بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إنّ لله سبحانه وتعالى ضيوفاً ووفوداً ، وإنّ له مأدبة وضيافة يستضيف عليها من عباده من كان مؤمناً وتقيّاً ، وإنّ ضيافته تارة عامة واُخرى خاصّة.
والاُولى تعمّ جميع المكلّفين كما في صيام شهر رمضان المبارك ، فكل مكلّف يدعوه الله إلى ضيافته ، ليكون الصائم ضيفاً على ربّه ، فالصائمون ضيوف الله وعلى مائدته القرآنية يتلذّذون بنعمه الرحمانية وآلائه الرحيمية ، من كسب العلوم الربّانية والمعارف القدسية والفيوضات الإلهية ، فالله سبحانه من لطفه وحبّه لعباده وأوليائه المؤمنين بدينه يدعوهم إليه ليكونوا ضيوفاً عليه ، ومن سعادة العبد العظمى أن يكون ضيفاً على مولاه ، المولى المستجمع لجميع صفات الجمال والكمال بلا نهاية ، فما أعظم الضيافة الإلهية ، وأنّ مائدته مائدة الكمالات والفيوضات والرحمات العامة والخاصة ، فعلى مائدة الله سبحانه العلوم والمعارف ، ولذّة المناجاة مع ربّ الأرباب ، وما أروع تلك الضيافة والوفادة على الله الكريم :
وفدت على الكريم بغير زاد *** من الحسنات والقلب السليم
فحمل الزاد أقبح كلّ شيء *** إذا كان الوفود على الكريم
فالله سبحانه دعا عباده في الدنيا والآخرة ليكونوا وفوده وضيوفه ، فمن ضيافته العامة لجميع المكلّفين والمكلّفات صيام شهر رمضان المبارك ، وعلى مائدة كتابه الكريم ـ ولكل شيء ربيع ، وربيع القرآن شهر رمضان ـ إذا راعى آداب الضيافة وشملته الرحمة الرحيمية الخاصة ، فإنّه يدعى في ليلة القدر إلى ضيافة خاصة ليكون وفداً على الله سبحانه في بيته الحرام ، ليطوف حوله مبتهجاً بذكره وحبّه وشوقه . فالحجاج الكرام ضيوف الرحمن ، دعاهم الله عزّ وجلّ إلى ضيافته في ليلة القدر ، فسجّل لهم صكّ الحج ـ كما في روايات ليلة القدر[1] ـ .
ولا يخفى أنّ الضيافة الإلهية تعني الضيافة المعنوية والروحية ، وأ نّها ضيافة الأسماء الحسنى والصفات العليا ، لا يقف عليها إلاّ الخواص ، ولا أتعرّض لها خوفاً على العامة ومن أرادها فليطلبها من مضانّها ومن أهلها ، ولا يلقّاها إلاّ ذو حظٍّ عظيم.
اُحبّ الصالحين ولست منهم *** لعلّ الله يرزقني صلاحاً
ومن الضيافة الخاصّة زيارة الإمام الرضا (عليه السلام) وأنّ زوّاره ضيوف الله ، وبنظري هذه الضيافة أخصّ من الضيافة الخاصة وأ نّها تعدل ألف ألف حجّة مبرورة وعمرة مقبولة ، فزوّاره الكرام أكرم وفود الله يوم القيامة ، فيكرمهم بما لم يخطر على قلب بشر ، وإنّه أكرم الأكرمين.
ولا يخفى أنّ بعض الضيوف أكرم من بعض ، كما عند الناس ، فكذلك عند الله سبحانه فـ (إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقَاكُمْ)[2] ، ومن التقوى ولاية الأئمة الأطهار (عليهم السلام) المتمثّلة بولاية الإمام الرضا (عليه السلام) ، ومن مظاهرها الزيارة ، فزائره من أكرم وفود الله يوم القيامة ، وإليك الحديث الشريف الدالّ على ذلك :
عن الهروي قال : سمعت الرضا (عليه السلام) يقول :
إنّي ساُقتل بالسم مسموماً ومظلوماً ، واُقبر إلى جنب هارون ، ويجعل الله عزّ وجلّ تربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي ، فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة ، والذي أكرم محمّداً (صلى الله عليه وآله) بالنبوّة واصطفاه على جميع الخليقة ، لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين إلاّ استحقّ المغفرة من الله يوم يلقاه ، والذي أكرمنا بعد محمّد (صلى الله عليه وآله) بالإمامة وخصّنا بالوصية ، إنّ زوّار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة ، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء ، إلاّ حرّم الله عزّ وجلّ جسده على النار[3].
ـــــــــــــــــــــ [1]ذكرت ذلك في كتاب ( فاطمة الزهراء (عليها السلام) ليلة القدر ) ، مطبوع ، فراجع.
[2]الحجرات : 13.
[3]البحار 99 : 36 ، عن العيون 2 : 256.
منقول من كتاب / الأنفاس القدسية في أسرار الزيارة الرضوية
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وارحمنا بهم يا كريم
•·.·´¯`·.·• اختنا الكريمة عاشقة الله •·.·´¯`·.·•
بارك الله في جهودكم وشكر سعيكم وانار قلبكم بنور وجهه الكريم
جزاكم الله خير الجزاء وتقبل منكم هذا القليل بأحسن قبول
نسأل الله لكم الموفقية والسداد بجاه محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة أحسنتِ بارك الله تعالى فيك، سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين