وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ
يوم المباهلة: رسالة ودلالة
قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ (1)
إن يوم المباهلة في الآية الكريمة محلّ البحث من الأيام العظيمة والمشهورة في التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية المباركة عند الفريقين.
ويُقصد من المباهلة ـ هنا ـ الدعاء والملاعنة بين طرفين، قال ابن فارس: «...فالابتهال والتضرُّع في الدعاء. والمباهلة يرجع الى هذا، فإنّ المُتَباهِلَيْنِ يدعو كلّ واحدٍ منهما على صاحبه. قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾(2).
وقال في مختار الصحاح: « (المباهلة) المُلاعنة و(الابتهال) التضرّع»(3).
وعلى المشهور عند علمائنا ، إن يوم المباهلة هو في اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة، وقيل فيه أيضاً: هو اليوم الذي تصدّق فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) بخاتمه في ركوعه فنزل فيه قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾(4) .
وهو من الأيام التي ورد فيها مستحبات أوردها بعض الأعلام.
قال في المعتبر: «ويستحب صوم يوم المُباهلة، يصام شكراً على ظهور نبيّنا (صلى الله عليه وآله) على الخصم».
وقال في الجواهر: «وهو [أي يوم المباهلة] اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة، قيل: وهو الذي تصدق فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) بخاتمه في ركوعه فنزل فيه قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ واظهر الله فيه نبيه على خصمه... فهو حينئذ أشرف الأيام الذي ينبغي فيه الصيام شكراً لهذه النعم الجسام والمنن العظام»(5) .
وجاء في مصباح المتهجد: «وروي أنه [أي يوم المباهلة] يوم الرابع والعشرين وهو الأظهر»(6) .
ومن الأعمال الواردة في يوم المباهلة ـ غير الصيام ـ الصلاة والاستغفار، فقد روي «عن الامام الكاظم (عليه السلام) قال: يوم المباهلة اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة، تصلي في ذلك اليوم ما أردت من الصلاة، فكلما صليت ركعتين استغفرت الله تعالى بعقبها سبعين مرة، ثم تقوم قائماً وترمي بطرفك في موضع سجودك وتقول وأنت على غسل: الحمد لله رب العالمين، الحمد لله فاطر السموات والأرض...»(7) .
وبدأت قصّة يوم المباهلة في السيرة النبوية، عندما كتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى ملوك العرب والعجم، أرسل عتبة بن غزوان وعبد الله بن أبي أمية، والهدير بن عبد الله، وصهيب بن سنان، الى نجران وحواشيها، وكتب معهم الى أساقفة نجران.
كانت نجران العاصمة الدينية للمسيحية في الجزيرة العربية، وكان يحكمها أسقف ومعه رؤساء قبائلها(8) .
جاء وفد نصارى نجران إلى النبي (صلى الله عليه وآله) في ستين راكباً وفيهم ثلاثة عشر رجلاً من أشرافهم وذوي الرأي منهم، يتقدّمهم أسقفهم الأعظم أبو الحارثة بن علقمة حبرهم وإمامهم وصاحب مدارسهم(9) .
وسمع اليهود بمجيء وفد النصارى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقدموا المدينة وقت صلاة العصر، وعليهم لباس الديباج والصلب، فصار إليهم اليهود وتساءلوا بينهم فقال كل إلى الآخر: لستم على شيء وفي ذلك قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾(10)(11) .
وعن علي (عليه السلام): فلما صلى [أي النبي (صلى الله عليه وآله)] الصبح جلسوا بين يديه [أي: وفد نصارى نجران] فقال له الأسقف: يا أبا القاسم فداك أبي: موسى من أبوه؟ قال: عمران. قال: فيوسف من أبوه؟ قال: يعقوب. قال: فأنت فداك أبي و أمي من أبوك؟ قال: عبد الله بن عبد المطلب. قال: فعيسى من أبوه؟ فسكت النبي (صلى الله عليه وآله) وكان رسول الله ربما احتاج إلى شيء من المنطق فينقض عليه جبرئيل (عليه السلام) من السماء السابعة فيصل له منطقه في أسرع من طرفة عين، فذاك قول الله تعالى: ﴿وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ﴾(12) . فجاء جبرئيل (عليه السلام) فقال: هو روح الله وكلمته، فقال له الأسقف: يكون روح بلا جسد؟ فسكت النبي (صلى الله عليه وآله). فأوحى إليه: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾(13) . فنزا الأسقف نزوةً إعظاماً لعيسى (عليه السلام) أن يقال له: من تراب. ثم قال: ما نجد هذا يا محمد في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا نجد هذا إلا عندك!
فأوحى الله إليه: ﴿فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ﴾. فقالوا: أنصفتنا يا أبا القاسم فمتى موعدك؟ قال: بالغداة إن شاء الله...»(14) .
قال في الإقبال/ 343: «فأمر (صلى الله عليه وآله) بشجرتين فقصدتا وكسح ما بينهما، وأمهل حتى إذا كان من الغد أمر بكساء أسود رقيق فنشر على الشجرتين، فلما أبصر السيد والعاقب ذلك خرجا بولديهما صبغة المحسن وعبد المنعم وسارة ومريم، وخرج معهما نصارى نجران وركب فرسان بني الحرث بن الكعب في أحسن هيئة.
وأقبل الناس من أهل المدينة من المهاجرين والأنصار وغيرهم من الناس، في قبائلهم وشعارهم من راياتهم وألويتهم، و أحسن شارتهم وهيئتهم، لينظروا ما يكون من الأمر!
ولبث رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجرته حتى وقع النهار، ثم خرج آخذاً بيد علي والحسن والحسين أمامه وفاطمة (عليهم السلام) من خلفهم، فأقبل بهم حتى أتى الشجرتين فوقف من بينهما من تحت الكساء على مثل الهيئة التي خرج بها من حجرته، فأرسل إليهما يدعوهما إلى ما دعاه إليه من المباهلة، فأقبلا إليه فقالا: بمن تباهلنا يا أبا القاسم؟ قال: بخير أهل الأرض وأكرمهم على الله عزّ وجلّ، بهؤلاء وأشار لهما إلى علي وفاطمة والحسن والحسين.
قالا: فما نراك جئت لمباهلتنا بالكبر ولا من الكثر ولا أهل الشارة ممن نرى ممن آمن بك واتبعك، وما نرى هاهنا معك إلا هذا الشاب والمرأة والصبيين، أفبهؤلاء تباهلنا؟ قال (صلى الله عليه وآله): نعم، أولم أخبركم بذلك آنفاً، نعم بهؤلاء أمرت والذي بعثني بالحق أن أباهلكم.
فاصفرت حينئذٍ ألوانهما وكرّا وعادا الى أصحابهما وموقفهما، فلما رأى أصحابهما ما بهما وما دخلهما قالوا: ما خطبكما؟ فتماسكا، وقالا: ما كان ثمة من خطب فنخبركم، وأقبل عليهم شاب كان من خيارهم قد أوتي علماً فقال: ويحكم لا تفعلوا، واذكروا ما عثرتم عليه في الجامعة من صفته، فوالله إنكم لتعلمون حق العلم انه لصادق، وانما عهدكم بإخوانكم حديث من قد مسخوا قردةً وخنازير، فعلموا أنه قد نصح لهم فأمسكوا.
وكان للمنذر بن علقمة أخ أسقفهم أبي حارثة حظ من العلم فيهم يعرفونه له وكان نازحاً عن نجران في وقت تنازعهم، فقدم وقد اجتمع القوم على الرحلة الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فشخص معهم، فلما رأى المنذر انتشار أمر القوم يومئذٍ وترددهم في رأيهم، أخذ بيد السيد والعاقب على أصحابه وقال: أخلوني وهذين فاعتزل بهما. ثم أقبل عليهما فقال: ان الرائد لايكذب أهله، وأنا لكما جد شفيق فإن نظرتما لأنفسكما نجوتما، وإن تركتما ذلك هلكتما وأهلكتما.
