اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني

الإستعداد للرحيل

"ما أوذي نبي مثلما أوذيت "

المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء

مظلومة يا زهراء

الإستعداد للرحيل

مشاركة بواسطة مظلومة يا زهراء »


بسم فاطم شيعة فاطمة من النار

بنى لها بيتاً لأحزانها , تذرف فيه الدمع مدراراً , تنفث فيه حرَّ الآهات التي تحرق قلبها
وتكوي سنين عمرها القصيرة
ما أقصر عمرها !
وما أعظم مظلوميتها !

استاءوا من بكائها , فنأت بعيداً عنهم نحو جدران تصيخ السمع لأحزانها في الليل وفي النهار
إلى أن أغمضت جفنها في رحيلٍ طويل لم ينته بعد .

هذه الزهراء المظلومة المحرومة نذكر شيئاً من عظيم رزيتها من كتاب الزهراء من المهد إلى اللحد للعلامة الخطيب السيد محمد كاظم القزويني .

انتبهت من غفوتها، واستعدت للرحيل إلى الآخرة، فقد سمعت من أبيها الصادق المصدَّق الذي قال: (من رآني فقد رآني) سمعت منه نبأ ارتحالها فلا مجال للشك والتردد في صدق الخبر.

فتحت عينها، واستعادت نشاطها، ولعلها كانت في صحوة الموت وقامت لاتخاذ التدابير اللازمة، واغتنمت تلك السويعات الأخيرة من حياتها.

ويعلم الله مدى انشغال قلبها وتشتّت فكرها في تلك اللحظات، فهي مسرورة بالموت الذي سوف يُحلُّ بها، فإنها تستريح من هموم الدنيا وغمومها، وتلتحق بأبيها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) حيث الرفيع الأعلى والدرجات العلا في مقعد صدق عند مليك مقتدر، وتتحقق في حقها البُشرى التي زفّها إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم قال لها: أنت أوّل أهل بيتي لحوقاً بي.

ولكنها من ناحية أخرى: يضطرم قلبها لأنها سوف تترك زوجها العظيم وكفؤها الكريم وحيداً غريباً في هذه الحياة القاسية، بلا ناصر ولا معين سوى الله تعالى، فلقد كانت الزهراء خير محامية ومدافعة لزوجها في تلك الأحداث، فمن الذي يقوم مقامها إذا هي فارقت الحياة؟!

ومما كان يؤلمها في تلك السويعات أكثر وأكثر وكان يضغط على قلبها أنها تفارق أطفالها الصغار، وكأنهم أفراخ لم تنبت أجنحتهم بعد، وقد ذكرنا (فيما مضى) أن من جملة أسمائها: الحانية، لأنها ضربت الرقم القياسي في الحنان والعطف على أولادها، وكانت أكثر أُمهات العالم حباُ وشفقة على أطفالها الأعزاء.

إنها ستترك أفلاذ كبدها أهدافاً لسهام هذا الدهر الخؤون الذي لا يرحم كبيراً ولا صغيراً، ولا وضيعاً ولا شريفاً، وخاصة وأنها قد سمعت من أبيها الرسول (صلى الله عليه وآله) مرات عديدة: أن آل رسول الله هم المستضعفون وأنهم سوف يرون أنواع الاضطهاد وألوان المصائب والذل والهوان، كما شاهدت هي ذلك بعد وفاة أبيها الرسول (صلى الله عليه وآله).

ويعلم الله كيف كانت هذه الهواجس والأفكار تهاجم قلبها المنكسر المتألم.

وعلى كل حال: فالحزن هنا لا يجدي ولا ينفع، ولا بد من الاستسلام للواقع المر، والتسليم لأمر الله وقضائه ولا بدّ من انتهاز هذه الفرصة القصيرة التي تمر مرّ السحاب.

أقبلت الزهراء تزحف أو تمشي مُتكئة على الجدار نحو الموضع الذي يوجد فيه الماء من بيتها، وشرعت تغسل أطفالها بيديها المرتعشتين، ثم دعت أطفالها وطفقت تغسل رُؤوسهم بالماء والطين، لأنها لم تجد غسيلاً غير الطين.

قف بنا لحظة! لنبكي على هذه السيدة التي قد اقترب أجلها، وهي تلمس رُؤوس أطفالها وأبدانهم النحيفة، وكأنها تودعهم، وما يدريك أنها - حينذاك - كانت تبكي بصوت خافت، وتتقاطر الدموع من جوانب عينيها الغائرتين، وتسيل على وجهها المنكسف لتغسل الذبول المستولي عليه.

ودخل الإمام علي (عليه السلام) البيت، وإذا به يرى عزيزته قد غادرت فراش العلة وهي تمارس أعمالها المنزلية.

رقَّ لها قلب الإِمام حين نظر إليها وقد عادت إلى أعمالها المتعبة التي كانت تجهدها أيام صحتها، فلا عجب إذا سألها من سبب قيامها بتلك الأعمال بالرغم من انحراف صحتها.

أجابته بكل صراحة: لأن هذا اليوم آخر يوم من أيام حياتي، قمت لأغسل رُؤوس أطفالي لأنهم سيصبحون بلا أم!!

