بسِمْ الله نُورَ علىْ نُورَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الثَالثَه/ الأمِر بِـ المعَروفَ وَ النِهيَّ عِنَ المُنكِرَ ۞
قال الله تعالى : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إَلَى اْلْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِاْلْمَعْرُوفِ )
و لم يشهد سبحانه و تعالى للمؤمنين بالصلاح بمجرد الإيمان حتى أضاف إليه الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، كما قال تعالى : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إَلَى اْلْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِاْلْمَعْرُوفِ )
و الذي هجر الأمر بالمعروف يعتبره تعالى خارج عن المؤمنين ، كما قال تعالى : ( وَ اْلْمُؤْمِنُونَ وَ اْلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِاْلَمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوَنَ عَنِ اْلْمُنكَرِ )
و لا يمكن النجاة من العذاب الإلهي إلا بالنهي عن المنكر ، كما قال تعالى : ( فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّـِرُواْ بِهِ أَنَجَيْنَا اْلَّذِينَ يَنهَونَ عَنِ اْلسُّوءِ )
و قد أوحى الله إلى نبيه شعيب عليه السلام : إني مهلك من أمتك مئة ألف ، ستون ألفاً من أخيارهُم ، و أربعونَ ألفاً من أشرارهُم ، فقال عليه السلام : ربي أهلكت الأشرار فما بال الأخيار ؟ فأوحى الله إليه إنهم كانوا يداهنُون أهل المعاصي ، لا يأمروهُم بمعروف و لا ينهونهم عن منكر .
وَ لذا لا بد من تحمل مسؤولية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و من هنا لما أراد ذلك الرجل أن يترهبن و يعتزل الناس ، إلتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - و قال : ( إذاً كيف تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر ) .
وَ قال - صلى الله عليه و آله و سلم - : ( بئس القوم قومٌ لا يأمرون بالمعروف و لا ينهون عن المنكر ) .
وَ لكن كيف نقوم بهذه المهمه ؟!!.
1- لابد من معرفة مفردات المعروف و مفردات المنكر ، لئلا يأمر و ينهى بطريقة عشوائية ، كما ورد عن النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - ( كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف ) .
2- نُطبق ما نأمر به : ( أَتَأْمُرُونَ اْلنَّاسَ بِاْلْبِرِّ وَ تَنسَونَ أَنفُسَكُمْ وَاَنتُمْ تَتْلُونَ اْلْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) ، و جاء في الرواية : ( لعن الله الآمرين بالمعروف و التاركين له ، و لعن الله الناهين عن المنكر و العاملين به )
و في رواية المعراج ، أن النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - رأى أقواماً من أُمتَه تُقرضَ شِفاههم بالمقاريضَ ، فقال - صلى الله عليه و آله و سلم - : أخي جبرائيل من هؤلاء ؟ فقال عليه السلام : ( هؤلاء خُطباء أُمتك يأمرون النَاس و لا يأتمَرونَ ) .
و لذا ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( من نصب نفسه للناس إماماً ، فليبداً بتعليم نفسه و تأديبها قبل تعليم غيره و تأديبهم ، فإن معلم النفس و مُؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس و مؤدبهم ) .
3- الأسلوب الهادئ : ( اْدْعُ إِلَىْ سَبِيلِ رَبَّكَ بِاْلحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اْلْحَسَنَةِ ) ومن هنا لما بعث الله عز وجل موسى و هارون إلى فرعون أوحى إليهما : ( فَقُوَلَا لَهُ قَولًا لَّيِنَاً يَتَذَكَّرُ اَوْ يَخشَىْ ) .
و لكن أحبتي إذا تركنَا الأمِر بالمعروف فما هي الأثار التي تترتب على تركه ؟؟!.
تسلط الظالمين : إن الطاغيه لا ينشأ في الأمة إلا إذا تساقطت أركانها و تداعت أعمدتها .
و علامة ذلك أن نترك الأمر بالمعروف ، فقد ورد عن الإمام علي عليه السلام : ( لا تتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ) .
فكما إن الذي يخالف قانون الجاذبية و يلقي بنفسه من أعلى السطح يتمزق ، كذلك إذا خالفنا قانون الأمر بالمعروف فإن المجتمع يتمزق ، بفارق إن هذا فردي و ذاك إجتماعي .
إذاً تركَ الأمر بالمعروفَ يسمح للطاغي أن يسود في المجتمع ، لأن يبدأ الطاغي ببث الفتنة و النزاعات و إذا تنازعوا تفرقوا ، و إذا تفرقوا تمزقوا ، وَ إذا تمزقوا فشلوا ، و عند ذلك يستضعفهم الحاكم الطاغي ، وإذا إستضعفهم يبدأ يبدأ بممارسَة الظلم و نشر الفساد في المجتمع ، كما قال تعالى : ( إَنَّ فِرعَونَ عَلاَ فِي اْلأَرضِ وَ جَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَستَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ )
إن علماء الطبيعة يقولون لا يوجد هناك شيء فارغ ، فالإناء الذي يفرغ من الماء يُملأ بالهواء ، و كذلك القلب الذي يفرغ من الإيمان يملأه الشيطان
فترك الأمر بالمعروف يترك فراغاً عقائدياً في نفوس الناس ، يملأه الشيطان بالفسق ، مما يجعل خفة في الناس بسبب موجة الفسق و الفجور التي تؤدي إلى طمس الوعي ، فيتحول المجتمع إلى قطيع من الأغنام ( أَمْ تَحْسِبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسمَعُونَ أَو يَعقِلُونَ ) بإعتبار ( وَ أَكْثَرُهُمُ اْلفَاسِقُونَ ) فالفسق هو الذي جعله خفافاً ، كما قال تعالى : ( فَاستَخَفَّ قَومَهُ فَأطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوماً فَاسِقِينَ )
بخلاف الإيمان و العملَ الصالحَ اللذين يعطيان ثقلاً في النفس ، كما قال تعالى : ( إِنَ نَاشِئَةَ اْلَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطئاً وَ أَقوَمُ قِيلاً )
إذاً علينا أن نتحمل هذه المسؤوليه بكل ما أوتينا من قوة ، كما ورد في الرواية الشريفة : ( من رأى منكم منكراً فلينكره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه فإن لم يستطيع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ) .
ولذلك لما رأى الإمام الحسين عليه السلام الفساد منتشراً بشكل واسع ، قام عليه السلام بهذه المسؤولية قائلاً عليه السلام : ماخرجتُ أشراً و لا بطراً ، و لا ظالماً و لا مفسداً ، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله و سلم - أُريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر ) .
و لما أراد الحُسين عليه السلام أن يتوجه إلى كربلاء للقيام بهذه المهمه تاركاً مدينة جده رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - و قد حمل عياله على النياق صاح أين أخي ؟ أين كبش كتيبتي ؟ أين قمر بني هاشم ؟ قال العباس عليه السلام : لبيك لبيك يا سيدي ، فقال له الإمام : أخي أبا الفضل قدَّم لي جوادي فقدمه ، و لزم ركاب الفرس حتى ركب الحسين عليه السلام ، و ركب بنو هاشم جميعاً ، ثم ركب العباس عليه السلام و بيده الرايه ، فصاح أهل المدينة صيحة واحده و علت أصوات بني هاشم بالبكاء و النحيب و صاحوا : الوداع الوداع ، الفراق الفراق ، فقال العباس عليه السلام : هذا والله الفراق و الملتقى يوم القيامة .
ثم خرجوا من المدينة مع العيال و جميع الأطفال ، إلآ فاطمة العليلة فإنها كانت مريضة قد أودعها الحسين عليه السلام عند زوجة النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - أم سلمة ، و كانت حاضرة حين الوداع ، فلما نظرت إلى أهلها و قد ساروا عنها أخذت تزحف نحو ظعن أهلها و هي تنادي : أبه كيف تتركوني لوحدي ؟ أبه خذوني معكم !!
رجع إليها الحسين ضمها إلى صدره ، قبَّلها وَ ودعها ، و بعدها ركب جواده و هي تنظر إليه و عيناها تهمل بالدموع
و بعد خروج أبيها الحسين عليه السلام من المدينة ، كانت تجلس خلف الباب لعلها تسمع شيئاً عن أبيها و أهلها يسرُّ قلبها ، و لما طال الفراق و لم يصل إليها خبر عن أهلها ، يُروى أنها كتبت كتاباً ضمنته همومها و أحزانها و آلام الفراق و أخذت تبحث عن شخص يوصله إلى أهلها
فبينما هي جالسة ذات يوم ، و إذا بإعرابي على هيئة سفر ، قالت : إلى أين تريد أخ العرب ؟! فقال : أُريد أرض العراق ، فقالت : هل لك أن تحمل كتابي هذا إلى أبي الحسين ؟ فقال : حُباً و كرآمة يا إبنة رسول الله .
فمضى الإعرابي يجد السير إلى أن وصل أرض كربلاء يوم العاشر من المحرم بعد الظهر ، و إذا بالحسين عليه السلام يُدير طرفه يمنة و يسرة ، يناديَّ : هل من ناصر ينصرنا ، هل من معين يُعيننا ، هل من ذاب يذب عنا ، فأقبل الإعرابي و دفع الكتاب إليه ، فلما قرأه الحسين بكى ، و أقبل وقف أمام المخيم و صاح : يازينب ، و يا إم كلثوم ، و يا سكينة ، و يا رباب ، هلمن فلقد جاء الكتاب و عظم المصاب ، خرجت زينب عليه السلام قالت : أخي أبا عبدالله أما المصاب فنحن فيَه ، و لكن أخبرني ممن الكتاب ؟! فقال عليه السلام : هذا الكتاب من إبنتي فاطمة العليلة ، و هي تُسلم على عمها العباس عليه السلام ، و لا تعلم أنه على شاطئ العلقمي مقطوع اليدين مرضوض الجبين ، و تُسلم على أخيها علي الأكبر و لا تعلم أنه مُقطعٌ بالسيوفَ إرباً إرباً .
( و سيعلم اللذين ظلموا آل بيت محمد أيَّ منقلب ينقلبون و العاقبَة للمتقين )
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الثَالثَه/ الأمِر بِـ المعَروفَ وَ النِهيَّ عِنَ المُنكِرَ ۞
قال الله تعالى : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إَلَى اْلْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِاْلْمَعْرُوفِ )
و لم يشهد سبحانه و تعالى للمؤمنين بالصلاح بمجرد الإيمان حتى أضاف إليه الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، كما قال تعالى : ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إَلَى اْلْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِاْلْمَعْرُوفِ )
و الذي هجر الأمر بالمعروف يعتبره تعالى خارج عن المؤمنين ، كما قال تعالى : ( وَ اْلْمُؤْمِنُونَ وَ اْلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِاْلَمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوَنَ عَنِ اْلْمُنكَرِ )
و لا يمكن النجاة من العذاب الإلهي إلا بالنهي عن المنكر ، كما قال تعالى : ( فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكّـِرُواْ بِهِ أَنَجَيْنَا اْلَّذِينَ يَنهَونَ عَنِ اْلسُّوءِ )
و قد أوحى الله إلى نبيه شعيب عليه السلام : إني مهلك من أمتك مئة ألف ، ستون ألفاً من أخيارهُم ، و أربعونَ ألفاً من أشرارهُم ، فقال عليه السلام : ربي أهلكت الأشرار فما بال الأخيار ؟ فأوحى الله إليه إنهم كانوا يداهنُون أهل المعاصي ، لا يأمروهُم بمعروف و لا ينهونهم عن منكر .
وَ لذا لا بد من تحمل مسؤولية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و من هنا لما أراد ذلك الرجل أن يترهبن و يعتزل الناس ، إلتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - و قال : ( إذاً كيف تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر ) .
وَ قال - صلى الله عليه و آله و سلم - : ( بئس القوم قومٌ لا يأمرون بالمعروف و لا ينهون عن المنكر ) .
وَ لكن كيف نقوم بهذه المهمه ؟!!.
1- لابد من معرفة مفردات المعروف و مفردات المنكر ، لئلا يأمر و ينهى بطريقة عشوائية ، كما ورد عن النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - ( كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر و نهيتم عن المعروف ) .
2- نُطبق ما نأمر به : ( أَتَأْمُرُونَ اْلنَّاسَ بِاْلْبِرِّ وَ تَنسَونَ أَنفُسَكُمْ وَاَنتُمْ تَتْلُونَ اْلْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) ، و جاء في الرواية : ( لعن الله الآمرين بالمعروف و التاركين له ، و لعن الله الناهين عن المنكر و العاملين به )
و في رواية المعراج ، أن النبي - صلى الله عليه و آله وسلم - رأى أقواماً من أُمتَه تُقرضَ شِفاههم بالمقاريضَ ، فقال - صلى الله عليه و آله و سلم - : أخي جبرائيل من هؤلاء ؟ فقال عليه السلام : ( هؤلاء خُطباء أُمتك يأمرون النَاس و لا يأتمَرونَ ) .
و لذا ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( من نصب نفسه للناس إماماً ، فليبداً بتعليم نفسه و تأديبها قبل تعليم غيره و تأديبهم ، فإن معلم النفس و مُؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس و مؤدبهم ) .
3- الأسلوب الهادئ : ( اْدْعُ إِلَىْ سَبِيلِ رَبَّكَ بِاْلحِكْمَةِ وَ اَلْمَوْعِظَةِ اْلْحَسَنَةِ ) ومن هنا لما بعث الله عز وجل موسى و هارون إلى فرعون أوحى إليهما : ( فَقُوَلَا لَهُ قَولًا لَّيِنَاً يَتَذَكَّرُ اَوْ يَخشَىْ ) .
و لكن أحبتي إذا تركنَا الأمِر بالمعروف فما هي الأثار التي تترتب على تركه ؟؟!.
تسلط الظالمين : إن الطاغيه لا ينشأ في الأمة إلا إذا تساقطت أركانها و تداعت أعمدتها .
و علامة ذلك أن نترك الأمر بالمعروف ، فقد ورد عن الإمام علي عليه السلام : ( لا تتركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ) .
فكما إن الذي يخالف قانون الجاذبية و يلقي بنفسه من أعلى السطح يتمزق ، كذلك إذا خالفنا قانون الأمر بالمعروف فإن المجتمع يتمزق ، بفارق إن هذا فردي و ذاك إجتماعي .
إذاً تركَ الأمر بالمعروفَ يسمح للطاغي أن يسود في المجتمع ، لأن يبدأ الطاغي ببث الفتنة و النزاعات و إذا تنازعوا تفرقوا ، و إذا تفرقوا تمزقوا ، وَ إذا تمزقوا فشلوا ، و عند ذلك يستضعفهم الحاكم الطاغي ، وإذا إستضعفهم يبدأ يبدأ بممارسَة الظلم و نشر الفساد في المجتمع ، كما قال تعالى : ( إَنَّ فِرعَونَ عَلاَ فِي اْلأَرضِ وَ جَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَستَضْعِفُ طَآئِفَةً مِّنْهُمْ )
إن علماء الطبيعة يقولون لا يوجد هناك شيء فارغ ، فالإناء الذي يفرغ من الماء يُملأ بالهواء ، و كذلك القلب الذي يفرغ من الإيمان يملأه الشيطان
فترك الأمر بالمعروف يترك فراغاً عقائدياً في نفوس الناس ، يملأه الشيطان بالفسق ، مما يجعل خفة في الناس بسبب موجة الفسق و الفجور التي تؤدي إلى طمس الوعي ، فيتحول المجتمع إلى قطيع من الأغنام ( أَمْ تَحْسِبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسمَعُونَ أَو يَعقِلُونَ ) بإعتبار ( وَ أَكْثَرُهُمُ اْلفَاسِقُونَ ) فالفسق هو الذي جعله خفافاً ، كما قال تعالى : ( فَاستَخَفَّ قَومَهُ فَأطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوماً فَاسِقِينَ )
بخلاف الإيمان و العملَ الصالحَ اللذين يعطيان ثقلاً في النفس ، كما قال تعالى : ( إِنَ نَاشِئَةَ اْلَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطئاً وَ أَقوَمُ قِيلاً )
إذاً علينا أن نتحمل هذه المسؤوليه بكل ما أوتينا من قوة ، كما ورد في الرواية الشريفة : ( من رأى منكم منكراً فلينكره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه فإن لم يستطيع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ) .
