اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
حديث: (دعيتم الی الامر الواضح، فلا يصح عن ذلك الا أصم، ولا يعمی عن ذلك الا أعمی).
نص الحديث
قال الامام علي (عليه السَّلام): دعيتم الی الامر الواضح، فلا يصح عن ذلك الا أصم، ولا يعمی عن ذلك الا أعمی.
دلالة الحديث
هذا النص مع شدة وضوحه يحتاج الی التوضيح بدوره، انه نص ينتسب بلاغياً الی ما نسميه بالصورة الاستدلالية او الرمزية، اما انه رمز فلأن قوله (عليه السَّلام): (دعيتم الی الامر الواضح)، فيعني: ان ما هو واضح، مبادئ الاسلام، واما أنه استدلال فلأن الامام (عليه السَّلام) يشير الی من هو بصير وسامع مقابل ما هو اعمی واصم، والمهم الآن هو، ملاحظة هذا النص من حيث الدلالات المتسمة بطرافتها وعمقها واهميتها.
اذن لنتحدث عن الصورة بلاغياً بعد ان ادركناها دلالياً اي: المطالبة بأن نتعظ بما جاء الاسلام به من المبادئ، عقائدياً، وفقهياً واخلاقياً.
بلاغة الحديث
قلنا ان قوله (عليه السَّلام) (دعيتم الی الأمر الواضح) انما يتداعي الذهن منه الی مبادئ الله تعالی، ولكن السؤال هو، لماذا تداعي الذهن الی المعنی المذكور دون سواه؟
الجواب: السبب هو ان الانسان مفطور علی التوحيد ـ كما ورد في النص القرآني ـ وفطر علی الايمان، كما ورد القرآن بذلك ايضاً في قوله تعالی: "وحبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم".
من هنا، مادام الامر فطرياً، حينئذ يتسم بالوضوح حينما ندعی الی الايمان.
بيد ان السؤال الآخر هو لماذا انتخب الامام (عليه السَّلام) ظاهر في البصر والسمع في استدلاله الفني؟ اي لماذا قال (عليه السَّلام): بان الاعمی هو من عميت عينه من النظر الی الامر الواضح، وان الاصم هو من سدت اذنه من الاستماع لما هو واضح.
طبيعياً ان ما هو واضح بالنسبة الی العين هو: الشيء المرئي، وبالنسبة الی الاذن هو: الصوت المسموع، من هنا، فإن الامام ينتخب حاستين هما المسؤولتان عن التعرف علی الاشياء، فالعين هي التي تبصر الطريق فتمشي، والأذن هي التي تسمع الكلمة فتعمل بها، وهذا ما يفسر لنا انتخاب البصير والسامع، اما ما هي النكات الفنية الكامنة وراء الرمز الاستدلالي (الاصم) والرمز الاستدلالي (الاعمی) فهذا علی النحو الآتي: من البين ان حاسة البصر عندما تری هذا الدرب او ذاك، انما تسير فيه لعدم عثورها علی الاشواك أو الاذی، وكذلك حاسة السمع: انما تتبين دلالة الكلام عندما تسمع حروفه المؤلفة للمعنی، فاذا اجتازت الطريق مع علمها بأشواكه أو تركت الالتزام بما سمعته مع وعيها بدلالته: عندئذ يتساوی هذا الرجل الذي يملك بصراً وسمعاً مع الاعمی والاصم في اشتراكهما بعدم الرؤية بعدم السمع.
اذن اتضح جانب من الدلالات الفنية لكلام الامام (عليه السَّلام) سائلين الله تعالی ان يجعلنا ممن بصر وسمع وعمل بما سمع وبصر، وان يوفقنا الی ممارسة الطاعة، انه سميع مجيب. المصدر :نور وبلاغة
وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
حديث: (دعيتم الی الامر الواضح، فلا يصح عن ذلك الا أصم، ولا يعمی عن ذلك الا أعمی).
نص الحديث
قال الامام علي (عليه السَّلام): دعيتم الی الامر الواضح، فلا يصح عن ذلك الا أصم، ولا يعمی عن ذلك الا أعمی.
دلالة الحديث
هذا النص مع شدة وضوحه يحتاج الی التوضيح بدوره، انه نص ينتسب بلاغياً الی ما نسميه بالصورة الاستدلالية او الرمزية، اما انه رمز فلأن قوله (عليه السَّلام): (دعيتم الی الامر الواضح)، فيعني: ان ما هو واضح، مبادئ الاسلام، واما أنه استدلال فلأن الامام (عليه السَّلام) يشير الی من هو بصير وسامع مقابل ما هو اعمی واصم، والمهم الآن هو، ملاحظة هذا النص من حيث الدلالات المتسمة بطرافتها وعمقها واهميتها.
اذن لنتحدث عن الصورة بلاغياً بعد ان ادركناها دلالياً اي: المطالبة بأن نتعظ بما جاء الاسلام به من المبادئ، عقائدياً، وفقهياً واخلاقياً.
بلاغة الحديث
قلنا ان قوله (عليه السَّلام) (دعيتم الی الأمر الواضح) انما يتداعي الذهن منه الی مبادئ الله تعالی، ولكن السؤال هو، لماذا تداعي الذهن الی المعنی المذكور دون سواه؟
الجواب: السبب هو ان الانسان مفطور علی التوحيد ـ كما ورد في النص القرآني ـ وفطر علی الايمان، كما ورد القرآن بذلك ايضاً في قوله تعالی: "وحبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم".
من هنا، مادام الامر فطرياً، حينئذ يتسم بالوضوح حينما ندعی الی الايمان.
بيد ان السؤال الآخر هو لماذا انتخب الامام (عليه السَّلام) ظاهر في البصر والسمع في استدلاله الفني؟ اي لماذا قال (عليه السَّلام): بان الاعمی هو من عميت عينه من النظر الی الامر الواضح، وان الاصم هو من سدت اذنه من الاستماع لما هو واضح.
طبيعياً ان ما هو واضح بالنسبة الی العين هو: الشيء المرئي، وبالنسبة الی الاذن هو: الصوت المسموع، من هنا، فإن الامام ينتخب حاستين هما المسؤولتان عن التعرف علی الاشياء، فالعين هي التي تبصر الطريق فتمشي، والأذن هي التي تسمع الكلمة فتعمل بها، وهذا ما يفسر لنا انتخاب البصير والسامع، اما ما هي النكات الفنية الكامنة وراء الرمز الاستدلالي (الاصم) والرمز الاستدلالي (الاعمی) فهذا علی النحو الآتي: من البين ان حاسة البصر عندما تری هذا الدرب او ذاك، انما تسير فيه لعدم عثورها علی الاشواك أو الاذی، وكذلك حاسة السمع: انما تتبين دلالة الكلام عندما تسمع حروفه المؤلفة للمعنی، فاذا اجتازت الطريق مع علمها بأشواكه أو تركت الالتزام بما سمعته مع وعيها بدلالته: عندئذ يتساوی هذا الرجل الذي يملك بصراً وسمعاً مع الاعمی والاصم في اشتراكهما بعدم الرؤية بعدم السمع.
اذن اتضح جانب من الدلالات الفنية لكلام الامام (عليه السَّلام) سائلين الله تعالی ان يجعلنا ممن بصر وسمع وعمل بما سمع وبصر، وان يوفقنا الی ممارسة الطاعة، انه سميع مجيب. المصدر :نور وبلاغة
