اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
الغيبة ومحق دوافع الظلم
روى ثقة الإسلام الکليني في کتاب الکافي بسنده عن مولانا الامام الصادق – عليه السلام – قال: خطب أمير المؤمنين – عليه السلام – فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي وآله ثم قال: " أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لم يقصم جباري دهرٍ الا من بعد تمهيل ورخاء، ولم يجبر کسر عظمٍ من الامم الا من بعد أزلٍ وبلاء. أيها الناس، في دون ما أستقبلتم من عطبٍ وإستدبرتم من خطبٍ معتبرٌ، وما کل ذي قلبٍ بلبيبٍ، ولا کل ذي سمعٍ بسميع، ولا کل ذي ناظر عينٍ ببصير . عباد الله أحسنوا فيما يعنيکم النظر فيه، ثم انظروا الى عرصات من قد أقاده الله بعلمه، کانوا على سنةٍ من آل فرعون أهل جنات وعيون وزروع ومقام کريم، ثم إنظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور والأمر والنهي، ولمن صبر منکم العاقبة في الجنان مخلدون ولله عاقبة الأمور " .
جاءت هذه الکلمات النورانية ضمن خطبة علوية مهمة ختمها الامام أمير المؤمنين – عليه السلام – بالدعوة الى نصرة المهدي المنتظر – عجل الله فرجه - . و قد مهّد مولانا المرتضى – سلام الله عليه – لهذه الدعوة بتوضيح جملة من السنن الإلهية الثابتة في تدبير شؤون العباد ينبغي لمؤمني عصر غيبة المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – ولأنصاره بالخصوص الإيمان بها ومعرفتها بصورة ٍ دقيقة . و سنتناول بمشيئة الله في هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وما بعدها لمحات مما بينه أمير المؤمنين – عليه السلام – في هذه الخطبة، ومنها ما جاء في الکلمات النورانية المتقدمة، تابعونا مشکورين .
نفهم من التدبر في الکلمات المتقدمة الحقائق التالية:
أولاً: إن الله عزوجل يمهل الظالمين والجائرين ولا يأخذهم بعذاب المحق إلا بعد إتمام الحجّة عليهم بالکامل . و ثمة مصالح کثيرة في ذلك منها إتضاح بطلان کل الشعارات المخادعة التي يغلفون بها ظلمهم وجورهم فتظهر بشاعة الظلم والجور بالکامل بما لا يدع مجالاً لأحدٍ للقبول بهما تحت أي مسوغ . ولذلك فلن ينخدع أحدٌ من الخلق بشعارات الظالمين والجائرين مهما کانت عند ظهورالمهدي الموعود – عجل الله فرجه – فيکون هلاکهم وأتباعهم بعد تمام الحجة عليهم بالکامل .
ثانياً: وفي المقابل فإن تحقق طموحات کل أمة وجبر کسرها حسب تعبير الخطبة العلوية لا يکون إلا بعد أزل - أي صعوبات ومشاق – وبلاء يؤدي الى تمحيصها وإزالة ما يمنعها من الإستفادة الصحيحة من أجواء العدل الإلهي بما يقودها الى طي معارج الکمال والرقي وليس الإغترار بالدنيا والتحول الى ظلمة جدد بعدما کانوا مظلومين … و هذه الحقيقة والسنة الإلهية تصدق أيضاً على عصر غيبة خاتم الأوصياء المهدي – سلام الله عليه - ؛ فظهوره يکون بعد تمحيصٍ وتطهيرٍ للمؤمنين بحيث لا يبقي فيه شيئاً من نوازع الظلم الخفية فيکونون أهلاً لإقامة العدل الإلهي وخدمة الخلق وإقامة الصلاة وإيتاء الزکاة وبالتالي تکون لهم عقبى الدار .
وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
الغيبة ومحق دوافع الظلم
روى ثقة الإسلام الکليني في کتاب الکافي بسنده عن مولانا الامام الصادق – عليه السلام – قال: خطب أمير المؤمنين – عليه السلام – فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي وآله ثم قال: " أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لم يقصم جباري دهرٍ الا من بعد تمهيل ورخاء، ولم يجبر کسر عظمٍ من الامم الا من بعد أزلٍ وبلاء. أيها الناس، في دون ما أستقبلتم من عطبٍ وإستدبرتم من خطبٍ معتبرٌ، وما کل ذي قلبٍ بلبيبٍ، ولا کل ذي سمعٍ بسميع، ولا کل ذي ناظر عينٍ ببصير . عباد الله أحسنوا فيما يعنيکم النظر فيه، ثم انظروا الى عرصات من قد أقاده الله بعلمه، کانوا على سنةٍ من آل فرعون أهل جنات وعيون وزروع ومقام کريم، ثم إنظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور والأمر والنهي، ولمن صبر منکم العاقبة في الجنان مخلدون ولله عاقبة الأمور " .
جاءت هذه الکلمات النورانية ضمن خطبة علوية مهمة ختمها الامام أمير المؤمنين – عليه السلام – بالدعوة الى نصرة المهدي المنتظر – عجل الله فرجه - . و قد مهّد مولانا المرتضى – سلام الله عليه – لهذه الدعوة بتوضيح جملة من السنن الإلهية الثابتة في تدبير شؤون العباد ينبغي لمؤمني عصر غيبة المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – ولأنصاره بالخصوص الإيمان بها ومعرفتها بصورة ٍ دقيقة . و سنتناول بمشيئة الله في هذه الحلقة من برنامج شمس خلف السحاب وما بعدها لمحات مما بينه أمير المؤمنين – عليه السلام – في هذه الخطبة، ومنها ما جاء في الکلمات النورانية المتقدمة، تابعونا مشکورين .
نفهم من التدبر في الکلمات المتقدمة الحقائق التالية:
أولاً: إن الله عزوجل يمهل الظالمين والجائرين ولا يأخذهم بعذاب المحق إلا بعد إتمام الحجّة عليهم بالکامل . و ثمة مصالح کثيرة في ذلك منها إتضاح بطلان کل الشعارات المخادعة التي يغلفون بها ظلمهم وجورهم فتظهر بشاعة الظلم والجور بالکامل بما لا يدع مجالاً لأحدٍ للقبول بهما تحت أي مسوغ . ولذلك فلن ينخدع أحدٌ من الخلق بشعارات الظالمين والجائرين مهما کانت عند ظهورالمهدي الموعود – عجل الله فرجه – فيکون هلاکهم وأتباعهم بعد تمام الحجة عليهم بالکامل .
ثانياً: وفي المقابل فإن تحقق طموحات کل أمة وجبر کسرها حسب تعبير الخطبة العلوية لا يکون إلا بعد أزل - أي صعوبات ومشاق – وبلاء يؤدي الى تمحيصها وإزالة ما يمنعها من الإستفادة الصحيحة من أجواء العدل الإلهي بما يقودها الى طي معارج الکمال والرقي وليس الإغترار بالدنيا والتحول الى ظلمة جدد بعدما کانوا مظلومين … و هذه الحقيقة والسنة الإلهية تصدق أيضاً على عصر غيبة خاتم الأوصياء المهدي – سلام الله عليه - ؛ فظهوره يکون بعد تمحيصٍ وتطهيرٍ للمؤمنين بحيث لا يبقي فيه شيئاً من نوازع الظلم الخفية فيکونون أهلاً لإقامة العدل الإلهي وخدمة الخلق وإقامة الصلاة وإيتاء الزکاة وبالتالي تکون لهم عقبى الدار .
شمس خلف السحاب
