اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـعـاشِـرَة / الآخرَة وَ القوانينَ الِجَديدَة ۞
ورد عن الإمام الرضا عليه السلام : ( أوحش مايكون إبن ىدم في ثلاثة مواطن ، يوم ينزل من بطن أُمه فيرى الدنيا و أهلها و يوم ينزل في قبره فيرى الملائكة هناك و عالم البرزخ و يوم يقف بين يدي الله فيرى احكاماً لم ير مثلها في الدنيا ) .
و لذا يختلف عالم الآخرة عن عالم الدنيا بعدة أمور نذكر منها :
1- الشمس : في هذا العالم تعتبر مصدر الياة ، فنتيجة لوجود أشعة الشمس تبقى النباتات حيه و تحصل على غذائها و تواصل نموها و بالتالي يتأمن غذاء الإنسان و الحيوان ، و كذلك الماء سبب الحياة ( وَجَعَلنَا مِنَ المَآءِ كُلِّ شَئٍ حَىٍّ ) فالمياه تتبخر بواسطة الشمس لتتساقط في جميع مناطق العالم ، اما في الآخرة فلا توجد شمس لكي ترتبط الحياة بها ( لَا يَرَونَ فِيهَا شَمساً وَ لَا زَمهَرِيراً ) بل هناك ما يسمى بالظلال كما قال تعالى : ( هُمْ وَ أَزوَاجُهُمْ فِيَّ ظِلَالٍ عَلَ الأَرَآئِكِ مُتَّكِئُونَ ) ، ( وَ ظِلٍّ مَّمدُودٍ ) ، ( وَ دَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا ) .
و كذلك في جهنم هناك ظلال كما قال تعالى : ( انطَلقُوآ إِلَى ظِلٍ ذِى ثَلَاثِ شُعَبٍ ) - ( وَ ظِلٍ مِّن يَحمُومٍ * لَّا بَارِدٍ وَ لَا كَرِيمٍ ) و لا حاجة إلى الشمس في ذلك العالم فالمياه موجودة في الجنة في كل مكان كما قال الله تعالى ( جَنَّاتُ عَدنٍ تَجرِى مِن تَحتِهِمُ الْأَنهَارُ )
2- الفاكهة : في هذا العالم لها طعم واحد ، وضمن فصل خاص ، بينما في الجنة لها مئة ألف طعم ، و ليس لها بذور ، و كذلك فإن الشجرة عليها من كل الأصناف ، و من دون إنقطاع كما في قولة تعالى ( أُكُلُهَا دَآئِمٌ ) ، ( وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَة * لَّا مَقطُوعَةٍ وَ لَا مَمْنُوعَةٍ )
3- الأعمال : في هذا العالم ربما تكون مستورة ، ولكنها تتجسد في عالم الآخرة ( يَومَ تُبلَى السَّرَآئِرُ ) - ( يَومَ يَنظُرُ المَرءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ) - ( لِّيُرَوْاْ أَعمَالَهُمْ ) .
4- في هذة الدنيا يخرج الإنسان من بطن أمه ، و في الآخرة يخرج من باطن الأرضَ .
5- في هذة الدنيا ينشأ الإنسان بصورة تدريجية و على مر العصور ، بينما في الآخرة يخرج الناس دفعه واحده ( إِنَ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحضَرُونَ ) .
6- الدنيا بالتالي تفنى ، و يفنى من عليها ( كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ ) بينما في الآخرة ليس هناك موت ( لَا يَذُقُونَ فِيهَا المَوْتَ ) - ( خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَدَاً ) .
7- الأرض في هذا العالم جماد لا تتكلم بحسب الظاهر ، بينما في ذلك العالم فإن الأرض تتكلم ( يَومَئِذٍ تُحَدّثُ أخْبَارَهَا ) .
8- في هذا العالم اللسان فقط يتكلم بينما في الآخرة فإن الأيدي و الأرجل و الجلود تتكلم أيضاً ، كما في قولة تعالى ( الْيَومَ نَختِمُ عَلَى أَفوَاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنَآ أَيدِيهِمْ وَ تَشهَدُ أَرجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكسِبُونَ ) - ( حَتَّى إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَ أَبْصَارُهُمْ وَ جُلُودُهُم ) .
9- في هذا العالم أسباب الحياة : الجاه ، السلطة ، المال ، بينما هذه الأسباب تنعدمفي ذلك العالم ( وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ ) - ( جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ تَرَكْتُم مَّا خَوَّلنَاكُمْ وَرَآءَ ظُهُورِكُمْ ) - ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَ لَا بَنُونَ ) .
10- الدنيا فيها : نصب و تعبٌ و مرضٌ و حزنٌ ، كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام ( ماأصف من دار أولها عناء و آخرها فناء ) بينما في جنات الآخرة ( لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ) .
11- الدنيا فيها ظلم بينما الآخرة لا ظلم فيها ( فَاليَومَ لَا تُظلَمُ نفْسٌ شَيئاً ) - ( لَا ظُلمَ اليَومَ ) .
12- في الدنيا يعيش الناس في غفلة كما ورد في الرواية : ( أهل الدنيا أهل غفلة ) بينما في الآخرة تزول هذة الغفلة ( لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ اليَومَ حَدِيدٌ ) .
13- في الدنيا الجمال يكون بحسب الصورة الظاهرية بينما في الآخرة يكون بحسب العمل .
14- السيادة في هذة الدنيا ربما تكون للظالمين ، بينما في عالم الآخرة فإن السيادة لمحمد و آلِ محمد عليهم السلام ، فقد ورد ( ياعلي أنت قسيم الجنة و النار ) - ( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ) - ( الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة ) .
