلال الغوص في دلالاته الباطنية وأبعاده، لا على ما يتمّ التأدّي إليه بواسطة اللّفظ والسياق والتواضع اللغوي. قال في مقام تحديد مدلول هاتين الآيتين: (وهذان القولان من أعظم الدلالات الأدلّة على وجوب التأويل، فإنّ القول الأوّل يشهد بأنّ التأويل واجب،لكن يشير إلى أنّ التأويل على قسمين:
الأوّل: تأويل للفتنة والفساد في الدِّين والاعتقاد، وهو تأويل أهل الزيغ والضلال الذين يأخذون المتشابهات دون المحكمات، ويؤوّلون على آرائهم واعتقادهم.
الثاني: تأويل للخير والصواب والهداية والإرشاد، وهو تأويل أهل العلم وأرباب الكمال من العلماء الراسخين في العلوم الإلهية الذين يأخذون المحكم أصلاً والمتشابه فرعاً، ويوفّقون بينهما ويؤوّلونهما على الوجه الذي ينبغي، وعلى القاعدة التي أمرهم الله تعالى بها كما قال: (وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاّ اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) وذلك لكمال رسوخهم في العلم الإلهي، وحسن تصرّفهم في الكلام الربّاني. فبناءً على هذا كما يجب على الإنسان العاقل البالغ المكلّف ترك القسم الأوّل، يجب عليه القيام بالقسم الثاني على وجه لا يلزم منه الفساد المذكور، ليدخل به في العلماء الراسخين ويشارك مع ربّه في تأويل كلامه على الوجه المأمور.
والقول الثاني أيضاً يشهد بأنّ التأويل واجب، لكن يشير إلى أنّ التأويل حقّ التأويل موقوف على حضور خليفته الذي لا يحكم إلاّ بالتأويل وهو المهدي عليه السلام)(3).
ولقد وجد الآملي أنّ القرآن نفسه يشكِّل سبباً مباشراً لنشوء التأويل في صورته البدائية، ذلك أنّه اشتمل على آيات يتوهّم منها بحسب ظاهرها الاختلاف والتناقض، وأدرك العلماء أنّهم لو فسّروها على ظاهرها للزم من ذلك مفاسد كثيرة كالتشبيه والتجسّم. وارتفاع محذور كهذا لم يكن ممكناً إلاّ بسلوك طريق التأويل بصرف الآيات عمّا تدلّ عليه ظواهرها. قال: (اعلم أنّ في القرآن متشابهات ومتناقضات: أمّا المتشابهات فكقوله تعالى: (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى)(4) وكقوله: (وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا)(5) وكقوله: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذ ناضِرَةٌ * إلى رَبِّها ناظِرَةٌ)(6)، وكقوله: (فَأيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)(7)، وكقوله: (يَدُ اللهِ فَوْقَ أيْدِيهِمْ)(8)، وكقوله: (وقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ)(9)، وكقوله: (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ)(10)، وكقوله: (وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بـِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ)(11)، وكقوله: (فَإذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ..)(12)، وكقوله: (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ)(13).
وهذه كلّها محتاجة إلى التأويل وجوباً، وإلاّ لأدّى إلى مفاسد كثيرة، كالتجسّم والتحيّز والإمكان والحدوث، المؤدّي إلى الكفر والزندقة والإلحاد وغير ذلك من الغيّ والضلال.
وأمّا المتناقضات فكقوله: (قُلْ يَتَوَفّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بـِكُمْ)(14)، ونقيضه: (اللهُ يَتَوَفَّى الأنْفُسَ حِينَ مَوْتِها)(15)، وكقوله: (فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا)(16)، ونقيضه: (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيّاً)(17). ومعلوم أيضاً أنّ هذه المتناقضات لو لم تكن مؤوّلة على طريق العقل والشرع لكان يلزم منها فيه اختلاف كثير)(18).
ولم يكن يخفى على الآملي وهو يسرد هذا الكلام ويقرّره أنّ التأويل الواجب هنا والذي يقتضي تركه الوقوع فيما هو ممتنع من المفاسد، ليس تأويل أهل الباطن، بل التأويل المستند إلى قانون اللغة والمنطلق في أساليب استخدامها، والقائم على المجاز والكناية بقرينة أنّهم استخدموه مثلاً في تفسير قوله تعالى: (وَ جاءَ رَبُّكَ) فقالوا: إنّ تأويله: جاء أمر ربّك بحذف المضاف، وهو من باب المجاز في الإسناد المقرّر في علم المعاني، أو الحذف مع التقدير المقرّر في البيان، والقرينة على المجاز أو الحذف قرينة عقلية وهي استحالة نسبة المجيء إلى الحقّ نفسه. منقول من موقع سيد كمال الحيدري نسـألكم الدعاء /:
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
ربي يعطيكم العافية أختي العزيزة على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
بارك الله فيكِ اختي الكريمة صرخة الزهراء
الله يعطيكِ الفين عافية طرح قيم و مبارك
قضى الله حوائجكِ و سهل اموركِ بحق النبي و آله الاطهار عليهم السلام
موفقة يا رب
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعطيك العافية عزيزتي
جعله الله تعالى في ميزان حسناتك