اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أسماء وصفات إبليس في القران والسنة
الواقع ان اسم إبليس واسم الشيطان اللذان وردا في القران الكريم
هما ليسا اسمان حقيقيان لشخص إبليس الذي أبلس إي يأس من رحمة الله بعد المعصية
فهما يعدان من صفات شخص إبليس الشيطان اللعين والمنبوذ والمبعد من رحمة الله بسبب استكباره ومعصيته لله عز وجل
ففي الروايات ان اسم شخص إبليس الحقيقي هو عزازيل
كما تقدم أيضا عن الجوهري في الصحاح وفي بعض الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام ان اسمه بالعربي الحارث
وعليه سوف نبحث أولا في صفات ( الحارث ) في القران
وثانيا في الأحاديث والروايات من السنة الشريفة .
أولا : أسماء وصفات إبليس في القرآن
إبليس هو أول اسم أطلقه الله عزوجل في القران على عزازيل المخلوق من النار بعد الاستكبار والمعصية التي بدرت منه أمام ملائكة الله تعالى
حين أمرهم الله بالسجود وقد ورد لفظ إبليس في القران الكريم في عدة سور إحدى عشر مرة منها
قوله تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } (1)
وقوله تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ } (2)
وقوله تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } (3)
نلاحظ ان اغلب الآيات الإحدى عشر تحكي عن معصية إبليس واستكباره وعدم إطاعة الله عز وجل في أمر السجود مع الملائكة لآدم (عليه السلام) لذلك استحق الحارث ان يكون إبليس اسما وصفتا يائساً بائساً بعيداً عن ساحة رحمة الله وغفرانه .
إما اسم الشيطان فقد ورد لفظه (68) مرة منها
قوله تعالى: { فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ } (4)
وقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (5)
وقوله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (6)
وقوله تعالى: { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا } (7)
وقوله تعالى: { وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (8)
ومن خلال تتبعنا لآيات الذكر الحكيم التي ورد فيها لفظ الشيطان نلاحظ في اغلبها
ان الله عز وجل يحذر الإنسان من الشيطان الرجيم وأعوانه ووعوده المزينة وغروره الذي تنتهي خطواته إلى سوء العاقبة
فالشيطان كما بعد عن الرحمة والرضوان بمعصيته فهو يمني ويغرر من اتبعه من الإنس والجن ليبعدهم أيضاً
عن رحمة الله ورضوانه وحسن العاقبة والفوز بالجنان .
وجاء في وجوه القرآن ان المراد من لفظ الشيطان هو على أربعة أوجه أحـدهـا
إبليس لـعـنـه اللّه
كـقوله: { فأزلهما الشيطان عنها } (9)
و قـولـه: { فـوسـوس لـهـمـا الـشـيـطان ليبدى لهما } (10)
والـثـانـي :شـيـطان من الشياطين
كقوله: { الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بـالـفـحـشاء } (11)
وقوله: { و جاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني و بين اخوتي } (12)
وقوله: { ان الشيطان ينزغ بينهم } (13)
والـثـالـث : نـعـيـم بـن مـسـعـود الاشـجـعـى
كـقوله: { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه } (14)
والرابع : التابع من الجن
كقوله: { وما هو بقول شيطان رجيم } (15)(16)
وجاء أيضا ان المراد من الشياطين على ثلاثة أوجه احـدهـا: رؤسـاء الـكـافـريـن وكهنتهم وهو
قوله : { وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم } (17)
والـثـانـي : إبليس لعنه اللّه وأولاده
كقوله: { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سـليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا } (18)
وقوله: { و كذلك جعلنا لكل نبي عـدوا شـيـاطـين الإنس والجن } (19)
وقوله: { وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم } (20)
والـثـالـث : الـحـيـات
كـقـولـه: { طـلـعها كأنه رؤوس الشياطين } (21) أورده القتيبي في المشكل
وقوله: { فو ربك لنحشرنهم والشياطين } (22)
وقـولـه : { إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين } (23)
وقوله: { والشيطين كل بناء وغواص } (24)
إما الرجيم فهو من الصفات التي ورد لفظها أربع مرات مع اسم الشيطان ومرتين منفردا كما في
قوله تعالى: { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } (25)
وقوله تعالى: { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } (26)
والملاحظ ان التكرار في الآية الكريمة هو من التأكيد كما جاء لفظ الرجيم مع اسم الشيطان
في قوله تعالى: { وِإِنِّي اعيذها بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } (27)
وقوله تعالى: { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } (28)
ومعنى الرجيم اللعين كما جاء في وجوه القران في باب الرجيم
قوله: الرجيم على خمسة أوجه احـدهـا: الـلـعـيـن
كـقوله : { و أنى اعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم } (آل عمران 36)
وقوله : { فاخرج منها فانك رجيم } (29)
وقال ألطريحي: " والشيطان الرجيم أي المرجوم باللعنة المطرود من مواضع الخير، لا يذكره مؤمن إلا لعنه " (30)
ومن صفات إبليس في القران الوسواس الخناس
(كلمة الوسواس أصلها ـ كما يقول الراغب في المفردات ـ صوت الحَلي (اصطكاك حلية بحلية).
ثمّ أطلق على أي صوت خافت.ثمّ على ما يخطر في القلب من أفكار وتصورات سيئة، لأنّها تشبه الصوت الباهت الذي يوشوش في الأذن.
الخنّاس صيغة مبالغة من الخنوس وهو التراجع، لأنّ الشياطين تتراجع عند ذكر اسم الله; والخنوس له معنى الاختفاء أيضاً، لأن التراجع يعقبه الاختفاء عادة.
فقوله سبحانه: { من شرّ الوسواس الخناس } (31)
أي أعوذ بالله من شرّ الموسوس ذي الصفة الشيطانية الذي يهرب ويختفي من ذكر اسم الله (32)
كما وردة صفات أخرى لإبليس في القران الكريم منها العدو المبين
في قوله تعالى: { يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (33)
ومنها القرين في قوله تعالى: { وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا } (34)
ومنها الطاغوت قال الحميري : الطاغوت على ثلاثة أوجه
احـدهـا: الـشـيـطـان
كقوله: { فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن باللّه } وقـولـه فـي الـمـائدة (الآية 60): وعـبـد الـطـاغـوت ,
وقوله: { والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت }
كقوله : { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت } (35)
ثانيا : أسماء وصفات إبليس في السنة
في المبحث السابق علمنا ان اسم إبليس واسم الشيطان هما أيضا يعدان من ألقابه التي اسماه الله عزوجل بعد استكباره ومعصيته لأمره تعالى عزوجل للسجود لأدم عليه السلام وفي هذا المبحث نريد ان نتقصى قدر الإمكان عن اسم إبليس وصفاته قبل المعصية وبعدها أيضا مما لم يرد لها ذكر في آيات القران الكريم من خلال الأحاديث النبوية الشريفة وأحاديث أئمة أهل البيت المعصومين (عليهم أفضل السلام والتحية) .
جاء في أحاديث أهل البيت عليهم ان اسم إبليس قبل المعصية هو الحارث
كما جاء في الرواية التالية عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سئل أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) في حديث طويل أخذنا موضع الحاجة منه
(قال : وكانت الطائفة المطيعة لأمر الله من الجنّ تطير إلى السّماء اللّيل والنّهار على ما كانت عليه ، وكان إبليس - واسمه الحارث - يظهر للملائكة أنه من الطائفة المطيعة ) (36)
كما روي أيضا عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام)
( انه ذكران اسم إبليس الحارث، وإنما قول الله عزوجل: يا إبليس يا عاصي، وسمى إبليس لأنه أبلس من رحمة الله عزوجل ) (37)
وروي أيضا عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه.وسأله لم سمى آدم آدم؟
قال ( لأنه خلق من أديم الأرض، وسأله عن اسم إبليس ما كان في السماء؟ فقال:كان اسمه الحارث، وسأله عن أول من كفروا نشأ الكفر؟
فقال: ابليس لعنه الله ) (38)
و روي عن طاووس و مجاهد : أن إبليس كان قبل أن يرتكب المعصية ملكا من الملائكة اسمه عزرائيل و كان من سكان الأرض و كان سكان الأرض من الملائكة يسمون الجن و لم يكن من الملائكة أشد اجتهادا و لا أكثر علما منه فلما عصى الله لعنه و جعله شيطانا و سماه إبليس و كان من الكافرين في علم الله (39)
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : لا تقولوا قوس قزح فإن قزح اسم الشيطان و لكن قولوا قوس الله و إن هذه المجرة التي في السماء و يسمونها مجر الكبش موضع انفطار السماء للماء لأنه لم ينزل قطرات و إنما نزل دفعا فلما التأمت السماوات بقي أثره كالجرح المندمل يبقى أثره في البدن (40)
وقد جاء في الحديث أيضا ان كنيته أبو مرة كما روية عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام:
(أن إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم إلى أن بعث الله المسيح يتحدث عندهم و يسألهم، و لم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه بيحيى بن زكريا
فقال له يحيى: يا أبا مرة إن لي إليك حاجة
فقال: أنت أعظم قدرا من أن أردك بمسألة فاسألني ما شئت فإني غير مخالفك في أمر تريده،
فقال يحيى: يا أبا مرة أحب أن تعرض علي مصائدك و فخوخك التي تصطاد بها بني آدم،
فقال له إبليس: حبا و كرامة و واعده لغد.فلما أصبح يحيى قعد في بيته ينتظر الوعد، و أغلق عليه الباب إغلاقا، فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته فإذا وجهه صورة وجه القرد، و جسده على صورة الخنزير، و إذا عيناه مشقوقتان طولا، و إذا أسنانه و فمه مشقوقات طولا عظما واحدا بلا ذقن و لا لحية، و له أربعة أيد يدان في صدره و يدان في منكبه، و إذا عراقيبه قوادمه و أصابعه خلفه و عليه قباء و قد شد وسطه بمنطقة فيها خيوط معلقة بين أحمر و أصفر و أخضر و جميع الألوان، و إذا بيده جرس عظيم و على رأسه بيضة، و إذا في البيضة حديده معلقة شبيهة بالكلاب.
فلما تأمله يحيى قال: ما هذه المنطقة التي في وسطك؟
فقال: هذه المجوسية أنا الذي سننتها و زينتها لهم.
فقال له: ما هذه الخطوط الألوان؟
فقال: هذه جميع أصناع النساء لا تزال المرأة تصنع الصنيع حتى يقع مع لونها فأفتن الناس بها
فقال له: فما هذا الجرس الذي بيدك؟
قال: هذا مجمع كل لذة من طنبور و بربط و معزفة و طبل و ناي و صرناي، و إن القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوه استخف بهم الطرب فمن بين من يرقص، و من بين من يفرقع أصابعه، و من بين من يشق ثيابه.
فقال له: و أي الأشياء أقر لعينك؟
قال: النساء، من فخوخي و مصائدي فإذا اجتمعت إلى دعوات الصالحين و لعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن
فقال له يحيى: فما هذه البيضة على رأسك؟
قال: بها أتوقى دعوة المؤمنين.
قال: فما هذه الحديدة التي أرى فيها؟
قال: بهذه أقلب قلوب الصالحين.
قال يحيى: فهل ظفرت بي ساعة قط؟
قال: لا، و لكن فيك خصلة تعجبني.
قال يحيى: فما هي؟
قال: أنت رجل أكول فإذا أفطرت أكلت و بشمت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك و قيامك بالليل.
قال يحيى: فإني أعطي الله عهدا أن لا أشبع من الطعام حتى ألقاه.
قال له إبليس: و أنا أعطي الله عهدا أن لا أنصح مسلما حتى ألقاه، ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك ) (41)
أقول : ان عهود إبليس اللعين ومواثيقه هواء في شبك فمن جبل على المكر والحيلة والخداع والنفاق والقسم بالله تعالى كاذبا وغيرها من ذمائم الأخلاق لا يثبت على قول واحد أو فعل واحد كون ان غرائزه الشيطانية متقلبة وقد ثبت في بعض الأحاديث انه قد جرى بينه وبين بعض الأنبياء عليهم السلام بما فيهم نبينا الأعظم (ص) حوارات متعددة وقد أسدى فيها النصح للأنبياء ولنبينا عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام .
وقد وردة عدة أسماء للشيطان في روايات أهل العامة تركت التعرض لها كونهم هم أنفسهم ضعفوها وعدو أكثرها من المراسيل والمكذوبات .
1- سورة البقرة الآية 34
2- سورة الأعراف الآية 11
3- سورة الإسراء الآية 61
4- سورة البقرة الآية 36
5- سورة البقرة الآية 168
6- سورة البقرة الآية 208
7- سورة النساء الآية 120
8- سورة الأنعام الآية 142
9- سورة البقرة الآية 36
10- سورة الأعراف الآية 20
11- سورة البقرة الآية 268
12- سورة يوسف الآية 100
13- سورة الإسراء الآية 53
14- سورة آل عمران الآية 175
15- سورة التكوير الآية 25
16- وجوه القران ج 2
17- سورة البقرة الآية 14
18- سورة البقرة الآية 102
19- سورة الأنعام الآية 112
20- سورة الأنعام الآية 121
21- سورة الصافات الآية 65
22- سورة مريم الآية 68
23- سورة مريم الآية 83
24- سورة ص الآية 37
25- سورة الحجر الآية 34
26- سورة ص الآية 77
27- سورة آل عمران الآية 36
28- سورة النحل الآية 98
29- وجوه القران ج 2
30- مجمع البحرين ج2
31- سورة الناس الآية 4
32- الأمثل في تفسير القران ص 581 ج 20
33- سورة البقرة الآية 168
34- سورة النساء الآية 38
35- وجوه القرآن ج 3
36- قصص الأنبياء ص 36
37- تفسيرا نـور الثقلين ص 60
38- تفسيرا نـور الثقلين ص 59
39- النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين ص 33
40- النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين ص 76
41- الميزان في تفسير القران ج 8
بقلم : فلاح العيساوي/ من كتابي الموسوم بـ (ابليس في القرآن والسنة)
نسألكم الدعاء
أسماء وصفات إبليس في القران والسنة
الواقع ان اسم إبليس واسم الشيطان اللذان وردا في القران الكريم
هما ليسا اسمان حقيقيان لشخص إبليس الذي أبلس إي يأس من رحمة الله بعد المعصية
فهما يعدان من صفات شخص إبليس الشيطان اللعين والمنبوذ والمبعد من رحمة الله بسبب استكباره ومعصيته لله عز وجل
ففي الروايات ان اسم شخص إبليس الحقيقي هو عزازيل
كما تقدم أيضا عن الجوهري في الصحاح وفي بعض الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام ان اسمه بالعربي الحارث
وعليه سوف نبحث أولا في صفات ( الحارث ) في القران
وثانيا في الأحاديث والروايات من السنة الشريفة .
أولا : أسماء وصفات إبليس في القرآن
إبليس هو أول اسم أطلقه الله عزوجل في القران على عزازيل المخلوق من النار بعد الاستكبار والمعصية التي بدرت منه أمام ملائكة الله تعالى
حين أمرهم الله بالسجود وقد ورد لفظ إبليس في القران الكريم في عدة سور إحدى عشر مرة منها
قوله تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } (1)
وقوله تعالى: { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ } (2)
وقوله تعالى: { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } (3)
نلاحظ ان اغلب الآيات الإحدى عشر تحكي عن معصية إبليس واستكباره وعدم إطاعة الله عز وجل في أمر السجود مع الملائكة لآدم (عليه السلام) لذلك استحق الحارث ان يكون إبليس اسما وصفتا يائساً بائساً بعيداً عن ساحة رحمة الله وغفرانه .
إما اسم الشيطان فقد ورد لفظه (68) مرة منها
قوله تعالى: { فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ } (4)
وقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (5)
وقوله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (6)
وقوله تعالى: { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا } (7)
وقوله تعالى: { وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (8)
ومن خلال تتبعنا لآيات الذكر الحكيم التي ورد فيها لفظ الشيطان نلاحظ في اغلبها
ان الله عز وجل يحذر الإنسان من الشيطان الرجيم وأعوانه ووعوده المزينة وغروره الذي تنتهي خطواته إلى سوء العاقبة
فالشيطان كما بعد عن الرحمة والرضوان بمعصيته فهو يمني ويغرر من اتبعه من الإنس والجن ليبعدهم أيضاً
عن رحمة الله ورضوانه وحسن العاقبة والفوز بالجنان .
وجاء في وجوه القرآن ان المراد من لفظ الشيطان هو على أربعة أوجه أحـدهـا
إبليس لـعـنـه اللّه
كـقوله: { فأزلهما الشيطان عنها } (9)
و قـولـه: { فـوسـوس لـهـمـا الـشـيـطان ليبدى لهما } (10)
والـثـانـي :شـيـطان من الشياطين
كقوله: { الشيطان يعدكم الفقر و يأمركم بـالـفـحـشاء } (11)
وقوله: { و جاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني و بين اخوتي } (12)
وقوله: { ان الشيطان ينزغ بينهم } (13)
والـثـالـث : نـعـيـم بـن مـسـعـود الاشـجـعـى
كـقوله: { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه } (14)
والرابع : التابع من الجن
كقوله: { وما هو بقول شيطان رجيم } (15)(16)
وجاء أيضا ان المراد من الشياطين على ثلاثة أوجه احـدهـا: رؤسـاء الـكـافـريـن وكهنتهم وهو
قوله : { وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم } (17)
والـثـانـي : إبليس لعنه اللّه وأولاده
كقوله: { واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سـليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا } (18)
وقوله: { و كذلك جعلنا لكل نبي عـدوا شـيـاطـين الإنس والجن } (19)
وقوله: { وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم } (20)
والـثـالـث : الـحـيـات
كـقـولـه: { طـلـعها كأنه رؤوس الشياطين } (21) أورده القتيبي في المشكل
وقوله: { فو ربك لنحشرنهم والشياطين } (22)
وقـولـه : { إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين } (23)
وقوله: { والشيطين كل بناء وغواص } (24)
إما الرجيم فهو من الصفات التي ورد لفظها أربع مرات مع اسم الشيطان ومرتين منفردا كما في
قوله تعالى: { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } (25)
وقوله تعالى: { قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } (26)
والملاحظ ان التكرار في الآية الكريمة هو من التأكيد كما جاء لفظ الرجيم مع اسم الشيطان
في قوله تعالى: { وِإِنِّي اعيذها بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } (27)
وقوله تعالى: { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } (28)
ومعنى الرجيم اللعين كما جاء في وجوه القران في باب الرجيم
قوله: الرجيم على خمسة أوجه احـدهـا: الـلـعـيـن
كـقوله : { و أنى اعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم } (آل عمران 36)
وقوله : { فاخرج منها فانك رجيم } (29)
وقال ألطريحي: " والشيطان الرجيم أي المرجوم باللعنة المطرود من مواضع الخير، لا يذكره مؤمن إلا لعنه " (30)
ومن صفات إبليس في القران الوسواس الخناس
(كلمة الوسواس أصلها ـ كما يقول الراغب في المفردات ـ صوت الحَلي (اصطكاك حلية بحلية).
ثمّ أطلق على أي صوت خافت.ثمّ على ما يخطر في القلب من أفكار وتصورات سيئة، لأنّها تشبه الصوت الباهت الذي يوشوش في الأذن.
الخنّاس صيغة مبالغة من الخنوس وهو التراجع، لأنّ الشياطين تتراجع عند ذكر اسم الله; والخنوس له معنى الاختفاء أيضاً، لأن التراجع يعقبه الاختفاء عادة.
فقوله سبحانه: { من شرّ الوسواس الخناس } (31)
أي أعوذ بالله من شرّ الموسوس ذي الصفة الشيطانية الذي يهرب ويختفي من ذكر اسم الله (32)
كما وردة صفات أخرى لإبليس في القران الكريم منها العدو المبين
في قوله تعالى: { يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } (33)
ومنها القرين في قوله تعالى: { وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا } (34)
ومنها الطاغوت قال الحميري : الطاغوت على ثلاثة أوجه
احـدهـا: الـشـيـطـان
كقوله: { فمن يكفر بالطاغوت و يؤمن باللّه } وقـولـه فـي الـمـائدة (الآية 60): وعـبـد الـطـاغـوت ,
وقوله: { والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت }
كقوله : { والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت } (35)
ثانيا : أسماء وصفات إبليس في السنة
في المبحث السابق علمنا ان اسم إبليس واسم الشيطان هما أيضا يعدان من ألقابه التي اسماه الله عزوجل بعد استكباره ومعصيته لأمره تعالى عزوجل للسجود لأدم عليه السلام وفي هذا المبحث نريد ان نتقصى قدر الإمكان عن اسم إبليس وصفاته قبل المعصية وبعدها أيضا مما لم يرد لها ذكر في آيات القران الكريم من خلال الأحاديث النبوية الشريفة وأحاديث أئمة أهل البيت المعصومين (عليهم أفضل السلام والتحية) .
جاء في أحاديث أهل البيت عليهم ان اسم إبليس قبل المعصية هو الحارث
كما جاء في الرواية التالية عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : سئل أمير المؤمنين (عليه الصلاة والسلام) في حديث طويل أخذنا موضع الحاجة منه
(قال : وكانت الطائفة المطيعة لأمر الله من الجنّ تطير إلى السّماء اللّيل والنّهار على ما كانت عليه ، وكان إبليس - واسمه الحارث - يظهر للملائكة أنه من الطائفة المطيعة ) (36)
كما روي أيضا عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام)
( انه ذكران اسم إبليس الحارث، وإنما قول الله عزوجل: يا إبليس يا عاصي، وسمى إبليس لأنه أبلس من رحمة الله عزوجل ) (37)
وروي أيضا عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه.وسأله لم سمى آدم آدم؟
قال ( لأنه خلق من أديم الأرض، وسأله عن اسم إبليس ما كان في السماء؟ فقال:كان اسمه الحارث، وسأله عن أول من كفروا نشأ الكفر؟
فقال: ابليس لعنه الله ) (38)
و روي عن طاووس و مجاهد : أن إبليس كان قبل أن يرتكب المعصية ملكا من الملائكة اسمه عزرائيل و كان من سكان الأرض و كان سكان الأرض من الملائكة يسمون الجن و لم يكن من الملائكة أشد اجتهادا و لا أكثر علما منه فلما عصى الله لعنه و جعله شيطانا و سماه إبليس و كان من الكافرين في علم الله (39)
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : لا تقولوا قوس قزح فإن قزح اسم الشيطان و لكن قولوا قوس الله و إن هذه المجرة التي في السماء و يسمونها مجر الكبش موضع انفطار السماء للماء لأنه لم ينزل قطرات و إنما نزل دفعا فلما التأمت السماوات بقي أثره كالجرح المندمل يبقى أثره في البدن (40)
وقد جاء في الحديث أيضا ان كنيته أبو مرة كما روية عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام:
(أن إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم إلى أن بعث الله المسيح يتحدث عندهم و يسألهم، و لم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه بيحيى بن زكريا
فقال له يحيى: يا أبا مرة إن لي إليك حاجة
فقال: أنت أعظم قدرا من أن أردك بمسألة فاسألني ما شئت فإني غير مخالفك في أمر تريده،
فقال يحيى: يا أبا مرة أحب أن تعرض علي مصائدك و فخوخك التي تصطاد بها بني آدم،
فقال له إبليس: حبا و كرامة و واعده لغد.فلما أصبح يحيى قعد في بيته ينتظر الوعد، و أغلق عليه الباب إغلاقا، فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته فإذا وجهه صورة وجه القرد، و جسده على صورة الخنزير، و إذا عيناه مشقوقتان طولا، و إذا أسنانه و فمه مشقوقات طولا عظما واحدا بلا ذقن و لا لحية، و له أربعة أيد يدان في صدره و يدان في منكبه، و إذا عراقيبه قوادمه و أصابعه خلفه و عليه قباء و قد شد وسطه بمنطقة فيها خيوط معلقة بين أحمر و أصفر و أخضر و جميع الألوان، و إذا بيده جرس عظيم و على رأسه بيضة، و إذا في البيضة حديده معلقة شبيهة بالكلاب.
فلما تأمله يحيى قال: ما هذه المنطقة التي في وسطك؟
فقال: هذه المجوسية أنا الذي سننتها و زينتها لهم.
فقال له: ما هذه الخطوط الألوان؟
فقال: هذه جميع أصناع النساء لا تزال المرأة تصنع الصنيع حتى يقع مع لونها فأفتن الناس بها
فقال له: فما هذا الجرس الذي بيدك؟
قال: هذا مجمع كل لذة من طنبور و بربط و معزفة و طبل و ناي و صرناي، و إن القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوه استخف بهم الطرب فمن بين من يرقص، و من بين من يفرقع أصابعه، و من بين من يشق ثيابه.
فقال له: و أي الأشياء أقر لعينك؟
قال: النساء، من فخوخي و مصائدي فإذا اجتمعت إلى دعوات الصالحين و لعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن
فقال له يحيى: فما هذه البيضة على رأسك؟
قال: بها أتوقى دعوة المؤمنين.
قال: فما هذه الحديدة التي أرى فيها؟
قال: بهذه أقلب قلوب الصالحين.
قال يحيى: فهل ظفرت بي ساعة قط؟
قال: لا، و لكن فيك خصلة تعجبني.
قال يحيى: فما هي؟
قال: أنت رجل أكول فإذا أفطرت أكلت و بشمت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك و قيامك بالليل.
قال يحيى: فإني أعطي الله عهدا أن لا أشبع من الطعام حتى ألقاه.
قال له إبليس: و أنا أعطي الله عهدا أن لا أنصح مسلما حتى ألقاه، ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك ) (41)
أقول : ان عهود إبليس اللعين ومواثيقه هواء في شبك فمن جبل على المكر والحيلة والخداع والنفاق والقسم بالله تعالى كاذبا وغيرها من ذمائم الأخلاق لا يثبت على قول واحد أو فعل واحد كون ان غرائزه الشيطانية متقلبة وقد ثبت في بعض الأحاديث انه قد جرى بينه وبين بعض الأنبياء عليهم السلام بما فيهم نبينا الأعظم (ص) حوارات متعددة وقد أسدى فيها النصح للأنبياء ولنبينا عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام .
وقد وردة عدة أسماء للشيطان في روايات أهل العامة تركت التعرض لها كونهم هم أنفسهم ضعفوها وعدو أكثرها من المراسيل والمكذوبات .
1- سورة البقرة الآية 34
2- سورة الأعراف الآية 11
3- سورة الإسراء الآية 61
4- سورة البقرة الآية 36
5- سورة البقرة الآية 168
6- سورة البقرة الآية 208
7- سورة النساء الآية 120
8- سورة الأنعام الآية 142
9- سورة البقرة الآية 36
10- سورة الأعراف الآية 20
11- سورة البقرة الآية 268
12- سورة يوسف الآية 100
13- سورة الإسراء الآية 53
14- سورة آل عمران الآية 175
15- سورة التكوير الآية 25
16- وجوه القران ج 2
17- سورة البقرة الآية 14
18- سورة البقرة الآية 102
19- سورة الأنعام الآية 112
20- سورة الأنعام الآية 121
21- سورة الصافات الآية 65
22- سورة مريم الآية 68
23- سورة مريم الآية 83
24- سورة ص الآية 37
25- سورة الحجر الآية 34
26- سورة ص الآية 77
27- سورة آل عمران الآية 36
28- سورة النحل الآية 98
29- وجوه القران ج 2
30- مجمع البحرين ج2
31- سورة الناس الآية 4
32- الأمثل في تفسير القران ص 581 ج 20
33- سورة البقرة الآية 168
34- سورة النساء الآية 38
35- وجوه القرآن ج 3
36- قصص الأنبياء ص 36
37- تفسيرا نـور الثقلين ص 60
38- تفسيرا نـور الثقلين ص 59
39- النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين ص 33
40- النور المبين في قصص الأنبياء و المرسلين ص 76
41- الميزان في تفسير القران ج 8
بقلم : فلاح العيساوي/ من كتابي الموسوم بـ (ابليس في القرآن والسنة)
نسألكم الدعاء