و كذلك تكون السيادة لمن إتصل بمحمد و آلِ محمد عليهم السلام ، ولذا أول ما يخرج صاحب العصر و الزمان ( عجل الله فرجه الشريف المبارك ) يأتي إلى المدينة و ينادي : يالثارات جدتي فاطمة عليها السلام ، و بعد ذلك يأتي أرض كربلاء إلى قبر جده الحسين عليه السلام يسلم عليه ، ثم يستخرج الطفل الرضيع و يلتفت إلى من حوله ، يقول لهم : ( ماذنب هذا الرضيع حتى ذبح من الوريد إلى الوريد ) .
كم لوعة تحمل هذا الرضيع ، فقد كان يصرخ طوال ليلة عاشوراء يريد ماءٍ فجعلت زينب عليها السلام تطوف على الخيام لعلها تُحصِّل قطرة ماء لهذا الرضيع تُبلل بها شفتيه فلم تجد .
و لما أصبح يوم عاشوراء أصبح الطفل مُغمىً عليه ، فجاءت به زينب عليها السلام إلى الحسين عليه السلام دفعته إليه ، أخذه الحسين عليه السلام وضعه تحت ردائه يظلل له عن حرارة الشمس ، أقبل به نحو الأعداء ، صاح يا قوم قتلتم إخوتي - أصحابي - أهل بيتي - لم يبق عندي سوى هذا الرضيع ، أسقوه جرعة من الماء فقد جفَّ اللبن عن ثديي أمه .
إختلف العسكر فيما بينهم ، منهم من قال : إن كان ذنبٌ للكبار فما ذنبُ الصغار ، و منهم من قال : لا تُبقوا من أهل هذا البيت باقيَة .
فإلتفت عمر بن سعد ( لعنه الله ) إلى حرمله و قال : ويحك إقطع نزاع القوم ، يقول هذا اللعين : حكَّمتُ سهماً في كبد القوس و جعلتُ أنظر إلى الطفل أين أرميَه ؟!
.~( لعنك الله أين ترميَه و هل يتحمل الرميه هذا الطفل ؟! )~.
يقول لعنت الله عليَه : بينما أنا كذلك إذ هبت ريٌ فكشفت البرقع ( الغطاء ) عن وجه الرضيع و إذا برقبته تلمع على عضدي أبيه كأنها إبريق فضة ، يقول : فرميته ، فذبته من الوريد إلى الوريد .
قيل له : ويلك أما رقَّ قلبك لهذا الرضيع ؟! قال : بلى ، قيل : و كيف ؟! قال : لأن الطفل كان مغمىً عليه من شدة العطش ، لما أس برارة السهم إنتزع يديه من قماطه و إعتنق رقبة أبيه عليه السلام و صار يرفرف بين يديه كأنه الطير المذبوح
وضع الإمام الحسين عليه السلام يده تحت منحر الطفل ، لما إمتلأت دماً رمى بها نحو السماء و قال : هوَّن ما نزل بي أنه بعينك يارب ، اللهم لا يكن عليك أهون من فصيل ناقة صالح .
ثم أقبل به الإمام الحسين عليه السلام نحو المخيم ، ولكن بأيَّ حالٍ عاد به الحسين إلى الخيمة ؟! حَمله تحت ردائه ، إستقبلته سكينة وهي تقول : أبه لعلك سقيت أخي الرضيع ماءً و جئتنا ببقيته ؟ فأخرجه الحسين من تحت ردائه و هو يقول : بُنية خذي أخاكِ مذبوحاً
قال لها : بُنيَة عظم الله لكِ الأجر ، و أقبل به إلى خيمة عمته زينب عليها السلام ، سلآم الله عليكِ ياسيدتي يا زينب رغم إنها صَبُوره و لكن مع ذلك لما نظرت إليَه إنفجرت بالبكاء .
و لكن الإحراج في إخبار أُمه الرباب ، كان الموقف صعب جداً على سيدتي زينبَ ، و لكن مولاتي العقيلة تستطيع بأسلوبها اللبق أن تخفف من أثر الصدمة بالنسبة إلى أُمه ، جاءت إلى الرباب ضامَّه الطفل تحت عباءتها ، قدمت لها مقدمات ، هذا اليوم يوم مصيبة ، يوم حزن ، رباب تعلمين أن العباس قد قتل ، علي الأكبر قد قتل ، هنا أحست الرباب بالشر ، قالت سيدتي : هل لِحق ولديَّ بإخوته و أعمامه ؟ فقالت لها زينب عليها السلام : عظم الله لك الأجر ، ثم إن الرباب أخذت رضيعها تدنيه إلى صدرها لا تكاد تصدق أن ولدها ذبيح نصب عينيها .
ليلة الحادي عشر لما شربت الماء لم تستطيع الصبر ، جاءت إلى الخيمة التي فيها القتلى من بني هاشم ، فإفتقدتها العقيلة زينب عليها السلام من بين العائلة ، خرجت في طلبها و إذا بالرباب واضعه ولدها الرضيع في حجرها و هي تخاطبه : بني صدري أوجعني ثدياي درتا فمن يرضع بهما بعدك يابني .
فقالت لها زينب عليها السلام : رباب ماتصنعين في هذا المكان ؟ قالت سيدتي لا تلوميني صدري أوجعني ثديايَّ درَّتا ، أقبلتُ إلى ولديَّ لعلَّي أجد فيه رمقاً من الحياة ، و ها هو ياسيدتي مذبوح من الوريد إلى الوريد .
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