سألها الإِمام عن مصدر هذا النبأْ فأخبرته بالرؤْيا، فهي بذلك قد نعت نفسها إلى زوجها بما لا يقبل الشك.

إذن، فالسيدة فاطمة في أواخر ساعات الحياة، وقد حان لها أن تكاشف زوجها بما أضمرته في صدرها (طيلة هذه المدة) من الوصايا التي يجب تنفيذها ولو بأغلى الأثمان ولا يمكن التسامح فيها أبداً، لأنَّ بها غاية الأهمية.

كأنها قد فرغت من أعمالها المنزلية وعادت إلى فراشها وقالت:

يا ابن عم!! إنه قد نُعيت إليَّ نفسي، وإنني لا أرى ما بي إلاَّ أنني لاحقة بأبي بعد ساعة، وأنا أُوصيك بأشياء في قلبي.

قال لها علي (عليه السلام): أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله، فجلس عند رأسها، وأخرج من كان في البيت، ثم قالت:

يا بن عم!! ما عهدتني كاذبة ولا خائنة.

وما خالفتك منذ عاشرتني.

قال علي (عليه السلام): معاذ الله!! أنتِ أعلم باللهِ، وأَبرُّ وأتقى وأكرم، وأشدُّ خوفاً من الله من أن أُوبِّخك بمخالفتي.

وقد عزَّ عليَّ مفارقتك وفقدكِ.

إلاَّ أنَّه أمر لا بدَّ منه.

والله لقد جددتِ عليَّ مصيبة رسول الله، وقد عظمت وفاتك وفقدك فإنا لله وإنا إليه راجعون.

من مصيبة ما أفجعها وآلمها، وأمضَّها وأحزنها.

هذه مصيبة لا عزاء منها، ورزية لا خلف لها.

ثم بكيا جميعاً ساعة، وأخذ الإِمام رأْسها وضمها إلى صدره ثم قال:

أوصيني بما شئت، فإنك تجدينني وفياً أُمضي كل ما أمرتني به، وأختار أمرك على أمري.

فقالت: جزاك الله عني خير الجزاء.

يا بن عم! أوُصيك أولاً:

أن تتزوج بعدي بابنة أُختي أُمامة، فإنها تكون لُولدي مثلي، فإن الرجال لا بدَّ لهم من النساء.

ثم قالت: أُوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني، فإنهم عدوي وعدو رسول الله، ولا تترك أن يصلي عليَّ أحد منهم ولا من أتباعهم، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار(1).


الوصية بصورة أُخرى:

قالت: يا بن العم! إذا قضيت نحبي فغسِّلني ولا تكشف عني، فإني طاهرة مطهرة، وحنِّطني بفاضل حنوط أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وصَلِّ عليِّ، وليصلِّ معك الأدنى فالأدنى من أهل بيتي وادفني ليلاً لا نهاراً، وسراً لا جهاراً، وعَفِّ موضع قبري، ولا تُشهد جنازتي أحداً ممن ظلمني.

يا بن العم! أنا أعلم أنك لا تقدر على عدم التزويج من بعدي فإن أنت تزوَّجت امرأة اجعل لها يوماً وليلة، واجعل لأولادي يوماً وليلة.

يا أبا الحسن! ولا تُصح في وجههما فيصبحْان يتيمين غريبين منكسرين، فإنهما بالأمس فقدا جدَّهما واليوم يفقدان أُمَّهما، فالويل لأُمَّة تقتلهما وتبغضهما، ثم أنشأتْ تقول:

ابكنــــي إن بكـــــيت يا خير هادي ... وأســــــــبل الدمع فهو يوم الفـراق

يا قرين البــــــــــتول أوصـــــيك با ... لنـسل فــــــقد أصبح حليف اشتياق

ابكني وابك لليتامى، ولا تنس قتيل العدى بطَف العراق

هذه بعض وصايا السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) التي يتجلى فيها مدى تألمها من ذلك المجتمع، ومدى تذمُّرها من الجفاة القساة.

إنها اختارت أن تسجِّل اسمها في طليعة أسماء المضطهدين المحرومين وأن تدوِّن اسمها في سجلِّ المظلومين، حتى يكون اسمها رمزاً للمظلومية والحرمان، وليكون تشييع جثمانها تعبيراً عن سخطها على السلطة وعلى كل من أيَّد تلك السلطة واعترف بها وتعاون معها.

وإعلاناً عن غضبها على كل مَن وقف من الزهراء موقفاً سلبياً.

أوصَت أن يُشيَّع جثمانها ليلاً وتجري مراسيم التشييع من التغسيل والتكفين والصلاة والدفن في جوٍّ من الكتمان.

وأن لا يشترك في تشييع جنازتها إلاَّ أفراد لم تتلوَّث ضمائرهم بالانحراف ولم تسوّد صفحاتهم بالانجراف.

أفراد كان موقفهم تجاه السيدة فاطمة (خلال فترة الانقلاب) موقفاً إيجابياً مشرفاً.




اللهم أطلْ حزني وبكائي على فاطمة الزهراء (ع)
مظلومة يا زهراء
صورة العضو الرمزية
تربة البقيع
مـشـرفـة
مشاركات: 6215
اشترك في: الخميس يوليو 31, 2008 2:53 pm

Re: الإستعداد للرحيل

مشاركة بواسطة تربة البقيع »

[font=Arabic Transparent]بسم الله الرحمن الرحيم
مصيبة ما أفجعها وآلمها، وأمضَّها وأحزنها
جزاك الله كل خير على المجلس المبارك
اللهم أطلْ حزني وبكائي على فاطمة الزهراء (ع)
[/font]
صورة
شجن
عضو موقوف
مشاركات: 2578
اشترك في: السبت يونيو 07, 2008 3:10 am

Re: الإستعداد للرحيل

مشاركة بواسطة شجن »

[align=center]السلام عليكِ يا سيدتي ومولاتي
السلام عليك يا مكسرة الضلوع
السلام عليك يا ام الحسنين
السلام عليك يا ممتحنه
السلام عليك يا أم أبيها

صورة[/align][/align]
مظلومة يا زهراء

أهلاً وسهلاً بكما

مشاركة بواسطة مظلومة يا زهراء »

[align=right][font=Arabic Transparent]اللهم صل على محمد وآل محمد
للرفع...[/font]
[/align]
صورة العضو الرمزية
أنوار فاطمة الزهراء
المدير الإداري
مشاركات: 50086
اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
الجنس: فاطمية

Re: الإستعداد للرحيل

مشاركة بواسطة أنوار فاطمة الزهراء »

شجن كتب:[align=center]السلام عليكِ يا سيدتي ومولاتي
السلام عليك يا مكسرة الضلوع
السلام عليك يا ام الحسنين
السلام عليك يا ممتحنه
السلام عليك يا أم أبيها

صورة[/align][/align]
يقينا كله خير
صورة العضو الرمزية
راية المهدي
فــاطــمــي
مشاركات: 9197
اشترك في: السبت فبراير 23, 2008 3:04 pm

Re: الإستعداد للرحيل

مشاركة بواسطة راية المهدي »

[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين المنتجبين
بارك الله فيكم في ميزان حسناتكم يارب
جزيتم الف خير وقضى الله حاجاتكم بالدنيا والاخرة
اللهم صل على محمد وال محمد[/font]


لاتنسوا ترشيح المنتدى يرحمكم الله تعالى

راية المهدي
[/align]
صورة
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذى خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً اَنَا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلى ما اَتى بِهِ اَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِما وَاَنَا أَسْأَلُكِ اِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إلاّ اَلْحَقْتِنى بِتَصْديقى لَهُما لِتُسَرَّ نَفْسى فَاشْهَدى اَنّى ظاهِرٌ بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ.
صورة العضو الرمزية
يا ساقي عطاشى كربلاء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 4200
اشترك في: الاثنين يوليو 28, 2008 9:55 pm

Re: الإستعداد للرحيل

مشاركة بواسطة يا ساقي عطاشى كربلاء »

بسْــمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمّـَدٍ وآلِ مُحَمّـَدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهّـِلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُمْ
طرح قيم ومبارك
وفقكم الله تعالى وقضى حوائجكم

ننتظر جديدكم المميز
اين الطالب بدم المقتول بكربلاء

بريق الزهراء
صورة العضو الرمزية
عشقِي الأبدي هو الله
عضو موقوف
مشاركات: 49213
اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
مكان: في قلب منتداي الحبيب

Re: الإستعداد للرحيل

مشاركة بواسطة عشقِي الأبدي هو الله »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

مشكورة اختي الكريمة على الطرح

الله يعطيكِ العافية
( حسبي الله ونعم الوكيل )
صورة العضو الرمزية
أيمان الزهراء
عضو موقوف
مشاركات: 5924
اشترك في: الخميس نوفمبر 12, 2009 3:55 pm

Re: الإستعداد للرحيل

مشاركة بواسطة أيمان الزهراء »

جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
المرأة تكلف بأكمالها تسع سنوات
صورة العضو الرمزية
أسيرة كربلاء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 5064
اشترك في: السبت إبريل 03, 2010 1:43 am

Re: الإستعداد للرحيل

مشاركة بواسطة أسيرة كربلاء »

اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار

السلام عليكِ يا سيدتي ومولاتي
السلام عليك يا مكسرة الضلوع
السلام عليك يا ام الحسنين
السلام عليك يا ممتحنه
السلام عليك يا أم أبيها


صورة
دمتم بحفظ الله ورعايته
صورة
صورة العضو الرمزية
عطر فاطمة الزهراء
فـاطـمـيـة
مشاركات: 2980
اشترك في: الأحد إبريل 25, 2010 5:15 pm
مكان: في حماية اهل البيت(ع)

Re: الإستعداد للرحيل

مشاركة بواسطة عطر فاطمة الزهراء »

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اختي الغالية " مظلومة يا زهراء "
بارك الله جهودك الطيبة
ورزقك كرامة تحقيق المراد بحق محمد وآل محمد
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور

العودة إلى ”روضة النبي المختار "ص" وال بيته الاطهار "ع"“