قالا: أنت الناصح جيباً المأمون عيباً فهات، قال: أتعلمان أنه ما باهل يوم نبياً قط إلا كان فهلكهم! إن محمداً أبا القاسم هذا هو الرسول الذي بشرت به الانبياء وأفصحت ببيعتهم وأهل بيتهم الامناء! وأخرى أنذركما بها فلا تعشوا عنها، قالا: وما هي يا أبا المثنى؟ قال: انظر الى النجم قد استطلع الى الأرض والى خشوع الشجر وتساقط الطير بأزائكما لوجوههما قد نشرت على الأرض أجنحتها وقاءت ما في حواصلها وما عليها لله عزّ وجلّ من تبعة، ليس ذلك الا ما قد أظل من العذاب، وانظرا الى اقشعرار الجبال والى الدخان المنتشر وقزع السحاب، هذا و نحن في حمارة القيظ وأبان الهجير!
وانظرا الى محمد (صلى الله عليه وآله) رافعاً يده والأربعة من أهله معه، إنما ينتظر ما تجيبان به، ثمّ اعلموا إنه إن نطق فوه بكلمة من بهلة لم نتدارك هلاكاً ولم نرجع الى أهل ولا مال.
فنظرا فأبصرا أمراً عظيماً فأيقنا أنه الحق من الله تعالى، فزُلزت اقدامهما وكادت أن تطيش عقولهما واستشعرا أن العذاب واقع بهما، فلّما أبصر المنذر بن علقمة ما قد لقيا من الخيفة والرهبة قال لهما: انكما ان أسلمتما له سلمتما في عاجله وآجله وان آثرتما دينكما وغضارة ملّتكما وشححتما بمنزلتكم من الشرف في قومكما، فلست أحجر عليكما الضنين بما نلتما من ذلك، ولكنكما بدهتما محمداً بتطلب المباهلة وجعلتماها حجازاً وآيةً بينكما وبينه، وشخصتما من نجران، وذلك من تاليكما، فأسرع محمد (صلى الله عليه وآله) الى ما بغيتما منه والانبياء اذا أظهرت بأمر لم ترجع الا بقضائه وفعله، فاذ نكلتما عن ذلك، وأذهلتكما مخافة ما تريان، فالحظ في النكول لكما، فالوحا يا إخوتي الوحا، صالحا محمداً (صلى الله عليه وآله) وارضياه ولا ترجيا ذلك، فإنكما وأنا معكما بمنزلة قوم يونس لما غشيهم العذاب.
قالا: فكن أنت يا أبا المثنّى أنت الذي تلقى محمداً بكفالة ما يبتغيه لدينا والتمس لنا اليه ابن عمه هذا ليكون هو الذي يبرم الأمر بيننا وبينه، فإنه ذو الوجه والزعيم عنده، ولا تبطئن به ما ترجع الينا به.
وانطلق المنذر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: السلام عليك يا رسول الله:
اشهد أن لا إله إلا الله الذي بعثك وأنك وعيسى عبدان لله عزّ وجلّ مرسلان فأسلم وبلغه ما جاء له، فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) لمصالحة القوم، فقال علي (عليه السلام): بأبي أنت، على ما أصالحهم؟ فقال له: رأيك يا أبا الحسن فيما تبرم معهم رأيي، فصار إليهم فصالحاه على ألف حلة وألف دينار خرجاً في كل عام يؤديان شطر ذلك في المحرم وشطراً في رجب.
فصار علي (عليه السلام) بهما الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذليلين صاغرين وأخبره بما صالحهما عليه وأقرا له بالخرج والصغار، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد قبلت ذلك منكم، أما إنكم لو باهلتموني بمن تحت الكساء لأضرم الله عليكم الوادي ناراً تأجج، ثم لساقها الله عزّ وجلّ إلى من ورائكم في أسرع من طرف العين، فحرقهم تأججاً.
فلما رجع النبي (صلى الله عليه وآله) بأهل بيته وصار الى مسجده هبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول: ان عبدي موسى (عليه السلام) باهل عدوه قارون بأخيه هارون وبنيه، فخسفت بقارون وأهله وماله وبمن آزره من قومه، وبعزتي أقسم وبجلالي، يا أحمد لو باهلت بك وبمن تحت الكساء من أهلك أهل الأرض والخلائق جميعاً لتقطعت السماء كسفاً والجبال زبراً ولساخت الأرض فلم تستقر أبداً، إلا أن أشاء ذلك.
