بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
************************************
حينما يكون الحديث عن المسؤولية فإنّني أشعر بخطورة هذا الحديث. فلقد أرى أنّني أمام بحث يفرض عليّ مزيداً من الإمعان، ومزيداً من الموضوعية.
إنّ البحث عن المسؤولية، وعمّا ينبغي أن نفعل، وعمّا هو الواجب علينا، ليس بحثاً نظرياً أستطيع أن أقول فيه كلمتي دون أن ألاحظ بذلك موقف الناس وموقف الأمّة، وموقف الرجل المسلم.
حينما أحدّد المسؤولية في شيء فإنّني أكون قد وضعت الموقف العملي للرجل الشيعي، ورسمت له المنهج الذي تتطلّبه المرحلة، ومن هنا تنشأ خطورة هذا البحث.
إنّه بطبيعته بحث مسؤول، يشعر الداخل فيه أنّه مسؤول عن كل كلمة يقولها، ويسجّلها بهذا الصدد.
على أنّ خطورة هذا الحديث تنشأ من أهميته وفاعليته في حياتنا في ذات الوقت.
فليس هو موضوعاً عابراً، تصادفه مرّة أو مرّات معدودة في العمر، بل إنّنا نعيش معه في كل لحظة
ونرسم على ضوئه منهج حياتنا طول العمر.
فالخطأ فيه ليس أمراً قد يهون.
والتأثر بالعواطف والخلجات النفسية، والعقد الباطنية في مثل هذا الموضوع يعتبر في غاية الانحراف والتجاوز عن حدود المسؤولية.
وأنا غير شاك في أنّ طبيعة مزاج الشخص، ونوع ميوله النفسية، قد يقف حاجباً بينه وبين أن يصل لحقيقة الموقف الذي ينبغي أن يتخذه.
كثيراً ما نرى أنّها تعمل عملها في تفهم واقع المرحلة، وتحديد الموقف على ضوئه.
فبطبيعة الحال نجد أنّ الانهزاميين والجبناء والمتشبثين بالأرض، الطامعين في ترف الأرض ومجد الأرض هؤلاء.. نستطيع أن نجزم مسبقاً بالحكم الذي سيصدرونه حينما يكونون بصدد تحديد المسؤولية.
لا تنتظر سوى أحكام متخاذلة جبانة.
سوف ترى مواقف تهرّب، وكسل، وخوف.
سوف تشهد على الدوام، صمتاً، صمتاً، صمتاً.
قف، لا تتحرّك القضية خطرة، الإقدام لا يخلو من تهلكة.
لا عليك، ولا يعنيك الأمر، ما أنت وذا؟ "لا يكلّف الله نفساً إلاّّ وسعها".
وعلى النقيض حينما تكون القضية محقّقة لمصلحة شخصية، مجد في الأرض، جاه عند الناس، ثروة من الثروات، تفوّق على الآخرين بحساب المادّة.
هنا تستخدم كل الحيل، وكل الوسائل.
أقصى ما يملك هذا الرجل من لباقة، وفطنة، وعبقرية يضعه لحساب البرهنة والتدليل على صواب موقفه.
يدافع بكل حرقة، وكل حرارة، كما لو كان الموضوع يهم الإسلام والمسلمين.
يفتش عن آخر طريق يستطيع النفاذ من خلاله ليقول: إنّ مسؤوليته تحكم عليه بهذا الموقف، ومن ثمّ يكون قد كسب المال، والمجد والراحة، أو ما حلى له من طيّبات الدنيا، باسم المسؤولية، وباسم الدين والشرع والقانون.
لقد رأينا هذه النماذج من الناس.
لقد عرفناهم معنا، وعرفناهم في امتداد التأريخ.
من منكم لا يعرف عمرو بن العاص، أو أبا موسى الأشعري.
ماذا كانت مواقفهم؟
ماذا قالوا للناس؟
المواقف جميعاً كانت لحساب مصالح شخصية.
لحساب الطمع، والجشع، والهوى.
أليس قد انحاز عمرو بن العاص إلى جبهة معاوية، وإنّه ليعرف أنّ معاوية لعلى ضلال؟
لقد راجع قضيته في نفسه مسبقاً، وعرض عليها الخيار بين الدنيا وبين الدين، أشار عليه أحد ولديه بأن يتّبع علياً طالما هو يعرف أنّه على حق، والحق أحق أن يتبع. بينما وسوس له الآخر الدخول في سلك معاوية، فإنّ الدنيا تنضح من إنائه.
ماذا كانت النتيجة؟
لم يصمد (ابن العاص) أمام إلحاح الذات، وقوّة الهوى، واندفع مهرولاً يلثم أعتاب معاوية، وإنّه يلتمس لنفسه المعاذير عن هذا الموقف ويودّ لو يجد من الشريعة ما يسمح له بذلك.
وأبو موسى الأشعري؟
أنت تدري أنّه هو الذي كان يخذّل الناس عن عليّ, وهو بطل التحكيم، وفارس لعبة السلام، حينما اتفق مع مبعوث معاوية، عمرو بن العاص على أن ينزع كل منهم الخلافة من صاحبه ويريحوا الأمّة من عناء الخلاف والقتال.
هؤلاء يعرفون الحقيقة جيداً، وإنّهم لعلى يقين.
لكن الحقيقة لم تكن دوماً مع هوى الإنسان أو عواطفه ومزاجه.
ولذا فقد ابتعدوا عنها، لأنّها لا ترضي طموحهم، ولا تروي ظمأهم للترف والجاه والمال.
ولقد برّؤوا ساحتهم بشتى المعاذير، لكن أيّها كان صادقاً؟
المصدر
القائد المنتظر
تأليف: العلامة المجاهد السيد صدر الدين القبانجي
تحية لكم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين
و على أصحاب الحسين ورحمة الله و بركاته ..
عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين واهل بيته عليهم السلام
مشكورة اختي العزيزة
جزاكِ الله كل خير على هذا الطرح الرائع
الله يعطيكِ العافيه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وارحمنا بهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله ولبركاته
عظم الله اجوركم بذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام
يعطيكم الف عاقيــــــــــــــــــــــة
جعله الله تعالى في ميزان حسناتك
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليهم السلام ورحمة الله وبركاته
عظم الله أجوركم وأجورنا بمصاب ابي عبد الله الحسين عليه السلام
اختي الكريمة
احسنت وبارك الله فيك على الطرح القيم
وفقكم الله تعالى في الدنيا والآخرة
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار