نتابع الحديث عن موضوعالنبي يوسف(ع): الأُسوة والقدوة في العفة للشباب«١» وقد رتب القرآن الكريم خيرات الدنيا والآخرة على فضيلة الصبر :
1ـ معية الله مع الصابرين: (... إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(11) .
2ـ توفيتهم أجورهم بغير حساب: (.. إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ)(12) .
3ـ محبة الله تعالى: (... وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)(13) .
4ـ إطلاق البشرى لهم: (... وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)(14) .
5ـ الحصول على درجة الإمامة في الدين: (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا...)(15) .
6ـ إيجاب الجزاء لهم بأحسنٍ أعمالهم: (... وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ)(16) .
7ـ استحقاقهم دخول الجنة: (وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ...)(17) .
إن قصة أيوب (عليه السلام) من أروع القصص في الابتلاء والصبر، وهي ذائعة مشهورة حتى إن المثل يضرب بصبر أيوب (عليه السلام).
نبي الله أيوب(عليه السلام) عاش عمره الذي ناهز التسعين عاماً مبشراً ومنذراً قانتاً عابداً بسط الله له في رزقه وأهله. فكان رزقه مبذولاً للسائل والمحروم؛ حيث يطعم الجائع ويروي العطشان، ويأوي اليتيم، وينصر المظلوم، ويساعد الضعيف .
كان لاهجاً بذكر الله، يأمر بطاعته ويخوّف من معصيته، بِرٌ بأهله، يكسو العاري، ويفك الأسير ويبسط وجهه لصاحب الحاجة، ساء ذلك أهل زمانه، فما وجدوا سبيلاً للنيل منه إلا الدس ونشر الإشاعات المغرضة، فراحوا يروّجون أن أيوب ما عبد الله حبّاً بعبادته ولا طمعاً من نفسه؛ وإنما عبادته طمع فيما منحه الله من مالٍ وبنين وثروة طائلة.
وهذه النعم جديرة بأن تدفعه إلى الشكر. وكانت الأخبار تطرق مسامع أيوب (عليه السلام) فلا يعيرها اهتماماً، وتصله الشائعات فلا يوليها عناية، بل ظلَّ على سيرته مترفعاً عن كل قولٍ متنزهاً عن كل زللٍ.
ويريد الله أن يجعله مثالاً للبشرية، فابتلاه بأعظم ابتلاء، حتى جعل منه ذلك القبس الوهاج في الإيمان وذلك المثل الرائع على المجاهدة والصبر ويكون الابتلاء بأعظم ضُرٍّ يخطر على بال الإنسان، إذ يصيبه بماله فيذهب به كله، وبأهله وبأصدقائه فينصرفون عنه، وبصحته فتذوي وتذوب حتى أصبح لا يقدر على القيام ولا يقوى على الحركة والسير. هذا من جانب.
ومن جانب آخر جانب التشكيك في نبوته وإن ما قام بعبادته إلا مباهاة وما أتى الزكاة إلا زيفاً .
وظن الشيطان الذي وسوس لتلك الجماعات، وأتباعه ومريديه من المارقين والكاذبين، إن المصائب التي حلت بأيوب (عليه السلام) والكوارث التي نزلت به، سوف تذهب بإيمانه، ولكن هذا النبي الصالح صار عند نزولها أقوى إيماناً، وأشد إذعاناً .
ومرّت الأيام وأيوب ما يزال على حاله، هزال الجسم، شحوب اللون، فتك به المرض، فكاد لحمه أن يتهرأ ويتناثر، حتى فرّ عنه الصديق ورغب عنه القريب والبعيد، إلا زوجته الرؤوف العطوف فقد أقامت على وفائها له، تخدمه وترعاه وتوليه عنايتها واهتمامها، حامدة صابرة محتسبة .
ولكن أهل السوء لا يرعون ولا يكلون .. يريدون غرس الشرّ في أنقى الأنفس، فيأتون امرأة أيوب يحرضونها على تركه، ويؤججون في صدرها روح السأم والضجر من حاله.
وتكاد تؤخذ الزوجة الصالحة بكثرة ما يرددون، فتأتي زوجها وتقول له: حقاً لِـمَ يعذبك ربك؟ أين المال، أين العيال، والأهل والأصدقاء ؟ أين الشباب والفتوة؟ أين العزم والقوة؟
يردّ عليها أيوب (عليه السلام)بجَلَدٍ وأَناةٍ: أتراك تبكين على عزّ قد ولّى وولد قد توفاه الله وتولى؟ ولا أراك إلّا وقد ضعف إيمانك، وضاق بقضاء الله صدرك.
نجح المتآمرون وفرقوا بين الزوج المصاب وزوجته، فأصبح أيوب وحيداً وفي ذروة المصاب، وفي قمة الشدة، فاضت نفسه إلى الله: (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(18) .
أيوب لا يزيد في دعائه على وصف حاله: (إني مسّني الضرُّ) ويصف ربه: (وأنت أرحم الراحمين)، إنه لا يقترح شيئاً على ربّه، صبراً على بلائه، وتأدباً منه وتوقيراً.
إنه ليتحرج أن يطلب إلى ربه رفع البلاء عنه فيدع الأمر إليه إطمئناناً إلى علمه بالحال وغناه عن السؤال.
وفي اللحظة التي توجه فيها أيوب إلى ربه بهذه الثقة وبذلك الأدب، كانت الاستجابة وكانت الرحمة وكانت نهاية الابتلاء: (فَاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ)(19).
وتكون الرحمة الكبرى من أرحم الراحمين، فيأمر بضرب الأرض برجله، وتتفجر عين ماء تكون مغتسلاً ومشرباً وتكون له منها صحة وعافية، ويخر العبد الصالح شاكراً على تلك النعمة التي أعادها الله عليه .
إنّ الصبر الذي تمثل في شخص أيوب (عليه السلام) هو درس عظيم في التربية للمؤمنين، صبر على البلاء وفقدان الأحبة وذهاب المال والصحة...
ومن خلال قصة أيوب(عليه السلام) يتضح لنا أن بَعد الشدة هناك فرج إلهي، فعلى المسلم أن لا ييأس ويفقد الأمل (20).
ـــــــــــــ (10) سورة النحل: آية 126 ـ 127.
(11) سورة البقرة: آية 153
(12) سورة الزمر: آية 10.
(13) سورة آل عمران: آية 146.
(14) سورة البقرة: آية 155 ـ 157.
(15) سورة السجدة: آية 24.
(16) سورة النحل: آية 96 .
(17) سورة الإنسان: آية 12.
(18) سورة الأنبياء: آية 83.
(19) سورة الأنبياء: آية 84.
(20) الزين، سميع عاطف، قصص الأنبياء، ص 389 .
دار السيدة رقية ع
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
سلمت يمناك على النقل الاكثر من رائع
ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد ورزقكم الشفاء العاجل
بالتوفيق
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعطيكم الف عافية..
جعله الله تعالى في ميزان حسناتك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربي يجزاكِ خير الجزاء أختي العزيزة على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
"*" اختي الكريمة الفاطمية العلوية "*"
بارك الله جهودك الطيبه ووفقك لكل ما يحب ويرضى
ورزقك كرامة تحقيق المراد بحق محمد وآل محمد
شمس النبوة وقمر هاشم يوم عاشور دار الفلك فيها وتلاقى النور بالنور
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
حبيبتي الفاطمية آسال الله آن يوفقكم لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
أختي الكريمة /الفاطمية العلوية
طرح موفق ،، جعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله تعالى ..
.,,?ٍـــل عــآم وَأنتم بـــألف خيير وَصحه وَســلآمه.,,
اللهمصلعلىمحمدوآلمحمدالطيبينالطاهرينوعجلفرجوليهمياكريم,,
أختي الكريمة
أحسنت ، بارك الله فيك و شكرا على هذا الطرح الرائع
في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالى .
اللهم عجل لوليك الفرج اللهـمصـلعلـىمحمـدوآلمحمـد
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة أحسنتِ بارك الله تعالى بكم، سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكرك أختي الغالية على الطرح الرائع
جزاك الله ألف خير
ووفقك لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين