سمو خلق النبي الاعظم(ص) في معاشرة الناس (2) هو الملكة النفسية التي تصدر عنها الافعال بسهولة وينقسم الخلق الى: الفضيلة، والرذيلة ولكن اذا اطلق لفظ الخلق فهم منه الخلق الحسن واذا كان الخلق مخصوصاً بالهيئات والاشكال والصور المدركة بالبصر، فان الخلق مخصوص بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة كما قال تعالى في وصف نبيه (صلى الله عليه وآله): «وانك لعلى خلق عظيم».
وفي الوقت الذي نزلت الآية المباركة هذه مادحة حسن خلق المصطفى (صلى الله عليه وآله) ومعظمة له نجدها ناظرة الى اخلاقه الجميلة المتعلقة بالمعاشرة والعلاقات الاجتماعية كالصبر على اذى الناس وجفاء اجلافهم والعفو والسماحة وسعة البذل، والرفق والمداراة، والتواضع والسخاء فجسد النبي (صلى الله عليه وآله) اخلاق الله تبارك وتعالى مع الخلق، وجسد الاسلام بخصاله الشريفة حتى قيل في تفسير الآية المباركة: «وانك لعلى خلق عظيم»
ان المراد بالخلق هنا هو الدين وهو الاسلام وذلك ما ورد على لسان الامام محمد الباقر عليه السلام، حيث قال في ظل الآية الكريمة: (هو الاسلام وروي كذلك ان الخلق العظيم هو الاسلام العظيم). وعن الامام الصادق عليه السلام جاء قوله: ان لله عز وجل وجوهاً خلقهم من خلقه وارضه، لقضاء حوائج اخوانهم والله عز وجل يحب مكارم الاخلاق وكان فيما خاطب الله تعالى نبيه ان قال له: يا محمد «وانك لعلى خلق عظيم». ثم قال عليه السلام: السخاء وحسن الخلق.
في باب اخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) يروي الشيخ المجلسي في "بحار الانوار" عن انس بن مالك انه قال: خدمت النبي (صلى الله عليه وآله)، عشر سنين، فما اعلمه قال لي قط: هلا فعلت كذا وكذا؟ ولا عاب عليَّ شيئاً قط، فم اشم نكهة اطيب من نكهته، وما اخرج ركبتيه بين جليس له قط وادركه اعرابي فاخذ بردائه فحبذه حبذة "أي جذبه جذبة" شديدة حتى نظرت الى صفحة عنق رسول الله قد اثرت به حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال الاعرابي له: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت اليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فضحك وامر له بعطاء.
وكتب الفخر الرازي في التفسير الكبير يروى ان يهودياً من فصحاء اليهود جاء الى عمر في ايام خلافته.
فقال: اخبرني عن اخلاق رسولكم.
فقال عمر: اطلبه من بلال، فهو اعلم مني ثم ان بلالاً دل اليهودي على فاطمة عليها السلام ثم فاطمة دلته على علي عليه السلام.
فلما سأله اليهودي قال الامام علي عليه السلام: صف لي متاع الدنيا حتى اصف لك اخلاقه.
فقال اليهودي: هذا لا يتيسر لي.
فقال علي عليه السلام: عجزت عن وصف متاع الدنيا وقد شهد الله على قلته حيث قال: (قل متاع الدنيا قليل)، فكيف اصف اخلاق النبي (صلى الله عليه وآله) وقد شهد الله تعالى بانه عظيم؟! حيث قال: «وانك لعلى خلق عظيم».
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مأجورين باستشهاد الامام جعفر الصادق عليه السلام
بارك الله فيكم وجزاكم الله الف خير على الطرح المبارك
جعله الله فى ميزان اعمالكم
نسألكم براءة الذمة والدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي نوراة وفقك الله و جزاك الله الف خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد