بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاول: الجمال الالهي
لا شك ان الجمال من اقوى اسباب الحب الالهي والجمال الالهي يتصور على نحوين.
النحو الاول: جمال الذات والصفات والاسماء وجمال الافعال
فذاته سبحانه أجمل الذوات ولا يتصور وجود ذات هي اجمل من الذات الالهية يقول النبي’ (الله جميل يحب الجمال)( ).
ويقول الباقر× في دعاء السحر: (اللهم ! إني أسألك من جمالك بأجمله وكل جمالك جميل، اللهم ! أني أسألك بجمالك كله)( )
وصفاته كلها صفات كمال فالقدرة والعلم والحياة والارادة ليس كمثلها شيء.
وأسماءه كلها حسنة﴿وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾.
وأما جمال الافعال فهي من الحكمة والعدل بحيث لا يمكن النقص والنقض عليه سبحانه وتعالى ولكن اكثر الناس لا يلتفتون.
وهذا الجمال غير مدرك بالبصر وانما يدرك بالبصيرة والقلب.
يقول الامام علي× في المناجاة الشعبانية: (الهي هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر ابصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور، فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك، الهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك)( ).
ونعم ما قيل شعرا في الجمال الالهي
و لــــو سمعت أذناك حسن خطابنا الذي رأوه لمــــــا وليت عنا لغيرنا
ولـــــو ذقت من طعم المحبة ذرة خلـعت عنك ثياب العجب وجئتنا
ولـــــو نسمت من قربنا لك نسمة عذرت الـذي أضحى قتيلاً بحبنا
النحو الثاني: جمال الخلق .فالعالم كله في غاية الجمال اذا نظرنا اليه مطلقا وبقطع النظر عن النسبة والقياس الى الاشياء الضارة فيه. يقول تعالى {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ} ويقول تعالى {الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى} فلولا جمال الحق ما ظهر في العالم جمال.
ونحن نعتقد بان الانسان هو اجمل مظهر لله تعالى في هذا العالم وهذا الوجود. يقول تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}
ويقول العرفاء: ان المراة اجمل مظهر من مظاهر الجمال والحب الالهي في عالم الخلق، ولذلك جعلوها مراة لجمال الحق والحب الالهي في اشعارهم.
يقول ابن عربي في هذا الشان:"فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل( ) إذ لا يشاهد الحق مجردا عن المواد أبدا، فإن الله بالذات غني عن العالمين، وإذا كان الأمر من هذا الوجه ممتنعا، ولم تكن الشهادة إلا في مادة، فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله.
ويؤيد هذا الامر هذه الاحاديث الشريفة الواردة عن النبي واهل البيت^.
عن النبي’ قال: حبب إلى من دنياكم النساء، والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة( ).
وعن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله×: من أخلاق الأنبياء صلى الله عليهم حب النساء( ).
الثاني: الاحسان الالهي
فإن الإنسان عبد الإحسان، وقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها فالحب كما ينشأ من رؤية جمال المحبوب ينشأ من رؤية احسانه واياديه .
يقول الامام الرضاعليه السلام جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها( ).
وعن أبي عبد الله× قال: جبلت القلوب على حب من ينفعها وبغض من اضربها( ).
تنبت من مطالعة المنة( ).
وقد اسبغ الله نعمه واحسانه على كل الموجودات حيث اخرجها من حيز العدم الى حيز الوجود وقد خص الانسان بأعظم النعم المادية والمعنوية اذ وهب له العقل وبعث له الانبياء لكي يوصلوه الى الغاية التي خلق من اجلها وهي الكمال الروحي والعبادي وسخر للانسان كل ما في الوجود يقول تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الجاثية13
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} الإسراء70
{وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} يوسف100
ويقول الامام السجاد×: يا دائم الفضل على البرية يا باسط اليدين بالعطية يا صاحب المواهب السنية( ).
ويقولعليه السلام : يا من لم أزل أتعرف منه الحسنى يا من يغذيني بالنعم صباحا ومساء( ).
ولذا ورد عن النبي الاكرم’: اللهم لا تجعل لفاجر على يدا ولامنة( ). إشارة إلى أن حب القلب للمحسن اضطراراً لا يستطاع دفعه، وهو جبلة وفطرة لا سبيل إلى تغييرها.
منقول عن كتاب (منهج العرفان عند الامام علي عليه السلام )للشيخ عبدالرضا البهادلي .
منقول
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاول: الجمال الالهي
لا شك ان الجمال من اقوى اسباب الحب الالهي والجمال الالهي يتصور على نحوين.
النحو الاول: جمال الذات والصفات والاسماء وجمال الافعال
فذاته سبحانه أجمل الذوات ولا يتصور وجود ذات هي اجمل من الذات الالهية يقول النبي’ (الله جميل يحب الجمال)( ).
ويقول الباقر× في دعاء السحر: (اللهم ! إني أسألك من جمالك بأجمله وكل جمالك جميل، اللهم ! أني أسألك بجمالك كله)( )
وصفاته كلها صفات كمال فالقدرة والعلم والحياة والارادة ليس كمثلها شيء.
وأسماءه كلها حسنة﴿وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾.
وأما جمال الافعال فهي من الحكمة والعدل بحيث لا يمكن النقص والنقض عليه سبحانه وتعالى ولكن اكثر الناس لا يلتفتون.
وهذا الجمال غير مدرك بالبصر وانما يدرك بالبصيرة والقلب.
يقول الامام علي× في المناجاة الشعبانية: (الهي هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر ابصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور، فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك، الهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك)( ).
ونعم ما قيل شعرا في الجمال الالهي
و لــــو سمعت أذناك حسن خطابنا الذي رأوه لمــــــا وليت عنا لغيرنا
ولـــــو ذقت من طعم المحبة ذرة خلـعت عنك ثياب العجب وجئتنا
ولـــــو نسمت من قربنا لك نسمة عذرت الـذي أضحى قتيلاً بحبنا
النحو الثاني: جمال الخلق .فالعالم كله في غاية الجمال اذا نظرنا اليه مطلقا وبقطع النظر عن النسبة والقياس الى الاشياء الضارة فيه. يقول تعالى {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ} ويقول تعالى {الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى} فلولا جمال الحق ما ظهر في العالم جمال.
ونحن نعتقد بان الانسان هو اجمل مظهر لله تعالى في هذا العالم وهذا الوجود. يقول تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}
ويقول العرفاء: ان المراة اجمل مظهر من مظاهر الجمال والحب الالهي في عالم الخلق، ولذلك جعلوها مراة لجمال الحق والحب الالهي في اشعارهم.
يقول ابن عربي في هذا الشان:"فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل( ) إذ لا يشاهد الحق مجردا عن المواد أبدا، فإن الله بالذات غني عن العالمين، وإذا كان الأمر من هذا الوجه ممتنعا، ولم تكن الشهادة إلا في مادة، فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله.
ويؤيد هذا الامر هذه الاحاديث الشريفة الواردة عن النبي واهل البيت^.
عن النبي’ قال: حبب إلى من دنياكم النساء، والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة( ).
وعن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله×: من أخلاق الأنبياء صلى الله عليهم حب النساء( ).
الثاني: الاحسان الالهي
فإن الإنسان عبد الإحسان، وقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها فالحب كما ينشأ من رؤية جمال المحبوب ينشأ من رؤية احسانه واياديه .
يقول الامام الرضاعليه السلام جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها( ).
وعن أبي عبد الله× قال: جبلت القلوب على حب من ينفعها وبغض من اضربها( ).
تنبت من مطالعة المنة( ).
وقد اسبغ الله نعمه واحسانه على كل الموجودات حيث اخرجها من حيز العدم الى حيز الوجود وقد خص الانسان بأعظم النعم المادية والمعنوية اذ وهب له العقل وبعث له الانبياء لكي يوصلوه الى الغاية التي خلق من اجلها وهي الكمال الروحي والعبادي وسخر للانسان كل ما في الوجود يقول تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الجاثية13
{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} الإسراء70
{وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} يوسف100
ويقول الامام السجاد×: يا دائم الفضل على البرية يا باسط اليدين بالعطية يا صاحب المواهب السنية( ).
ويقولعليه السلام : يا من لم أزل أتعرف منه الحسنى يا من يغذيني بالنعم صباحا ومساء( ).
ولذا ورد عن النبي الاكرم’: اللهم لا تجعل لفاجر على يدا ولامنة( ). إشارة إلى أن حب القلب للمحسن اضطراراً لا يستطاع دفعه، وهو جبلة وفطرة لا سبيل إلى تغييرها.
منقول عن كتاب (منهج العرفان عند الامام علي عليه السلام )للشيخ عبدالرضا البهادلي .
منقول
