اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظاهرة رجال الغيب:
الظاهرة الثالثة التي نتكلَّم فيها حالياً هي وجود مجموعة ومنظومة تقوم بأعمال خفيّة وفي ستار الغيب وتسمّى برجال الغيب، (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا)، إذن ليس هو عبد واحد له هذه البطاقة القرآنية الخاصّة في تعريفه، بل هو من ضمن مجموعة هويّتها القرآنية حسب ما يبيّن القرآن الكريم: (آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا)، إذن لديه رحمة لدنّية من عند الله عز وجل (وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) (الكهف: 65)، هذه المجموعة ليست أدواتها العلمية عبر الأدوات والأسباب الطبيعية في تحصيلها للعلم وفي استخدامها لسلاح العلم كأداة تدبيرية كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (العلم سلطان من وجده صال ومن فقده صيل عليه)(8)، فهذا العلم الذي لديهم ضمن هذه المجموعة كما يحدّثنا القرآن الكريم في هذه السورة في الدعامة الثالثة هو وجود مجموعة لها هذه المواصفات تعيش في ستار الخفاء والسرّية، ومن ثَمَّ ورد في التعابير الروائية أنَّها قد يعبّر عنها كثير من كتب العلوم الإسلاميّة بـ (رجال الغيب)، وهي ظاهرة مهمّة جدَّاً ولها صلة وثيقة بالإمام المهدي (عليه السلام) وغيبته. إذ هذه المعادلة (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة: 30)، كما مرَّ بنا معادلة ذكرها القرآن الكريم في سبع سور، ومنها سورة الكهف، استخلاف الله لخليفة، ليست بنبوّة، ولا رسالة، بل تلك مقامات إلهية ومناصب إلهية ولكن ليست دائمة، بل قُطعت وختمت بسيّد الرسل (لا نبيّ بعدي)، ولكن لم يرد في الحديث النبوي أنَّه لا خليفة بعدي، بل ورد: (الخلفاء بعدي اثنى عشر)، وهم الخلفاء الذين حدَّثنا القرآن الكريم في قوله الله تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)، فحينئذٍ هذه المجموعة لها صلة بالخليفة كدعامة ثالثة ذكرها القرآن الكريم في سورة الكهف بعد الدعامة الثانية (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا)، لماذا لم يقتصر القرآن الكريم في قوله تعالى هنا في هذه الآية: (فوجدا عبداً آتيناه...)؟ ولماذا ركَّز القرآن الكريم في بيان أنَّ هذا العبد هو ضمن مجموعة أفراد بشرية وصلوا إلى درجة العبودية والطاعة والتقوى بدرجة فائقة حيث أهّلوا لمثل هذه البرامج والمأموريات الإلهية الخاصّة الخفيّة، إذن القرآن الكريم يريد أن يركّز في هذه الآية على أنَّ هذا فرد من مجموعة وليس هو فرداً واحداً.
والظريف أنَّ ما سيأتي في إجابات الخضر للنبيّ موسى فيما قد خفي سرّه وغايته وهدفه وعاقبته على النبيّ موسى ممَّا ينبئه الخضر ردَّد التعبير وكرَّره بقوله فيما سيأتي: (فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما) (الكهف: 81)، لم يقل: (فأردت)، لو كان يريد بهذه الإرادة إرادة عن نفسه فمن غير المناسب مع الخضر وهو بذلك المقام الذي عرَّفه الله أنَّه آتاه رحمة من عنده وعلَّمه من لدنه علماً أن يتبجَّح بتعظيم وتفخيم نفسه فيقول: (فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا)، بل هو يتكلَّم عن إرادة مجموعية ضمن نفس مجموعة هذه المنظومة، هذه الشبكة الخفيّة التي ينبئنا بها القرآن الكريم، هذه الظاهرة ظاهرة الخضر مع مجموعته ومنظومته التي تدور حول خليفة الله في الأرض وذكرها القرآن الكريم لطمأنة نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) أنَّ دينه باقٍ بهذه المجموعة، باقٍ بهذه الشبكة، التي تدور في حلقات دائرية حول قطبها، وهو خليفة الله في الأرض، كما حدَّثتنا بذلك أيضاً سورة الكهف في الدعامة الثانية لبقاء دين النبيّ.
فهنا تقصُّد واضح من ربّ العزّة في هذه العبارة الشريفة من الآية الكريمة: (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا)، إذن هي مجموعة، وأنَّ الخضر هو واحد ضمن مجموعة ومنظومة من رجال الغيب يقومون بأدوار.
***
الإمام المهدي (عليه السلام) والظواهر القرآنية
تأليف: سماحة الشيخ محمّد السند
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم ارنا الطلعه البهيه
احسنتم الطرح الرائع
لا حرمتم نصره مولانا الحجه
تحية لكم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أختي العزيزة .. بارك الله فيك على هذا الطرح ..
وفقكِ الله ..
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهمصلعلىمحمدوآلمحمدالطيبينالطاهرينوعجلفرجوليهمياكريم,,
أختي الكريمة
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ على الطرح الطيب المبارك
في ميزان حسناتكِ إن شاء الله تعالى .
اللهم عجل لوليك الفرج اللهـمصـلعلـىمحمـدوآلمحمـد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعطيكم الف عااافية ...
جعله الله تعالى في ميزان حسناتك
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة أحسنتِ بارك الله تعالى بكم، سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين