السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهداية الأمرية ودور الإمام فيها:
إن الإمامة تعني الهداية الأمرية ولا تعني القيام بالدور الرسالي, فقد لا يتمكّن الإمام من أيّ دور رسالي, مثلاً الإمام الكاظم عليه السلام سُجن سنين عديدة, ولم يكن متمكّناً من القيام بدور رسالي؛ لأنه سجين, فهل هذا يعني أن إمامته ارتفعت بمجرد أن دخل السجن؟ أو أن الإمام علياً عليه السلام جلس خمساً وعشرين سنة في داره يعلّم بعض العارفين وبعض الظامئين للعلم والمعرفة ولم يكن له دور رسالي واضح, فهل معنى ذلك أنه ارتفعت إمامته لأنه ليس له دور رسالي بارز؟
لا, الإمامة لا تساوق القيام بالدور الاجتماعي؛ لأنه مرهون بظروفه, فقد يتمكّن الإمام وقد لا يتمكّن, كما ورد عن الإمام علي عليه السلام: (لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة, إما ظاهراً مشهوراً, أو خائفاً مغموراً, لئلاّ تبطل حجج الله وبيناته) (26), فهو حجّة, وإنْ كان خائفاً مغموراً, فالإمامة لا تعني القيام بالدور الاجتماعي, وإنما تعني الهداية.
إن دور الإمام وهو غائب هو بثّ نور الهداية في النفس المصطفاة المجتباة, فمتى ما رأى نفساً مُعَدّة وكفوءة أفاض عليها عليه السلام الهداية الأمرية.
***
آفاق مهدوية/ محاضرات حول الإمام المهدي عليه السلام
تأليف: السيد منير الخبّاز