هناك روايات في كتب السنة تشير لشخصية ورقة بن نوفل ولست متيقناً أعلى ملة إبراهيم أم مسيحي أم صابئي, وهل فعلاً ذهب إليه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بمعيه زوجته خديجة (عليها السلام) للاستفسار عن نزول الوحي ؟
الجواب:
إن كتبنا لم تنقل مثل هذه الروايات التي تقلل من شأن ومكانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بانه كان خائفاً من الوحي شاكاً في أمره يحتاج الى من يشجعه ويأخذ على يده ويبشّره بالنبوة وأن الذي أتاه كان ملكاً من الله تعالى، حاشا وكلا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أعظم الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين وسيد ولد آدم أجمعين.
وقد ردّ أئمتنا (عليهم السلام) وأنكروا مثل هذه المقالات كما ردّها وأبطلها علماؤنا الاعلام. فقد روى الشيخ الكليني في (الكافي ج1 ص271) وفي البحار وغيره: عن زرارة أنه سأل الإمام الصادق (عليه السلام): كيف لم يَخَفْ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يأتيه من قبَل الله أن يكونَ مما ينزغ به الشيطان: قال الامام (عليه السلام): (إنّ الله إذا اتخذ عبداً رسولاً، أنزل عليه السكينة والوقار فكان يأتيه من قبل الله عزّوجلّ مثل الذي يراه بعينه).
ويقول العلامة الطبرسي في تفسيره: (إن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة والآيات البيّنة الدّالة على أن ما يوحى إليه إنما هو من الله تعالى، فلا يحتاج إلى شيء سواها ولا يفزَع ولا يفرق)(مجمع البيان ج10 ص284).
وقال السيد شرف الدين في (النص والاجتهاد) بعد نقل نص البخاري في هذه المسألة: (تراه نصاً في أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان ـ والعياذ بالله ـ مرتاباً في نبوته بعد تمامها وفي الملك بعد مجيئه إليه وفي القرآن بعد نزوله عليه وأنه كان من الخوف على نفسه في حاجة إلى زوجته تشجعه وإلى ورقة الهرم الاعمى الجاهلي المتنصر يثبت قدمه ويربط على قلبه ويخبره عن مستقبله ...)(النص والاجتهاد:421).
مركز الأبحاث العقائدية