بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
- هنالك سفر شاء العبد أم أبى ، وإذا مات ابن آدم قامت قيامته ، فهو لا محالة صائر إلى لقاء الرب تعالى ، سواءً في عالم البرزخ ، أو في عرصات القيامة ، أو في الجنة أو في النار.. فلو أننا تأملنا في هذه الآية المخيفة ، سنجد أنه مع هذا الصخب الذي يعم الكون ، فإنه عندما يأتي يوم القيامة ينادي رب العالمين : {لمن الملك اليوم} -هذا الملك ، وهذه الحضارات ، بدءاً من خلقة آدم إلى آخر إنسان على وجه هذه الأرض- ، وإذا بالسائل هو نفسه المجيب : {لله الواحد القهار}.. إن الذي يعتقد بحاكمية هذا الرب المهيمن المقتدر المسيطر، الذي بيده مقاليد السماوات الأرض ، كيف له بعد ذلك الاعتقاد أن يكون في زمرة الغافلين ، ولا يفكر في الوصول الاختياري إليه عزوجل !.. ترى ما الفائدة في أن يلتقي الإنسان بربه في ذلك العالم ، وقد أغلقت الملفات التي كان بإمكانه أن يملأها خيراً في هذه الدنيا ؟!.. فإن القضية تحتاج إلى برمجة ، لأن هذا سفر ، هذا طريق ، وللمسافر زاده ، ورفقته ، وعقباته في سفره الآفاقي ، فكيف بالسفر الأنفسي الأكثر تعقيداً ؟!.. في هذا الحديث المبارك سيتم إلقاء الضوء على بعض النقاط العملية في حركة الإنسان التكاملية :
- وضوح الخطة والجادة :إن الإنسان الذي يسير على غير هدى ، فإنه -كما في بعض الروايات- لا تزيده كثرة السير إلا بعدا ، ومن هنا نرى كثرة الضحايا والمنحرفين ، والدعاوى الباطلة ، وقلة الواصلين.. لذا ينبغي له أن يستعين بالقادة (ع) الذين بلغوا الأوج في الكمال العلمي والنفسي والخُلقي ، الذين نصبهم الله عزوجل لهذه المهمة الخطيرة ، والله أعلم حيث يجعل رسالته.
- التحلي بالصبر :نحن -مع الأسف- في مجال الكسب الدنيوي نبذل الكثير من الجهد ؛ بينما عندما يصل الأمر إلى القرب من المولى جل وعلا ، وإلى تهذيب النفس ، نلاحظ أنه بركيعات بسيطة ، أو بورد ، أو بسفر معنوي ، أو بتلاوة مختصرة ، يتوقع من نفسه أن يصل إلى الدرجات العليا في التكامل !..إن الأمر ليس كذلك، فإنه يحتاج إلى كدح وإلى مواصلة.. إن النبي (ص) مع أنه كان أرقى القابليات ، إلا أنه لم يتحمل أعباء الرسالة إلا في سن الأربعين ، أربعون سنة من النزاهة والاستقامة ، وكان يتجشم عناء الذهاب إلى غار حراء ليعبد ربه عبادة حثيثة ، وكذلك الزهراء (ع) حيث كانت تقف في محرابها حتى تورمت قدماها..إذن،لابد لمن يريد الوصول أن يوطن نفسه على الصبر ، وألا يتعجل في قطف الثمار.. ولا ينبغي أن تتوقف الحركة التكاملية بمجرد بعض الجوائز المعجلة ، من المشاهد الغيبية والانكشافات وما شابه ذلك ، إذ أن المؤمن لا يقر قراره حتى يلقى ربه.
- التوسط بين التدبير والتقدير :إن البعض يعتقد بتدبيره فحسب ، ويرى بأنه بإمكانه تحقيق بغيته التي يريد بمعزل عن مباركة الرب تعالى ، والواقع هو أنه محكوم بسلسلة من القوانين ، هو عليه أن يسعى سعيه المتواضع ، والله تعالى هو المبارك.. ولهذا نلاحظ في سورة الواقعة ، أن الله عزوجل ينسب الفعل إليه تعالى في قوله تعالى : {أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} ، فالزارع يبذر البذرة ، ولكنمنالذي يكمل المشوار ؟.. إن الإثمار بيد رب العالمين.. وعليه، فإن منطق المؤمن أنه يرى بأن أزمة الأمور طرٌّ بيده ، وأن الكل مستمدة من مدده..ونلفتهنا إلى أن الألطاف الغيبية والمدد الإلهي لا يأتي جزافاً ، فإن لهذا المدد قواعده وقوانينه وضوابطه ، فإن الذي أنزل ملائكة النصر في بدر لم ينزلها في أحد ، لأنه لم ير استحقاقاً لعباده الذين ما وفوا بعهدهم للرسول (ص).
- مراعاة الشمولية والموازنة :إن البعض تستهويه الأذكاربدونعمل ، والبعض الآخر تستهويه الحركة العمليةالمجردةمن أي خلفية أخلاقية علمية عملية.. فلا هذا يكفي ولا ذاك ،فلابدأن تكون التنمية شاملة ومتوازنة في كل المجالات ، وإلا فإن الذي ينمّي جانبا دون الآخر ، فإنه كمن ينمو خَلقياً نمواً غير متوازن.
- عدم الإحساس بالتميز :لا شك أن الذي يخطو في هذا المجال ، فإنه تنفتح له بعض الآفاق ، ومن هنا يرى البعض التميز ، ويرى سخافة انشغال الناس بالمتاع الدنيوي.. وقد كان البعض منهم عندما كان يكشف له كشف علمي أو عملي فيجوفالليل ، كان يصيح قائلاً : أين الملوك وأين أبناء الملوك من هذه اللذة !.. من الطبيعي أنه كلمااقتربالإنسان من هدف الخلقة ، كلمازادرقة وشفافية ، وكلما زاد إحساساً بالأمن والطمأنينة ، وأحس بحلاوة الحديث مع رب العالمين ؛ وهذا مما يجعل الإنسان المؤمن -في بعض الحالات- ، تنبت في نفسه بذور الإعجاب والارتياح للذات ، فتكون هذه بداية النهاية !.. أي أن حركته التكاملية توقفت.. أو ليس المنطق الحكيم لأوليائنا (ع) : (سيئة تسوؤك ، خير من حسنة تعجبك) ؟.. إن هذه السيئة المقلقة المخجلة ، التي تورثك الندامة والألم الباطني ، مقدمة للحركة ؛ بينما المعجب بنفسه وبعمله وبعبادته ، من الطبيعي أن يلازم السكون والتوقف ، أضف إلى أن هذا العجب مقدمة للحبط والمقت الإلهي.
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بديعة الوصف والمنظرالسلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبر
الصديقة العزيزة فطومة آسال الله آن يوفقكم لكل مايحب ويرضى
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
اللهمصلعلىمحمدوآلمحمدالطيبينالطاهرينوعجلفرجوليهمياكريم,,
أختي الكريمة
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ على الطرح الطيب المبارك
في ميزان حسناتكِ إن شاء الله تعالى . اللهـمصـلعلـىمحمـدوآلمحمـد
بسم الله الرحمن الرحيم
وصل اللهم على سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (ع)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي العزيزة أحسنتِ بارك الله تعالى بكم، سدد الباري جل وعلا خطاكم المباركة لكل خير
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين أحـيـوا أمـر مكســورة الضـلـع فـاطـمـة الزهــراء عليها السلام