اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ اَوْلِيائِكَ الَّذينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَاَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَاَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً، اَللّـهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدينِكَ وَانْصُرْ بِهِ اَوْلِياءَكَ وَاَوْلِياءَهُ وَشيعَتَهُ وَاَنْصارَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اَللّـهُمَّ اَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغ وَطاغ وَمِنْ شَرِّ جَميعِ خَلْقِكَ، وَاحْفُظْهُ مِنْ بَيْنِ يَديهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ اَنْ يوُصَلَ اِلَيْهِ بِسوُء، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ، وَآلِ رَسوُلِكَ وَاَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ وَاَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِريهِ وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ وَاقْتُلْ بِهِ الْكُفّارَ وَالْمُنافِقينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ حيثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الاَْرْضَ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَامْلاَْ بِهِ الاَْرْضِ عَدْلاً وَاَظْهِرْ بِهِ دينَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَاجْعَلْنِى اللّهُمَّ مِنْ اَنْصارِهِ وَاَعْوانِهِ وَاَتْباعِهِ وَشيعَتِهِ وَاَرِنى فى آلِ مُحَمَّد ما يَأمَلوُنَ وَفى عَدُوِّهُمْ ما يَحْذَرُونَ اِلـهَ الْحَقِّ آمينَ .
تسابقت أفواج الملائكة في مولده ,,,هابطة مبتشرة بموعده ,,,مشتاقة لرؤيته و تقبيل يده ,,,هاهي تتنزل الملائكة و الروح تسرع ,,
لبيوت أذن الله أن تُرفع ,,,و تراه كوكبا دريا بالنور يسطع ,,,و الإمامة من جبينه تتشعشع ,,,هاهي نرجس في حجرها الزكي تحدثه ,,,و عمته حكيمة تتأمل في وجهه ,,,و مولاي العسكري يقبل وجنته ,,,و طيف خمسة أشباح يلوح للناظر ,,فهاهو رسول الله حاضر ,,و البتول الطاهرة و علي الطاهر ,,و سيدا شباب اهل الجنة يحوطون به ,,و يباركون بمقدمه ,,كل العالم و كل مخلوق ,,,و تشكر الله على تمام حجته و صدق كلمته و عدل مشيئته ,,,و يبشرون الدنيا قائلين : و أشرقت الأرض بنور ربها *** فبقيت كلمة في عقب الإمامة و جاء الإمام تلو الإمام مبشرا بهذا المولود النير و بظهوره آخر الزمان ,,ليرجح كفة الميزان للقرآن و أهل القرآن و ينتقم من الطغيان
************************************
RznUwt1GPUc
" الحقيقة المهدوية لا يتسع نكرانها "
أولاَ : ما هي المهدوية ؟
لقد انتشرت الكثير من التعريفات للمهدوية و كثير الذين تحدثوا عنها و هذه بعض التعريفات لها :
1- هي خروج العالم من المتاهات والمآزق والطرق الملتوية والمسدودة والسياسات الضالة والحالات الانحراف، وهي دعوة شعوب العالم الى النهوض والتحرر من ظلم السلطات وجور الحكام والمستكبرين .
2- هي استمداد عالمي من السماء في تعجيل ظهور المخلص السماوي وانقاذ البشرية من المعاناة والاضطهاد .
3- هي السبيل الوحيد لانتشار الاسلام واتساعه في العالم وهي البوابة المهمة التي من خلالها تعتنق كافة الشعوب والامم الاسلام وتجعله ديناً لها (يدخلون في دين الله افواجاً) ومن ثم اعتلاء كلمة (لا اله الا الله، محمد رسول الله) في ربوع العالم.
النظرية المهدوية: هي النافذة التي يشع من خلالها النور والبوابة نحو اطلالة الفجر (أليس الصبح بقريب) .
و غيرها من التعاريف المختلفة و لكن يبقى أفضل تعريف هو ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام في أحاديث متعددة عن نبي الله محمد صلى الله عليه و آله : " المهدي من وُلدي، يكون له غيبة، وحيرة تضل فيها الأُمم، يأتي بذخيرة الأنبياء (عليهم السلام) فيملؤها عدلاً وقسطاً كما مُلئت جوراً وظلماً و غيره من الأحاديث المشابهة التي تدور حول عقيدة تخليص العالم من الظلم و الجور بعد معاناة طويلة على يد رجل وصفه الله كيفما وصفه في القرآن مرة " بقية الله "، و مرة " آيات ربك " و مرة برب الأرض أي الوكيل عليها في قوله " نور ربها " إلى غيرها من الآيات الكريمة و ذلك لأن الصفة يكون استخدامها أبلغ من استخدام الاسم ، و هو المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف .
******************

ثانياً : العقيدة المهدوية و أهميتها .
إن التحدث عن العقيدة المهدوية هو التحدث عن الدين ككل ، بل هي التحدث عن وجود الله تعالى ، و هي الحديث عن عدل الله تعالى ، و هي الحديث عن الأنبياء و الحقب و الأزمان و الأقوام السابقة بل عن كل شيء !
و لا تتعجب هذه الأهمية العظيمة للمهدوية و التي للأسف يجحد بها الآخرون و تستيقنها أنفسهم ! بل و حتى من لا يجحد بها فهو مهمل لشأنها و يمر عليها مرور الكرام !
و أهمية المهدوية تنبع من كونها فطرة إنسانية فُطر الناس عليها .
كيف ؟ !
إن الباري جل و علا شأنه حين خلق الخلق فطرهم على فطرة جميعا كما قال : ” فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " سورة الروم ، آية 30 ، و الله فطر عباده على التوحيد له سبحانه و تعالى ، و في الأحاديث النبوية ترى رسول الله صلى الله عليه و آله يقول بأن الناس فطروا على الإسلام ، و ما الإسلام إلا العبودية الحقة لله تعالى ، و الإسلام هو ذاته الدين الذي جاء به الأنبياء الآخرون ، و لم يأتوا بغير الإسلام ، و لكن النبي محمد صلى الله عليه و آله أتى به متمما لما جاء به الأنبياء قبله ، و الإسلام لا يرضى به الله تعالى دون أمر الولاية للأوصياء بعد النبي صلى الله عليه و آله الذين اختارهم الله تعالى بعنايته و جعلهم الذريعة للوصول إليه ، أي هم الوسيلة لتحقيق معنى و تطبيق ما فُطر الناس عليه من التوحيد و العبادة ، و الله سبحانه و تعالى لم يخل منهم الأرض بسبب الحاجة الماسة لوجودهم ، فبدون وجودهم فلا قيمة لوجود الناس لأن الله تعالى لم يخلق الخلق إلا ليعبدوه كما قال : " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ" }الذاريات { .
و لا تتم العبادة كما يشاؤها الخلق ، بل كما يريدها الله تعالى ، و هنا العبرة في كفر الشيطان ، كان عابدا لله ، لكنه تجرأ على ربه بالعصيان و أراد أن يعبد الله كما يريد هو لا كما يريده الله أن يعبد حين رفض السجود لآدم و الذي يمثل منتهى العبودية لله تعالى في تقبل الامتحان و هو امتحان الأفضلية أي تفضيل الله الآخرين عليه فاستكبر إبليس ، و من خلال هذا التكبر الذي ينافي العبودية الحقة صار كافرا ، و عدوا للمؤمنين و توعد حسدا منه أن يغويهم أجمعين إلى نهاية ما جرى ، و لهذا السبب توجد الضرورة لوجود النبي أو الوصي الذين يجتمعون تحت مسمى " نور الله " أي هداية الله تعالى ، لأن الإنسان لا يستطيع الوصول لرضا الله و غضبه و معرفة ما يقبله الله و ما لا يقبله ، إلا عن طريق نور الله ، و الذي تمثل في المشكاة و هي الزهراء عليها السلام ، و لذلك قال النبي صلى الله عليه و آله أن الله يغضب لغضب فاطمة و يرضى لرضاها بحيث أنها مشكاة لنور الله تعالى ، أي كونها منطلق الهداية و منطلق للسلوك نحو رضا الله تعالى و تجنب غضبه باتباع نهجها و طريقها القويم ، فبسبب الزهراء و مشكاتها يجتمع النورنين : نور النبوة و الإمامة الذي توارثه أهل البيت عليهم السلام من الأنبياء و الأوصياء الماضين ، فينطلق من خلال هذه المشكاة أنوار تهدي الخلائق لرب الأرباب و هم أهل البيت عليهم السلام و لعل و الله أعلم أن هذا هو السبب في جعلها حجة على حجج الله تعالى ، و يكفي أن اسمها الشريف مشتق من احد أسماء الله الحسنى فاطر و الذي يشير إلى الفطرة ، و لاحظوا أن آية النور تتحدث في نهايتها عن الكوكب الدري و الذي هو الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف و نبي الله محمد صلى الله عليه و آله يقول : بأن المهدي رجل من أهل بيتي وجه كالكوكب الدري ، و هذا من الأسرار العظيمة في ارتباط الإمام الحجة عليه أفضل الصلاة و السلام بالسيدة فاطمة الزهراء عليها السلام حتى أن نبي الله صلى الله عليه و آله قال في بعض أحاديثه : : " المهدي من ولدي من ولد فاطمة " ، و لا ينتهي الحديث عن سر علاقته بجدته الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام ، و لنعد لصلب الموضوع لأن أبواب العلم و المعارف و الأنوار القدسية لا تنتهي خصوصا عندما يكون هناك اسم السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام الذي يظهر أمام كل باحث عن النور و القداسة .
