اللهُم صَلِ علىْ مُحمِدٍ وَ آلِ مُحَمِدٍ وَ عجِلَ فرجَهُم وَ أهلِكَ أعدائِهُمْ وَ إرَحمِنَا بِهُمْ يَا الله
الَسَلآمُ عَليِكُمْ وَ رحَمِة الله وَ نُوره وَ بَركَاتُه
السَلآمُ عَلىْ آلحُسيِنَ وَ علىْ عليَّ بِنَ آلحُسيِنَ وَ عَلىْ أولآدَ الحُسيِنَ وَ عَلىْ أصحَآبَ الحُسيِنَ
آلسَلآمُ عَلىْ قتيِلَ العَبّرآتَ آلسَلآمُ عَلىْ آلدمَآءَ آلزآكيِآتَ السَلآمُ علىْ الدمِآءَ السَآئِلآتَ السَلآمُ عَلىْ الأروآحَ الطآهِرآتَ السَلآمُ علىْ الأجسَآد العآرياتَ
۞ اْلَخِـيَـمْه آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة الـسَـابـعَـة وَ الـعِـشُرونَ / بِـينَ مَولاتنَآ رُقيَة "ع" وَ جدَتِهَآ الصدَيقة فآطمَة "ع" ۞
مولاتنا رقية " عليها السلام " شابهت جدتها الزهراء "عليها السلام" في كثير من النواحي و الجهات
منها رقية "عليها السلام" إسمها فاطمة كإسم جدتها المظلومة الكبرى فاطمة "عليها السلام"
أيضاً كانت صلوات الله عليها تشبه جدتها "عليه السلام" حيث ذكر الخطباء أن سيد الشهداء "عليه السلام" كان يقول لها : (إمشي أمامي) فإذا فعلت ذلك يبكي ، فتسأله الحوراء زينب "عليه السلام" عن سبب بكائه فيقول "عليه السلام" : ( ذكرتني بأمي فاطمة ) .
مولاتنا رقية "عليها السلام" فُجعت بأبيها وهي صغيرة السن ، كجدتها المظلومة التي فقدتي أباها وهي في ريعان شبابها .
مولاتنا الزهراء "عليها السلام" لما ماتت ، ماتت في عضديها آثار السياط ، كالدملج الأسود المحترق ، و كذلك مولاتنا رقية لما جرَّدتها المغسلة رأت سواداً في بدنها ، علمت أنه من آثار سياط بني أميَّة .
مولاتنا الزهراء "عليها السلام" كانت بأنّاتها على أبيها تقطع القلوب و كذلك السيدة رقية "عليه السلام" كانت أنّاتها شديدة إلى درجة أنَّ لها جميع من في الخربة ، و وصلت هذه الحنّه و الأنّه إلى مجلس ذلك الطاغي يزيد عليه لعائن الله .
مولاتنا الزهراء "عليها السلام" بشّرها أبوها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بأنها أول الناس لُحوقاً به فإستبشرت و كذلك السيدة العزيزة رقية "عليه السلام" لما خرجت خلف أبيها يوم العاشر من المحرم قال "عليه السلام" ( بُنية الموعد في خربة الشام ) .
الصديقة الكُبرى "عليها السلام" ماتت لشدة وجدها و حزنها على أبيها وَ كذلك زهراء الحُسين "عليه السلام" ماتت لشدة وجدها و حزنها
ولكن هناك إختلاف بين الجدّة و بنتها ، وهو أن الزهراء " عليها السلام" بعد رحيل أبيها المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - خرجت إلى قبره بالليل و شمّت تراب القبر ، و لكنّ زهراء الحسين بعد رحيل أبيها أو قبل رحيلها عن أبيها ما رأت له قبراً لأنها ماتت قبل الرجوع إلى أرض كربلاء .
مُصيبة السيدة رقية شيّبت رأس العقيلة زينب "عليها السلام" كما قالت لنساء أهل المدينة ( وأما مصيبة وفاة رقية في خربة الشام فقد إحدودب لها ظهري وشاب لها رأسي ).
كآنت بأبي هي و إمي من جملة الأطفال الذين إجتمعوا حول أبي الفضل ينادون العطش العطش
لما جاء الإمام "عليه السلام" لوداع عياله إفتقد إبنته رقية طلبتها العقيلة وجدتها في بعض الخيام و جاءت بها إلى الإمام الحسين ، مطأطئة برأسها إلى الأرض و دموعها جارية ، جلس الإمام إلى جنبها : ( رُقيَة لِمَ لَمْ تأتي لوداعي؟ ) فسكتت ، رفعت رأسها إلى أبي عبدالله نظرت إليه و دموعها جارية قالت : أبي ودعت أخي الأكبر فذهب وما عاد لي ، ودعت إبن عمي القاسم فذهب ولم يرجع ودعت عمي العباس فذهب وما عاد لي سالماً ، أبي أخاف أن أودعك و تمضي ولا ترجع لي ، إحتضنها الإمام و دموعها جارية ، دفع إليها سجادة و قال : ( بنية الموعد في خرابة الشام ) .
هذة السجادة غروب عاشوراء فرشتها لأبيها تنتظر قدومه جاءها الشمر إلى الأرض لاذت بعمتها و صارت تسأل عن أبيها ، قالت لها : ( بُنية إنَّ أباك في سفر ) قالت : عمه متى يعود ، يرجع غداً ؟
حينما أضرموا النار بالخيام يقول حميد بن مسلم : رأيت طفلة عمرها ثلاث سنوات من هي ؟ السيدة رقية ، جاء بها إلى الماء ، أعطاها الماء قالت : لا أريد الماء لنفسي ، خذه إلى والدي الحسين ، ماذا يقول لها ؟ أبوك غير عطشان ، أبوك مذبوح ، رأسه على رأس الرمح .
في طريق الشام هناك أشواك ، قدما السيدة رقية جُرحت من المشي على الأشواك
في خربة الشام ، أي خربة ؟ ليس فقط الإهانة في تلك الخربة بل خربة قريبة الإنهدام ، جعلهم يزيد فيها لتنهدم الجدران عليهم ولكن الله حفظهم
في تلك الخربة ، بالليل عندهم فراش ؟ لا ، فراشهم تراب الخربة ، وسادة عندهم ؟ لا ، الوسادة الصخور .
خربة بلا سقف ، برد في الليل ، حارة في النهار ، يقول الإمام زين العابدين للمنهال : ( إن الخربة لا سقف لها وقد تقشرت وجوه عماتي و أخواتي من حرارة الشمس ) .
أطفال يأتون إلى تلك الخربة للتفرُّج ، عند الغروب يذهب بهم و أهلهم إلى دارهم ، رقية تقول لعمتها : أين أهلنا ؟ أين دارنا ؟ لماذا نبقى في هذه الخربه .
في إحدى الليالي كانت هذه اليتيمة نائمة جاءها الإمام في الرؤيا قامت من نومها ، عمّة زينب أين مضى عني والدي ، ساعد الله قلب العقيلة انفجرت بالبكاء و النساء أيضاً إنفجرت بالبكاء ، إرتفعت الصيحة واحسيناه واأبتاه واعماه ، صار المأتم في الخربة ، وصلت الصيحة إلى مجلس يزيد ، سأل ما الخبر ؟ قالوا : يتيمة تريد والدها ، قال : إحملوا إليها رأس والدها .
في جوف ذلك الليل جاؤوا بطشت مغطى بمنديل وضعوه أمام رقية ، زينب "عليها السلام" عرفت ما الخبر ، رقية جائعة و الدنيا ظلام ، قالت : عمّه أنا لا أريد طعاماً ، أنا مشتاقة إلى والدي الحسين ، قالت لها زينب ( بُنية رقية لقد أحرقت قلبي ، إن في الطشت مرادك ) أقبلت رقية من ذلك الطشت شيئاً فشيئاً مدّت يديها الصغيرتين رفعت ذلك المنديل ، ماذا رأت ؟ منظر مؤلم على قلبها و إذا بها ترى رأس الحسين ، بأيَّ حاله جبهته مكسورة ، شيبته مخضبة ، جراحات في وجهه .
رمت بنفسها على ذلك الرأس وضعته على حجرها وضعت فمها على فم أبيها
.~( سيدي رأسك يسمع و ينظر إذا نظرت إلى وجه رقية هل رأيت أثاراً في وجهها و أثر صفعة الشمر على وجهها )~.
صارت تخاطبه من الذي حزّ وريدك من الذي قطع رأسك من الذي خضب شيبك ، لم تزل تقول أبه أبه حتى خمد صوتها ، زينب إلتفت إلى النساء ، أخفضن أصواتكن إن رقية قد نامت ، الإمام إلتفت إلى عمته عمّة عظم الله لكِ الأجر إن اختي قد ماتت ، جاءتها زينب حرَّكتها و إذا بها قد ماتت على رأس والدها .
زينب "عليها السلام" دفنتها ، لكن في اليوم الثاني الأطفال منهم من كان نائماً ، قاموا يبحثون عن رقية ، رقية غير موجودة ، صار الطفل يأتي إلى زينب عمّه أين رقية ؟ أريد أن ألعب مع رقية ، زينب ماذا تقول للأطفال ؟! لكن بينما الأطفال ينظرون ، رأوا شيئاً متغيراً في الخربة ، رأوا كومة من التراب كأنها قبر ، سألوا زينب عن ذلك فأجابتهم إن القبر قبر رقية أداروا حول القبر .
عظم الله لكَ الأجر سيديَّ يا صاحبَ العصِر وَ الزمآنَ أنتَ المُعزىْ سيديَّ
إلـهيَّ بحق الحسين و أخيه وَ جده و أبيَه وَ أمُه وَ بنيَه وَ شيعتَه وَ مواليَه وَ قبرَه وَ سآكنيَه وَ زوارَه وَ مجاوريَه خلصني مِنَ الغم الذيَّ أنا فيَه
ياقاضي الحاجات يا سميع الدعوات يا منزل البركات يادافع البليات برحمتك يا أرحم الراحمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم كُنْ لِوليُّك الحُجةِ ابن الحسن صلَواتُك عليهِ وعلى ابائِه في هذه الساعة وفي كلِ ساعة ولياً وحافِظْا وقائِداً وناصراً ودليلاً وعَيّنا حتى تُسكِنَهُ ارضَك طوعا وتُمتِعهُ فيها طويلاً برحمتِك يا ارحمْ الراحِمين
وَ صَلىْ الله عَلىْ مُحَمِدَ وَ آلِ مُحَمِدَ آلطَيبيِنَ آلطآهرِينَ
مِنَ قلِبَ اْلَخِـيَـمْ آلَفاَطِمّيَة اْلَحُسـينيَة مُشرفة أحَلىْ روضَة بآلعَآلِمْ / آلنُورَ آلحُسينيَّ
نسألكُم الدعَآءَ