وفي حديث آخر : أن الإمام الصادق ( ع ) ، قال للمفضل : " ولا كيوم محنتنا بكربلاء ، وإن كان يوم السقيفة ، وإحراق النار على باب أمير المؤمنين ، والحسن ، والحسين ، وفاطمة ، وزينب ، وأم كلثوم ، وفضة ، وقتل " محسن " بالرفسة أعظم وأدهى وأمر ، لأنه أصل يوم العذاب .
- روى رئيس الشيعة الشيخ المفيد في الاختصاص ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه ، والعباس بن معروف ، عن عبد الله بن المغيرة ، قال : حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأصم ، عن عبد الله بن بكر الأرجاني ، قال : صحبت أبا عبد الله ( ع ) في طريق مكة من المدينة . . . ثم ذكر حديثا طويلا ذكر له فيه أبو عبد الله ( ع ) : " قاتل أمير المؤمنين ( ع ) ، وقاتل فاطمة ( ع ) ، وقاتل المحسن ، وقاتل الحسن والحسين الخ . . . " .
- علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن سليمان الديلمي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( ع ) قال : إذا كان يوم القيامة يدعى محمد ( ص ) ، فيكسى حلة وردية . . . إلى أن قال : ثم ينادى من بطنان العرش ، من قبل رب العزة ، والأفق الأعلى : نعم الأب أبوك يا محمد ، وهو إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب ( ع ) ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين ، ونعم الجنين جنينك ، وهو محسن ، ونعم الأئمة الراشدون الخ . . . " .
- أبو محمد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( ع ) قال : لما قبض رسول الله ، وجلس أبو بكر مجلسه بعث إلى وكيل فاطمة صلوات الله عليها ، فأخرجه . . ثم تذكر الرواية : إن أبا بكر كتب لها كتابا برد فدك إليها ، فلقيها عمر ، فقال : يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك ؟ فقالت : كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك . فقال : هلميه إلي . فأبت أن تدفعه إليه فرفسها برجله ، وكانت حاملة بابن اسمه المحسن ، فأسقطت المحسن من بطنها ، ثم لطمها ، فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت . ثم أخذ الكتاب فخرقه . فمضت . ومكثت خمسة وسبعين يوما مريضة مما ضربها عمر ، ثم قبضت . فلما حضرتها الوفاة دعت عليا صلوات الله عليه فقالت : إما تضمن وإلا أوصيت إلى الزبير ، فقال علي ( ع ) : أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد ، قالت : سألتك بحق رسول الله ( ص ) إذا أنا مت ألا يشهداني ، ولا يصليا علي . قال : فلك ذلك ، فلما قبضت ( ع ) دفنها ليلا في بيتها ، وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها وأبو بكر وعمر كذلك ، فخرج إليهما علي ( ع ) ، فقالا له : ما فعلت بابنة محمد أخذت في جهازها يا أبا الحسن ؟ فقال علي ( ع ) : قد والله دفنتها .
قالا : فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها .
قال : هي أمرتني .
فقال عمر : والله لقد هممت بنبشها والصلاة عليها .
فقال علي ( ع ) : أما والله ما دام قلبي بين جوانحي وذو الفقار في يدي ، إنك لا تصل إلى نبشها ، فأنت أعلم .
فقال أبو بكر : اذهب ، فإنه أحق بها منا.
وانصرف الناس.
- محمد بن هارون التلعكبري ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني أبو علي محمد بن همام بن سهيل ، قال : روى أحمد بن محمد البرقي ، عن أحمد بن محمد الأشعري القمي ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن عبد الله بن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( ع ) قال : ولدت فاطمة ( ع ) في جمادى الآخرة في العشرين منه ، سنة خمس وأربعين من مولد النبي ( ص ) . .
إلى أن قال : وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى الرجل لكزها بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسنا . ومرضت من ذلك مرضا شديدا ، ولم تدع أحدا ممن آذاها يدخل عليها . وكان رجلان من أصحاب النبي سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما . فسألها ، فأجابت . ولما دخلا عليها قالا لها : كيف أنت يا بنت رسول الله ؟ ! فقالت : بخير والحمد لله . . ثم قالت لهما : أما سمعتما النبي ( ص ) يقول : فاطمة بضعة مني ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ؟ قالا : بلى .
قالت : والله لقد آذيتماني . فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما "
- وقال الشيخ الطبرسي : وروي عن الصادق ( ع ) أنه قال : لما استخرج أمير المؤمنين ( ع ) من منزله ، خرجت فاطمة صلوات الله عليها خلفه ، فما بقيت امرأة هاشمية إلا خرجت معها ، حتى انتهت قريبا من القبر ، فقالت لهم : خلوا ابن عمي فوالله لئن لم تخلوا عنه الخ . . ..
فهذا الحديث أيضا يدل عن أنهم دخلوا عليه البيت واستخرجوه منه بالقوة والقهر ، وذلك بالرغم عن فاطمة ( ع ) ، ومن دون رعاية لحرمتها .
مأساة الزهراء عليها السلام ج 2 - السيد جعفر مرتضى العاملي