إذا فضرورة وجود الدال على الله سبحانه و تعالى من ضرورة التوحيد بالله تعالى و ضرورة تحقق الغاية الإلهية و هي العبادة ، و لا يعيش الإنسان العيش الصحيح بدونها فتراه مضطربا و قلقا و هنا يتجلى معنى الآية : " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، و هذا لفظ عام فلا اطمئنان بدون ذكر الله تعالى للقلب ، أي لا اطمئنان بدون استشعار وجود الخالق و المبدع ، و الملجأ للقلوب ، فتحدث الكوارث و المصائب و يرتكب الإنسان ما يرتكب لأنه يبحث عن ضالة و يريد أن يتمم نقصه بشيء و هو الوصول و السلوك للخالق ، و كلما ابتعد ازدادت نقاط الشر و دوافعه لديه ، فيظلم و يفتري و يفعل ما يفعل بسبب وجود النقص لديه ، و السبب في ذلك غياب المرشد و الوسيلة للوصول إلى ربه ، فالإنسان يحتاج دائما أن يكون تحت السيطرة و القيادة فإذا غاب القائد النوراني يأتيه القائد الشيطاني فيسحبه من خلال النقص و الشهوات إلى العذاب و الهلاك النفسي و الدمار لإنسانيته فينفجر و يدمر معه المجتمع !
و الله سبحانه و تعالى أرحم من أن يترك عباده بهذه الطريقة ، بل هو أعدل من أن يحاكمهم بدون حجة ، و الحجة هي المرسل و المختار من الله تعالى ، و هو النبي أو الوصي ، انظر لدعاء الندبة ماذا يقول :
" وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ اَوْصِياءَ، مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظ مِنْ مُدَّةٍ اِلى مُدَّةٍ، اِقامَةً لِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى اَهْلِهِ، وَلا يَقُولَ اَحَدٌ لَوْلا اَرْسَلْتَ اِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَاَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ اَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى " ، و هنا يتحدث دعاء الندبة بشكل عام عن من هم قبل النبي صلى الله عليه و آله ،و بشكل خاص هو عن أهل البيت عليهم أفضل الصلاة و السلام ، و الأنبياء و الأوصياء جميعهم ممهدون لأهل البيت عليهم أفضل الصلاة و السلام ، والنبي صلى الله عليه و آله نذير للناس بين يدي عذاب شديد ، و الأوصياء من بعده هم الهادون لأن الناس ستضل بعد رسول الله صلى الله عليه و آله لولاهم و قوله عَلَما أي يجب أن يكونوا معروفين و لا يخفى كم أخذ النبي صلى الله عليه و آله يخبر و يخبر و ينذر من يتبع هواه أي يرغب عنهم ، و قوله فيتبعون آيات الله أي أناس هداة معروفين نتبعهم ، لأن الأئمة الإثني عشر هم آيات الله تبارك و تعالى التي يجب الإيمان بها و إتباعها ، للوصول إلى الغاية و هي العبادة و التوحيد لله تعالى !
و طبعا حتى الآن لم تحقق هذه الغاية كما أرادها الله تعالى و لن تتحقق إلا بظهور المولى عجل الله تعالى فرجه الشريف و تسود دولة العدل و القسط المنتظرة فتكون الأرض قد أشرقت بنور ربها بهدايته و عدله عليه أفضل الصلاة و السلام ! فجميع الرسالات السابقة لغاية العبادة الحقة و التي تثمر جهود الأنبياء و الأوصياء الذين أتوا قبلا ، و إلا فضاعت جهودهم سدا لولا دولة العدل و القسط التي ستأخذ مجراها بإذن الله و التي طالما انتظرها المنتظرون ! و لا تظن أنها فقط في الإسلام بل في جميع الأديان كما سيأتيك لاحقا ، و قبل ذلك نريد الإشارة على أن عقيدة المهدوية موجودة ليس فقط في الأديان السماوية بل هي في كل إنسان لأنها فطرة إنسانية كما وضحت سابقا ، فتجد هنا الفلاسفة أمثال أفلاطون و المدينة الفاضلة التي هي قريبة جدا من العقيدة المهدوية و كذلك السعي نحو التطور و المثالية الذي تسعى فيه الدول المتقدمة بغاية الوصول للكمال !
***********************************

*** المهدوية في الأديان السماوية الأخرى ***
و طبعا وفقا لما سبق فإن في الأديان السماوية ثبوت للعقيدة المهدوية ، و لكن الاختلاف فقط في المسمى ، و ليس الصفة !
و هذه أمثلة على ذلك : منقولة من موقع مركز آل البيت للمعلومات .
1- في الملة اليهودية :
الملة اليهودية من قبل أن يبعث النبي عيسى (عليه السلام) و بعد بعثته أيضا كانت ولا تزال تنتظر موعودها المؤمل، فقد أشير باستمرار إلى الموعود في آثار الديانة اليهودية.. وأسفار التوراة وكتب اخرى تشير إلى ذلك.
وإذا أردنا الاعتماد على الأفكار التي جاءت في كتاب (نبؤة هيلد) معناها وحي الطفل . فسوف نضع اليد على أفكار كثيرة بصدد ظهور الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) ومقاطع من تاريخه وسيرته وتوابع ومستلزمات بعثته وبعض مؤشرات آخر الزمان لشخصية الإمام المهدي (أرواحنا فداه) بل هناك إشارات أيضاً يمكن أن نلحظها حول واقعة عاشوراء (واقعة الطف الخالدة).
وحيث إن الشعب اليهودي لم يؤمن بالسيد المسيح (عليه السلام) ورسالته بل خُيّل لهم بانهم قتلوه وصلبوه فموعودهم لم يظهر حتى الآن، وإذا تأملنا في مجموع التراث اليهودي المقدس نجد فيه تصويراً لملامح موعودين ثلاثة: السيد المسيح (عليه السلام)، الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله)، الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
ومع وضوح هذه الرؤية وتلك الملامح الواضحة للموعودين الثلاثة في الفكر اليهودي، ولم نر اليهود يتابعون أياً من المسيح (عليه السلام)، والرسول محمد (صلى الله عليه وآله)، ومن هنا فإنهم سيظلون قلقين إزاء قضية الموعود ومفهوم الانتظار، وعلى هذا الأساس فعليهم أن لا يمروا على كل البشائر والإشارات التي وردت في نصوصهم وكتبهم مرور الكرام.
فالملة اليهودية لابد وأن تكون أشد انتظاراً من المتظرين الآخرين، وأن يعكفوا بشكل أكبر على تأمل مفهوم الإنتظار، والإستعداد ليوم الظهور، وأن يرفعوا اليد عن كل ألوان الظلم والخيانة التي مارسوها ومازالوا بحق البشرية، ويخشوا عواقب الظلم والعدوان، فهؤلاء لم يذعنوا لموعوديهم المسيح بن مريم (عليه السلام) والرسول محمد (صلى الله عليه وآله).
إلا أنهم سوف لا ينجون من سطوة الموعود الثالث وعدله.. ولذا يرد في الروايات أن جماعة من اليهود تلتف حول (الدجال) وتسنده، وبظهور المهدي ونزول السيد المسيح إلى الأرض يقتل هؤلاء قتلاً جماعياً لتعود ساحة التاريخ والإنسانية نقية من وجود هذه الجرثومة الملوثة، وهذا نموذج آخر لخبث وانحطاط هؤلاء القوم، فحتى في آخر الزمان لن يخضعوا للحق، بل سوف ينضمون إلى زمرة أنصار الدجال.
وأريد أن أشير هنا إلى أن البشائر المذكورة في آثار اليهود المقدسة بأجمعها واقعية وصحيحة، وقد تحقق قسم منها، والقسم الآخر سيتحقق، إلا أن اليهود لم يقبلوا منطق الحق لا من النبي عيسى (عليه السلام) ولا من الرسول محمد (صلى الله عليه وآله)، (رغم أن البشارة بهذين النبيين العظيمين قد وردت في كتب اليهود أنفسهم)، إلاّ أنهم سيقبلون بحد سيف الإمام المهدي (أرواحنا فداه) كما يصرّح بذلك القرآن الكريم والسنة الشريفة.
وبغض النظر عن حقانية اليهود وعدمها، وتسليمهم لمنطق الحق وعدمه، فقد جاء بعد نبي الله موسى (عليه السلام) نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) ونسخ دين موسى وأضحت الديانة اليهودية ديانة منسوخة وشريعة مهملة عملياً.
ومنذ فجر الإسلام وحتى اليوم والى قيام الساعة ينفرد الإسلام على وجه الأرض بوصفه الدين السماوي المبني على أساس الوحي والنبوة ولا يقبل سواه قال تعالى: ((ومن يبتغي غير الاسلام دينا لم يقبل منه)) ، وكتاب الله بين الناس يبقى على الدوام (القرآن) والموعود اليوم هو الإمام المهدي (أرواحنا فداه).
وبهذه تكون البشائر والإشارات التي وصلتنا عن طريق الأنبياء والأئمة وكبار السلف الصالح صادقة بحق الإمام المهدي (أرواحنا فداه وعجل الله تعالى فرجه الشريف)وهي تنظر إليه وتقصده وتلحظ ظهوره فهو المصداق الواقعي لها جميعاً.
وهذه مجموعة من كتب اليهودية والعهد القديم التي ورد فيها الحديث عن المنتظر الموعود:
1 ـ كتاب دانيال النبي.
2 ـ كتاب حجي (حكي) (حقي) النبي.
3 ـ كتاب حفينا النبي.
4 ـ كتاب أشعيا النبي
وقد جاء في زبور داوود (عليه السلام) أيضاً أفكار بهذا الصدد كما تحدث القرآن، وثبت مبدأ غلبة الصالحين حيث قال: ((وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)). .
2- في الديانة المسيحية :
لقد بشرنا سيدنا عيسى (عليه السلام) بظهور نبي آخر الزمان وبأوصيائه الإثنا عشر (صلوات الله عليهم أجمعين) وبقي ذلك راسخاً في التراث المسيحي، والأمر يعود في ذلك إلى أسباب عديدة منها :
1 ـ لأنّ الديانة المسيحية هي الأقرب إلى الاسلام من غيرها .
2 ـ ولأنّ المسيحية هي آخر الديانات قبل الإسلام فتكون الدلالات محفوظة فيها أكثر .
3 ـ وكذلك لأن قضية رفع الله تعالى المسيح وطول عمره يقر بها المسيحيون لذا إذا واجهتهم قضية شبيه لذلك فهم لا يرفضوها من الأصل بل يحاولون أن يدرسوها ويتمعنوا فيها .
4 ـ خط آثار المسيحية من التحريف أقل نسبياً مما عليه من آثار الملل السابقة، وترتبط هذه القضية بالزمن أيضاً، إذ أن آثار اليهود المقدسة ابتداءاً من مرحلة نزولها وصدورها قطعت زمناً أكبر مما قطعته الآثار المسيحية.
إننا نجد هذه البشائر بالمخلص الموعود حاضرة في التراث المسيحي بشكل واضح، ونشير هنا إلى بعض الكتب التي وردت فيها تلك البشائر والإشارات حول ظهوره في آخر الزمان: إنجيل متى، إنجيل لوقا، إنجيل مرقس، مكاشفات يوحنا، إنجيل برنابا.
ففي الفصل السادس والتسعون من إنجيل برنابا المترجم من الانجليزية . يسأل الكاهن السيد المسيح (عليه السلام): هل أنت مسيح الله الذي ننتظره؟
أجاب يسوع: حقاً إن الله وعد هكذا ولكني لست هو لأنه خلق قبلي وسيأتي بعدي.
أجاب الكاهن: إننا نعتقد من كلامك وآياتك على كل حال أنك نبي وقدوس الله لذلك أرجوك باسم اليهودية كلها وإسرائيل أن تفيدنا حباً في الله بأية كيفية سيأتي (مسّيا)؟
أجاب يسوع: لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي إني لست (مّسياً) الذي تنتظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم قائلاً: بنسلك أبارك كل قبائل الأرض ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشطيان مرة اخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عدم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله، فيتنجس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يبقى ثلاثون مؤمناً، حينئذٍ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله، الذي سيأتي من الجنوب بقوة، وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام، وسينزع من الشيطان سلطته على البشر، وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به، وسيكون من يؤمن به مباركاً.
وجاء في الفصل السابع والتسعون: ومع أني لست مستحقاً أن أحلّ سير حذائه، وقد نلت نعمة ورحمة من الله لأراه....
ثم يستطرد قائلاً: إن اسم (مسيّاً) عجيب لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي.
وقد ورد في المزمور 72 من مزامير داوود (عليه السلام) ذكر النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، والامام المهدي المنتظر (أرواحنا فداه) فإن صياغته شبيهة بالأدعية والتوسل إلى الله عز وجل حيث ننقل نص الترجمة العربية لهذا المزمور كما وردت في (كتاب المقدس) الصادر عن دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، فقد جاء في هذا المزمور:
اللهم أعط شريعتك للملك وعدلك لابن الملك...
ليحكم بين شعبك بالعدل ولعبادك المساكين بالحق. ...
فلتحمل الجبال والآكام السلام للشعب في ظل العدل. ...
ليحكم المساكين الشعب بالحق ويخلص البائسين ويسحق الظالم! ...
يخشونك ما دامت الشمس وما أنار القمر على مرّ الأجيال والعصور! ...
سيكون كالمطر يهطل على العشب وكالغيث الوارف الذي يروي الأرض العطشى!. . .
يشرق في أيامه الأبرار ويعم السلام إلى يوم يختفي القمر من الوجود. ...
ويملك من البحر إلى البصر ومن النهر إلى أقاصي الأرض. ...
أمامه يجثوا أهل الصحراء ويلحس أعداؤه التراب. ...
ملوك ترسيس والجزائر يدفعون الجزية، وملوك سبأ وشبا يقدمون الهدايا...
يسجد له كل الملوك، وتخدمه كل الأمم. ...
لأنه ينجّي الفقير المستغيث به والمسكين الذي لا معين له. ...
يشفق على الضعفاء والبائسين ويخلص أنفس الفقراء. ...
ويحررهم من الظلم والجور وتكرم دماؤهم في عينيه. ...
فليعش طويلاً وليعط له ذهب سبأ، وليصل عليه دائماً وليبارك كل يوم. ...
فليكثر القمح والبر في البلاد حتى أعالي البلاد! ولتتمايل سنابل القمح كأشجار جبل لبنان! وليشرق الرجال في المدينة كحشائش الحقول! ...
ويبقى اسمه أبد الدهر، وينتشر ذكره واسمه أبداً ما بقيت الشمس مضيئة!
و هناك الكثير من التفاصيل و الشروحات حول معنى النص السابق ، و لكن حتى أتجنب الإطالة على حضراتكم ، لم أورده و يمككنكم الرجوع للموقع و قراءة المزيد من التفاصيل حول البشارات الواردة !
*********************************
3- في الزرادشتية :
هناك مجموعة من الكتب الزرادشتية جاء فيها من الأخبار الكثيرة حول آخر الزمان، وعن ظهور الموعود الذي سيخلص البشرية من الكبت الحرمان ومن ضغوط الحكام الطواغيت الذين يسعون في الأرض فساداً ومن جملة هذه الكتب:
كتاب أوستا ــ كتاب زند ــ كتاب رسالة جاماست ــ كتاب قصة دينيك ــ كتاب رسالة زرادشت.
وقد طرحت الديانة الزرادشتية موعودين يطلق على كل منهم اسم ((سوشيانت)). وكان هؤلاء الموعودون ثلاثة، أكثرهم أهمية الموعود الثالث، وقد كانوا يلقبونه ((سوشيانت المنتصر)) وسوشيانت هذا هو الموعود حيث قالوا:
إن سوشيانت المزدية بمثابة كريشناي البراهمة، وبوذا الخامس لدى البوذية، والمسيح لدى اليهودية، وفارقليط عند العيسوية، وبمنزلة المهدي لدى المسلمين.
وجاء في كتاب شابوهرجان، من الكتب المانوية المقدسة عندهم:
....خرد شهر إيزد لابدّ أن يظهر في آخر الزمان وينشر العدل في العالم... سوشيانت، من الكتب الزرادشتية المقدسة جاء فيه:
... استوت إرت، سوشيانت أو ألمنقذ العظيم. سوشيانس، أو موعود آخر الزمان.. وسيلة وعلاج جميع الالام به، يقتلع جذور الألم والمرض والعجز والظلم والكفر، يهلك ويسقط الرجال الأنجاس..
رسالة جاماسب، صفحة121:
... سينشر (شوشيانت، المنقذ) الدين في العالم فكراً وقولاً وسلوكاً .
*****************************************
4 – في المعتقدات الهندية :
جاء الحديث حول المنقذ والموعود في أعراف الهنود وكتبهم، مثل كتاب (مهابهارتا) وكتاب (بورانه ها) حيث قالوا:
تذهب الأديان جميعاً إلى أنه في نهاية كل مرحلة من مراحل التاريخ يتجه البشر نحو الانحطاط المعنوي والأخلاقي وحيث يكونون في حال هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ، ويمضون في حركتهم مضي الأحجار الهابطة نحو الأسفل فلا يمكنهم أنفسهم ان يضعوا نهاية لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي، إذن لابد من يوم تظهر فيه شخصية معنوية على مستوى رفيع تستلهم مبدأ الوحي وتنتشل العالم من ظلمات الجهل والضياع والظلم والتجاوز، وقد أشير لهذه الحقائق في تعاليم كل دين إشارة رمزية منسجمة مع المعتقدات والقيم الأخرى انسجاماً كاملاً.
فمثلاً: في الديانة الهندية وفي كتب بورانا (burana) شرح تفصيلي حول مرحلة العصر الكالي (kali) يعني: آخر مرحلة قبل ظهور أو تاراي ويشنو العاشر .
*************************************************
5- في المعتقدات الصينية :
جاء في كتاب أوبانيشاد. المقدمة صفحة 54 ما نصّه:
... حينما يمتلىء العالم بالظلم يظهر الشخص الكامل الذي يسمى (يترتنكر: المبشر) ليقضي على الفساد ويؤسس للعدل والطهر... سيُنجي كريشنا العالم حينما يظهر البراهميتون.
وجاء في كتاب ريك ودا، ماندالاي ص 4 و24:
يظهر ويشنو بين الناس.. يحمل بيده سيفاً كما الشهاب المذنب ويضع في اليد الأخرى خاتماً براقاً، حينما يظهر تكسف الشمس، ويخسف القمر وتهتز الأرض.
فجميع الأديان والملل والنحل كان لها منقذ مستقل أو مشترك سموه باسماء مختلفة منها:
آرثر، أودين، كالويبرك، ماركو كر اليويج، بوخص، بوريان بو روبهم و.... يعتقدون أنهم حينما يظهرون يسنشرون العدالة في الأرض.
**********************************

ابحث عن النور و الحق فانك ستجده حتما ! اعزم على أن تدافع عن عقيدتك إن كنت تراها صحيحة فانك ستستطيع ! ارفع رأسك فأنت موالٍ لخير البشر ! ابذل قصارى جهدك لتسر قلب نبيك نبي الرحمة محمد صلى الله عليه و آله في أهل بيته عليهم السلام ! اعلم أنهم أهل الحق و عماد الدين و أنهم هم الذين شيدوا الأصالة و أنبعوا الطهارة و لا مصدر للعلم و النور إلا من بيت علي و فاطمة عليهما أفضل الصلاة و السلام ! فابحث عن تاريخهم و عن حياتهم في قلبك ، لأنهم أحياء في القلوب إلى الأبد ! فهم حياة القلوب ! عجبا بل كل العجب لمن ينكرهم و ينكرك يا ولي الأمر ، اللهم تقبل منا هذا اليسير و ارزقنا الشفاعة المهدوية !!!
و الآن أتترككم تتجولوا أكثر في هذا البستان المشرق و النير بنور المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف لتصلوا في نهاية المطاف إلى وقفة مع النفس في إطار مسرحي شيق ، للوصول للفتة من لفتات العاشقين للمهدي عجل الله تعالى فرجه و لكن للحظة قبل الدخول هناك ادفع الثمن : الصلاة على محمد و آل محمد 10 مرات و قراءة دعاء الفرج !
