اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـسـآبِـعَـه عـشَـر/ أذيَـة الَـمُؤمِـنَ ۞
قال تعالى : ( و الذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما إكتسبوا فقد إحتملوا بهتاناً و إثماً مبيناً )
المؤمن لِـ شرفه و كرامته على الله عز وَ جل إشتق له إسماً من أسمائه ( المؤمن ) وقد ورد إن الإمام الباقر عليه السلام وقف أمام الكعبة و أشار إليها بإصبعه قائلاً ( والله إن المؤمن لأعظم حرمة منك ) .
فكما أنه لا يجوز هتك حرمة الكعبة فمن باب أولى أن لا نهتك حرمة المؤمن
ولذا ورد في الرواية : ( لا ينبغي للمؤمن أن يشير إلى أخيه المؤمن بنظرة تخيفه ) و في رواية آخرى : ( لا ينبغي لِـ المؤمن أن يشير إلى أخيه المؤمن بكلمة تُؤذيَه ) .
إذاً كيف بالذي يسبه ؟! وقد ورد في الرواية : ( سباب المؤمن فسق )
و كيف بالذي يؤذيه ؟! و يسخر منه ، و لا يراعي شعوره ؟! يذكر أحد المؤمنين أنه رأى والده في المنام ، فسأله عن حاله ، فقال الوالد : الحمدلله على أحسن حال ، إلا أن عقرباً يزورني في كل يوم و يلدغني في رجلي ، فسأله عن سبب ذلك ، فقال : لأنني آذيت مؤمناً بكلمة .
وكيف بالذي يستغيبه ؟! وقد ورد في الرواية : ( الغيبة أدام ( طعام ) كلاب أهل النار )
وكيف بالذي يبهته ؟! وقد ورد في الرواية : ( من بهت مؤمناً أقامه الله على جبل من نار يوم القيامة ) .
وكيف بالذي يسلبه ماله ؟! وقد ورد أنه ( يوم القيامة يؤخذ منه مقابل كل درهم سبعمائة ركعة مقبولة )
ينقل عن بعض العلماء أنه رأى والده في المنام بعد سنة من وفاته ، فسأله عن سبب تأخره في المجيء ؟ فأجاب : منذ سنة و أنا في السجن ، فسأله عن سبب سجنه فأجاب : لأن فلاناً له في ذمتي ثمانية عشر توماناً و لم أسددها له .
هذا الجزاء لمن يؤذي مؤمناً عادياً ، كيف إذا كان عالماً تقياً ؟ بعض الجماعات يصل بهم الحال إلى أذية الأنبياء عليهم السلام .
قال تعالى ( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا و أُوذوا ) فقد وصل الحال بقوم النبي نوح عليه السلام أنهم كانوا يرمونه بالحجارة ، وقوم النبي زكريا عليه السلام نشروه بالمنشار ، و ولده يحيى قطعوا رأسه ، و رسول الله - صلى الله عليَه و آله وسلم - يقول : ( ما أوذي نبي مثل ما أوذيت ) .
نعم آذوه في أهل بيته عليهم السلام فقد أحرقوا دار إبنته الزهراء و كسروا ضلعها و أسقطوآ جنينها و جلدوها بالسياط و غصبوا حقها و حق بعلها أمير المؤمنين عليه السلام و سمُّوا ولدها الحسن عليه السلام و ذبحوا ولدها الحسين عليه السلام و سبوا بناتها .
الله أكبر)~. هذة العقائل من سرادق المجد و العظمة و إذا بهن في مجلس عدو الله إبن زياد ( لعنه الله ) ، يقول المؤرخ : إنهم أدخلوهم إلى مجلسَ ابن زياد مخدرات ، جليلات القدر بحالة تقشعر منها الأبدان و ترتعد منها فرائصُ كلِّ إنسان .
في ذلك المجلس يلتفت إبن مرجانة إلى زينب عليها السلام و يقول لها : زينب الحمدلله الذي فضحكم و أكذب أحدوثتكم ، قالت عليها السلام : الحمدلله الذي أكرمنا بكرامته و فضَّلنا بنبيَّه و إنما يُفتضح الفاسق و يُكذبَ الفاجر و هو غيرنا يا إبن زياد .
قال : كيفَ رأيتِ صُنع الله بأخيكَ الحسين و العتاة المردة من أهل بيتكِ ، قالت : ما رأيت إلا جميلاً إن هم إلا قوم كتب الله عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم و سيجمع الله بينك و بينهم فتُحاجَّ و تُخاصم ، فإنظر لمن الفلج يؤمئذٍ ثكلتك أمُّك يابن مرجانة ..
فغضب من قولها ، كان يتميز غضباً يكاد يتجَّر غيظاً ، وقعت عيناه على سوط ، تناول ذلك السوط وأقبل ، إقترب من مولاتنا زينب عليها السلام ليضرب عقيلة الطالبين بسوطه ، قال له عمرُ بن حُريث : ماذا تُريد أن تصنع ؟ قال : أريد أن أضربها أما سمعت كلامها ؟ قال : لا تلمها إنها إمرأة ثكلى لا تؤاخذ بشيء من منطقها .
فلم يضربها - وحتى لو لم يضربها - فإن هذة الجسارة كانت تحزّ في قلب مولاتنا زينب عليها السلام و تمنت الموت في تلك الساعة ، صحيح أنه لم يضربها اللعين لكنه ألّمها بقوارص الكلام ، قال لها : زينب الحمدلله الذي شفى قلبي من طاغيتك الحسين و أهل بيته ، قالت له : أجل ، لقد شفيت قلبك و شمّتَّ ، لقد قطعت أصلي ، و أبرت أهلي و إجتتثت فرعي و إن يكن هذا شفاك فقد إشتفيت .
قام الإمام السجاد عليَه السلآم و قال : يا إبن زياد إلى كم تهتك عمّتي زينب بين من يعرفها و من لا يعرفها ؟ فقال إبن زياد ( لعنة الله ) من هذا المتكلم ؟ فقال : أنا علي بن الحسين ، فقال : أليس قتل الله علي بن الحسين ؟ فقال عليه السلام : قد كان لي أخ يقال له : علي بن الحسين قتله الناس ، فقال : بل الله قتله ، فقال الإمام علي بن الحسين عليه السلام : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها و التي لم تمت في منامها ) فقال ابن زياد ( لعنه الله ) : لك جرأة على رد جوابي ، يا غلمان خذوا هذا العليل و إضربوا عنقه ، قال الراوي : فتعلقت به عمَّتُه زينب عليها السلام و إلتفتت إلى ابن زياد ( لعنه الله ) و قالت : حسبك من دمائنا ماسفكت اترك لنا هذا العليل فإن أردت قتله فإقتلني قبله .
فنظر إبن زياد إليها ثم قال : عجباً للرحم والله لأظنها ودّت أني قتلتها معه ، دعوه فإني أراه لما به ، فقال الإمام زين العابدين عليه السلام لعمته : إسكتي يا عمه حتى أكلمّه ، ثم أقبل فقال عليه السلام : أبالقتل تهددني يابن زياد ، أما علمت أن القتل لنا عاده و كرآمتنا من الله الشهادة .
ثم إن إبن مرجانة وضع بين يديه أقدس رأس ، رأس الحسين بن فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين و يضرب الرأس الشريف بسوطه و يقول له : أسرع الشيب إليك يا حسين ، و كآن يستهزئ بشيبة الحسين ( روحي فدآه ) وأيَّ شيبَة ؟ الشيبة الخضيبة ، الشيبة الخضيبة ، لما نظرت زينب عليها السلام صاحت واأخاه واحسيناه ، أخي ليت الموت أعدمني الحياة .
و كان إلى جانب إبن زياد ( لعنه الله ) زيد بن أرقم ، وهو شيخ كبير فلمآ رآه يضرب ثنايا أبي عبدالله عليه السلام قال له : إرفع قضيبك عن هاتين الشفتين فوالله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - عليهما مالا أحصيَه ، ثم إنتحب باكياً ، فقال إبن زياد : أبكى الله عينيك أتبكي لفتح الله و لولا أنك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك .. ؟!
فنهض زيد بن أرقم من مجلس ابن زياد وهو يقول : أيها الناس انتم العبيد بعد اليوم قتلتم إبن فاطمة و أمَّرتم ابن مرجانة والله ليقتلنَّ أخياركم و لستعبدن شراركم فبعداً لمن رضي بالذل و العار .
و يقولون : إن إبن زياد التفت إلى إمرأة سأل عنها ، قالوا : هذه الرباب هذه زوجة الحسين التي يقول فيها :
لعمري إني أحبُّ داراً تحُل بِه سُكينَة وَ الربآب
فأراد ابن الزياد ( لعنت الله عليَه ) أن يؤلم الرباب ، قال لها : رباب رأس من هذا ؟ أي يريد أن يواجهها بالشماتة ، فسكتت و أبت أن تجيبه لأنه لا يستحق الجواب ، فكرر عليها السؤال ثانياً : رباب رأس من هذا ؟ فسكتت ، في المرة الثالثة قال : أقسم عليكِ بحقّه عليك إلَّا ما أجبت ، فعند ذلك قالت : هذا رأس المولى أبي عبدالله و لا خير في الحياة بعده
( - وسيعلم اللذين ظلموآ أيَّ منقلب ينقلبونَ و العَاقبَة لِـ المُتقينَ - )
إلــهِــيَّ إجعلنَا مُنهُم
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