بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غاندي زعيم هندي قاد ثورة شعبية ضد الانجليز قال في الحسين (ع): (تعلمت من الحسين (ع) كيف أكون مظلوما فأنتصر).
فما الذي استلهمه غاندي من الإمام الحسين (ع) ومن ثورته المباركة رغم أن الحسين (ع) ليس على دينه أو ملته ؟
حتما استقرأ ثورة الحسين (ع) بعقلية رجل حر الفكر وأدرك بفطنته أن الحسين (ع) قائد سياسي محنك يمتلك كل عناصر القيادة الحكيمة وأن ثورته المباركة لها مقومات المنهج الإصلاحي الشامل الذي يرتكز على إستراتيجية مدروسة بدقة.
فثورة الحسين (ع) ثورة استثنائية بكل أبعادها الأخلاقية والتربوية والسياسية فهي تختلف عن كل ا لثورات الموثقة في التاريخ والتي استهلكها ا لزمن حتى انطفأ وهجها واندثرت فكانت نسيا منسيا فهي انبعاث روحي متجدد لكل أمة تخبو فيها الحياة لأنها ترفد من معين الكمال الإلهي الخالد هي الثورة التي تضرم الحراك السياسي والفكري في الأمة حيـنما تنقلها من حالــة (اللاوعي) أو (اللاشعور) إلى ذروة الوعي واليقظة، فالمجتمع الذي استهدفه الحسين (ع) في حركته التغيرية مجتمع غارق في الفساد والجهل والضلال، مجتمع مغيب الوعي، منوم تنويما مغناطيسيا لا يشعر بانحداره نحو السقوط والانحلال، مجتمع انفصل رأسه عن جسده فاستغرقته حياة فوضوية عبثية ففسد ضميره وتبلد إحساسه حتى استحوذته جاهلية أشد وأنكى من الجاهلية الأولى والحسين (ع) القائد المسئول والمكلف باعتباره أمام ذلك الزمان خرج وأهل بيته ليعيد لهذا المجتمع روحه، حيويته، حراكه وكان لابد من هزة عنيفة على مستوى الواقع وصعقة انقلابية بحجم كارثة عاشوراء وتوقدها البركاني الملتهب كي ينتفض جسد المجتمع الميت ويهتز ضميره المتبلد وتسقى أوصاله الهرمة من دم الحسين (ع) فتعود إليه الحياة فبطولة الحسين (ع) ليست بحدث انفعالي مؤقت ذات طابع دراماتيكي عاطفي فحسب فالحسين (ع) ذبح طعما لحرية مجتمع ذليل، نحر قربانا لعزة مجتمع خانع، استشهد ليستقيم الدين بعد انحراف مسيرته، تقدم وأهل بيته في مقدمة الصفوف ولم يتوارى خلف أقنعة الخوف والتردد تاركا جنده أكباش فداء، كان يفكر ويخطط كرجل محارب ويرشد ويخير جنده عبر خطاب وجداني شكل في مضامينه مدرسة علمية للخطاب الإسلامي العقلاني والموضوعي ولهذا كان لثورته مصداقية ولمشروعه النهضوي عالمية ولأهدافه أبعادا إنسانية، ثورة استضاء بنورها كل الثوار والأحرار في العالم فكانت مرجعا شاملا لثورة غاندي الزعيم، فالسلام على الحسين (ع) الثائر، شهيد الحق والعدل.
والسلام على كل من ناصر الحسين (ع) وقاتل بين يديه السلام عليك يا سيدي ورحمة الله وبركاته.
الأديبــة القديـرة خولة القزويني
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غاندي زعيم هندي قاد ثورة شعبية ضد الانجليز قال في الحسين (ع): (تعلمت من الحسين (ع) كيف أكون مظلوما فأنتصر).
فما الذي استلهمه غاندي من الإمام الحسين (ع) ومن ثورته المباركة رغم أن الحسين (ع) ليس على دينه أو ملته ؟
حتما استقرأ ثورة الحسين (ع) بعقلية رجل حر الفكر وأدرك بفطنته أن الحسين (ع) قائد سياسي محنك يمتلك كل عناصر القيادة الحكيمة وأن ثورته المباركة لها مقومات المنهج الإصلاحي الشامل الذي يرتكز على إستراتيجية مدروسة بدقة.
فثورة الحسين (ع) ثورة استثنائية بكل أبعادها الأخلاقية والتربوية والسياسية فهي تختلف عن كل ا لثورات الموثقة في التاريخ والتي استهلكها ا لزمن حتى انطفأ وهجها واندثرت فكانت نسيا منسيا فهي انبعاث روحي متجدد لكل أمة تخبو فيها الحياة لأنها ترفد من معين الكمال الإلهي الخالد هي الثورة التي تضرم الحراك السياسي والفكري في الأمة حيـنما تنقلها من حالــة (اللاوعي) أو (اللاشعور) إلى ذروة الوعي واليقظة، فالمجتمع الذي استهدفه الحسين (ع) في حركته التغيرية مجتمع غارق في الفساد والجهل والضلال، مجتمع مغيب الوعي، منوم تنويما مغناطيسيا لا يشعر بانحداره نحو السقوط والانحلال، مجتمع انفصل رأسه عن جسده فاستغرقته حياة فوضوية عبثية ففسد ضميره وتبلد إحساسه حتى استحوذته جاهلية أشد وأنكى من الجاهلية الأولى والحسين (ع) القائد المسئول والمكلف باعتباره أمام ذلك الزمان خرج وأهل بيته ليعيد لهذا المجتمع روحه، حيويته، حراكه وكان لابد من هزة عنيفة على مستوى الواقع وصعقة انقلابية بحجم كارثة عاشوراء وتوقدها البركاني الملتهب كي ينتفض جسد المجتمع الميت ويهتز ضميره المتبلد وتسقى أوصاله الهرمة من دم الحسين (ع) فتعود إليه الحياة فبطولة الحسين (ع) ليست بحدث انفعالي مؤقت ذات طابع دراماتيكي عاطفي فحسب فالحسين (ع) ذبح طعما لحرية مجتمع ذليل، نحر قربانا لعزة مجتمع خانع، استشهد ليستقيم الدين بعد انحراف مسيرته، تقدم وأهل بيته في مقدمة الصفوف ولم يتوارى خلف أقنعة الخوف والتردد تاركا جنده أكباش فداء، كان يفكر ويخطط كرجل محارب ويرشد ويخير جنده عبر خطاب وجداني شكل في مضامينه مدرسة علمية للخطاب الإسلامي العقلاني والموضوعي ولهذا كان لثورته مصداقية ولمشروعه النهضوي عالمية ولأهدافه أبعادا إنسانية، ثورة استضاء بنورها كل الثوار والأحرار في العالم فكانت مرجعا شاملا لثورة غاندي الزعيم، فالسلام على الحسين (ع) الثائر، شهيد الحق والعدل.
والسلام على كل من ناصر الحسين (ع) وقاتل بين يديه السلام عليك يا سيدي ورحمة الله وبركاته.
الأديبــة القديـرة خولة القزويني
