بسِمْ الله نُورَ علىْ نُورَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة السادسه / ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ۞
قال تعالى : ( وَ مَا خَلَقْتُ اْلْجِنَّ وَ اْلإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) فالإنسان وجد من أجل هدف سام و مقدس وهو العبادة
و قد ورد في الحديث القدسي : ( يا إبن آدم خلقت الأشياء لأجلك و خلقتك لأجلي )
و قد أرسل الله عز و جل لنا الأنبياء ليعلمونا طريق العبادة التي إذا سرنا عليها فإننا نصل إلى دار السلام ( وَسَارِعُوآ إِلَى مَغفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرضُهَا اْلسَّمَاوَاتُ وَ الأَرْضُ )
ولكنهم كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( فلا الداعي أجابوا و لا فيما رغبت رغبوا ، أقبلوا على جيفة افتضحوا بحبها و اصطلحوا على أكلها )
و يقول عليه السلام : ( و إشتغل بما أدرك عن طلب آخرته حتى فني عمره و أدركه أجله )
و بالتالي لا يشبع و لا يقنع ففي الرواية : ( إن أعطي لم يشبع و إن منع لا يقنع ) ، ( لو كان لإبن آدم واديان يسيلان ذهباً و فضَة لتمنىْ أن يكون له ثالث )
و بروايَة : ( منهومان لا يشبعان طالب علم و طالب مال )
فيصاب بالطمع و الحرص و البخل و الحسد ، و يتنافس على هذا الحطام بائعاً آخرته بدنياه ، كما ورد : ( أمن أجل دنيا دنية و شهوة ردية تفرطون في ملك الجنة و تنسون أهوال يوم القيامة ) .
و يصفة أمير المؤمنين عليه السلام : ( حاتماً في غرب هواه كادحاً سعياً لدنياه في لذَّات طربه و بدوات إربه لا يحتسب رزيةً و لا يخشع تقيَة دهمته فجعات المنية في غبرات جماحه و سنن مراحه ثم أُلقي على الأعواد .. تحمله حفدة الولدان و حشدة الإخوان إلى دار غربته و منقطع زورته حتى إذا إنصرف المشيع و رجع المتفجع أُقعد في حفرته نجياً لبهته السؤال و عثرة الأمتحان و أعظم ما هنالك بلية نزُل الجحيم و تصليَة جحيم و فورات السعير و سورات الزفير) .
و عند الموت تزول كل هذة الإعتبارات الدنيوية ، المال و الجمال و الجاه و القوة ، كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ جِئتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقنَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ ترَكتُمْ مَّا خَوَّلْنَكُمْ وَرَآءَ ظُهُورِكُمْ )
و بعدها يخاطبَه القبر ( يابن ادم جمعت الدنيا أم الدنيا جمعتك قتلت الدنيا أم الدنيا قتلتك ، كنت على ظهري تأكل الحرام و اليوم في بطني تأكلك الديدان )
هذه الإفتخارات أين أصبحت ؟!!.
الإمام علي عليه السلام يجيب : ( أصبحت رياحهم راكدة و أصواتهم هامدة و منازلهم خالية و أجسادهم بالية )
و تخاطبة الملائكة : ( يابن آدم أين لسانك الفصيح ما أسكتك و أين بدنك القوي ما أضعفك ، و أين أحباؤك ما أوحشك ).
و يجيب الإمام علي عليه السلام : ( لكنهم استبدلوا كأساً بدلتهُم بالنطق خرساً و بالسمع صمماً و بالحركات سكوناً )
و روي أنه لما زار الإمام علي عليه السلام المقبرة قال مخاطباً أهلها : ( أما الأموال فقد قُسمت و أما النساء فقد تزوجت )
فيخسر هذا اللاهي الدنيا لأنه خرج منها و يخسر الآخرة لأنه لم يعمل لها ( خَسِرَ اْلدُّنيَا وَ اْلأَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ اْلخُسرَانُ اْلمُبِينُ )
أقول : من الذين شغلتهم الدنيا و استهوتهم ، فباعوا آخرتهم بدنياهم و اشتروا الشقاء الأبدي هم أعداء الحسين عليه السلام و في طليعتهم عمر بن سعد ( لعنه الله ) الذي خرج لحرب الحسين عليه السلام من أجل ملك الري .
و أيضاً و من الذين طلَّقوا حرائرهم و أعرضوا عن زهرة دنياهم و اشتروا السعادة الأبدية بحطام هذه الدنيا الزائلة هم أصحاب الإمام الحسين عليه السلام الذين فازوا بنصرته و في طليعتهم حبيب بن مظاهر
فمبجرد أن سمع حبيب أن الأمام الحسين عليه السلام بأرض كربلاء يطلب الناصر و المعين حتى لبَّى النداء
و في طريقة مرَّ على مسلم بن عوسجة و كان يشتري حِنَّا من عند العطار ، فسأله حبيب لما ذاك ؟ فقال : إن زوجتي رأت السيدة الزهراء عليها السلا في المنام ، و قالت لها : فليُخضب مسلم لحيته ، و قد اشتريت هذا الخضاب امتثالاً لأمر فاطمة عليها السلام .
فقال له حبيب : يا مسلم إن فاطمة الزهراء عليها السلام تقول لك : خضّب لحيتك من دم نحرك و رأسك ، قال : وما ذاك يا حبيب ؟! قال : إن ولدها الحُسين عليه السلام نزل بأرض كربلاء و هو يطلب الناصر و المعين ، و ها أنا ماضٍ إليه ، فقال مسل : لأنعمنَّها عيناً و أنا في أثرك يا حبيب .
ثم أقبل حبيب حتى دنا من الغلام الذي كان قد أمره بإنتظاره ، و إذا بالغلام قد إستبطأ حبيباً ، فصار يخاطب الفرس و يقول له : يا جواد حبيب والله لئن لم يأتِ إليَّ حبيب لأمتطين ظهرك و لأنطلقن إلى نصرة سيدي و مولاي الحسين عليه السلام ، فقال له حبيب : انطلق أنت حر لوجه الله ، فقال : بخٍ بخٍ يا حبيب أنت تمضي إلى الجنة و أنا أبقى هنا ، لا والله لا أُفارقك حتى أمضي معك إلى نصرة الحسين عليه السلام .
ثم أقبل حبيب يجدُّ السير حتى وصل أرض كربلاء يوم السابع من المحرم ، و كان الحسين عليه السلام جالساً أمام مخيمه ، أصحابه من حوله ينظرون إلى الجيوش التي تتراكم على قتالهم ، في كل يوم يرد إلى كربلاء عشرة آلاف ، أربعة آلاف ، بينما هم كذلك ، و إذا بفارس خلفه راجل متوجهين نحو مخيم الحسين عليه السلام ، فالتفت الحسين عليه السلام إلى أصحابه و قال : قوموا ، قوموا هذا أخوكم حبيب بن مظاهر ، فأقبل الحسين عليه السلام و معه بنو هاشم و الأصحاب ، فلما نظر حبيب إلى الحسين عليه السلام مقبلاً ، رمى بنفسه من على ظهر جواده ، و أقبل حتى وقع على قدمي الحسين ، و هو يقول : السلام عليك يا أبا عبدالله .
بلغ الخبر إلى زينب ، فرحت زينب عليها السلام بقدوم حبيب بن مظاهر و إنسرَّ قلبها
ثم إستأذن حبيب من الحسين عليه السلام أن يسلم على زينب و أخوات زينب ، فأقبل حبيب و جلس بباب خيمة العقيلة وهو يتأوه و يقول : آهـ ، آهـ لوجدك يا زينب ، يوم تُحملين على بعير ضالع ، و رأس أخيك الحسين عليه السلام على علم ، تحف به رؤوس أهل بيته و أصحابه ، و كأني برأسي هذا معلق في عنق الفرس يضربه بركبتيه ، فقالت زينب : ياحبيب لقد أخبرني بهذه المصائب ابن أُمي الحسين عليه السلام البارحه ، ولوددت أني عمياً حتى لا أرى هذه المصائب
و حتى ساعة القتال كانت مصائب زينب نصب عينيه ، كان يقاتل و يرجع إلى الحسين باكياً ، فحانت من الحسين عليه السلام إلتفاته و إذا بحبيب دموعه جارية ، فقال له الحسين عليه السلام : يا حبيب لعلك ذكرت الأهل و الأوطان ؟ أنت في حلٍ من بيعتي ، فقال له حبيب : لا والله يا سيدي إني استبدلت عن أهي أهلاً ، و عن داري داراً ، و عن صبيتي صبيَه ، قال إذاً مما بكاؤك يا حبيب ؟! قال سيدي : أبكي لحال زينب و ما يجري عليها من بعدك
(( سيدي يا حبيب بن مظاهر ليتك حاضر و ترى زينباً غروب عاشوراء حافية تجول في وادي كربلاء ، اليتامى حولها ، ليس لها محامٍ و لا كفيل ، لا حسين و لا عباس ))
بالأمس كانوا هنا و اليوم قد رحلوا و خلفوا في سويداء القلب نيراناً نذراً عليَّ لأن عادوا أو رجعوا لأزرعن طريق الطف ريحاناً
