وهاتان الخصلتان قد اشتهر بهما علي بن أبي طالب(ع)دون غيره والذي يتبصّر في عبادة الإمام(ع)يتبين له،أن علياً(ع) متمرد في عبادته وتقواه كما هو متمرد في أسلوبه في السياسة والحكم وكذلك في العبادة لا مثيل له ولا نظير له وهذا مضمون ما قاله الإمام زين العابدين (ع) أين عبادتي من عبادة جدي أمير المؤمنين، فهي قطرة في بحر، فهو يقف سلام الله عليه في رحب صافي النفس ممتلئ القلب حتى إذا انكشفت له جمالات هذا الكون خر ساجداً لله عز وجل في أبها صور العبادة الحقيقية ونلاحظ هذه الآية الآتية كيف تقسم لنا أنواع العبادات وعندها تعرف كيف كانت عبادة إمامنا وأي عبادة كانت لديه0
قال تعالى (وان قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار وان قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وان قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار)0
ونلاحظ أن عبادة الإمام ليست شيئاً من سلبية الخائف الهارب أوالتا جر الراغب، كما هي الحال عند الكثيرين من المتعبدين بل هي شيء من إيجابية الإنسان العظيم الواعي لنفسه والكون على أساس من خبرة المجرب وعقل الحكيم، وقلب الشاعر0
وبهذا المفهوم للتقوى والعبادة كان علي (ع) يوجه الناس إلى أن يتقوا الله وفي سبيل الله اجلّ من رغبة تجار العبادات في نعيم الآخرة0
كان يوجههم الى التقوى لعلّ فيها على أن يعدلوا وينصفوا المظلوم من الظالم فيقول: عليكم بتقوى الله وبالعدل على الصديق والعدو(8)
وكم نحن الآن أيها الأخوة محاجون إلى مثل هذه الأفعال، فكم من مظلوم الآن على وجه البسيطة وخاصتاً في العراق نجد الكثيرين من أبنائه الذين حرموا من كل شيء حتى الابتسامة رفعت من شفاههم فهل يا ترى أن هناك شخصاً يضع على عاتقه مثل هذه الهموم وغيرها ويشمر عن ساعديه وينهض بها،
أم أن الأهواء أخذت بهم وشدتهم إلى وسائدهم وتستغرقوا في نومهم حتى لا يسمعوا أنين الجياع وبكاء الأطفال اليتامى وصرخات الأرامل والأمهات الثكلى بفقد أبنائهن، وذلك الجوع الذي اخذ مأخذه من بطون الفقراء والمساكين وإلا لا خير في التقوى المزيفة التي يحملها أولئك المزيفون والتقوى عند الإمام هي التي تدفع الإنسان إلى أن يعرف الحق قبل ان يشهد عليه وان تعرف الحق وتسير إليه لا أن تحمل أعباء نفسك على غيرك وإلا غيرها فلا تسمى عبادة،ولا تسمى عابد، بل أنت وهي مجردان من كل كينونة ومفهوم، لان العبادة مع العمل أجمل والعبادة معناها مخافة الله ومخافة الله تجعل من الإنسان أن لا يظلم احد،ومخافة الله مبنية على التقوى والمتقين لهم صفات وليس كل من ولاّ وجهّهُ إلى القبلة فهو من المصلين والمتقين بل قال الله تعالى (ليس البرَّ أن تولُّوا وجوهكم قِبَلَ المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر والملائكةِ والكتاب والنبيين وءاتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى
والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأساء أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون (البقرة/177)
إذا العبادة مع العمل والقول الصادق ورفع الحيف أين ما وقع وذلك طبعا كل من موقعه فالإنسان العادي ليس كصاحب السلطة ومن هذه المعادلة يستطيع العاقل واللبيب أن يقيس باقي الأمور على شاكلتها فليس صاحب الفتوى والقرار كسائر الناس بل على صاحب القرار أن يكون على أهبة الاستعداد لقراراته التي تصب نفعا في المجتمع إذا كانت مجتمعيه وهكذا إذا كانت فرديه .
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
بارك الله فيك أخي
هبة الله
موفق لكل خير لا تنسى رشح المنتدى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم أخي الكريم هبة الله على الطرح القيم
في ميزان حسناتكم إن شاء الله تعالى
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على حلال المشاكل السلام على أميري وأمير المؤمنين
بارك الله فيكم وجزاكم الله الف خيرعلى الطرح العلوي القيم
جعله الله فى ميزان اعمالكم بحق محمد وآل محمد
نسألكم براءة الذمة والدعاء
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا