اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في نهاية اليوم التاسع من شهر شوال سنة (1343)هـ شفيت اليد اليمنى المشلولة لكوكب بنت الحاج غلام حسين جابوزي
وكانت قصتها كما نقلها السيد عن والدها أنّه قال:
وقعت في ليلة حادثة مروّعة في البيت وتألمت اليد اليمنى لهذه البنت من هول هذه الحادثة مدة أربعة أيام، وبعدها فقدت الحس والحركة
ولذا خرجنا من أجل العلاج من قريتنا إلى "ترشيز" وذهبنا إلى الطبيب وانشغلنا بالعلاج، ولم يحصا أيُّ تغير
فتحركنا للتشرف بمشهد الرضا (عليه السلام) ظاهراً لأجل المعالجة عند الأطباء وباطناً لأجل الاستشفاء في حضرة الرضا (عليه السلام)
فذهبنا عدة أيام للأطباء الإيرانيين ولم نر أي فائدة، وعندها راجعنا طبيباً ألمانياً، وقد جرّد البنت من ملابسها لأجل الفحص
وكانت رؤيتي لإبنتي مجرّدة أمام ذلك الأجنبي الكافر شديدة الوطأة عليّ، بحيث تمنيت الموت ولا أرى عرضي مجرّداً أمام الأجنبي الكافر
وأمر الطبيب باغلاق عيني البنت وقال لها: على أيّ موضع أضع يدي اذكريه لي
ثم أخذ يضع يده على كلّ عضو كانت تسميّه له، إلى أن وضع يده على يدها اليمنى فلم تقل شيئاً
فوخزها بالإبرة مراراً فلم يظهر عليها أيُّ تألم، وعندما إتضح أنها لا تشعر بالألم إرتدت ثيابها، وفتح عينها
و قال الطبيب: لا يوجد علاج ليدها، وقال ثلاثاً: يدها ميّتة ولا توجد فيها روح
اللّهم إلاّ إذا شافاها رسول أو إمام، ابعثوها إلى إمامكم
فأيقنت من هذا الكلام أن لا سبيل إلاّ بالالتجاء إلى الطبيب الحقيقي علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
ولذلك أرسلتها إلى الحمام لتغتسل و تطهر
وقريب الغروب تشرفنا بالوصول إلى الحرم الحقيقي والكعبة الواقعية، وجلست البنت قرب الضريح بمواجهة الوجه المبارك
وقالت: أيها الإمام الرضا (عليه السلام) إما الشفاء أو الموت.
وأنا أيضاً رضيت بهذا الكلام يوجّه إلى الإمام (عليه السلام)، وطلبت منه نفس المطلب وبكينا كثيراً
وعندما تذكرت أننا لم نصلي الظهر والعصر فقلت للبنت: إنهضي فإننا لم نصلي بعد
فنهضت البنت وذهبت إلى مسجد النساء الواقع في الحرم الشريف، وأنا أيضاً انشغلت بالصلاة أمام المسجد
فلم تنقضِ صلاتي بعد حتى رأيت البنت قد خرجت من مسجد النساء بسرعة تامة واجتازتني، وما أن فرغت من الصلاة
حتى انشغلت بالبحث عنها فوجدتهاجالسة قرب الضريح تطلب حاجتها وهي إمّا الموت أو الشفاء
قلت لها: كوكب إنهضي لكي نذهب إلى البيت نجدد وضوءنا ونرجع
فقالت: إن شئت فاذهب، الاّ أني لا أنهض حتى أحصل على الموت أو الشفاء
فتأثرت لحالها وبكيت وخرجت من الحرم وتوجّهت إلى بيتنا الواقع في البناية المعروفة بـ "كندم آباد"
فرأيت رفاق السفر السفر قد أعدّوا الشاي فجلست بجنبهم وكنت منشغلاً بتناول الشاي
وفجأة رأيت البنت قد جاءت مسرعة فتعجبت وقلت لها:
إنّك قلت: إن لم أحصل على الموت أو الشفاء لن أنهض، والآن رجعتِ بهذهِ العجلة
فقالت: إنظر... و رفعت يدها المشلولة وانزلتها بشكل لم يكن فيها أي أثرٍ للشلل
ثم قالت: مراراً قلت للإمام إمّا الشفاء أو الموت، وفي لحظة واحدة حصلت لي حالة مثل النوم فوضعت رأسي على ركبتي
فرأيت سيداً جليلاً وسط الضريح، وكان وجهه نورانياً جدّاً، ثم رأيته يسحب يدي المشلولة داخل الضريح ومسح عليها من طرف
الكتف إلى أطراف الأصابع
وقال: لا عيب في يدكِ
وفجأة شعرت بألم في إصبع رجلي ففتحت عيني فرأيت شخصاً من خدّام الحرم قد وضع كرسياً لإضاءة المصابيح
فوق الضريح، واتفاقاً كانت إحدى أرجل الكرسي مستقرّة على إصبع رجلي فنهضت وعرفت أنّي شفيت على يد الإمام الثامن (عليه السلام)
ولذا أوصلت نفسي إلى البيت بسرعة لكي أبشّرك.
أقول: إن أحد أصدقائنا وهو الميرزا أبو القاسم خان قال لي: عندما إطّلع على هذا الخبر بعض المتصدين في الحضرة المقدسة
رجا السلطان اسماعيل خان المعروف بالديلمي حيث كان آنذاك متصدياً لبعض أمور الحضرة الرضوية من قبل إدارة "القزاق خانة"
أن يذهب إلى الطبيب الألماني وأن يأخذ منه تأييداً بخصوص هذهِ القضية
فقبل الإقتراح وأخذوا البنت مع والدها في صباح تلك الليلة إلى الطبيب وعندما رأى يد البنت سالمة كتب هكذا:
" فحصت في يوم الأحد 9 شوال اليد اليمنى لكوكب بنت الحاج غلام حسين ترشيزي وكانت مشلولة من الكتف إلى أطراف
الأصابع و أرشدتهم أن يتشرّفوا إلى الحرم حيث ستعالج بالأدعية، واليوم هو صباح الإثنين 10 شوال رأيت تلك اليد سالمة تماماً
وأني على يقين بأنّ هذا الشفاء قد حصل على أثر الدعاء والثناء الذي حصل في الحرم المطهّر باركه الله".
10 شوال، دكتور فرانك، و وقّع في ذيلها ونشرت في جريدة "مهر منير".
أقول: مسلّم أن الوجود المقدّس للإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) أرواحنا فداه مظهر لرحمة الله الواسعة
وعتبة قصره باب الرحمة و دار الشفاء، فكلّ من إلتجأ إليه كان عنده إعتقاد كاملٌ وخلوصُ نيةٍ فحتماً ستشمله الرحمة الإلهية
ويتشافى من مرضه كما قال الشيخ البهائي على ما نسب إليه:
هذا حرمُ الأقدس من رفعته
جبريل مواظب على خدمته
يدعوا أبداً لمن أتى روضته
أن يدخله الإلهُ في رحمته
الكرامات الرضوية
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى