في الخطبة (150) من نهج البلاغة يشير مولانا الإمام علي – عليه السلام – الى عصر غيبة المهدي – عجل الله فرجه -؛ قائلاً
وأخذوا يميناً وشمالاً ظعنا في مسالك الغي وتركاً لمذاهب الرشد، فلا تستعجلوا ما هو كائن مرصد، ولا تستبطئوا ما يجئ به الغد، فكم من مستعجل بما إن أدركه ودَّ أنه لم يدركه، وما أقرب اليوم من تباشير غد، يا قوم هذا إبّان ورود كل موعود ودنو من طلعةِ ما لا تعرفون، ألا وإن من أدركها منا يسري فيها بسراج منير، ويحذو فيها على مثال الصالحين ليحل فيها ربقاً ويعتق رقاً ويصدع شعباً ويشعب صدعاً في سترةٍ عن الناس لا يبصر القائف أثره ولو تابع نظره، ثم ليشحذنّ فيها قوم شحذ القين النصل، تجلي بالتنزيل أبصارهم وترمي بالتفسير في مسامعهم ويغبقون كأس الحكمة بعد الصبوح.
يعد هذا النص من النصوص الشرعية المهمة في بيان عدة من الحقائق المهمة التي ينبغي للمؤمنين معرفتها فيما يرتبط بغيبة إمام العصر وخاتم الأوصياء الإثني عشر المهدي المنتظر – عجل الله فرجه -.
و الإمام علي – عليه السلام – يشير الى هذه الحقائق بلغةٍ فيها شئٌ من الرمزية بحكم حساسية موضوع الغيبة وبعد عصر المهدي الموعود عن أذهان الذين كانوا يستمعون يومذاك لخطبته.
و أولى هذه الحقائق هو طول فترة الغيبة وأن زمان ظهوره – عليه السلام – يرتبط بتحقق ما يراد منها لكي تتمهد الأرضية المطلوبة واللازمة لقيام الدولة الإلهية العالمية:
و لذلك ينبغي للمؤمنين التحلي بالصبر على طول الغيبة وإجتناب الإستعجال المذموم الذي يجعلهم يطلبون الظهور بأي ثمن، فمثل هذا الإستعجال كحالةٍ نفسية يؤدي الى إضعاف الإعتقاد بالإمام الغائب – عجل الله فرجه، وبالتالي السقوط في حبائل أئمة مسالك الغي المشار الى كثرتها في عصر الغيبة في مقدمة النص.
والسقوط في هذه المسالك والتيارات الضالة يعني في الواقع الهلاك المعنوي وضياع الإيمان والسقوط في الإمتحان الإلهي أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
في القسم الثاني من النص المتقدم يشير مولانا أمير المؤمنين – عليه السلام – الى قيام الإمام المهدي (في سترة من الناس) أي من خلف أستار الغيبة بأعداد العوامل اللازمة لنجاح حركته الإصلاحية الكبرى عند ظهوره – عجل الله فرجه - ؛ من حل الربق أي دفع العقبات ونظائر ذلك مما يذكره الحديث العلوي.
و هذا يعني أنه ولو لا غيبة الإمام المهدي لما كان بالإمكان إعداد العوامل والأرضية اللازمة لقيام دولته الإلهية العالمية:
و لا يخفى عليكم أن الإستعجال المذموم – وكحالةٍ نفسية – تجعل المؤمن يغفل عن مناصرة إمام زمانه في تهيأة هذه العوامل اللازمة لنجاح حركته الإصلاحية الكبرى عند ظهوره – عجل الله فرجه –
هذا أولاً وثانيا فإن على المؤمن أن يوجه رغبته في تعجيل الظهور المهدوي المبارك بالإتجاه الصحيح أي أن عليه تحويلها الى طاقة روحية لكي يضاعف بها جهوده في مناصرة إمام زمانه في إزالة العقبات التي تعيق قيام دولة العدالة الإلهية، وفي المقابل توفير عوامل قيامها.
و هذا هو – إخوة الإيمان – الإستعجال الممدوح لظهور المهدي المنتظر، والذي على أساسه ندعو الله بتعجيل الفرج، فهذا الدعاء يعني في الواقع الطلب من الله أن يعين المؤمنين في مناصرة إمامهم المهدي على إعداد عوامل ظهوره وقيام دولته الإلهية العادلة.
شمس خلف السحاب
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ بارك الله فيكِ اختي على الموضوع و في إنتظار جديدكِ لا عدمناكِ لا تنسى ترشيح المنتدى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احسنت اختي الفاضلة على الطرح المبارك القيم
سلمت يمناك
جزاكم الله خيرا
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين الأشراف و عجل فرجهم يا كريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
........طرح جدا قيم و مميز اختي العزيزة ........
بارك الله بكم و اثقل موازين حسناتكم
حفظكم الله تعالى و رعاكم و أعلى شأنكم و رفع درجاتكم بحق محمد و آل محمد
و نسألكم الدعاء
يَــ الطـبـعـک كريــم و مــا تــرد حايــر .. يــاأباالفضل