فسجد النبي (صلى الله عليه وآله) ووضع على الارض وجهه، ثم رفع يديه حتى تبين للناس عفرة إبطيه فقال: شكراً للمنعم، قالها ثلاثاً، فسئل النبي (صلى الله عليه وآله) عن سجدته ومما رأي من تباشير السرور في وجهه فقال: شكراً لله عز وجل لما أبلاني من الكرامة في أهل بيتي، ثم حدّثهم بما جاء به جبرئيل (عليه السلام».
لذا، يمكن أن نستنتج من جميع ما سبق أن النبي (صلى الله عليه وآله) حينما ذهب إلى المباهلة لم يدعُ من الأبناء سوى الحسن والحسين (عليهما السلام) ولم يدعُ من النساء سوى السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ولم يدعُ من الأنفس سوى الإمام علي (عليه السلام)، ولم يقُل أحد بغير ذلك من الفريقين.
وهنا نقطتان ينبغي الإشارة إليهما؛ الاُولى: إن آية المباهلة المتقدّمة تعطينا حصراً دقيقاً لأهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)وخاصّته من بين جميع الخلق وهم ليسوا سوى: علي وفاطمة وابنيهما. وأنهم الأحقّ به (صلى الله عليه وآله)من غيره وأنهم هم المعنيّون في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾(15) ، في إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم، فضلاً عن الدلائل الكثيرة الواردة في نفس آية التطهير.
النقطة الثانية التي تدلّنا على أمر مهم وعظيم؛ هي أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) عُبّر عنه في الآية الكريمة بنَفْس النبي (صلى الله عليه وآله) ، وبأمر إلهيّ هنا أيضاً للنبي (صلى الله عليه وآله) بدعوة علي (عليه السلام) ليكون مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) في المباهلة وعدّه (نَفْسَه) وفيه إشارة عظيمة على أنّه لا يختلف عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) في شيء سوى ما خرج بالدليل كالنبوّة ونزول الوحي فالنبي (صلى الله عليه وآله) خاتم النبيّين فلا ينزل الوحي على أحد بعده أبداً، ورسالته خاتمة الرسالات؛ فالإمام عليّ (عليه السلام) هو نفس النبي وأهله أهل النبي (صلى الله عليه وآله)، فيا لها من منزلة عظيمة أولاها الله تعالى الإمام عليّاً والسيدة الصديقة فاطمة الزهراء وولديهما الحسنين (عليهما السلام).
فالإمام علي (عليه السلام) بكونه نفس النبي؛ إذاً، فأمره أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر رسول الله أمر الله تعالى، وأيضاً نهيه نهي النبي (صلى الله عليه وآله) ونهي النبي نهي الله تعالى، فهو إمام مفترض الطاعة على جميع المسلمين بالنصّ الوارد فيه من قبل الله تعالى.
فآية المباهلة، فيها رسالة بليغة إلى جميع الخلق بوجوب طاعة هذا الإمام ووجوب رعاية حقّه وعرفان منزلته الخصيصة عند النبي (صلى الله عليه وآله) وعند الله تعالى، فينبغي على الجميع تجديد العهد به (عليه السلام) وببنيه (عليهم السلام) وإطاعة أمرهم كونهم أئمة مفترضي الطاعة، هذا فيمن كان من الناس على سابق عهد بهم (عليه السلام)، ومن لم يوفّق في الهداية أن يرجع إلى جادّة الصواب ويهتدي بهَدْي النبي (صلى الله عليه وآله)، والله تعالى بصير بالعباد.
ــــــــــــ
1 . سورة آل عمران: 61.2 . معجم مقاييس اللغة: ص 157، مادة «بهل».3 . الرازي، مختار الصحاح: ص 70، مادة «بهل».4 . سورة المائدة: 55.5 . الجواهر: 17/ 109.6 . مصباح المتهجد: 759.7 . المصدر نفسه.8 . جواهر التاريخ للشيخ علي الكوراني: 3/467.9 . المصدر نفسه: 3/468.10 . سورة البقرة: 113.
11 . أنظر: سيرة ابن هشام: 2/394، الإرشاد: 1/166.12 . سورة القمر: 50.13 . سورة آل عمران: 59.
14 . تفسير فرات الكوفي: 89. 15 . الأحزاب:33 . دار السيدة رقية عليها السلام