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة السادسه / ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ۞
قال تعالى : ( وَ مَا خَلَقْتُ اْلْجِنَّ وَ اْلإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) فالإنسان وجد من أجل هدف سام و مقدس وهو العبادة
و قد ورد في الحديث القدسي : ( يا إبن آدم خلقت الأشياء لأجلك و خلقتك لأجلي )
و قد أرسل الله عز و جل لنا الأنبياء ليعلمونا طريق العبادة التي إذا سرنا عليها فإننا نصل إلى دار السلام ( وَسَارِعُوآ إِلَى مَغفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرضُهَا اْلسَّمَاوَاتُ وَ الأَرْضُ )
ولكنهم كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( فلا الداعي أجابوا و لا فيما رغبت رغبوا ، أقبلوا على جيفة افتضحوا بحبها و اصطلحوا على أكلها )
و يقول عليه السلام : ( و إشتغل بما أدرك عن طلب آخرته حتى فني عمره و أدركه أجله )
و بالتالي لا يشبع و لا يقنع ففي الرواية : ( إن أعطي لم يشبع و إن منع لا يقنع ) ، ( لو كان لإبن آدم واديان يسيلان ذهباً و فضَة لتمنىْ أن يكون له ثالث )
و بروايَة : ( منهومان لا يشبعان طالب علم و طالب مال )
فيصاب بالطمع و الحرص و البخل و الحسد ، و يتنافس على هذا الحطام بائعاً آخرته بدنياه ، كما ورد : ( أمن أجل دنيا دنية و شهوة ردية تفرطون في ملك الجنة و تنسون أهوال يوم القيامة ) .
و يصفة أمير المؤمنين عليه السلام : ( حاتماً في غرب هواه كادحاً سعياً لدنياه في لذَّات طربه و بدوات إربه لا يحتسب رزيةً و لا يخشع تقيَة دهمته فجعات المنية في غبرات جماحه و سنن مراحه ثم أُلقي على الأعواد .. تحمله حفدة الولدان و حشدة الإخوان إلى دار غربته و منقطع زورته حتى إذا إنصرف المشيع و رجع المتفجع أُقعد في حفرته نجياً لبهته السؤال و عثرة الأمتحان و أعظم ما هنالك بلية نزُل الجحيم و تصليَة جحيم و فورات السعير و سورات الزفير) .
و عند الموت تزول كل هذة الإعتبارات الدنيوية ، المال و الجمال و الجاه و القوة ، كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ جِئتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقنَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ ترَكتُمْ مَّا خَوَّلْنَكُمْ وَرَآءَ ظُهُورِكُمْ )
و بعدها يخاطبَه القبر ( يابن ادم جمعت الدنيا أم الدنيا جمعتك قتلت الدنيا أم الدنيا قتلتك ، كنت على ظهري تأكل الحرام و اليوم في بطني تأكلك الديدان )
هذه الإفتخارات أين أصبحت ؟!!.
الإمام علي عليه السلام يجيب : ( أصبحت رياحهم راكدة و أصواتهم هامدة و منازلهم خالية و أجسادهم بالية )
و تخاطبة الملائكة : ( يابن آدم أين لسانك الفصيح ما أسكتك و أين بدنك القوي ما أضعفك ، و أين أحباؤك ما أوحشك ).
و يجيب الإمام علي عليه السلام : ( لكنهم استبدلوا كأساً بدلتهُم بالنطق خرساً و بالسمع صمماً و بالحركات سكوناً )
و روي أنه لما زار الإمام علي عليه السلام المقبرة قال مخاطباً أهلها : ( أما الأموال فقد قُسمت و أما النساء فقد تزوجت )
فيخسر هذا اللاهي الدنيا لأنه خرج منها و يخسر الآخرة لأنه لم يعمل لها ( خَسِرَ اْلدُّنيَا وَ اْلأَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ اْلخُسرَانُ اْلمُبِينُ )
أقول : من الذين شغلتهم الدنيا و استهوتهم ، فباعوا آخرتهم بدنياهم و اشتروا الشقاء الأبدي هم أعداء الحسين عليه السلام و في طليعتهم عمر بن سعد ( لعنه الله ) الذي خرج لحرب الحسين عليه السلام من أجل ملك الري .
