بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما تردني حالات تشكو المرار وسوء الأحوال، وتعزو الأسباب إلى السحر أو الحسد أو كليهما معا، وكأنها تعلن باستسلام أن لا شأن لها بما آلت إليه الحال، ولذا تراها تتجرع مشاعر الألم والشقاء وكأن لا حول لها ولا قوة في تغيير ما تعاني منه، فلا فكاك لها من تلك المصيبة ولا مناص، فهي غير قادرة على إحداث التغيير وكأنها غير مسؤولة عما يحدث.
قالت لي المسكينة: «حاسدينا وعاملين لنا عمل» متهمة إحدى قريباتها لما حدث لابنها من حادث أدخله العناية الفائقة وقد نتجت عن ذلك الحادث إعاقة ذهنية، فابنها جميل ومتفوق في دراسته، بينما ابن الأخرى لا يضاهيه جمالا وذكاء، وفي يوم رسوبه حدث ما حدث، فسهام نيران عيون قريبتها أحرقت حياة ولدها المسكين !
فتاة مراهقة تفتقر إلى الجمال، وتعاني من تدني المستوى الدراسي، ومع ذلك تصر والدتها أن ما أصابها من تأتأة بعد وصولها سن البلوغ، ناتج عن إصابتها بالحسد من «عين ما صلت على النبي»!
شاب لم يكمل دراسته الثانوية، التحق بدورة مهنية وعمل بوظيفة حرفية مدخولها لا يتلاءم مع مستوى الغلاء والتضخم، تزوج ممن ليست ذات جمال ومال وحسب، ومع هذا يصر أن ما يعاني منه من شقاء وبلاء ناجم إما عن سحر أو حسد.. يداوم على مراجعة المشايخ والملالي لعله يجد الحل الناجع لما به من هم وغم، يأمل بإبطال السحر، أو تلاشي الحسد.
رجل فقد ثروته في صالات القمار ومجالس المجون ومرافقة أصدقاء السوء، يرجع أسباب سوء حاله وتبدد ماله إلى شرور الحاسدين الذين كانوا يرقبون بعين الحسرة ما يملك من نعمة خصه الله بها.
لا شك أن الحسد موجود في بعض النفوس، لكن العليم الخبير يدعونا للاستعاذة من شر حاسد إذا حسد لنحمي أنفسنا منهم، كما أن السحر أمر واقع يمارسه ضعاف النفوس ويعينهم في ذلك شياطين الإنس والجن فيقول تعالي : « وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ»، أما عن بعض أضرار السحر الذي يقوم به ذوو القلوب المريضة فيقول تعالي عنه : «فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ».
إن حقل الطاقة أو الهالة المحيطة بأجسادنا لا يمكن اختراقها إلا بالمقدار الذي نسمح به بحسب قناعاتنا، فعندما نصدق أن ما يحدث لنا من ابتلاءات ناجم عن السحر والحسد، فنحن وفقا لقانون الجاذبية العقلية، نجعل هالتنا هشة وضعيفة حتى يسهل اختراقها، فعقولنا تجذب كل ما يؤيد الأفكار والقناعات المختمرة به، ومن ثم تصيبنا تلك السهام الحارقة وتحيل حياتنا إلى شقاء، وتتوالى الابتلاءات والبلاءات.
إن هذه الدنيا دار بلاء ونحن فيها محل اختبار وابتلاء، فلا يعقل أن نعزو كل ما يحدث من صعاب ومصائب إلى قوة السحر أو الحسد، فذلك يحجم قدراتنا ويقيد إمكاناتنا، فتنعدم مسؤولية التغيير ويصير الحال من سيئ إلى أسوأ على مر الزمان.
كم من بيوت تصدعت تحت ذرائع السحر والحسد، وكم من أسر تشتت، وكم من صداقات تفرقت.. همسة أصرخ بها لكل عاقل : لا تتركوا حياتكم معلقة بالقناعات الهدامة، واعملوا جاهدين على مقاومة تلك الطاقات السلبية التي تحيط بكم، فما خلق الله من داء إلا وجعل له الدواء، ولا دواء أنجع من الرقية والتحصن بكلام الله الرحمن الرحيم الشافي المعافي. وهمسة أخرى لأولئك الحاسدين واللاهثين وراء شرك السحر والسحرة : اتقوا الله فيما تفعلون واحذروا يوما فيه تساءلون وتحاسبون.
م /جريدة الدار
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما تردني حالات تشكو المرار وسوء الأحوال، وتعزو الأسباب إلى السحر أو الحسد أو كليهما معا، وكأنها تعلن باستسلام أن لا شأن لها بما آلت إليه الحال، ولذا تراها تتجرع مشاعر الألم والشقاء وكأن لا حول لها ولا قوة في تغيير ما تعاني منه، فلا فكاك لها من تلك المصيبة ولا مناص، فهي غير قادرة على إحداث التغيير وكأنها غير مسؤولة عما يحدث.
قالت لي المسكينة: «حاسدينا وعاملين لنا عمل» متهمة إحدى قريباتها لما حدث لابنها من حادث أدخله العناية الفائقة وقد نتجت عن ذلك الحادث إعاقة ذهنية، فابنها جميل ومتفوق في دراسته، بينما ابن الأخرى لا يضاهيه جمالا وذكاء، وفي يوم رسوبه حدث ما حدث، فسهام نيران عيون قريبتها أحرقت حياة ولدها المسكين !
فتاة مراهقة تفتقر إلى الجمال، وتعاني من تدني المستوى الدراسي، ومع ذلك تصر والدتها أن ما أصابها من تأتأة بعد وصولها سن البلوغ، ناتج عن إصابتها بالحسد من «عين ما صلت على النبي»!
شاب لم يكمل دراسته الثانوية، التحق بدورة مهنية وعمل بوظيفة حرفية مدخولها لا يتلاءم مع مستوى الغلاء والتضخم، تزوج ممن ليست ذات جمال ومال وحسب، ومع هذا يصر أن ما يعاني منه من شقاء وبلاء ناجم إما عن سحر أو حسد.. يداوم على مراجعة المشايخ والملالي لعله يجد الحل الناجع لما به من هم وغم، يأمل بإبطال السحر، أو تلاشي الحسد.
رجل فقد ثروته في صالات القمار ومجالس المجون ومرافقة أصدقاء السوء، يرجع أسباب سوء حاله وتبدد ماله إلى شرور الحاسدين الذين كانوا يرقبون بعين الحسرة ما يملك من نعمة خصه الله بها.
لا شك أن الحسد موجود في بعض النفوس، لكن العليم الخبير يدعونا للاستعاذة من شر حاسد إذا حسد لنحمي أنفسنا منهم، كما أن السحر أمر واقع يمارسه ضعاف النفوس ويعينهم في ذلك شياطين الإنس والجن فيقول تعالي : « وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ»، أما عن بعض أضرار السحر الذي يقوم به ذوو القلوب المريضة فيقول تعالي عنه : «فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ».
إن حقل الطاقة أو الهالة المحيطة بأجسادنا لا يمكن اختراقها إلا بالمقدار الذي نسمح به بحسب قناعاتنا، فعندما نصدق أن ما يحدث لنا من ابتلاءات ناجم عن السحر والحسد، فنحن وفقا لقانون الجاذبية العقلية، نجعل هالتنا هشة وضعيفة حتى يسهل اختراقها، فعقولنا تجذب كل ما يؤيد الأفكار والقناعات المختمرة به، ومن ثم تصيبنا تلك السهام الحارقة وتحيل حياتنا إلى شقاء، وتتوالى الابتلاءات والبلاءات.
إن هذه الدنيا دار بلاء ونحن فيها محل اختبار وابتلاء، فلا يعقل أن نعزو كل ما يحدث من صعاب ومصائب إلى قوة السحر أو الحسد، فذلك يحجم قدراتنا ويقيد إمكاناتنا، فتنعدم مسؤولية التغيير ويصير الحال من سيئ إلى أسوأ على مر الزمان.
كم من بيوت تصدعت تحت ذرائع السحر والحسد، وكم من أسر تشتت، وكم من صداقات تفرقت.. همسة أصرخ بها لكل عاقل : لا تتركوا حياتكم معلقة بالقناعات الهدامة، واعملوا جاهدين على مقاومة تلك الطاقات السلبية التي تحيط بكم، فما خلق الله من داء إلا وجعل له الدواء، ولا دواء أنجع من الرقية والتحصن بكلام الله الرحمن الرحيم الشافي المعافي. وهمسة أخرى لأولئك الحاسدين واللاهثين وراء شرك السحر والسحرة : اتقوا الله فيما تفعلون واحذروا يوما فيه تساءلون وتحاسبون.
م /جريدة الدار