ولذلك لما رأى الإمام الحسين عليه السلام الفساد منتشراً بشكل واسع ، قام عليه السلام بهذه المسؤولية قائلاً عليه السلام : ماخرجتُ أشراً و لا بطراً ، و لا ظالماً و لا مفسداً ، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله و سلم - أُريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر ) .
و لما أراد الحُسين عليه السلام أن يتوجه إلى كربلاء للقيام بهذه المهمه تاركاً مدينة جده رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - و قد حمل عياله على النياق صاح أين أخي ؟ أين كبش كتيبتي ؟ أين قمر بني هاشم ؟ قال العباس عليه السلام : لبيك لبيك يا سيدي ، فقال له الإمام : أخي أبا الفضل قدَّم لي جوادي فقدمه ، و لزم ركاب الفرس حتى ركب الحسين عليه السلام ، و ركب بنو هاشم جميعاً ، ثم ركب العباس عليه السلام و بيده الرايه ، فصاح أهل المدينة صيحة واحده و علت أصوات بني هاشم بالبكاء و النحيب و صاحوا : الوداع الوداع ، الفراق الفراق ، فقال العباس عليه السلام : هذا والله الفراق و الملتقى يوم القيامة .
ثم خرجوا من المدينة مع العيال و جميع الأطفال ، إلآ فاطمة العليلة فإنها كانت مريضة قد أودعها الحسين عليه السلام عند زوجة النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - أم سلمة ، و كانت حاضرة حين الوداع ، فلما نظرت إلى أهلها و قد ساروا عنها أخذت تزحف نحو ظعن أهلها و هي تنادي : أبه كيف تتركوني لوحدي ؟ أبه خذوني معكم !!
رجع إليها الحسين ضمها إلى صدره ، قبَّلها وَ ودعها ، و بعدها ركب جواده و هي تنظر إليه و عيناها تهمل بالدموع
و بعد خروج أبيها الحسين عليه السلام من المدينة ، كانت تجلس خلف الباب لعلها تسمع شيئاً عن أبيها و أهلها يسرُّ قلبها ، و لما طال الفراق و لم يصل إليها خبر عن أهلها ، يُروى أنها كتبت كتاباً ضمنته همومها و أحزانها و آلام الفراق و أخذت تبحث عن شخص يوصله إلى أهلها
فبينما هي جالسة ذات يوم ، و إذا بإعرابي على هيئة سفر ، قالت : إلى أين تريد أخ العرب ؟! فقال : أُريد أرض العراق ، فقالت : هل لك أن تحمل كتابي هذا إلى أبي الحسين ؟ فقال : حُباً و كرآمة يا إبنة رسول الله .
فمضى الإعرابي يجد السير إلى أن وصل أرض كربلاء يوم العاشر من المحرم بعد الظهر ، و إذا بالحسين عليه السلام يُدير طرفه يمنة و يسرة ، يناديَّ : هل من ناصر ينصرنا ، هل من معين يُعيننا ، هل من ذاب يذب عنا ، فأقبل الإعرابي و دفع الكتاب إليه ، فلما قرأه الحسين بكى ، و أقبل وقف أمام المخيم و صاح : يازينب ، و يا إم كلثوم ، و يا سكينة ، و يا رباب ، هلمن فلقد جاء الكتاب و عظم المصاب ، خرجت زينب عليه السلام قالت : أخي أبا عبدالله أما المصاب فنحن فيَه ، و لكن أخبرني ممن الكتاب ؟! فقال عليه السلام : هذا الكتاب من إبنتي فاطمة العليلة ، و هي تُسلم على عمها العباس عليه السلام ، و لا تعلم أنه على شاطئ العلقمي مقطوع اليدين مرضوض الجبين ، و تُسلم على أخيها علي الأكبر و لا تعلم أنه مُقطعٌ بالسيوفَ إرباً إرباً .
( و سيعلم اللذين ظلموا آل بيت محمد أيَّ منقلب ينقلبون و العاقبَة للمتقين )
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