و أيضاً و من الذين طلَّقوا حرائرهم و أعرضوا عن زهرة دنياهم و اشتروا السعادة الأبدية بحطام هذه الدنيا الزائلة هم أصحاب الإمام الحسين عليه السلام الذين فازوا بنصرته و في طليعتهم حبيب بن مظاهر
فمبجرد أن سمع حبيب أن الأمام الحسين عليه السلام بأرض كربلاء يطلب الناصر و المعين حتى لبَّى النداء
و في طريقة مرَّ على مسلم بن عوسجة و كان يشتري حِنَّا من عند العطار ، فسأله حبيب لما ذاك ؟ فقال : إن زوجتي رأت السيدة الزهراء عليها السلا في المنام ، و قالت لها : فليُخضب مسلم لحيته ، و قد اشتريت هذا الخضاب امتثالاً لأمر فاطمة عليها السلام .
فقال له حبيب : يا مسلم إن فاطمة الزهراء عليها السلام تقول لك : خضّب لحيتك من دم نحرك و رأسك ، قال : وما ذاك يا حبيب ؟! قال : إن ولدها الحُسين عليه السلام نزل بأرض كربلاء و هو يطلب الناصر و المعين ، و ها أنا ماضٍ إليه ، فقال مسل : لأنعمنَّها عيناً و أنا في أثرك يا حبيب .
ثم أقبل حبيب حتى دنا من الغلام الذي كان قد أمره بإنتظاره ، و إذا بالغلام قد إستبطأ حبيباً ، فصار يخاطب الفرس و يقول له : يا جواد حبيب والله لئن لم يأتِ إليَّ حبيب لأمتطين ظهرك و لأنطلقن إلى نصرة سيدي و مولاي الحسين عليه السلام ، فقال له حبيب : انطلق أنت حر لوجه الله ، فقال : بخٍ بخٍ يا حبيب أنت تمضي إلى الجنة و أنا أبقى هنا ، لا والله لا أُفارقك حتى أمضي معك إلى نصرة الحسين عليه السلام .
ثم أقبل حبيب يجدُّ السير حتى وصل أرض كربلاء يوم السابع من المحرم ، و كان الحسين عليه السلام جالساً أمام مخيمه ، أصحابه من حوله ينظرون إلى الجيوش التي تتراكم على قتالهم ، في كل يوم يرد إلى كربلاء عشرة آلاف ، أربعة آلاف ، بينما هم كذلك ، و إذا بفارس خلفه راجل متوجهين نحو مخيم الحسين عليه السلام ، فالتفت الحسين عليه السلام إلى أصحابه و قال : قوموا ، قوموا هذا أخوكم حبيب بن مظاهر ، فأقبل الحسين عليه السلام و معه بنو هاشم و الأصحاب ، فلما نظر حبيب إلى الحسين عليه السلام مقبلاً ، رمى بنفسه من على ظهر جواده ، و أقبل حتى وقع على قدمي الحسين ، و هو يقول : السلام عليك يا أبا عبدالله .
بلغ الخبر إلى زينب ، فرحت زينب عليها السلام بقدوم حبيب بن مظاهر و إنسرَّ قلبها
ثم إستأذن حبيب من الحسين عليه السلام أن يسلم على زينب و أخوات زينب ، فأقبل حبيب و جلس بباب خيمة العقيلة وهو يتأوه و يقول : آهـ ، آهـ لوجدك يا زينب ، يوم تُحملين على بعير ضالع ، و رأس أخيك الحسين عليه السلام على علم ، تحف به رؤوس أهل بيته و أصحابه ، و كأني برأسي هذا معلق في عنق الفرس يضربه بركبتيه ، فقالت زينب : ياحبيب لقد أخبرني بهذه المصائب ابن أُمي الحسين عليه السلام البارحه ، ولوددت أني عمياً حتى لا أرى هذه المصائب
و حتى ساعة القتال كانت مصائب زينب نصب عينيه ، كان يقاتل و يرجع إلى الحسين باكياً ، فحانت من الحسين عليه السلام إلتفاته و إذا بحبيب دموعه جارية ، فقال له الحسين عليه السلام : يا حبيب لعلك ذكرت الأهل و الأوطان ؟ أنت في حلٍ من بيعتي ، فقال له حبيب : لا والله يا سيدي إني استبدلت عن أهي أهلاً ، و عن داري داراً ، و عن صبيتي صبيَه ، قال إذاً مما بكاؤك يا حبيب ؟! قال سيدي : أبكي لحال زينب و ما يجري عليها من بعدك
(( سيدي يا حبيب بن مظاهر ليتك حاضر و ترى زينباً غروب عاشوراء حافية تجول في وادي كربلاء ، اليتامى حولها ، ليس لها محامٍ و لا كفيل ، لا حسين و لا عباس ))
بالأمس كانوا هنا و اليوم قد رحلوا و خلفوا في سويداء القلب نيراناً نذراً عليَّ لأن عادوا أو رجعوا لأزرعن طريق الطف ريحاناً
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ
