إشتداد الاضطراب وإقتراب الفرج روى الحافظ ابو نعيم في الحديث السادس من أحاديثه الأربعين التي جمعها في المهدي المنتظر من طرق أهل السنة؛ عن رسول الله- صلى الله عليه وآله- أنه قال لبضعته الزهراء فاطمة- عليها السلام- ضمن حديث له قبيل وفاته- صلى الله عليه وآله: … ومنا سبطا هذه الأمة وهما إبناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما –والذي بعثني بالحق- خيرٌمنهما، يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهديُّ هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً وتظاهرت الفتن وإنقطعت السبل وأغار بعضهم على بعضٍ فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا فيبعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً يقومُ بالدين في آخر الزمان كما قمت به آخر الزمان يملأ الارض عدلاً كما ملئت جورا. في هذا الحديث الشريف يبينُ لنا حبيبنا المصطفى الامين- صلى الله عليه وآله- الخصائص المهمة لعصر غيبة سليله خاتم الأوصياء المهدي الموعود-عجل الله فرجه-
وأولى هذه الخصائصإنتشار الاضطراب السياسي والأمني والإرهابي من قتل وتشريد وسجن ونظائر ذلك والمعبّر عنه في الأحاديث الشريفة برواج (الهرج والمرج)؛ وبأنقطاع السبل وإغارة بعضهم على بعض دون رحمة. ويستفادُ من الحديث النبوي المتقدم وغيره من الأحاديث الشريفة أن هذه الإضطرابات بمختلف أشكالها تشتد وتتزايد قبيل ظهورالمصلح المنتظر- عجل الله فرجه-.
وهذا الأمر يشكل عاملاً مهماً في إيجاد حالة عميقة من التطلع لمنقذ عالمي لدى جميع شعوب المجتمع البشري، وهذه الحالة هي أرضية مناسبة لكي يمن الله تبارك وتعالى على البشرية بظهور سليل خاتم الأنبياء- صلى الله عليه وآله - وسميه وخاتم أوصيائِهِ لكي ينقذَ الإنسانية من تلك الإضطرابات المدمرة ويقيم دولة الأمن الإلهي
والسلام الرباني العالمية.
أما الخصوصية الثانيةالتي يذكرها الحديث النبوي المتقدم فهي إشتداد الفتن من جميع الجوانب وتظاهر أنواع الضلالات والإنحرافات العقائدية والأخلاقية والسلوكية، وظهور الكثيرمن الحركات الفكرية والسياسية البعيدة عن الدين الحق والتي تتخطف الناس بأسم الدين الحق أو بشعارات براقة مخادعة.
وتمثل هذه الخصوصية بوثقة إلهية لتمييز وتمحيص أهل الإيمان الخالص عن أدعياء الإيمان الذين سرعان ما يتخلوا عنه إنسياقاً وراء ظلالات وإنحرافات تستجيب لأهوائهم النفسانية وطموحاتهم الناشئة من عبادة الهوى والشرك الخفي.
مستمعينا الأفاضل وتعبير (تظاهرت الفتن) الوارد في الحديث الشريف يشير الى إزدياد الفتن المذكورة وتنوع أشكالها وإستمرارها الى أن يبعث الله بقيته الأعظم وليه المهدي- عجل الله فرجه- فينهي هذه الفتن من خلال فتح حصون الضلالة، أي القضاء على مثيري هذه الفتن والضلالات وقطع دابرها من الجذور.
والخصوصية الثالثةمن خصوصيات عصر غيبة ولي الله المهدي، والمشار إليها في الحديث النبوي المتقدم فهي رواج ظاهرة (قسوة القلوب) وتحولها الى قلوب غُلفٍ لا تستجيبُ بيسر للهدى والتغذية الروحية والأخلاقية السليمة بسهولةٍ ويسر. وهذا نوع من أنواع الظلم الفردي الذاتي للنفس. وعليه يتضح ، أن القاسم المشترك أو الخصوصية العامة الجامعة لعصر غيبة خاتم الأوصياء المهدي عجل الله فرجه. هي إمتلاء الأرض ظلماً وجوراً، سواءٌ كان الظلم فردياً أو إجتماعياً ذاتياً أو يتوجه للآخرين، فكرياً أو إرهابياً أو عسكرياً، او تضييعاً للحقوق والإستئثار بالثروات العامة وغير ذلك. ولا يخفى عليكم أن المستفاد من الأحاديث الشريفة هو أن هذا الظلم بمختلف أنواعه يبلغُ ذروته – كماً وكيفاً – قبيل ظهور خاتم أوصياء العترة المحمدية فيبعثه الله عز وجل لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
شمس خلف السحاب
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله الف خير
جعله الله فى ميزان اعمالكم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قل للمغيّب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أختي العزيزة .. بارك الله فيك على هذا الطرح ..
وفقكِ الله ..
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهمصلعلىمحمدوآلمحمدالطيبينالطاهرينوعجلفرجوليهمياكريم,,
أختي الكريمة
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ على الطرح الطيب المبارك
في ميزان حسناتكِ إن شاء الله تعالى .
اللهم عجل لوليك الفرج اللهـمصـلعلـىمحمـدوآلمحمـد