اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـرآبـعـة وَ الـعِـشُرونَ / التوحيد الحقيقي ۞
ورد عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ( قولوا لا إله إلا الله تفلحوا )
و جاء أعرابي إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله و سلم – و سأله : هل للجنة ثمن ؟ فأجاب رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - : نعم ، قال : وما ثمنها ؟ قال – صلى الله عليه وآله وسلم - : ( لا إله إلا الله يقولها العبد الصالح مخلصاً بها . . . ) .
وفي كتاب التوحيد عن إبن عباس عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - : ( مامن الكلام كلمة أحب إلى الله عز وَ جل من قول لا إله إلا الله ، وما من عبد يقول لا إله إلا الله يمد بها صوته فيفرغ إلا تناثرت ذنوبه تحت قدميه كما يتناثر ورق الشجر تحتها ).
و إنما صارت هذة الكلمة الطيبة أحب الكلمات إلى الله عز وَ جل ، لأنها أعلى كلمة و أشرف لفظة دالة على وجوده تعالى ، و على إستجماعه لجميع صفات الكمال ، و تنزهه عن جميع النقائص .
وعنه – صلى الله عليه و آله و سلم - : ( ماقلت ولا قال القائلون قبلي مثل لا إله إلا الله )
وعن الإمام الباقر " عليه السلام " ( إن الله تبارك و تعالى أقسم بعزَّته و جلاله أن لا يعذب أهل توحيده بالنار أبداً )
وعن أبي عبدالله عليه السلام ( من قال لا إله إلا الله مائة مرة كان أفضل الناس ذلك اليوم عملاً إلا من زاد )
وعن أبي عبدالله عليه السلام : ( من قال في يوم : لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحداً أحداً صمداً لم يتخذ صاحبة ولا ولداً ، كتب الله عزّ وجل له خمس و أربعين ألف حسنة ، ومحا عنه خمس و أربعين ألف ألف سيئة ، و رفع له في الجنة خمس و أربعين ألف ألف درجة ، و كان كمن قرأ القرآن اثنتي عشرة مرة و بنى الله له بيتاً في الجنة )
و ليُعلم أنَّ ترتُب هذا الثواب على قول لا إله إلا الله له شروط ، ومن أهمها :
1- الولاية : و يشهد لذلك قول الرضا "عليه السلام" ( كلمة لا إله إلا الله حصني ، و من دخل حصني أمن من عذابي ) و لكن : ( بشروطها و أنا من شروطها ) .
كان رسول الله – صلى الله عليه و آله وسلم – ذات يوم جالساً و عنده نفر من أصحابه فيهم عليَّ بن أبي طالب " عليه السلام " ، إذ قال – صلى الله عليه و آله و سلم - ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ) فقال رجلان من أصحابه : فنحن نقول لا إله إلا الله ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – ( إنّما يقبل شهادة لا إله إلا الله من هذا و شيعته الذين أخذ ربنا ميثاقهم )
وعن الإمام الصادق " عليه السلام " : يا أبان إذا قدمت الكوفة فاروِ هذا الحديث : ( من شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً له الدين وجبت له الجنة ) قال قلت : إنه يأتيني من كل صنف من الأصناف فأروي لهم هذا الحديث ؟! فقال " عليه السلام " : ( نعم يا أبان ، إنه إذا كان يوم القيامة و جمع الله الأولين و الأخرين فيسلب لا إله إلا الله منهم إلا من كان على هذا الأمر )
فتسلب منه ثمرة لا إله إلا الله و يكون توحيده مجرد تحريك لسان لا ينتفع به في الآخرة .
وعن الإمام الباقر " عليه السلام " ( كل من دان لله بعباده يجهد بها نفسه و لم يكن له إمام من الله فالله شانئ لأعماله ) وعن مولانا الصادق عليه السلام : ( و إنّ على الكوثر أمير المؤمنين عليه السلام ، و في يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا ، فيقول الرجل منهم : إني أشهد الشهادتين فيقول " عليه السلام " : إرجع إلى إمامك فلان فإسأله أن يشفع لك ، فيقول : يتبرأ مني إمامي الذي تذكره ، فيقول عليه السلام : إرجع إلى ورائك ، فيقول : إني أهلك عطشاً ، فيقول " عليه السلام " : زادك الله ظمأ و زادك الله عطشاً )
وعن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – ( لو أن عبداً عبد الله بين الصفا و المروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي ثم لم يدرك محبتنا أكبه الله على منخريه في النار ) .
و عن الإمام زين العابدين " عليه السلام " : لو أنّ رجلاً عمّر ما عمّر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً يصوم النهار و يقوم الليل في ذلك المكان ثم لقي الله بغير ولايتنا لم ينفعه شيء ) .
و عن الإمام الصادق " عليه السلام " ( والله لو إن إبليس سجد لله بعد المعصية و التكبر عمر الدنيا مانفعه ذلك ، و لا قبله الله عزّ ذكره مالم يسجد لآدم كما أمره الله أن يسجد له ، و كذلك هذه المة العاصية المفتونة بعد نبيها و بعد تركهم الإمام الذي نصَّبَه نبيهم لهم ، فلن يقبل الله لهم عملاً ، و لن يرفع لهم حسنة حتّى يأتوا الله من حيث أمرهم ، و يتولوا الإمام الذي أُمروا بولايته ، و يدخلوا من الباب الذي الذي فتحه الله و رسوله لهم ) .
وعن الإمام الباقر " عليه السلام " : ( ذروة الأمر و سنامه و مفتاحه و باب الأشياء و رضا الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته ، إن الله عز وَ جل يقول : من يطع الرّسول فقد أطاع الله و من تولّى فما أرسلناك عليهم حفيظاً ، أما لو أنَّ رجلاً قام ليله و صام نهاره و تصدّق بجميع ماله و حجّ جميع دهره و لم يعرف ولاية ولي الله فيواليه و يكون جميع أعماله بدلالته إليه ، ماكان له على الله حق في ثوابه ، و لا كان من أهل الإيمان ) .
فلا تحقق للتوحيد من دون الأئمة " عليهم السلام " وهذا ما تؤكده الزيارة الجامعة الشريفة : ( من أراد الله بدأ بكم و من وحَّده قبل عنكم )
وإذا جمعنا بين رواية : ( كلمة لا إله إلا الله حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي ) و بين رواية : ( ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام حصني و من دخل حصني أمن من عذابي ) يظهر على إنه لا توحيد من دون ولاية .
ولذا ورد في رواية : ( ياعلي من مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب ) و برواية : ( إن الجاحد لولاية علي عليه السلام كعابد الوثن )
2- الإخلاص : بأن يكون قلبه مواطئاً للسانه ، فقد ورد في الخبر : ( كلمة لا إله إلا الله كلمة عظيمة كريمة على الله عز وَ جل ، من قالها مخلصاً إستوجب الجنة ، ومن قالها كاذباً عصمت دمه و ماله و كان مصيره إلى النار ) .
و الدليل على الإخلاص الورع ، فعن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - : ( من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة و إخلاصه أن يحجزه لا إله إلا الله عمّا حرم حرّم الله عز وَ جل ) .
عن الإمام الصادق " عليه السلام " في تفسير قولة تعالى : ( وَقَدِمْنَآ إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً ) ، " والله إن أعمالهم كانت أشد بياضاً من القباطي ( القطن الشديد البياض ) ولكنهم كانوا إذا عرض عليهم أمر من الحرام لم يتورعوا عن إرتكابه " .
و برواية : ( من شهد أن لا إله إلا الله . . . ) من شهد أي من المشاهدة ، يعني الحضور أي يرى الله حاضراً ( أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللهَ يَرَى )
يقول الإمام الصادق " عليه السلام " ( عجبت لمن يعلم أن الله مطلع عليه كيف يعصيه ) ؟! فكل خطأ يصدر منَّا بسبب الغفلة عن الله .
3- أن يكون تاركاً للدنيا زاهداً فيها : فعُن حذيفة عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قال : ( لا يزال لا إله إلا الله تردّ غضب الله جل جلاله عن العباد ما كانوا لا يبالون ما إنتقص من دنياهم إذا سلم دينهم ، فإذا كانوا لا يبالون ما إنتقص من دينهم إذا سلمت دنياهم ثم قالوها ردّت عليهم و قيل : كذبتم و لستم بها صادقين ) و هذا حال أبناء زماننا إلا من رحم ربي .
4- أن يموت على التوحيد : و يدّل على ذلك رواية أبي ذرّ عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – قال : ( مامن عبد قال لا إله إلا الله ثمّ مات على ذلك إلا دخل الجنة ) و إلا قد يسلب كما ورد في الرواية : ( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ميتة كفر و نفاق ) .
و المقصود بالمعرفة : التولّي بالإمام " عليه السلام " و محبته ، و الإعتراف أنه إمام مفترض الطاعة ، لا مجرد المعرفة الإسمية .
فيزيد ( لعنه الله ) و إن تشهد الشهادتين بلسانه ، إلَّا أنه قد هدم أركان التوحيد بقتله سيد شباب أهل الجنة و ريحانة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كما يعبر عنه عن ذلك السيد الحلي رحمه الله :
لئن جرت لفظة التوحيد في فمه فسيفه بحشا التوحيد قد فتكا
ولم يكتفِ عدو الله بقتل الإمام الحسين " عليه السلام " بل سبى عياله على ظهور النياق مربطين بالحبال ، فلما وقفوا بين يديه وهم على تلك الحال ، قال له الإمام علي بن أبي الحسين " عليه السلام " : ( أنشدك الله يا يزيد ماظنك برسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – لو رآنا على هذة الصفة ؟ ) فلم يبقِ أحدٌ إلا و بكى فأمر يزيد بالحبال فقُطعت و أمر بفكّ الغّل عن زين العابدين " عليه السلام " لما نظرت إليه عمته زينب " عليها السلام " صاحت وا أخاه وا حُسيناه من بعدك وا ضيعتاه .
قطع الحبال و لكنه فعل شيئاً أمرّ من ذلك ، دعا برأس الحسين " عليه السلام " و وضعه أمامه في طشت من ذهب و كانت النساء خلفه فقامت سكينة و فاطمة يتطاولان النظر إليه و يزيد يستره عنهما فلمّا رأينه صرخن بالبكاء و أما زينب " عليها السلام " فإنها أهوَت إلى جيبها فشقّته ثم نادت بصوت حزين يُفزع القلوب : ( وا أخاه وا حُسيناه يابن مكة و منى يابن زمزم و الصفا يابن فاطمة الزهراء أهكذا يُصنع برأسك بعد القتل يا حبيب رسول الله ) .
قالوا : ما إكتفى يزيد بذلك بل تناول رأس الحسين " عليه السلام " وقام إلى النساء وصار يسأل : من هذه و من هذه ؟ و المعرّف واقف يعرف يزيد بالنساء ويقول له : هذة زينب إبنة علي و هذه إم كلثوم و هذه فلانة و فلانه حتى وصل إلى الرباب زوجة أبي عبدالله ، فلما عرفها قال لها : رباب أتعرفين هذا الرأس ؟ لمّا نظرت هذه الحرة إلى رأس أبي عبدالله ، حنّت و بكت و أنشأت تقول :
و إني لأستحييه و التربُ بيننا كما كنت أستحييه وهو يراني
عليَّ عزيـز أن أراه كمـا ترى عـلـيـه عزيـز أن يـرآك ترانـي
و كانت بين النساء إمرأة تستر وجهها بزندها لأنّها لم تكن عندها خرقة تستر وجهها ، فقال : من هذه ؟ قالوا : سكينة بنت الحُسين ، فقال : أنت سكينة ؟ فبكت و إختنقت بعبرتها حتى كادت تطلع روحها .
أيا أبتا قد شتَّت البينُ شملنا و جرَّعنا في الكأس صبراً و حنظلاً
سرت حُسراً لكن تحجبُ وجهـها عـن العيـن أنـوارُ الإله فـ تحجــب
إلى أن أتت مجلس الرجس فأبصرت ثنايا الحسين هي بالعود تُضربُ
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