كنز آيات الله غلبت نبرات التشفي والتهكم على اصوات بعض حاشية المأمون وهم يقولون: انظروا الى الذي جاءنا من ولي عهدنا علي بن موسى الرضا؟! لقد حبس الله عنا المطر ببركة ولي عهدنا هذا!!
لقد استغل هؤلاء الجفاف الذي عم خراسان في تلك الايام لكي يسيئوا الى قدسية هذا الامام الذي نفذت محبته في قلب كل من عرفه ورآه (عليه السلام).
وكان رجال البلاط العباسي قد عرفوا من رجال الفلك ان الامطار لن تصيب تلك الديار عن قريب، فاستغلوا الفرصة لكي يوجهوا ما ظنوه ضربة قوية لقدسية الرضا ومحبته في قلوب الناس، ولذلك طلبوا منه (عليه السلام) أن يستسقي لهم بسرعة بعد أن طمأنهم علماء الفلك أن من المحال أن ينزل المطر عن قريب.
فقال المأمون للرضا: لو دعوت الله عزوجل أن يُمطر الناس!
أجابه عليه السلام بطمأنينة:نعم، افعل. وكان المأمون في عجلة من أمره، فعاودوا السؤال قائلاً: ومتى تفعل ذلك؟
وكان الحديث يوم الجمعة، فأجاب الرضا (عليه السلام): استسقي يوم الاثنين، فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاني البارحة في المنام ومعه امير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا بني انتظر يوم الاثنين وابرز الى الصحار واستسق فإن الله عزوجل يسقيهم واخبرهم بما يريك الله مما لا يعلمون كي يزداد علمهم بفضلك ومكانك من رب عزوجل.
علت البسمات الصفراء شفاه رجال البلاط العباسي وهم يسمعون بموافقة الامام على الاستسقاء، وقالوا في انفسهم ان يوم الاثنين قريب فقد كانوا بكلام الفلكيين أوثق منهم بكلام ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ولما حل يوم الاثنين خرج الرضا (عليه السلام) الى الصحراء واحتشد الناس ورجال البلاط حوله ينظرون.
ثم قام (عليه السلام) خطيباً فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه، ثم قال داعيا ربه الجليل:اللهم يا رب، انك عظمت حقنا اهل البيت، وقد توسل الناس بنا كما امرت، وأملوا فضلك ورحمتك وتوقعوا إحسانك ونعمتك فأسقهم سقياً نافعاً عاماً غير رائث [اي غير بطئ] ولا ضائر وليكن ابتداء مطرهم بعد انصرافهم من مشهدهم هذا الى مستقرهم ومنازلهم.
وما ان اتم الرضا (عليه السلام) دعاءه حتى هبت الرياح وظهرت الغيوم وارعدت وأبرقت وتحرك الناس كأنهم يريدون التنحي عن المطر فناداهم (عليه السلام) قائلاً:على رسلكم ايها الناس، فليس هذا الغيم لكم انما هي لاهل البلد الفلاني،فمضت السحاب وعبر، وتكرر المشهد وجاءت غيوم اخرى والامام يخبرهم بأسماء البلدان التي تتوجه اليها، والناس في دهشة مما يرون من دلائل الامامة واستجابة الله لدعاء وليه الرضا بأن يكون الغيث عاماً سريعاً ينفع كل النواحي.
ثم كان أن اقبلت سحابة جارية فقال الرضا (عليه السلام):ايها الناس هذه السحابة بعثها الله لكم فأشكروا الله على فضله وقوموا الى منازلكم ومقاركم فإنها مسامتة لرؤوسكم ممسكة عنكم الى ان تدخلوا مقاركم ثم يأتيكم من الخير وما يليق بكرم الله جل جلاله. ثم نزل (عليه السلام) وانصرف الناس، فما زالت السحابة ممسكة الى ان قربوا من منازلهم، ثم جاءت بوابل المطر فملأت الاودية والحياض والغدران والفلوات وجعل الناس يقولون: هنيئاً لولد رسول الله كنز آيات الله أما رجال البلاط العباسي فقد إمتلأوا غيضاً وحسرة مثلما امتلأت الوديان بالمطر المبارك.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
"*" نور عيني انوار فاطمة الزهراء "*"
بارك الله جهودك الطيبة ووفقك لكل ما يحب ويرضى
ورزقك كرامة تحقيق المراد بحق محمد وآل محمد
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة أحسنتِ بارك الله تعالى فيك، سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين