السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ العلاقة بين الروح والبدن في عالم الطبيعة علاقة وثيقة ومبرمة فكلّ منهما محتاج إلى الآخر، فمن جهة
نجد أنّ الروح لها «علاقة تدبيرية» بالنسبة إلى البدن تحفظه من الفساد والخراب والتفسّخ وتحافظ على
حيويته، ولكنّها من جهة أُخرى محتاجة إلى البدن في القيام بفعاليتها الخاصة، فالروح في الواقع تسمع و
ترى و تتحرك و... بواسطة أعضاء البدن المادية كالأُذن والعين والرجل و....
ولكن مع ذلك كلّه نرى تارة أُخرى أنّ الروح تصل إلى درجة من الكمال والقدرة من خلال الطاعات
والعبادات والارتباط بالحق تعالى، إلى درجة تستغني عن الحاجة إلى البدن حتّى يكون بإمكانها أن تنزع
رداء البدن.
ولا ريب أنّه من الصعب والعسير جداً تصوّر ذلك الأمر وخاصة بالنسبة إلى الشباب الذين ينظرون إلى
الأُمور نظرة مادية، ولكن ذلك لا يعسر على الباحثين عن الحق، إذ بإمكانهم متى شاءوا خلعوا رداء البدن
المادي.
لتصرّف في البدن
إنّ العبودية تمنح الإنسان قدرة عجيبة جداً إلى درجة تخضع البدن لإرادة وقدرة الروح وهيمنتها،ولذلك نجد
الإنسان يقوم بأعمال خارقة للعادة، سواء في إطار بدنه الخاص أو بالنسبة إلى الآخرين.
ولقد أشار الإمام الصادق(عليه السلام) إلى هذا المعنى في الرواية التي رواها الحرّ العاملي في «وسائل الشيعة» حيث قال(عليه السلام) :
ما ضعف بدن عمّا قويت عليه النيّة
نسالكم الدعاء ولكم مثله