اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرجهم ..
اسمه ونسبه:
سماحة آية الله الشهيد السيد مجيد نجل آية الله السيد محمود بن السيد مهدي الحكيم (قدس سره) النجفي المولد
والمنشأ والمسكن والمدفن كان عالماً فاضلا موثوقاً مؤتمناً ورعاً ،، ولد في النجف الاشرف عام 1350ﻫ ــ1931م..
والده :
آية الله السيد محمود بن السيد مهدي الحكيم (قدس سره) (1298ﻫ ــ 1375ﻫ) (1898م ــ 1975م) , الأخ الأكبر للإمام الحكيم ،
وهو من مجتهدي الحوزة العلمية في النجف الاشرف، ومدرسيها الأفاضل ، كان وكيلاً للمرجعية في عدة مدن عراقية ..
اساتذته :
درس الشهيد (قدس سره) على يد كبار الفقهاء والأساتذة ، وحضر بحث الخارج على يد عمه مرجع الطائفة
الراحل الإمام الحكيم (قدس سره) , وبحث الإمام الخوئي (قدس سره) في الفقه والأصول..
تلامذته :
أشار الشهيد السيد محمد باقر الحكيم - قدس سره - "أن عدد الذين تخرجوا على يديه حوالي ثلاثة آلاف طالبا ,
وعلق على ذلك بقولهِ: كان الشهيد من المجتهدين والمدرسين البارزين في النجف الاشرف "..
مؤلفاته:
له الكثير من المؤلفات القيمة حيث ساهم في تحرير ـ كما تقدم ـ بعض المجلات والنشرات الأدبية في النجف الاشرف ,
وله كتابات في الفقه والأصول .
صفاته وأخلاقه :
*مما دأب عليه (قدس سره) إعتماده على نفسه في شراء ما يحتاجه بيته من مواد غذائية ، ولم يحاول تخفيف السعر الذي يحدده
البائع , ويرفض المماكسة في الشراء) ولعله كان يهدف من ذلك مساعدة من يقوم بالشراء منهم لعلمه بفقرهم وحاجتهم.
*تعود وخلال كل سنينه أن يتناول في الوجبة الواحدة لوناً واحداً لا يتجاوزه ، وكان بإمكانه أن يقتني ما يريد ، ولكنه آثر الزهد.
*كما تميز الشهيد بكثرة علاقاته الاجتماعية ، فقد كانت لهُ علاقات واسعة مع الكثير من شيوخ عشائر النجف على اختلاف مشاربهم ،
وعُرف بحضوره في مناسبات أحزانهم وأفراحهم ..
*يتضح من خلال سكن الشهيد , وما تعوده من طعام أن كان ينهج منهج الزهد في حياته , مكتفياً بالضروري فيها , بعيداً
عن الإغراق في التفاصيل , ولم يكن ليقتني من الحاجات الا ما هو بأمس الحاجة إليها ..
*في الجانب المتعلق بتعليم أولاده فقد حرص الشهيد على هذا الموضوع بشكل كبير، وتعود أن يجمعهم في كل ليلة يصادف بها
ذكرى شهادة واحد من الأئمة المعصومين(ع) ، ثم يفتح كتاباً , ويقرأ لهم منه مجموعة من الروايات الشريفة الخاصة بالإمام (ع) ..
عبادته :
*رغم مروره (قدس سره) بظروف صعبة فلم يكن كل ذلك ليقوى على تغيير برنامجه العبادي ، فكان(قدس سره) يطيل في صلاته
كثيراً ، ولقد بقي ملتزماً بذلك حتى وهو في (موقف الأمن العامة) ، ولم تكن الأحداث الجسيمة التي تعرض لها خلال حياته
لتؤثر على وتيرة عباداته ..
*و كان ملتزماً في كل الظروف بتأدية نوافل صلوات المغرب والعشاء والصبح ، فكان يرى إنها كالواجب الذي لابد من تأديته ..
وكان شديد الاحتياط ومن أهم المصاديق التي تُشير إلى احتياطاته :
- للشهيد أنسباء من جهة زوجته يُعرفون ﺑ (بيت محبوبه) ، وهم عائلة معروفة ، كانت تسكن في النجف الاشرف ، ولكن ولوجود معامل
كانوا يملكونها في محافظة (الديوانية) ، فقد إنتقلوا للسكن إلى هذهِ المحافظة ، وكانوا بحكم القرابة ، ولثقتهم بالشهيد يرسلون إليه وبشكل
مستمر ما يجب عليهم إخراجه من حقوق شرعية ، ولكن الشهيد كان يأخذ جميع هذه الحقوق ويسلِّمها لآية الله العظمى السيد يوسف الحكيم (قدس سره) ،
ولثقة السيد بهِ ، ولمعرفته باحتياجه الكبير لوجود عائلة كبيرة لديه فقد كان يضع هذه الحقوق بين يديه , ويطلب منه وبإصرار أن يأخذ كل ما يحتاجه ، الا
أن الشهيد كان يرفض أخذ أي مبلغ من هذه الحقوق ، وكان يحدث أولاده بذلك ويقول: هذه حقوق شرعية ، وأنا مسؤول عنها ، وأنا أرى عائلتي مكفولة ، فلا
أرى نفسي مستحقاً شيئاً من هذه الحقوق ، ولعلهُ يستهدف من ذلك إشاعة مفهوم القناعة بين أولاده ..
- لم يكن (قدس سره) ليطيق سماع الغيبة في مجلسهِ ، ولو شعر أن هناك من يغتاب أو يحاول أن يفعل ذلك فإنه يقوم بمنعه بدون تردد
أو مجاملة ، فكان إذا أحسَّ إن أحد من عائلته نقترب من الوقوع في هذا الذنب الكبير , يقول: (إياكم أن تستغيبوا ) ،
أو (إحذروا فإنكم ستقعون بهِذا الذنب) ..
- كان يرى في الأمور الكمالية الخاصة بالبيت إسرافاً لا مُبرِّر لهُ شرعاً ، فكان(قدس سره) يقول لزوجته: إنني لا أعطيك إجازة شرعية في
شراء ما يزيد عن سد حاجة البيت من أواني ، وإذا ما إقترحت عليه شراء أواني جديدة يسألها: كم إناء عندك؟ وهل عددهن يكفي؟ ، فإذا قالت: نعم ،
قال لها: إذن ؛ لا أرى ضرورة لشراء ما يزيد عن الحاجة ، ولهذا كان بيتنا بسيطاً فيما يحويه من ممتلكات.
جهاده السياسي :
إعتُقل الشهيد لأول مرة عام 1401ﻫ ــ 1981م ، ثم أُطلق سراحه بعد تدخل الإمام الخوئي (قدس سره) ، وآية الله السيد يوسف الحكيم(قدس سره) ،
وسبب الاعتقال يعود إلى أن السيد محمود دعائي ــ أول سفير للجمهورية الإسلامية الإيرانية في العراق بعد انتصار الثورة ــ كان يمتلك بيتاً , وقد قام
بتسجيله بأسم الشهيد علماً أنه كان يسكن في بيت مجاور لبيت السيد ، فلما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران خرج السيد دعائي من البيت لأجل
المحافظة عليه ، ولكن السيد فوجئ باستدعائه من قبل رجال الأمن ، ومن أجل المحافظة على أثاث البيت ذكر لهم أن البيت يعود إليه , ولكنهم
سلبوا فيما بعد جميع أثاثه بالقوة..
ومن جانب آخر (كانت تربطه صلة روحية وفكرية بالشهيد الصدر(قدس سره) ، ولعل من نافلة القول الإشارة إلى أن أجهزة النظام كانت تستهدف كل
المرتبطين بالشهيد الصدر(قدس سره) والعاملين معه).
استشهاده :
استشهد عام 1405 ..
مجلة الفرات ..
الشيخ حميد البغدادي ..