بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يمكننا أن نتعرف على سنة النبي (ص) في حياته الشريفة ؟..
قبل أن أُجيب على هذا التساؤل ، أحب أن أؤكد على حقيقة :
إن الحركة التكاملية القربية إلى الله عزوجل ، من أدق الحركات في عالم الوجود.. ومن المعلوم هذه الأيام أن بعض الأخصائيين في عالم الطب مثلاً ، يمضي حياةً طويلة في معرفة أسرار شبكية العين.. لا العين ، وإنما شبكية العين.. فالتقرب إلى الله عزوجل ، والتعرف على طرق مرضاته وسبيله ، عملية ليست أقل من جزئيات عالم الأبدان.. والأمر يحتاج إلى نوع من أنواع الثقافة والمعرفة في هذا المجال.. نحن -مع الأسف- أمتنا أصبحت أمة قليلة القراءة ، فانشغالهم بالمرئيات والصوتيات ، شغلتهم عن المقروءات.. ومن المعلوم أن التراث القديم -التراث العلمي المعمق- ، تراث مدون في عالم الكتب.. وعليه، الذي يريد أن يصل إلى درجة من درجات الكمال العلمي والعملي ، لابد أن يكون له أنس بالمصادر الشرعية.. سنة النبي (ص) سنة غير اختراعية ، فالإنسان لا يمكن أن يجلس في بيته مثلاً ، ويتصور سنة النبي (ص) !.. فالذي يريد أن يستن بسنة النبي (ص) ، لابد وأن يراجع سيرة النبي (ص) من خلال ما كتب في هذا المجال.
ومن المناسب للإنسان عندما يريد أن يزور النبي (ص) ، أنه في أيام انشغاله بالزيارة أن يقرأ سنة النبي (ص) ، وسيرة النبي (ص) ؛ حتى عندما يقرأ عن حنان النبي (ص) ، وشفقة النبي (ص) ، ورفق النبي (ص) بالأمة ، وكيفية تعامله مع الغير في الحروب وفي السلم ، ثم يأتي للزيارة في الروضة أمام الضريح النبوي الشريف ، يكون هناك تفاعل في الزيارة أكثر.. وهكذا عندما يذهب لزيارة الرضا (ع) ، أو لزيارة سيد الشهداء في كربلاء المقدسة.. فإنه مما يثير الأسف أن الإنسان يهمل الجانب المعرفي للمعصومين (ع) !.. قد إنسان يلهج بذكر الحسين (ع) من خلال مصائبه والبكاء عليه ، وقد يذهب لزيارته مشياً على الأقدام ، ولكن لو تسأله أن يذكر حديثاً من أحاديث سيد الشهداء (ع) في بيانه لأسلوب التعامل مع الغير ، لا يجيب !.. (حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم) وأمثال هذه الأحاديث المأثورة عن أهل البيت (ع).. كم من الجميل أن يكون هنالك تفاعل باطني -أي عواطف جياشة إلى هذه الذوات المقدسة - ، بالإضافة إلى معرفة.. المعرفة لها مراحل ودرجات ، وأدنى درجة المعرفة هو الاطلاع على سيرتهم الإجمالية.. ومن المناسب أن يطلع الإنسان في الدرجة الأولى على مجمل سيرتهم ، التي في كتبنا الحديثية كبحار الأنوار ولو بشكل عام ، ثم يطلع على الكتب التحليلية في هذا المجال.. نحن لا نكتفي بالذي وصل إلينا من خلال السرد الحديثي ، وإنما أيضاً نعتقد بأن حديث تدريه خير من ألف ترويه.. وعليه، فإن مراجعة هذا المصادر ، نعم العون على معرفة سنة النبي (ص).
ما هو الجامع لسنن النبي (ص) ؟..
إن الذي يجمع لكل تقلبات النبي (ص) ، ولكل الصور والألوان المختلفة من حياته ، منذ أن بعث نبياً إلى أن توفاه الله عزوجل - كألوان قوس قزح.. فمن المعلوم أن قوس قزح هو ألوان مختلفة ، إلا أن أصلها يعود إلى لون واحد وهو الأبيض- هو ما نصرح به نحن جميعاً في تشهدنا : (وأشهد أن محمداً عبده ورسوله).. إن النبي (ص) حقق العبودية بأجلى صورها في حياته ، وما جعل لنفسه اختياراً في الوجود.. فهو عندما يقف أمام مفترق طريقين ، فإنه ينظر إلى مرضاة الله عزوجل ، وأنه في أي طريق ، بل أكثر من ذلك ، فالنبي كان مسلِّماً لأمر الله عزوجل ، ومصداق لقوله تعالى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} ، ونحن مطالبون بهذا المعنى ، أي أن نقبل بحكم الله ورسوله إلى درجة الرضا القلبي ، لا العمل الظاهري فحسب.. فإن المعنى الأساسي للمؤمن الذي جمع صفات النبي (ص) ، هو الإحساس بالعبودية المطلقة في كل حركة وسكنة.
كيف يمكن للنبي (ص) أن يجمع بين حق الخالق وحق المخلوق ؟..
هذا السؤال سؤال مهم جداً في سيرة النبي (ص) !..
إن النبي (ص) من قدراته الباهرة ، أنه جمع بين العالمين !.. يأتي من المعراج حيث الأنس برب العالمين في ذلك العالم الذي لا يتصور ، والذي كما يشير إليه قوله تعالى : {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} ، هنالك أسرار متبادلة بين رب العالمين وبين الله عزوجل ، فمعراج جسماني وروحي ، أي بكل وجوده ؛ وإذا به ينزل من عالم المعراج ، ويبتلى بجفاة الأعراب ، وبجفاة الجاهلية ، وبمن أسلم حديثاً.. ولم نسمع في سيرة الحبيب المصطفى (ص) ، أنه جفا أحداً بكلامه قط ، وهنا الفخر كل الفخر !.. هذه الأيام -مع الأسف- أن بعض الناس تستهويه بعض الحقول الأخلاقية والروحية ، فيعتكف على نفسه ويلتزم ببعض الأدعية والأوراد والعبادات ، ولكن في مقام العمل يتقوقع مع نفسه ، وينكمش عن الخدمة الرسالية ، وعن خدمة الناس ، وبالتالي فإنه قد فقد نصف أهداف الشريعة أو أكثر من ذلك.
فعليه، ينبغي علينا أن نقتدي بالنبي الأكرم (ص) ، الذي كان مظهراً من مظاهر الجمع بين الحق الإلهي والحق البشري.. والقضية بسيطة جداً !.. ويمكن أن نلخص فلسفة الجمع هذه بكلمة واحدة :
إن الذين هجروا الناس ، والذين تقوقعوا ، ذلك لأن هؤلاء رأوا الناس في قبال الله عزوجل.. ولكن لو أن الإنسان غير نظرته ، ونظر إلى الخلق على أنهم عيال الله ، فإن حبه لله عزوجل ، يسري إلى حب مخلوقاته ، وقد ورد في مضمون الحديث : الخلق عيال الله ، وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله.. فكلما قدم خدمة لأوليائه ولعباده ، فإن هذه الخدمة هي في الحقيقة إبراز للحب الإلهي ، ولكن من خلال خدمة الخلق.. فالحب الإلهي تارة يتجلى من خلال مناجاة رقيقة في جوف الليل ، ودموع جارية ، بمناجاة المحبين لإمامنا زين العابدين (ع).. ولكن هذا الحب أيضاً يترجم من خلال الأخذ بيد إنسان ملهوف ، إنسان مضطر.. ومن أفضل مصاديق الأخذ بأيدي الناس ، هداية الناس إلى الطريق المستقيم ، فإن هذه أفضل خدمة يمكن أن يقدمها الإنسان لعباد الله.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ بارك الله فيكِ اختي على الموضوع
و في إنتظار جديدكِ لا عدمناكِ لا تنسى ترشيح المنتدى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل
شكرا لك ،، يعطيك الف عافية
جعله الله تعالى في ميزان حسناتك..
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
"*" نور عيني خادمة ام البنين "*"
بارك الله جهودك ووفقك لكل ما يحب ويرضى
ورزقك كرامة تحقيق المراد وسعادة الدارين بحق محمد وآل محمد
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي خادمة آم البنين آسال الله آن يوفقكم لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
ببسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله لكم الاجر
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
موفقين ان شاء الله
اللهمصلعلىمحمدوآلمحمدالطيبينالطاهرينوعجلفرجوليهمياكريم,,
أختي الكريمة
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ و شكرا على هذا الطرح الطيب المبارك
في ميزان حسناتكِ إن شاء الله تعالى .
اللهم عجل لوليك الفرج اللهـمصـلعلـىمحمـدوآلمحمـد