في يوم الاثنين السابع من شهر ذي الحجة الحرام من سنة أربعة عشر ومائة بكى أهل السماء والأرض حزناً على استشهاد آخر الائمة الثلاثة الذين شهدوا واقعة الطف الدامية، مولانا الامام محمد الباقر )عليه السلام).
استشهد سلام الله عليه بسم دسه اليه جلاوزة الطاغية الاموي هشام بن عبد الملك وقد دُس السم بطريقتين:
الأول: ماء مسموم قدموه له في ذلك اليوم عند افطاره وكان صائماً لليوم السابع من ايام العشرة الاولى من شهر ذي الحجة الحرام التي يُستحب صومها.
أما الطريق الثاني: فهو ان جلاوزة بني امية وضعوا سماً شديد التأثير على سرج دابة الامام ينفذ للجسم بسرعة عن طريق الجلد؛ وقد اثر فيه عليه السلام هذا السم عندما ركب دابته.
وكان عمر الامام الباقر (عليه السلام) يوم استشهاده سبعاً وخمسين سنة كعمر ابيه السجاد وجده الحسين (عليهما السلام) يومي استشهادهما، وكأن تقديراً غيبياً شاء ان يتوفى الائمة الثلاثة الذين حضروا واقعة كربلاء الدامية في العمر نفسه!
ومولانا الامام الباقر (عليه السلام) اختص من بين ائمة العترة المحمدية بلقب الشبيه لشدة شبهه برسول الله (صلى الله عليه وآله) خلقاً وخـُلقاً وسيرةً. وهو الذي بعث اليه جده المصطفى بسلام على يد الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري كما ورد في الحديث المشهور المروي في كثير من المصادر المعتبرة.
وجاء فيه عن جابر قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوشك ان تبقى حتى تلقى ولداً لي من الحسين يقال له: محمد يبقر علم الدين بقراً، فاذا لقيته فأقرأه مني السلام. وقد بلغ جابر هذه الرسالة والسلام المحمدي للامام الباقر (عليه السلام) في حياة ابيه السجاد (سلام الله عليه) وقال عندما رآه ( شمائل كشمائل رسول الله ).
واضافة الى لقب الباقر وهو اشهر القابه، ذكر المؤرخون له القاباً اخرى تكشف عن سمو مقاماته سلام الله عليه، منها لقب: الشاكر فهو من سادات الحامدين الشاكرين لله عزوجل حتى في اشد المصائب والابتلاءات.
كما ان من القابه الهادي المشير الى حفظه لعلوم جده المصطفى (صلى الله عليه وآله) وكذلك لقب الامين وغيرها.
أيام خالدة