اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ
حديث: (لو أهدی الى كراع لقبلته).
نص الحديث
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أهدی الى كراع لقبلته.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم يجسد - من الزاوية البلاغية - صورة (فرضية) اي: لو فرض حدوث هذه الظاهرة او تلك لترتب عليها كذا وكذا وفي ضوء هذه الحقيقة استشهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بفرضية ان احدهم اذا أهدی اليه ابسط ما يمكن تصوره لقبل الهدية مهما صغر حجمها او قيمتها، والهدف من القبول هو التواضع من جانب، وعدم رد الهدية من جانب آخر، حيث ان المهدي من الممكن إلا يسعه ان يهدي غير ما يمتلكه وهو الكراع مثلاً لذلك حتی لا نخرجه أو نجعله خجلاً: فعلينا ان نقبل هديته، وقد ورد في حديث آخر: انه (صلى الله عليه وآله وسلم) اذا دعي الی ذراع لأجاب كما ورد في حديث ثالث انه (صلى الله عليه وآله وسلم)، كان يقبل الهدية ويثيب عليها.
والسؤال الآن، هو ماذا نستخلص من الاحاديث المتقدمة اي قبوله الهدية، اجابته للدعوة، مكافأة المهدي؟
بلاغة الحديث
واضح انه (صلى الله عليه وآله وسلم) يهدف الی حفظ كرامة الانسان، وعدم احراجه، ومن ثم التواضع من خلال قبول الهدية، واجابة الدعاة، مضافاً الی تشجيع المهدي، وذلك من خلال المكافأة.
ان الاسلام - وهذا من الوضوح بمكان - يحث علی توثيق الصلة بين المؤمنين حيث يأمر بممارسة عشرات الانماط من السلوك، بدئا بالسلام، والمصافحة، والالتزام والبشر، والزيارة، واجابة الدعوة، وعدم رد الاساءة، والصبر علی اذی الآخر، كل ذلك تأكيداً لتعميق الصلة بين المؤمنين.
من جانب آخر يحث الاسلام علی التواضع: كالجلوس مع الفقراء واجابة دعواتهم، كما نزل الامام الحسين (عليه السَّلام) في احدی المرات ليجلس علی الارض بعد ان دعاه قوم فقراء يتناولون طعامهم أو كما صنع الامام الرضا (عليه السَّلام) عندما كان يجلس مع الخدم ونحوهما علی مائدة واحدة، كما يحرص الاسلام - من جانب ثالث - علی عدم احراج الآخر مهما كان العرض الذي يقدمه بسيطاً حتی لو كان شق تمرة لوجب علينا تقبلها ولوجب علينا بذلها رفعاً للحرج. يبقی ان نحدثك بلاغياً عن الحديث المتقدم. فماذا نستلهم؟
الجواب: لا نحتاج الی ادنی تأمل حتی ندرك بأن الهدف من الصورة البلاغية التي نطلق عليها مصطلح (الصورة الفرضية) هو: تعميق المعرفة بالشيء فمثلاً: عندما يقول القرآن الكريم «لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ» اوعندما يقول الامام علي (عليه السَّلام): (لو احبني جبل لتهافت)، انما نستخلص من ذلك: ان المفروض علينا ان نخشی الله تعالی مادام الجبل - وهو حجر - من الحب يتهافت.
اذن الهدف من الصورة الفرضية هو: تعميق المعرفة بهذا الشيء مثلاً او ذاك، وهو ما اوضحه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما ذكر بانه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبل الهدية ويجيب الدعوة ويكافئ.
ختاماً نسأله تعالی ان يوفقنا الی المعرفة بعظمة الله تعالی وبرسالة الاسلام، وان يوفقنا الی ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.
وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ
حديث: (لو أهدی الى كراع لقبلته).
نص الحديث
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أهدی الى كراع لقبلته.
دلالة الحديث
الحديث المتقدم يجسد - من الزاوية البلاغية - صورة (فرضية) اي: لو فرض حدوث هذه الظاهرة او تلك لترتب عليها كذا وكذا وفي ضوء هذه الحقيقة استشهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بفرضية ان احدهم اذا أهدی اليه ابسط ما يمكن تصوره لقبل الهدية مهما صغر حجمها او قيمتها، والهدف من القبول هو التواضع من جانب، وعدم رد الهدية من جانب آخر، حيث ان المهدي من الممكن إلا يسعه ان يهدي غير ما يمتلكه وهو الكراع مثلاً لذلك حتی لا نخرجه أو نجعله خجلاً: فعلينا ان نقبل هديته، وقد ورد في حديث آخر: انه (صلى الله عليه وآله وسلم) اذا دعي الی ذراع لأجاب كما ورد في حديث ثالث انه (صلى الله عليه وآله وسلم)، كان يقبل الهدية ويثيب عليها.
والسؤال الآن، هو ماذا نستخلص من الاحاديث المتقدمة اي قبوله الهدية، اجابته للدعوة، مكافأة المهدي؟
بلاغة الحديث
واضح انه (صلى الله عليه وآله وسلم) يهدف الی حفظ كرامة الانسان، وعدم احراجه، ومن ثم التواضع من خلال قبول الهدية، واجابة الدعاة، مضافاً الی تشجيع المهدي، وذلك من خلال المكافأة.
ان الاسلام - وهذا من الوضوح بمكان - يحث علی توثيق الصلة بين المؤمنين حيث يأمر بممارسة عشرات الانماط من السلوك، بدئا بالسلام، والمصافحة، والالتزام والبشر، والزيارة، واجابة الدعوة، وعدم رد الاساءة، والصبر علی اذی الآخر، كل ذلك تأكيداً لتعميق الصلة بين المؤمنين.
من جانب آخر يحث الاسلام علی التواضع: كالجلوس مع الفقراء واجابة دعواتهم، كما نزل الامام الحسين (عليه السَّلام) في احدی المرات ليجلس علی الارض بعد ان دعاه قوم فقراء يتناولون طعامهم أو كما صنع الامام الرضا (عليه السَّلام) عندما كان يجلس مع الخدم ونحوهما علی مائدة واحدة، كما يحرص الاسلام - من جانب ثالث - علی عدم احراج الآخر مهما كان العرض الذي يقدمه بسيطاً حتی لو كان شق تمرة لوجب علينا تقبلها ولوجب علينا بذلها رفعاً للحرج. يبقی ان نحدثك بلاغياً عن الحديث المتقدم. فماذا نستلهم؟
الجواب: لا نحتاج الی ادنی تأمل حتی ندرك بأن الهدف من الصورة البلاغية التي نطلق عليها مصطلح (الصورة الفرضية) هو: تعميق المعرفة بالشيء فمثلاً: عندما يقول القرآن الكريم «لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ» اوعندما يقول الامام علي (عليه السَّلام): (لو احبني جبل لتهافت)، انما نستخلص من ذلك: ان المفروض علينا ان نخشی الله تعالی مادام الجبل - وهو حجر - من الحب يتهافت.
اذن الهدف من الصورة الفرضية هو: تعميق المعرفة بهذا الشيء مثلاً او ذاك، وهو ما اوضحه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما ذكر بانه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبل الهدية ويجيب الدعوة ويكافئ.
ختاماً نسأله تعالی ان يوفقنا الی المعرفة بعظمة الله تعالی وبرسالة الاسلام، وان يوفقنا الی ممارسة الطاعة انه سميع مجيب.
نور وبلاغة
